إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت

    نقلا من كتاب عصمة اهل البيت عليهم السلام

    روى صاحب مجمع البيان الشيخ الطبرسي قدس سره عن أبي جعفر عليه السلام ، كما روى عنه وعن أبي عبدالله عليه السلام : « أنّ فضل الله ورحمته : النبي وعلي ».
    وعن جعفر بن محمد عليهما السلام في قول الله عزَّ وجلّ : ( ولو ردّوه إلى الرسول وإلى أولي الاَمر منهم ) ، قال : « نحن أولو الاَمر الذين أمر الله عزَّ وجلّ بالردِّ إلينا » (1).
    ____________
    (1) مستدرك الوسائل|النوري الطبرسي 17 : 271|13 الباب السابع.

    ( إنّما يُريد الله ليذهبَ عنكم الرجس أهل البيت ويُطَهِّرَكُم تطهيراً )(2).
    لعلَّ المراد بأهل البيت في هذه الآية المباركة الذي يجب أن يلتفت إليه علمياً هو :
    1 ـ نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم خاصة ، لورود الآية المباركة في جملة خطابات متعلقة بهن.
    2 ـ نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.
    3 ـ خصوص هؤلاء الخمسة عليهم السلام.
    وقد قال القرطبي : ( والذي يظهر من الآية انّها عامّة في جميع أهل البيت من الازواج وغيرهم ، وإنّما قال « ويطهركم » لان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلياً وحسناً وحسيناً كانوا فيهم ، وإذا اجتمع المذكر والمؤنث غُلِّبَ المذكر ) (3) ووافقه الفخر الرازي على ذلك (4).
    ____________
    (1) راجع مجمع البيان في تفسير القرآن|الطبرسي في تفسير نفس الآية المباركة 2 : 82 ط دار التراث العربي ـ بيروت.
    (2) سورة الاحزاب : 33|33.
    (3) الجامع لاحكام القرآن|القرطبي 13 : 183.
    (4) التفسير الكبير|الرازي 25 : 209.

    إلاّ أننا الآن نحاول ان نستقرئ الآية المباركة لنشاهد مدى دلالة ألفاظها ومعانيها على هذا الذي قالوه ، وهذا الظهور الذي ادّعوه.
    إنّما : معنى إنّما اثبات لما يُذكر بعدها ، ونفي لما سواه ، والنفي والاثبات من أتقن وأشد موارد الكلام ، في دلالته على المعنى ، ولذا وردت عليه كلمة التوحيد.
    فآية التطهير ( تدل على حصر الارادة في اذهاب الرجس ، والتطهير ).
    وكلمة أهل البيت سواء كان لمجرّد الاختصاص أو مدحاً ، أو نداءً ، يدلُّ على اختصاص إذهاب الرجس ، والتطهير بالمخاطبين بقوله : « عنكم ».
    ففي الآية في الحقيقة قصران : قصر الارادة في اذهاب الرجس ، والتطهير. وقصر إذهاب الرجس والتطهير في أهل البيت (1).
    التطهير : التنزيه عن الاثم ، وعن كلِّ قبيح (2).
    الرجس : أمّا ان تكون هذه اللاّم للعهد أو ان تكون للجنس ، أمّا كونها عهدية فليست كذلك ، لاَنّهُ ما عُهِدَ رجسٌ في الكلام السابق حتى ترجع إليه.
    فتبقى هذه علامة للجنس ، وبما ان معنى الجملة نفي ، إذ انّ الباري
    ____________
    (1) الميزان 16 : 309.
    (2) المجمل|أحمد بن فارس : مادة طهر.

    يريد إذهاب الرجس ونفيه عنهم ، فهو يعمّ لاَنّه لو تحقق مصداق ما للرجس وثبت ، ما صدق الكلام.
    الرِّجس : لنتابع هذه الكلمة قرآنياً ، قال تعالى : ( ومن يرد ان يضلَّهُ يجعل صدرهُ ضيّقاً حرجاً كأنّما يصّعّد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون ) (1). وقال تعالى : ( وأمّا الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون ) (2). وقال تعالى : ( قُل لا أجد في ما أُوحي اليَّ مُحرَّماً على طاعم يطعمه إلاّ ان يكون ميتةً أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير فإنّه رجس.. ) (3).
    من هنا يتبين ان الرجس يطلق ويراد به القذارة المعنوية اذا صحَّ التعبير بكلِّ أنواعها ، كما هو ظاهر الآيتين الاوليتين.
    وأما ظاهر الآية الثالثة فإنّ الرجس يُراد به القذارة المادية ، فبناء على ذلك : تكون كلا القذارتين ذاهبتين عن هؤلاء بالخصوص. فيعمّ اذهاب جميع الآثام وكلّ القبائح المادية والمعنوية عنهم.
    ولذا قالوا : ( فمن المتعين حمل اذهاب الرجس في الآية على العصمة ، ويكون المراد بالتطهير في قوله : ( ويطهركم تطهيرا ) وقد أكّد بالمصدر ازالة أثر الرجس بايراد ما يقابله ، بعد اذهاب أصله ).
    ____________
    (1) سورة الاَنعام : 6|125.
    (2) سورة التوبة : 9|125.
    (3) سورة الاَنعام : 6|145.

    والمعنى : ( انّ الله سبحانه تستمر ارادته ان يخصكم بموهبة العصمة باذهاب الاعتقاد الباطل ، وأثر العمل السيء عنكم أهل البيت ، وايراد مايزيل أثر ذلك عليكم وهي العصمة ).
    ولا بأس بنقل تتمة كلام السيد الطباطبائي قدس سره فيما لو شملت الآية المباركة غير هؤلاء الخمسة أياً كان هذا الغير : ( ليس المراد بأهل البيت نساء النبي خاصة لمكان الخطاب الذي في قوله : « عنكم » ، ولم يقل : عنكنّ.
    فإمّا أن يكون الخطاب لهنّ ولغيرهنّ.
    أو يكون الخطاب لغيرهنَّ أياً كان هذا الغير.
    وعلى أي حال فالمراد باذهاب الرجس والتطهير مجرّد التقوى الديني بالاجتناب عن النواهي ، وامتثال الاوامر.
    فيكون المعنى : إنّ الله لا ينتفع بتوجيه هذه التكاليف اليكم ، إنّما يريد اذهاب الرجس عنكم وتطهيركم ، على حدِّ قوله : ( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم ويتم نعمته عليكم )(1).
    وهذا المعنى لا يلائم شيئاً من معاني أهل البيت لمنافاته البيّنة للاختصاص المفهوم من أهل البـيت ، لعمومه لعامّة المسلمين المكلّفين باحكام الـدين.
    ____________
    (1) سورة المائدة : 5|6.

    وان كان المراد باذهاب الرجس والتطهير التقوى الشديدة البالغة ، ويكون المعنى :
    إنّ هذا التشديد في التكاليف المتوجهة اليكن أزواج النبي وتضعيف الثواب والعقاب ليس لينتفع الله سبحانه به ، بل ليذهب عنكم الرجس ويطهركم.
    ويكون من تعميم الخطاب لهن ولغيرهنّ بعد تخصيصه بهنَّ ، فهذا المعنى لا يلائم كون الخطاب خاصاً بغيرهنّ وهو ظاهر ، ولا عموم الخطاب لهن ولغيرهنّ ، فانّ الغير لا يشاركهن في تشديد التكليف ، وتضعيف الثواب والعقاب.
    وان كان المراد اذهاب الرجس والتطهير بارادته تعالى ذلك مطلقاً لابتوجيه التكليف ، ولا بتوجيه التكليف الشديد ، بل ارادة مطلقة لاذهاب الرجس والتطهير لاهل البيت خاصة بما هم أهل البيت ، كان هذا المعنى منافياً لتقييد كرامتهن بالتقوى.
    وبهذا الذي تقدّم يتأيد ما ورد في أسباب النزول ان الآية نزلت في النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة والحسنين عليهم السلام خاصّة لا يشاركهم فيها غيرهم.
    وهي روايات جمّة تزيد على سبعين حديثاً ، ما ورد منها من طرق أهل السُنّة يزيد على ما ورد فيها من طرق الشيعة.
    فقد روتها أهل السنة بطرق كثيرة عن : أم سلمة ، وعائشة ، وأبي سعيد الخدري ، وسعد ، وواثلة بن الاسقع ، وأبي الحمراء ، وابن عباس ، وثوبان


    مولى النبي ، وعبدالله بن جعفر ، وعلي ، والحسن بن علي عليهما السلام ، في قريب من أربعين طريقاً.
    وروتها الشيعة عن علي ، والسجاد ، والباقر ، والصادق ، والرضا عليهم السلام ، وأم سلمة ، وأبي ذر ، وأبي ليلى ، وأبي الاسود الدؤلي ، وعمرو بن ميمون الاودي ، وسعد بن أبي وقاص ، في بضع وثلاثين طريقاً (1).
    قال تعالى : ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) ، عن شداد بن عبدالله أبي عمار عن واثلة بن الاسقع انّه حدثه قال : أتيت فاطمة ( رض ) أسألها عن علي ، قالت : توجّه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ... حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعه علي وحسن وحسين عليهم السلام آخذ كل واحد منهما بيده ، حتى دخل فأدنى علياً وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسناً وحسيناً كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه ، ثم تلا : ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) وقال : « اللهمَّ هؤلاء أهل بيتي » (2).
    ورواه عبدالجبار بن العباس الشّبامي عن عمار الدهني عن عمرة بنت أفعى عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : نزلت هذه الآية في بيتي ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) وفي البيت سبعة جبرئيل وميكائيل عليهما السلام ، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي والحسن والحسين
    ____________
    (1) الميزان|الطباطبائي 16 : 310 ـ 311 بتصرّف قليل.
    (2) مسند أحمد 4 : 107 و 135 كتاب الفضائل ، فضائل أمير المؤمنين عليه السلام ط1. وتاريخ مدينة دمشق| ابن عساكر 13 : 76 في ترجمة الاِمام الحسين عليه السلام.

    وفاطمة عليهم السلام ، وأنا على باب البيت ، فقلت : يا رسول الله ألستُ من أهل البيت ؟ !
    قال : « أنتِ على خير ، إنّك من أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم » ، وما قال : انك من أهل البيت (1) (2).
    بناءً على هاتين الروايتين وغيرهما الواردة في هذا المقام بالذات حصر أهل البيت في هؤلاء الخمسة فعملية الاخبار تكفي ، إلاّ انّه لم يكتف بذلك بل أجلس علياً عن يساره ، وفاطمة عن يمينه ، والحسن والحسين بين يديه ، ليخبر السامع والناظر بأنّ هؤلاء هم أهل بيته بالخصوص ، وهم المعنيون بالآية المباركة ، إذ بعد ان اجلسهم قرأ ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ). وكأنّه يريد أن يزيد بياناً في انّ هذا العنوان لا يشمل إلاّ هؤلاء بالقول والفعل ليرسخ المعنى أكثر.
    وقال : اللهمّ انّ هؤلاء أهلي.
    والرواية الثانية الظهور فيها أشد ، فأم سلمة من الازواج ، ودعوى شموليتها لها موجودة ومحققّة ، إلاّ انّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم صرَّح بعدم دخولها
    ____________
    (1) شواهد التنزيل|الحسكاني 2 : 81 ط1 في تفسير هذه الآية المباركة بأسانيد عدة.
    (2) وقد روي هذا الحديث بطرق وأسانيد مختلفة في كتب عدّة ، وبألفاظ متقاربة تؤدي هذا المعنى وتحصر أهل البيت عليهم السلام في هؤلاء الخمسة فتاريخ دمشق أيضاً روى مثله في ترجمة الاِمام الحسن عليه السلام ص67 ، ويجد كذلك الباحث في مسند أم سلمة من كتاب المسند مثله ، وحتى ان مسلم قد رواه في باب فضائل أهل البيت عليهم السلام 4 : 1883. وله مصادر اُخرى.

    في هذا الموطن بالذات بهذا العنوان ، فما بعد ذلك إلاّ العناد.
    وإذا صحّ التعبير إنّ هذا وضعٌ شرعي من قبل المشرّع نفسه وليس وضعاً مُتشرعاً ، فحتى لو كان يشمل غيره فهنا قد خصصه الواضع ، فكيف ندعي الشمولية ؟
    وهناك قرائن اُخرى ، تفيد الاختصاص نذكرها تباعاً ، قرائن داخلية ، وقرائن خارجية ، بالاضافة إلى ما مرَّ.
    نفسي على ذكر اسم المرتضى طربت
    وفي سفينة اهل البيت قد ركبت
    اللهم صلي على محمد و ال محمد

  • #2
    القرينة الاُولى : إنّه بعد النزول والتحديد بالرداء والكساء ، والحصر بالفعل بعد ان جاء الحصر بالقول كان صلى الله عليه وآله وسلم يؤكد هذا الحصر بهؤلاء عند خروجه للصلاة فيأتي باب الزهراء البتول فاطمة عليها السلام وينادي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل البيت ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) كل يوم خمس مرات لمدة تسعة أشهر أو سبعة أشهر أو ستة أشهر على اختلاف الروايات (1) راجع بذلك كل من الطبري وابن كثير والسيوطي في تفاسيرهم.
    وقد قال ابن حجر ( وإنّ أكثر المفسرين على انّها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين ) (2).
    وتواتر النص بذلك من جماعة من الصحابة والتابعين ، وانهاه ابن جرير
    ____________
    (1) مسند أبي داود 8 : 274. واُسد الغابة 5 : 521. وطبقات ابن سعد 7 : 306. والبداية والنهاية|ابن كثير 8 : 205. والمنتخب|الطريحي : 186 ط النجف.
    (2) الصواعق المحرقة : 143.

    الطبري في تفسيره ـ جامع البيان ـ إلى خمسة عشر طريقاً ، والسيوطي في تفسيره ـ الدر المنثور ـ عند تفسير هذه الآية من سورة الاحزاب إلى عشرين طريقاً.
    القرينة الثانية : إنّ الآل والاَهل تدلاّن على النسب دون السبب (1) ، بل جاء بالاثر عن زيد بن أرقم عندما سُئل من أهل بيته ، نساؤه ؟ !
    قال : لا ، وايم الله ، إنّ المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلّقها ، فترجع إلى أبيها وقومها ، أهل بيته أصله وعصبته الذين حُرموا الصدقة بعده (2).
    القرينة الثالثة : قال تعالى : ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعوا أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ) (3) ، وقد أطبق المفسرون ، واتفقت الرواية ، وأيّده التاريخ : إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حضر للمباهلة ، ولم يحضر معه إلاّ علي وفاطمة والحسنان عليهم السلام ) (4).
    وقد خصّهم الله تعالى قبل رسوله صلى الله عليه وآله وسلم باسم الاَنفس والنساء والاَبناء لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وليس المراد في الآية بلفظ نسائنا فاطمة ، وبلفظ أنفسنا علي ، بل المراد انّه صلى الله عليه وآله وسلم إذ لم يأتِ في مقام الامتثال إلاّ به وبها ، كشف
    ____________
    (1) راجع لسان العرب 11 : 38. والنهاية|ابن الاثير 1 : 81.
    (2) الجامع الصحيح|مسلم بن الحجاج 7 : 123.
    (3) سورة آل عمران : 3|61.
    (4) الميزان 3 : 223.

    ذلك انها هي المصداق الفرد لنسائنا ، وإنّه هو المصداق الوحيد لاَنفسنا ، وإنّهما مصداق أبنائنا.
    وكان المراد بالاَبناء والنساء والاَنفس في الآية هو الاَهل ، فهم أهل بيت رسول الله وخاصته ، كما ورد في بعض الروايات بعد ذكر اتيانه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال : « اللهمّ هؤلاء أهل بيتي » (1) ، فإنّ معنى الجملة : إنّي لم أجد من أدعوه غير هؤلاء (2).
    فإذا كان كذلك عُلِمَ دخولهم في أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلا ريب ولاشك ، وقد استقصى صاحب كتاب خصائص الوحي المبين المصادر والطرق لرواية انّها نزلت في الخمسة من مسند أحمد لغيره ، وأضاف محقق الكتاب الشيخ محمد باقر المحمودي مصادر كثيرة اخرى في تعليقته على هذا الكتاب (3) فيسقط بهذا القول الاَول ، كما سيأتي وجه
    ____________
    (1) رويت هذه الجملة في صحيح مسلم 7 : 119 في باب مناقب علي عليه السلام.
    (2) الميزان|الطباطبائي 3 : 338 ط مؤسسة آل البيت عليهم السلام.
    * والعجيب انّ كلَّ المفسرين عندما يصلون إلى هذه الآية المباركة يأخذون بالحديث حول مقام أهل البيت عليهم السلام ، ويذكرون الخمسة بالخصوص ويثنون عليهم ، بما أثنى الله تعالى ورسوله عليهم ، إلاّ واحد منهم ـ وهو سيد قطب|في ظلال القرآن 1 : 405 ـ أبت نفسه إلاّ نفورا فقال عندما تعرّض لهذه الآية المباركة : ( وقد دعا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من كانوا يناظرونه في هذه القضية الى هذا الاجتماع الحاشد ليبتهل الجميع إلى الله ان ينزّل لعنته على الكاذب من الفريقين ، فخافوا العاقبة ، وأبوا المباهلة ، وتبيّن الحق واضحاً ). ومن المضحك المبكي انّه صرف وجهه عن اولئك الاَطهار وأخذ في مدح المسيح والثناء عليه وعلى أُمّه على نبينا وآله وعليهما السلام ، فهل الآية نزلت فيهما ؟ !! أم ماذا ؟ !! إلاّ أنّ غيره قال : ( وفيه دليل ، لاشيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء عليهم السلام ).
    راجع : التفسير الكبير|الفخر الرازي. والكشاف|الزمخشري. وتفسير ابن كثير وغيرها.
    (3) راجع : خصائص الوحي المبين|يحيى بن الحسن الحلي المعروف بابن البطريق : 67 ـ 78.


    آخر لاِسقاطه.

    القرينة الرابعة : كثرة الروايات في ذلك (1).
    القرينة الخامسة : ونزيد ذلك بياناً بتساؤل مؤدّاه : ما للخطاب عندما يبدأ بالارشاد والامر يبدأ بالنون ، وبه يختم ؟ ! فإذا وصل إلى هذا المقطع من الآية المباركة انقلبت النون منكفئة ، وظهر بدلها ميم للجمع تصرخ بملء فيها انني غير تلك فلاحظوا.
    ثم إذا تمّت النعمة واكتمل الامر لكل ذي لب ، رجعت النون تزهو في محلّها بخطابٍ لطيفٍ لنساء كان قدرهنَّ ان يكنَّ أمهاتٍ للمؤمنين ، بأن يذكرن ما يُتلى في بيوتهنَّ من آيات الله والحكمة.
    ففي الواقع ان الخطاب لهنّ بالاوامر الالهية قد انتهى بقوله تعالى : ( وأطعنَ الله ورسوله ) ثم ابتدأ بعد ذلك المقطع ثانياً بتذكيرهنَّ بان يذكرن ما يُتلى في بيوتهنّ من آيات الله والحكمة ، ومن جملة ذلك ، ذلك المقطع بعينه بالخصوص.
    فيتردد ذو اللب بين أمرين :
    فإمّا أن يكون خطاباً لهنَّ مع غيرهنَّ من رجالٍ لم يُذكروا أصلاً ، وإمّا أن يكون خطاباً لغيرهنَّ.
    ____________
    (1) ومن أحب ان يلاحظ اختصاص ـ أهل البيت ـ بالخمسة المباركة فعليه بكتاب اللؤلؤة البيضاء في فضائل الزهراء ، للسيد طالب الخرسان : 33 ـ 45 ذكر في تلك الصفحات روايات جمّة في ذلك مع ذكر لمصادرها ، فليراجع. وذكر مثله السيد الطباطبائي في ميزانه 16 : 316 ـ 319 روايات عدة في ذلك.

    ونقول : هل يصلح الاَمر اذا كان الخطاب لمجموعة من النساء أولاً : ( من يأت منكنّ بفاحشةٍ مبيِّنة يُضاعفُ لها العذاب ضعفين ) ، ثم يقول المخاطب الحكيم : ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) فأي اذهاب للرجس هذا ، وأي تطهير ؟ ! فلاحظ.
    ثم ألم يلاحظ من يدّعي انّ هذا المقطع لنساء النبي خاصة أو بالاضافة لمجموعة اُخرى ، سينقلب الامرُ عليه وهو مصرٌّ على ذلك ولا يدري ، وذلك لانّه قال تعالى : ( وقرنَ في بيوتكنَّ ولا تبرجنَ تبرج الجاهلية الاُولى.. ) .
    فالاستقرار في البيت أولاً وعدم التبرّج ثانياً يكون على مبناه من حيث يدري أو لا يدري شرطاً في اذهاب الرجس والتطهير ، واذا باحداهنّ قد خرجت ولم تستقر في بيتها وهي ـ عائشة ـ فعلى هذا ما ذهب الرجس عنها ولم تطهر أصلا ، فإذا وافق بالمقدّم فليوافق في النتيجة واذا رفض النتيجة فالمقدّم مثله باطل فتكون بهذا خارجة من خطاب التطهير واذهاب الرجس ، وهو الامر الذي يصرُّ عليه الحكيم.
    وقرينة اُخرى : تبقى قضية السياق ـ وهو مع الاَسف ـ غير قابل للدلالة لملاحظات عدّة : وذلك لاتفاق الكلّ حتّى القائل باختصاصها بالنساء وهو القول الشاذ جدّاً ، لا يقول بانّها نزلت سويّة ، بل الكل يعلم بانّ هذا المقطع من الآية المباركة نزل لوحده ، وهذه الاَحاديث الكثيرة تنصّ على ذلك ، ولم ترد ولا رواية واحدة وان كانت ضعيفة جدّاً تذكر انها نزلت بالاضافة إلى بقية الآيات.


    القرينة السادسة : بل هذا السياق سيكون مشكلة للذي يتمسّك به ، فاننا إذا اردنا استيعاب الاَمر بصورة جيّدة ، علينا ان نجعل الآيات المباركات نصب أعيننا للنظر فنرى..
    قال تعالى : ( يا أيُّها النبي قل لاَزواجك ان كنتنّ تُردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأُسرحكن سراحاً جميلاً * وان كنتنّ تُردنَ الله ورسوله والدار الآخرة فإنّ الله أعدّ للمحسنات منكنّ أجراً عظيماً * يا نساء النبي من يأتِ منكنّ بفاحشةٍ مُبيّنة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا* ومن يقنت منكنّ لله ورسوله وتعمل صالحاً نؤتها أجرها مرتين واعتدنا لها رزقاً كريماً * يا نساء النبي لستنّ كأحدٍ من النساء إن اتقيتنَّ فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفا * وقرنَ في بيوتِكُنَّ ولا تبرجنَ تبرج الجاهلية الاُولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة واطعن الله ورسوله إنّما يريدُ الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا * واذكرن ما يُتلى في بيوتكنَّ من آيات الله والحكمة إنّ الله كان لطيفاً خبيرا ) (1) ، ثم بعد ذلك يذكر المسلمين والمسلمات.. ويبيّن ما أعدّ لهم من مغفرة وأجر عظيم فلاحظ ، والله قد وصف نفسه باللّطف وبكونه خبيرا.. فهو يعلم خائنة الاَعين وما تخفي الصدور ، وهو يعلم الغيب واسراره ودقائقه... فلاحظ وركّز على شيء مهم وهو قوله تعالى : ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ، فجعلَ الاَهل مضافاً للبيت ، الذي هو مفرد وهو معرفة ، ولاحظ بعد ذلك قوله جلَّ ذكره : ( واذكرن ما يُتلى في بيوتكُنّ
    ____________
    (1) سورة الاحزاب : 33|28 ـ 34.


    من آيات الله والحكمة ) ، فهل تشاهد الفرق البيّن ، والكلام اللطيف.. فقد عبّر في « بيوتكنَّ » وهو جمع ولم يكن مفرداً كما كان في آية التطهير ولم تكن لهذه معرفة إلاّ بالاضافة لهنّ بالخصوص ، وما اضفن إلى البيت الطاهر فأين ذهب التعريف والتشخيص ؟ !!
    فهل أصبح البيت بيوتاً أم يريد أن يبيّن ان تلك البيوت ليست بذلك البيت ؟
    وإن كان ذاك إشارة إلى بيت النبوة وهذه إلى البيوت الطينية إلاّ أنّ في الفرق لعبرة.
    لذا قال السيد عبدالحسين شرف الدين رحمه الله : ( وقد أجمعت كلمة أهل القبلة ، من أهل المذاهب الاِسلامية كلّها على انّه صلى الله عليه وآله وسلم لمّا نزل الوحي بها ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) عليه ضمَّ سبطيه وأباهما وأمهما إليه ، ثمّ غشّاهم ونفسه بذلك الكساء ، تمييزاً لهم على سائر الاَبناء والانفس والنساء.
    فلمّا انفردوا تحته عن كافّة اسرته ، واحتجبوا به عن بقيّة أُمّته بلّغهم الآية ، وهم على تلك الحال ، حرصاً على ان لا يطمع بمشاركتهم فيها أحد من الصحابة والآل ، فقال مخاطباً لهم ، وهم في معزل عن كافة الناس : ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) فازاح صلى الله عليه وآله وسلم بحجبهم في كسائه حينئذٍ حُجُبَ الريب ، وهتك سرف الشبهات ، فبرح الخفاء بحكمته البالغة ، وسطعت أشعة الظهور ببلاغه


    المبين ، والحمد لله رب العالمين ) (1).
    فإذا تمَّ هذا ، وهو تام ، فلا يبقى مجال لمغمز غامز ، ولا لاشارة مؤشر ولا لحركة متحرّك أن يغيّر ما أراد الله تعالى ورسوله ، إلاّ أن يكون قد غيّر الله عقله فطاش سهمه ، فأصاب مقاتل علمه ونفسه ، وبذلك جنت على نفسها براقش ، فلا يبقى للسياق ، وكونها في آيات النساء ـ بعد ان علمنا سبب نزولها ، بل واختصاصها بهم عليهم السلام دون غيرهم من الذكور والاناث ـ أي مجال للدلالة على دخولهنّ فيها ، فتسقط بهذا حجيّة السياق أصلاً ، فضلاً على ان السياق بنفسه ليس حجة مطلقاً.
    هذا من جهة ، ومن جهة اُخرى لعلّ وجودها في هذا المكان بالذات لثلاث نكات لطيفة ظهرت لنا وهي :
    إنّ هذه الخطابات ، والاعتناء بهذه النسوة بالذات لا لكرامتهنّ عند الله تعالى بما هُنّ نساء مسلمات ، وإلاّ لشمل النداء غيرهنّ من نساء المهاجرين والانصار والنساء المسلمات قاطبة.
    بل اختصّ النداء بهنّ لاَجل نكتة مفادها كرامة أهل البيت عليهم السلام عنده ، وعلو مرتبتهم وطهارتهم.
    فهذه النسوة بما انهنّ قد حُسبنَ على هذا البيت الطاهر فعليه تكليفهن يكون أشد وثوابهنّ يكون أكثر.





    التعديل الأخير تم بواسطة الصدوق; الساعة 30-08-2011, 02:31 PM. سبب آخر: حذف رابط
    نفسي على ذكر اسم المرتضى طربت
    وفي سفينة اهل البيت قد ركبت
    اللهم صلي على محمد و ال محمد

    تعليق


    • #3
      فيريد أن يقول لهنّ انتنّ قد اصبحتن محسوبات على هذا البيت الطاهر فيجب عليكنَّ الالتزام الاَشد.
      قال الشيخ المظفر في « دلائل الصدق » : ( إنّ هذا التمييز انما هو للاتصال بالنبي وآله عليهم السلام ، لا لذواتهنّ فهنّ في محل ، وأهل البيت في محل آخر ، فليست الآية الكريمة إلاّ كقول القائل : يا زوجة فلان لست كأزواج سائر الناس فتعففي ، وتستري ، وأطيعي الله تعالى ، إنّما زوجك من بيت أطهار يريد الله حفظهم من الادناس ، وصونهم من النقائص ) (1) ، هذا أولاً.
      وثانياً : إنّ النداء وان كان للنساء المحسوبات على هذا البيت وهنّ مع شرفهنّ لكرامة هذا البيت ، إلاّ انّه ربّما يصدر عنهنَّ ما يصدر ، كما صدر عن بعضهنّ ، إلاّ انّ هذا لا يغير من مقام أهل البيت ، وسموّه فيبقى على طهارته ونقائه ، كما في قوله تعالى : ( لا يضرّكم من ضلَّ إذا اهتديتم ) فأنتم يا أهل البيت مطهرون بتطهير الله تعالى ولا يؤثّر عليكم من حُسِب عليكم بأيّ حالٍ من الاحوال.
      وأخيراً يريد أن يبين كرامة أهل البيت عنده ، فعندما تعرَّض للنساء الملتصقات بذلك البيت الطاهر ، وخاطبهن بذلك الخطاب الذي فيه تأديب وتهديد ووعد ووعيد ، اراد أن يرفع كلّ ما التصق من الخطاب ، فيلاطف أهل البيت عليهم السلام ويبيّن كرامتهم عنده ، والاّ يكون هذا الخطاب ماسّاً لهم بشيء ، فصرف وجهه عن النساء وخاطبهم بألطف خطاب
      ____________
      (1) دلائل الصدق|الشيخ محمد حسن المظفر 2 : 72.


      وأرقّه ، ثمّ رجع تارة اُخرى للنساء فأكمل خطابه معهنّ.
      وهذا من ألطف البيان وأخصره فهو بجملة اعتراضية أراد أن يوضّح كلّ هذا بأتم بيان وأكمله.
      فبناءً على هذا نرى أن ما ذكره بعضهم من أنّ هذا الانتقال لوجهٍ أول مفاده ( تعريفهنّ على جماعة بلغوا في التورّع والتقى الذروة العليا ، وفي الطهارة عن الرذائل والمساوئ القمة ، وبذلك استحقوا ان يكونوا اسوة في الحياة ، وقدوة في مجال العمل فيلزم عليهنّ ان يقتدين بهم ، ويستضيئن بضوءهم ) (1)(2).
      هذا لا تساعد عليه الدقة العربية في التعبير ، لا بلاغة ولا فصاحة ، فالكلام قد ورد على وجه الحصر الشديد ، والخطاب لاَهل البيت عليهم السلام أنفسهم فأين كلُّ ذلك الكلام الذي ورد. نعم نوافقه بالوجه الثاني وقد ذكر هنا كوجهٍ أول.
      وعلى هذا : ( قد ثبتت عصمة أهل البيت عليهم السلام بالوحي العزيز المُتّفق على روايته من الخاص والعام ، وما كان كذلك صحّ التمسك به ، والاستدلال يوضّح ذلك ، ويزيده إيضاحاً وبياناً ما ذكره أحمد بن فارس اللغوي في كتاب ـ المجمل في اللغة ـ قال : الطهر خلاف الدنس ، والتطهير هو التنزّه عن الاِثم وعن كلّ قبيح.
      وهذا معنى العصمة ، لاَنّ المعصوم هو الذي لا يواقع اثماً ولا قبيحاً ،
      ____________
      (1) كذا في المصدر ، والصواب : ويستضئن بضوئهم .
      (2) مفاهيم القرآن|الشيخ جعفر السبحاني 5 : 305 ، سنة 1407 هـ.


      وليس ذلك إلاّ مع تطهير الله عزَّ وجلّ له ، واذهاب الرجس عنه بارادته تعالى ، لا بارادة غيره جلّ وعلا.
      ومن ثبت تطهيره بالوحي العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه تنزيلٌ من حكيم حميد ، وبالصحاح من قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على إجماع الشيعة والسُنّة ، ثبتت عصمته ) (1).
      القرينة السابعة والأخيرة : ونرفع أيدينا عن المطلب حامدين وسائلين القوم ، هل تجدون ياعلماءنا ، ويا أهل الفكر والثقافة تناسباً أصلا بين قوله تعالى : ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) والآية فيها : إنّما وهي تفيد الحصر ، والتحقيق والاثبات ، والمحصور هو الارادة الالهية ، وهذا من العجيب فعندما تقول إنّما الشاعر زيد تريد حصر الشاعرية في زيد دون غيره ، وان كان غيره شاعراً ، وهنا وان كان لله ارادات وارادات إلاّ ان ارادته قد حُصرت في شيء ولا يمكن ان يخلو ذلك الشيء من هذه الارادة.
      والارادة متعلقة باذهاب أمر معيّن عن جماعة مخصوصين وفوق استعمال الحصر ليؤكد مطلبه جاء بلام التوكيد وادخلها على الفعل المضارع ليكون هذا ثابتاً دائماً وفي كل زمن تقرأ فيه الآية الكريمة ، لاَنّ الفعل المضارع يستعمل في الزمن الحاضر والملابس له من جهة المستقبل ، فتكون هذه الارادة بالاذهاب دائماً مستمرة ، ومؤكدة بلام
      ____________
      (1) خصائص الوحي المبين|ابن البطريق : 79 ـ 80.


      التوكيد وهذا من ألطف البيان وأدقه.
      ثم وكأنّه يلامس مشاعر اولئك واحاسيسهم بأرق تعبير فجاء بالاهل مضافاً للبيت الذي هو معرفة إما لكونه بيت الله الحرام فجعلهم أهله ، أو بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم أو بيت الوحي ، وهذا من عجيب التعبير.
      ويزداد التعبير دقة بالخطاب المباشر لهم في هذه اللحظات الرومانسية إذا صحَّ التعبير ، ثمّ يؤكد هذا الاذهاب أكثر من ذلك فيقول : ويطهركم تطهيرا ، فيعطف التطهير على الاذهاب ويؤكده بالمصدر ، فهنا توكيد الحصر ، وتوكيد اللاّم ، والاعتناء ، والاتيان بضمير الجمع لزيادة الاعتناء ، ثمَّ يكمل ذلك باظهار الاسم دون الضمير ، ويضيفهم إلى البيت الذي لايخلو ان يكون بيت الله أو رسوله أو الوحي ثُمَّ يؤكد ذلك كلّه بالمصدر.
      فأيّ اعتناء من الباري عزَّ وجلَّ بهؤلاء ، وأي مقام لهم وأي علو درجة.
      فيا أيُّها العلماء ، والادباء ، والمفكرون ، والمثقفون ويامن درستم لغة الضاد ، بل يا من لديه إلمام بسيط بكلام العرب ، وبلغة القرآن..
      أيتناسب ويجتمع كلُّ هذا مع قوله تعالى : ( إنّ تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وان تظاهرا عليه فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهيرا ) ، أو مع الآية الاُخرى : ( عسى ربُهُ ان طلقكّن أن يبدله أزواجاً خيراً منكنّ... ) ، أو ان يضرب لهن أخيراً مثلاً ويعرِّض بهنّ تعريضاً شديداً : ( ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوطٍ كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل ادخلا
      النار مع الداخلين ) ، هذا أولاً.

      وثانياً : الا تجدون ذلك متناغماً مع آيات اُخرى قالوا بأنّها نزلت في اولئك المعنيين وهم النبي و الامام علي والسيدة فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام منها : ( يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شرّه مستطيرا * ويطعمون الطعام على حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيرا * إنّما نطعمكم لوجه الله لانُريد منكم جزاءً ولا شكورا * إنّا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريرا * فوقاهم الله شرّ ذلك اليوم ولقّاهم نضرة وسرورا * وجزاهم بما صبروا جنّة وحريرا )
      (1).
      ومنها : عندما خرج للمباهلة مع النصارى اخرجهم معه صل الله عليه واله ولم يخرج غيرهم لمقامهم السامي عند الله كما ذكرنا ذلك فيما تقدم : ( قل تعالوا ندعوا ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ) (2 ).
      ومنها : ما أوجب مودته الامام علي والسيدة فاطمة الحسنان على كل المسلمين اجراً للرسالة ( قُلْ لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودة في القربى ) (3).

      ومنها : ( إنّما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) (4) ، التي نزلت في حق الامام علي عليه السلام بالاتفاق المفسرين إلى غير ذلك من الآيات ، بل الروايات الواردة في علوّ مقام هؤلاء.. فلماذا وضع الرؤوس في الرمال ؟ !
      وهم آل بيت نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وهم وصيّة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم.
      ____________
      (1) سورة الاِنسان : 79|7 ـ 12.
      (2) سورة آل عمران : 3|61.
      (3) سورة الشورى : 42|23.
      (4) سورة المائدة : 5|55.
      التعديل الأخير تم بواسطة الصدوق; الساعة 30-08-2011, 02:47 PM. سبب آخر: حذف روابط
      نفسي على ذكر اسم المرتضى طربت
      وفي سفينة اهل البيت قد ركبت
      اللهم صلي على محمد و ال محمد

      تعليق


      • #4
        انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت
        بارك الله بيك

        تعليق


        • #5
          احسنت بارك الله فيك
          بسم الله الرحمن الرحيم
          اللهم صل على محمد وال محمد

          تعليق


          • #6
             
             
            بسم الله الرحمن الرحيم
            اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
            اللهم عجل لوليك الفرج

            تعليق


            • #7
              إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ:الشيخ الحجاري








              ((سُورَةُ الأحزاب تَفسِير آيَة التَطْهِير))



              وَقَـَـرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْـنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِـمْنَ الصَّلَاةَ

              وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ

              أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)


              أقُول فلابُدَ لِي أنْ أبَيِّنَ لَكُم قَبْلَ الخَوْضِ فِي آيَةِ التَطِهيرِ عَنْ مّا أمَرَ اللهُ

              تَعالى بإقـْرارِ نِـساءِ النَبِّي فِـي بـِيُوتِهِنَ مَعَ مُـرادِ تَحدِيثِهُنَ طالِبات مِـنَ

              النَبِّي الأكْرَم تَبَرجِهُنَ فِي الإسْلامِ تَـشْبيهاً بأهْـلِ الجاهِلِيةِ الكُفـْرِ الأولى

              عَمّا يُظْهَرْنَ مُحاسِنهُنَ وَزينَتهَُنَ لِلرجالِ إذا خَرجْنَ,, وَيَعضِدُهُ مّا رَوِّيَّ

              مِنْ إنذاراتٍ نَزَلَت لَيْسَ لِنِساءِ النَبِّي مِـنْ أيَـةِ التَطْهِير سَبيلاً: لأنَ اللـَّهَ

              كانَ عالِماً بِهُنَ بغَوامِضِ الأشياءِ وَحَقائِقِها وَكَمّا يَلِي,,

              نَزَلَت الآيَـة بَعـدَ نَصَرَةِ اللـَّه نِبيَّهُ مُحَمدٍ فِي مَعرَكَةِ الأحزابِ وَفَتَحَ عَليهِ

              قََبِيلَة قُريْظَة وَالنَضِير فَظَّنَ أزْواجَهُ التِسْعَةَ أنـَهُ اخْتَصَ بنَفائِسِ اليَهُود

              وَذخائِرهِم، فقَعَدنَ حَوْلَهُ وَقلْنَ: يا رَسُولَ اللهِ بنات كِسْرى وَقيْصَر إنَمّا

              هُـنَ فِي الحُلْيِّ والحُلَّلِ وَالإماءِ وَالعَبيدِ, وَنحنُ نِسائُكَ عَلى ما تَراهُ مِنَ

              الفاقََةِ وَالضِيقِ وَالنَفَقَة فَنُريدُ مِنكَ فِي تَوَسِيعِ حالِنا وَرَفاهَتِنا أنْ تُعامِلَنا

              كَـمّا يَتَعامَل بـهِ المِلـُوك وَالأَكابـِر بِتَسْريحِ أزْواجِهِم تَمَتـُعاً مَـعَ زَخـْرَفَةِ

              الدُنيا وَبَهْجَتها, فأمَرَ اللهُ نَبِيّّهُ أنْ يَتلُو عَليْهُنَ مّا نَزَل فِي أَمْرِهِن: وَكانَ

              لِلنَبِّي صَلى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ: تِسْعُ أزْواجٍ بَعدَ وَفاةِ خَديجَةِ الكُبْرى, فِيهُنَ

              خَمْسٌ مِنْ قرَيشٍ عائِشةُ بنتُ أبي بَكْرٍ, وَحَفصَةُ بنتُ عُمَر الخَطاب وَأمُّ

              حَبيبَةَ بنتُ أبي سُفيانَ, وَأمّ سَلمَةَ بنتُ أُمَيَة، وَسودَةُ بنتُ زَمْعَة, وَأربعٌ

              مِنْ سائِر العَرَب مِنْ غَيرِ القُرشِياتِ زَينَب بِنتُ جَحش الأسَدِيَة وَمَيْمُونةُ

              بنتُ الحارث الهِلالِيَة, وَصَفِيَة بنتُ حَيّ بـنُ خَطَب الخَيْبريَّة, وَجَوْيَرِيَـةُ

              بنتُ الحارث المُصْطَلِقيَّة فأمَرَ اللهُ تَعالى نَبِيَهُ أنْ يَتلُوا عَليْهُنَ هذِهِ الآيَة

              (قـُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتـُنَّ تـُرِدْنَ الْحَـيَاةَ الدُّنـْيَا وَزِيـنَتَهَا فَتَعَالـََيْنَ أُمَتِّعْكُـنَّ

              وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا)(الأحزاب:28)

              هذِهِ الآيَـة مُتَصِلةٌ بِبَعضِ الآياتِ ما تَقدَّمَها وَما تَأخَرَها تُشيرُ إلى المَنْعِ

              مِنْ إيذاءِ النبيِّ صَلى اللهُ عَليهِ وَآلِـهِ عَمّا كانَ يَتأذّى مِنْ بَعضِ أزْواجِهِ

              كَمْا أشارَ القـُرآن عَنْ اثنَتَينِ مِنْهُنَ عائِشَة بنتُ أبي بَِكْرٍ, وَحَفصَة بنتُ

              عُمَر بِتَظاهِرهِمّا عَلى النَبِّي لَمّا أرادَ الزَواجُ مِنْ زَينَب بِنت جَحش وَقالَ

              رَبُكَ (إِنْ تَتـُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقـَدْ صَغَتْ قُلـُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ

              هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ)التَحريم4

              فأوْرَدَ القُرآن بإنذارهِما تَوْبِيخاً لأمْرِهِما السَيِّئ الذِي هُوَ أشَدُّ تَأثِيراً فِي

              قلُوبِهِما بَِعدَ أنْ مالَت مِنَ الزَيغِ عَلى النَبِّيِّ الأكْرَم, فَقالَ النَبِّيُ أنْ تَتُوبَا

              مِنْ ذَنْبِكُما عَسى أنْ تَكُنْ قُلُوبُكُمَا قَـَدْ مَالَتْ إِلَى الخَيْرِ وَتَكُونَا قََـَدْ أَدَّيْتُمَا

              مَا يَجـِبُ عَلَيْكُمَا كَاحتِرامِ النِساءِ لِـي مِـنْ إِجْـلالٍ وَتَكْرِيـمٍ لِمَقَامِي الـذِي

              أكْرَمَنِي اللهُ فِيهِ وَمّا جِئتُ لَكُمّا مُتَعَنِتاً وَإنَما بَعَثَنِي الله مُبَلِغاً عَلى سَبيلِ

              الوَعـْظِ والإرشادِ وَالتأدِيبِ وَالعِنايَةُ بشأنِكُما, وَالجُـمْلَةُ خَبَريَـة بظاهِـرِ

              المَعصِيَةِ وَالقبْحِ يُضاعِفُ اللـَّهَ تَعالى لَها العِقاب ضِعفـَيْنِ, وَالتِي تَعمَل

              عَمَلاً صالِحاً فَقَد وَعَدَها اللـَّهُ: وَقال (نـُؤْتِهَا أَجْـرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا

              رِزْقًا كَرِيمًا) (الأحزاب:31) وَهذا الحِكْمُ وجُوبٌ عَلى أمَهاتِ المُؤمِنِينَ

              بأجرَيْنِ كَمّا لِكَمالِ سائِرِ النِساءِ المُؤمِناتِ بأجْرِ واحِدٍ,, وَإنْ أُثِرنَ عَلى

              حُبِّ اللهِ وَرَسُولِهِ وَالدارِ الآخِرَةِ وَرَضَيْنَ بِمّا هُنَ فِيهِ مِنْ خِشُونَةِ عَيْشٍ

              فإنَ اللهَ أعَـدَ لأمْثالِهُنَ مِـنَ المُحسِناتِ فِي أعمالِهنَ أجْراً لاّ يُقدَر قَـَدرَهُ

              عِندَ اللهِ تَعالى,,

              ثُمَ بَيَّنَ النَبيُّ بَعدَ أنْ نَهاهُنَ وَأمَرَهُنَ وَوَعَظَهُنَ لَئَلا يَبْتَعِدنَ عَنْ مُقارَفَةِ

              الإثمِ لأنَ بِيُوتَهُنَ مَهابِطٌ لِلوَحِي مّا يَنفَعَهُنَ بَيْنَ أمْرَينِ حُبُ الله وَرَسُولَه

              فإنْ لَمْ تَتُوبا فإنَ اللهَ ناصِرَنِي وَجُبْريل زَعِيم المَلائِكَة المُقَربِينَ وَرفِيقَهُ

              بِعَطفِ الواو صالِح المُؤمِنِينَ عَليُ ابـنَ أبي طالِبٍ ظهِيراً, أيْ سَـنَداً لِي

              يَأخِذُ بِحَقِي إذا اشْتَدَ الأمْرُ بِمّا يَسُوءَنِي مِنكُمّا مِنَ الإفراطِ بِيَّ فِي الغِيرَةِ

              وَإفشاءِ السِرِّ بَيَنَ النُسْوَةِ وَأهلِها: كَذلِكَ فَإنَ اللهَ قََد أوْحى إلِيَّ أنَ عَذابَهُ

              لَشَدِيدٌ عَلى مَنْ لاّ يُطِيعَني أوْ يَعرضَ عَنْ أوامِري وَالجُمْلةُ حَتمِيَةٌ قائِمَةٌ

              مَقام جَواب الشَرط،, وَالتقدِيرُ أنْ تَتـُوبا إلى اللهِ بِعَدَمِ تَعَرضِكُما لِي فِيمَا

              أحبُ وَأكْرَه, وَإلاّ الطَلاقُ يَجِب أوْ الهَجْر بِحَقِكُما وَتَخسَرانِ الآخِرَة كَمّا

              وَعَـدَنِي رَبِّي بِثمانيَةِ أزَواجِ بَـدَلاً مِنكُـمّا وَمِـنَ جَمِيع النسْوَةِ: وَقالَ الله

              (أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَـيْرًا مِنْكُـنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ

              سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا)(التَحريم:5) أيْ يَحِلُ للنَبي بَعدَ النِساءِ اللَّواتِي

              أنْ يَتَزَوَجَ بإذنِ رَبـِهِ ثـَمانُ أزْواجٍ مِنْ بَناتِ العَـم, وَبناتِ العَمَة، وَبناتِ

              الخال, وَبناتِ الخالَة أللاتِي هاجَرْنَ معَهُ، وَيَحِلُ لَهُ مِنْ سائِرِ المُسْلِماتِ

              وَمِنَ المُطَلقاتِ, وَمّا مَلَكَت يَمِنـَهُ مِـنَ الإماءِ, وَامرَأةٌ مُؤمِنةٌ إنْ وَهَـبَت

              نَفسَها لَهُ بَلا مَهْرٍ وَهِيَّ تـُريدُ نِكاحها مِنهُ مِـنْ دُونِ المُؤمِنِينَ فـَلا تَحِلُ

              لَهُم مِنْ بَعدِهِ أبداً,,

              فَبَدَأَ النَبِيُ بِعائِشَة بَعدَ أنْ تابَت مِنْ زَيغِها الأوَل, فَذكَرَها بالثانِيَةِ: وَقالَ

              يا عائِشَة ذَاكِـرٌ لَكِ أَمْـراً وَلاَ عَلَيْكِ أَلاَّ تَعْجَلِي حَتـى تَتَخَيَري فِيـهِ مّابَيْنَ

              الدُنيا وَالآخِـرَة (قَالَتْ مَـنْ أَنْبَأَكَ هَـذَا قَالَ) النَبِّـيُ (نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ)

              (التَحريم:3) ثـُمَّ تـَلاَ عَلَيْها الآيَـةَ (وَقَـَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ

              الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) مِنْ إظهارِ الزينَةِ وَالتَصَنُعِ بِها كَسائِرِ نِساءِ الكَفَرَةِ,,

              فَقالَت إنِي أريدُ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدار الآخِرَة ثُمَ جاءَ بِتَخيِّيرِ نِسائِهِ لِيُظْهِرِ

              أمامَ اللـَّهِ صِدق مَوافقَتَهُنَ بَـيْنَ الصَبْرِ وَالرِضا بمّا قـُسِّمَ لهُـنَّ، وَالعَمْلُ

              بطاعَةِ اللهِ وَرَسُولِهِ فاتَبَعنَ النِساء الخَيْر عَلى قَوْلِ عائِشَة يَرِدنَ رِضَاءَ

              اللـَّهِ وَرِضَاءَ رَسُولِهِ وَثـَوابَ الآخِرَةِ, وَبِمّا هُـنَّ عَليهِ مِنْ عَـيْشِ الحَياةِ

              الدُنيا, وَمّا كانَ لِمُؤمنَةٍ مِنْ نِساءِ النَبِّي إذا حَكَمَ اللهُ فِي أمْرِها أنْ يَكُونَ

              لَها الخِيارُ عَلى الدُنيا دُونَ الآخِرَةِ وَهِيَّ فِي عِصْمَةِ نَبِيِّ فَلابُدَ أنْ تُطَلق

              فَفَرحَ النَبيُّ وَتَبَسَمَ, وَتَلا عَليْهُنَ قوْلَـهُ تَعالى (فَإِنَّ اللَّهَ أَعَـدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ

              مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا)(الأحزاب:29)

              (تَفسِيرُ آيَة التَطْهِير)

              (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)

              هـذِهِ الآيَة وَقَعَ عَليْها الجِدالُ بَيْنَ مَذهبَّيْنِ وَلاّ زَالا هُمْا عَلى خِلافٍ مِنذُ

              أكْثَر مِنْ ألْفِ عامٍ فَلَمْ يَتَحَقَق لِمَنْ الصَوابُ:أهْلُ السُنَةِ بِمَذاهِبِها الأربَعَة

              تَتبَعَهُم الوَهابِيَة بِتَفسِيرِهِم يَقُولُونَ أنَ سِياقَ الآيَةُ تَتَحَدَث فِي أوَلِها إلى

              نَهايَتِها عَنْ نِساءِ النَبِّي وَآيَة التَطْهِير هِيَّ شِمُولَيَة نَزَلَت بِهُنَ: إلاَّ مِنهُم

              الطَبَري خَرجَ عَنْ سِياقَِهِم وَقالَ: نَزَلَت بأهْلِ البَيْتِ الخَمْسُ الكِساء,,

              أمّا الشِيعَةُ الإمامِيَة الإثنى عَشَر قالـُوا نَزَلت بأهْـلِ البَيتِ عَليهِم السَلامُ

              وَلَيْسَ لَنا دَلِيلٌ بِسَنَدِها إلاّ حَدِيث الكِساءِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ جابِر بنَ عَبد

              اللهِ الأنْصاري,, وَأقُول إنَمّا الحَدِيثُ القـُدسِي لَيْسَ سَندٌ لآيَـةٍ بِتَطْهِيرهِم

              فالآيَةُ هِيَّ سَنَدٌ لِلحَدِيثِ وَبهذا الاعتِراضُ لَدَيَّ أربَعَة أدِلَةٍ تُفَسِرُ عِصْمَةَ

              وَطاهَرَةَ أهْلَ البَيْتِ مِنَ القُرآنِ بالقُرآن,,

              وَلكِنَنِي أقِفُ مُحايِداً بَينَ طَرَفَيْنِ مُتَنازعَيْنٍ عَنْ آيَةٍ لاّ لِكَوْنِي شِيعِياً أقِفُ

              مُتَعَنصِراً بالحَقِّ لِمَذهَبِي وَأبعِدُ الحَقَّ عَنْ غَيْرهِم: بَلْ أنا مُفَسِراً مّا جِئتُ

              إلاّ لأُعطِيَّ كُلَّ ذِي حَقِّ حَقَهُ مِنْ سِياقِ هذِهِ الآيَة لِمَنْ التَطْهِير,,

              أَقول: أنَ مِنْ طَبيعَةِ القُرآن الكَريم فِيهِ شَواهِدٌ عَدِيدَةٌ عَلى تَخَلُلِ آيَةٍ فِي

              جُمْلَتَينِ مِمّا يَختَلِف سِياقِهُما عَـنْ الأخْرى فِيمّا جَعَلَ اللـَّهُ فِي أوَلِ قوْلِـهِ

              (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) ثُمَ قالَ فِي نِهايَتِهِ (لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ)

              بَيانٌ: إنَ اللـَّهَ تَعالى لَمْ يُفرِّق بَيْنَ المَرأةِ وَالرَجُلِ فالكُلُ سَواءٌ فِي العَمَلِ

              وَالإيمانِ وَالأجْـرِ والكَرامَةِ وَالتَطْهِيرِ, وَالسُؤالُ يُطرَح أيْنَ يَقَع التَطْهِيرُ

              بالنِساءِ أمْ بالرِجالِ تَعالُوا مَعِي فِي اسْتِنتاجِ الحَقائِقِ مِنَ القُرآنِ بالقُرآنِ

              الدَلِيلُ الأوَل: أنَ نِساءَ النَبِّيُ لَمْ يَسْكُنَ فِي بَيْتٍ واحِدٍ: بَـلْ فِي بيُوتٍ لِكُلِّ

              مِنْهُنَ بَيْـتٍ, وَفِي الجُمْلَةِ قالَ اللـَّهُ عَنهُنَ (وَقَـَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) وَفِي آيَـةِ

              التَطهِير قالَ (أَهْـلَ الْبَيْتِ) وَلَـمْ يَقـُل أهْـل البِيُوت عَلى وَصْفِ (بُيُوتِكُنَّ)

              فالآيَةُ دالـَة لا تَحتاجُ إلى دَلِـيلٍ بِمّا خَصَت البَيْت الواحِد لاّ البِيُوت جَمْعاً

              وَالبَيْتُ الواحِد هُم أهْلُ الكِساءِ الخَمْس لاّ نِساءَ النَبِّي كَمّا نَزَلَ بِمْثلِ هذِهِ

              الآيَةِ فِي شَواهِدِ القُرآنِ بأنَ اللـَّهَ قَـَد ذَكَرَنا بآيَةٍ واحِدَةٍ فِي طَرَفَيْنِ عَلى

              لِسانِ العَزيز يُخاطِبُ يُوسُفَ وَامْرَأتَهُ زُلَيْخا بِقَوْلِهِ (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ

              هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ) فَظَهَرَ لَنا فِي بِدايَةِ الآيَةِ مُخاطَبَة العَزيز لِِيُوسُفَ

              وَفِي نَهايَتِها خاطَبَ بِها امْرَأتَهُ زُلَيْخا,,

              هذا الدَلِيلُ: هَلْ أيْقَنَت بِهِ السُنَةَ وَالوَهابِيَةَ وَهَلْ يَعقَلُوا بأنَ اللهَ قالَ عَلى

              لِسانِ العَزيز وَهُوَ يُخاطِب يُوسُفَ وَيَقُول لَهُ اسْتَغفِري؟؟

              لَوْ أنَ اللهَ خاطَبَ يُوسُفَ عَلى لِسانِ العَزيز لَقالَ لهُ وَاسْتَغفِر لِذَنْبِكَ, إذاً

              الاسْتِغفارُ وَقعَ على زُلَيْخا امْـرأةُ العَزيـز, وَيُوسُفُ وَقَـَعَ عَليهِ العَـرضُ

              عَنْ الكَلامِ أنْ لاّ يُفشِيَّ لَـهُ سِـراً بِمَكْنُونٍ لِغَيرهِ: وَمَعناهُما يََرْجَع لِلعاقِـلِ

              المُفَسِر كَمّّا هُوَ فِي آيَةِ التَطْهِير أرادَ اللهُ تَعالى أنْ يُخاطِبَ طَرَفانُ نِساءً

              وَرجالاً: فَخَصَ النِساءُ بالبِيُوتِ, وَخَصَ الرِجالُ بالبَيْتِ, هـذا هُوَ الفَرقُ

              الذِي جَعَلَ اللـَّهُ الآيَـةَ خِطاباً لِلطَرَفَيْن وَشَطْرَها نصْفَيْنِ لِكُلِّ مِنَ النِساءِ

              وَالرِجالِ نَصِيبٌ يَختَلِف عَنْ نَصِيبِ الأخَر بأجْرِه,,

              الدَلِيلُ الثانِي إنَنا نَفتَرضُ بِقَوْلِنا عَسى أنْ نَصِلَ إلى حَقِيقَةِ سَبيل المَعنى

              نَقُول: لـَوْ أنَ اللهَ لازالَ يُخاطِبُ نِساءَ النبِّي إلى حَـدِ نِهايَةِ الآيَـةِ لَشُمِلْنَ

              النِساء بآيَةِ التَطْهِير وَسُمَّيْنَ أهْل البَيْت إذا قالَ عَنْهُنَ الله: إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ

              لِيُذْهِبَ عَنْكُنَ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيُوتِ وَيُطَهِّرَكُنَ تَطْهِيراً, وَلكِنَهُ لَمْ يَقُل ذلِك

              فَظَهَرَ التَصدِيقُ لـَنا بآيَـةِ التَطْهِيرِ بأنَها كانَت تُخاطِب الذِكُـور مِـنْ أهْـلِ

              الكِساءِ تُرادِفَهُم فاطِمَةٌ خامِسَةٌ البَيْت لاّ النِساءَ مِنْ أزْواجِ النَبِّي وَالدَلِيلُ

              فإنَ اللهَ تَعالى: قالَ (لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)

              وَلَمْ يَقُلْ اللهُ لِيُذهِبَ عَنْكُنَ الرِّجْسَ أهْلَ البِيُوتِ وَيُطهِّرَكُنَ تَطْهِيراً,,

              الدَلِيلُ الثالِث: أنَ المُرادَ بالرِّجْسِ هُوَ الذَنبُ المُدنِّسِ أوْ النَجاسَةُ البالِغَة

              كَمّا وَصَفَ اللـَّهُ تَعالى الخَمْرَ وَالمَيْسَرَ: وَقالَ (رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ

              فَاجْتَنِبُوهُ) الرِّجْسُ إنَمّا يَزُول عَيْناً وَلاّ يُطَهَر المَحَل بالماءِ وَإذهابَهُ عَنْ

              أهـْلِ البَيْتِ وَتَطْهِيرَهُم مِنهُ: يَعنِي عَـدَم وقـُوعِ الرِّجْس فِيهُم, وَلاّ إزالَتَهُ

              عَنهُم بَعدَ وقوعِهِ فِيهُم، وَلِلأسَفِ الشَدِيد إنَنا نَقرَءُوا فِي الكُتبِ الشِيعِيَةِ

              وَمّا يَتَرَدُ عَلى لِسانِ خُطَباءِ المَنابِر لِقِلةِ مَعرِفَتِهِم: يَقُولُونَ إنَ اللـَّهَ هُوَ

              الذِي قـَد طَهَرَ أهْل البَيْت؟؟ فَمِنْ هـذا تَرَبَصُوا الوَهابِيَةَ لَهُم وَقالُوا: إذاً

              الرِّجْسُ كانَ بأهْـلِ البَيْتِ: لأنَ إزالَتـَهُ لاّ تَكُـون إلاّ لِمّا هُـوَ مُوجُودٌ فِيهُم

              فأَزالَهُ الله عَنهُم وَطَهَرَهُم مِنْ رجْسِهِم تَطْهِيرا,,

              يا شِيعَتُنا لاّ تَجْعَلُوا ألسِنَتَكُم مَحـْطاً لِلمَشْبُوهاتِ: وَقُولـُوا كَلاّ: لأعدائِكُم

              لَوْ أنَ اللهَ طَهَرَ أهْلَ البَيْتِ باخْتِيارٍ مِنهُ بِمَا يُريـد دُونَ غَيرِهِمِ مِنَ العِبادِ

              لِوَقـَعَ الانتِفاءُ بَـيْنَ الخَـيْرِ وَالشَـرِ كَمّا قـالَ القَدَريُـونَ وَالجَبْريُـونَ إنـَمّا

              الخَيْرُ وَالشَرُ مِنَ عِندِ اللهِ,,

              ثُمَ قُولُوا حاشا اللهُ سُبْحانَهُ أنَ يَجْعَلَ الشَرَ مِنهُ ثمَ يُحاسِبُ الإنسانَ عَلَيهِ

              وَلكِنْ نَجِدُ فِي شَواهِـدِ القـُرآن مّا تَـبَّينَ فِي قَوْلِـهِ عَـزَّ وَجَل (وَنَفْسٍ وَمَا

              سَوَّاهَا)(فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا)(الشمْس: 8) يَعنِي: هذِهِ النَفسُ لَها

              مَنْ أنْشَأها وَعَدَّلَها وَأوْدَعَ فِيها تَقواها فَعرَفَها الحَسََنُ وَالقَبيحُ وَمَنحَها

              القُدرَةَ عَلى فِعلِ ما تُريد الخَيرَ لِتَطهِيرها كَمّا هُوَ فِي حالِ أهْل البَيْتِ قـَد

              طَهَرُوا أنفُسَهُم بأنفُسِهِم قَبْلَ أنْ يُطهِرَهُم الله لأنَهُم مُذهَبِّينَ عَنْ الرِجْسِ

              قَبْلَ أنْ يُذهِبَهُ اللـَّه عَنهُم, وَعَصَمُوا أَنفُسَهُم قَبْلَ أنْ يَعصِمَهُم الله, وَمِنْ

              هذا قالَ اللـَّهُ (قـَدْ أَفْلَحَ مَـنْ زَكَّاهَا) أيْ: قََـَد فـازَ مَـنْ طَهَّـرَها بالطاعاتِ

              وَأصلَحَ عَمَلُها (وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) أيْ خَسِرَ مَنْ أخْفى فضائِلُها بدَسِّ

              أعمالِهِ الشَيطانِيَةِ بِفجُورِها,,

              إنزِل تَحت وَأكْمِل قِراءَة التَفسِير


              التعديل الأخير تم بواسطة الصدوق; الساعة 30-08-2011, 03:46 PM. سبب آخر: حذف صورة

              تعليق


              • #8
                إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ:الشيخ الحجاري

                (2)(تابِعٌ لِتَفسِيرِ آيَةِ التَطْهِير)





                الدَلِيلُ الرابِع: عَلى طَهارَتِهِم هُـوَ نَفْسُ قَوْلَـهُ تَعالى: قالَ (لِيُذْهِبَ عَنْكُـمُ

                الرِّجْسَ) الآيَةُ هُنا تُبَيِّنُ ذِهاب الرِّجْس فِي مَحَلِ الدَفِعِ لاّ فِي مَحَلِ الرَفعِ

                لأنَ اللـَّهَ لَـمْ يَقـُل لِيُذْهِبَكُم عَـنْ الرِّجْسِ: وَلَـمْ يَقُـل لِيُذْهِبَ مِنْكُم الرِّجْسَ

                وَلَعَلَ قائِلاً يَقُول مّا الفَرقُ بَيْنَ عَنْكُم وَمِنكُم,,

                الجَوابُ: لـَوْ أنَ اللهَ قالَ: لِيُذْهِبَ مِنكُمُ الرِّجْسَ, لَكانَ الرِّجْسُ فِيهُم وَتـَمَ

                رَفَعَهُ بِمَنَّةِ الله عَنهُم: وَلكِنْ اللهُ قالَ (لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ) يَعنِي دَفَعَ اللهُ عَنْهُم

                الرِّجْسَ فَجَعَلَ لَـهُ حَـداً قَبْلَ أنْ يَأتِهُـم لِكْوَنِهِم مُطَهَرينَ بِعُصْمَةِ أنفـُسِهِم

                فَطَهَرَهُم الله لِطْهارَتِهِم تَوْكِيداً لإظْهارِ مَعنَوِّياتِهِم قـُرآناً لِيُعرَفُـُونَ بِـهِ,,

                وَلِهذا قالَ (وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) يَعنِي فَوْقَ طَهارِتِهِم نَزَلَ تَطِهِيرُ الله بِهِم

                أيْ صارَ تَطْهِيرُ اللهِ سَنْداً لَهُم كَمْثلِ قَوْلِهِ (بَـلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ) مِنَ

                المُرتَضِينَ مِـنْ أوْلِياءِهِ وَعبادِهِ المُؤمِنِينَ فإنَهُ العالِـمُ بمّا يَنْطـَوي عَليهِ

                مِنْ تَزكِيَتِهِم بِتَقواهِم لأنَ التَزكِيَةَ مُتَعلِقَةٌ بالتَقوى،وَالتَقوى صِفَة باطِنِيَةٌ

                لاّ يَعلَم حَقِيقَتُها إلاّ الله وَالدَلِيلُ عَلى ذلِكَ نَأتِي بِهِ إلَيكُم مِنْ باطِنِ القُرآنِ

                فِي قِصَةِ يُوسُفَ: وَقالَ (لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا

                الْمُخْلَصِينَ) (يُوسُف24)

                مَأوْى الآيَة تَدِلُ عَلى بَراءَةِ يُوسُف مِنْ السُوءِِ وَالفَحشاءِ: لأنَ اللهَ عَـزَّ

                وَجَّل لَمْ يَقُل لِنَصْرفَهُ عَنْ السُوءِ وَالفَحشاءِ, وَلَمْ يَقُل لِنصْرفَ مِِنهُ, بَـلْ

                قالَ (لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ) لأنَ يُوسُفَ مُنْصَرفٌ عَـنْ السُوءِ

                وَالفَحشاءِ بإحسانهِ وَطهارَتِهِ قَبَلَ أنْ يَصْرِفُهُ اللـَّهَ تَعالى عَنهُ, وَبِمّا أنَ

                السُوءَ مَصْدرُ المَعصِيةِ, وَالفَحشاءُ ارتِكابُ الشَنيعَةِ كَالزِنا وَغـيْرَهُ مِنَ

                ألأفعالِ: وَلقدْ جاءَتْ بَراءَةَ يُوسُفُ كَمَا وَردَ بِحَقِهِ فَي قوْلهِ تَعالى قـُرآناً

                (إِنَّـهُ مِنْ عِـبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) الذِينَ أخلَصَّهُم اللـَّهُ تَعالى لِنَفسِهِ كَصُورَةِ

                الإخْلاصِِ سُمِّيتْ لأنَها خاصَةٌ فِي صِفَةِ اللهِ تَعالى لِخَلاصَتِها, أوْ كَمّا فِي

                آيَةٍ أخْرى تَدِلُ عَلى بَراءَةِ يُوسُفَ عَنْ لِسانِ امْرَأة العَزيز بِاعتِرافِها لَهُ

                أمامَ المَلِك: وَقالَت (الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ) أيْ إنَهُ

                أبى وَاسْتَعصَمَ عَلَيَّ (وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ)(يُوسُف:51)


                (حَدِيثُ الكِساءِ هُوَ حَدِيثٌ قُدسِيٌ يَسْنِدَهُ آيَة التَطْهِير المُفَصَلَةُ أَمامَكُم)

                عَن جابر بن عبدُ اللهِ الأنصاري عَنْ فاطمَة الزَهراء عَليْها السَّلامُ بِنت

                رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَآلِهِ، قال سَمِعتُ فَاطِمَةَ الزَّهراءِ بِنْت رَسُول

                اللهِ صَلى اللهُ عَليهِ وآلِهِ أَنِّها قالَت :دَخَلَ عَلَيَّ أبي رَسُولُ اللهِ صلى الله

                عليه وآلِـهِ, فِي بَعضِ الأيَّامِ فَقَالَ: أَلسَّلامُ عَلَيكِ يا فاطِمَةُ فَقـُلتُ وَعَلَيكَ

                السَّلامُ, قالَ إنّي أَجِدُ في بَدَني ضَعفاً، فَقُلتُ لَهُ أُعِيذُكَ باللـَّهِ يا أَبَتاهُ مِنَ

                الضَّعفِ, فَقَالَ: يا فاطِمَـةُ إيتِيني بِالكِساءِ اليَمانِـيِّ فَغَطّينِـي بـهِ, فَأَتَيتـُهُ

                بِالكِساءِ اليَمانِيِّ فَغَطّيتـُهُ بِـهِ وَصِرتُ أَنظـُرُ إِلَيهِ وَإِذا وَجهُهُ يَتَلألأ كَأَنَّـهُ

                البَدرُ فِي لَيلَةِ تمامِهِ وَكَمالِهِ، فَمّا كَانَت إِلاّ ساعَةً وَإذا بوَلَدِيَ الحَسَنِ قََد

                أَقبَلَ وَقالَ أَلسَّلامُ عَلَيكِ يا أُمّاهُ،فَقُلتُ وَعَلَيكَ السَّلامُ يا قُرَّةَ عَيِني وَثَمَرَةَ

                فُؤادِي، فَقالَ: يا أُمّاهُ إِنّـي أَشَـمُّ عِندَكِ رائِحَـةً طَيِّبَـةً كَأَنَّها رائِحَةُ جَـدِي

                رَسُولِ اللهِ صَلى الله ُعليهِ وآلِهِ، فَقُلتُ: نَعَم إِنَّ جَدَّكَ تَحتَ الكِساء فَأَقبَلَ

                الحَسَنُ نَحوَ الكِساءِ وَقالَ أَلسَّلامُ عَلَيكَ يا جَدَّاهُ يا رَسُولَ اللـَّهِ أَتَأذَنُ لي

                أَن أَدخُـلَ مَعَكَ تَحتَ الكِساءِ؟ فَقالَ وَعَلَيكَ السَّلامُ يا وَلَـدِي وَيا صاحِـبَ

                حَوضِي قَـَد أَذِنتُ لَكَ، فَدَخَلَ مَعَهُ تَحتَ الكِساءِ, فَمّا كانَت إِلاّ سَاعَةً وَإِذا

                بِوَلَدِيَ الحُسَينِ (ع) أَقبَلَ وَقال أَلسَّلامُ عَلَيكِ يا أُمّاهُ فَقُلتُ وَعَلَيكَ السَّلامُ

                يا قُرَّةَ عَيِنِي وَثَمَرَةَ فُؤادِي، فَقالَ: يا أُمّاهُ إِنّي أَشَـمُّ عِندَكِ رائِحَةً طَيِّبَـةً

                كَأَنَّها رائِحَةُ جَدِي رَسُولِ اللهِ صَلى اللهُ عليهِ وآلِـهِ :فَقُلتُ: نَعَم إِنَّ جَدَّكَ

                وَأَخاكَ تَحتَ الكِساءِ،فَدَنَا الحُسَين عليهِ السَّلام نحوَ الكِساءِ وَقالَ أَلسَّلامُ

                عَلَيكَ يا جَدَّاهُ يا مَنِ أختارَهُ اللهُ أَتَأذَنُ لي أَن أَكُونَ مَعَكُما تَحتَ الكِساءِ؟

                فَقالَ: وَعَلَيكَ السَّلامُ يا وَلَدِي وَيا شافِعَ أُمَّتِي قَـَد أَذِنتُ لَكَ، فَدَخَلَ مَعَهُما

                تَحتَ الكِساء،فَأَقبَلَ عِندَ ذلِكَ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَبي طالِبٍ وَقال أَلسَّلامُ

                عَلَيكِ يا بِنتَ رَسُولِ اللهِ، فَقـُلتُ: وَعَلَيكَ السَّلامُ يا أَبَا الحَسَن, وَيا أَمِـيرَ

                المُؤمِنينَ, فَقالَ: يا فاطِمَـةُ إِنّـي أَشَـمُّ عِندَكِ رائِحَـةً طَيِّبَـةً كَأَنَّها رائِحَـةُ

                أَخِي وَابِنِ عَمِّي رَسُولِ اللهِ، فَقُلتُ: نَعَم ها هُـوَ مَعَ وَلَدَيكَ تَحتَ الكِساءِ

                فَأقبَلَ عَلِيٌّ نَحوَ الكِساءِ وَقالَ: أَلسَّلامُ عَلَيكَ يا رَسُولَ اللـَّهِ أَتَأذَنُ لي أَنْ

                أَكُـونَ مَعَكُم تَحتَ الكِساءِ؟ قالَ لَـهُ وَعَلَيكَ السَّـلامُ يا أَخِـي, وَيا وَصِيِّـيِ

                وَخَلِيفَتِي وَصاحِبَ لِوائِي قَد أَذِنتُ لَكَ فَدَخَلَ عَلِيٌّ تَحتَ الكِساءِ,,

                ثُمَّ أَتَيتُ نَحوَ الكِساءِ وَقُلتُ أَلسَّلامُ عَلَيكَ يا أبَتاهُ يا رَسُولَ اللهِ أَتأذَنُ لي

                أَن أَكُـونَ مَعَكُم تَحتَ الكِساءِ؟ قالَ: وَعَليكَ السَّلامُ يا بِنتِي, وَيا بَضعَتِي

                قََد أَذِنتُ لَكِ, فَدَخَلتُ تَحتَ الكِساءِ, فَلَمَّا إكتَمَلنا جَمِيعاً تَحتَ الكِساءِ أَخَذَ

                أَبي رَسُولُ اللـََّهِ ( ص ) بِطَرَفَيِ الكِساءِ وَأَومَأَ بِيَـدِهِ اليُمْنى إِلىَ السَّماءِ

                وَقالَ أَللّهُمَّ إِنَّ هؤُلاء أَهلُ بَيتِي وخَاصَّتِي وَحَامَّتِي لَحمُهُم لَحمِي وَدَمُهُم

                دَمِي، يُؤلِمُني ما يُؤلِمُهُم, وَيُحزِنُني ما يُحزِنُهُم، أَنَا حَـربٌ لِمَنْ حارَبَهُم

                وَسِلمٌ لِمَن سالَمَهُم, وَعَـدوٌّ لِمَن عاداهُم, وَمُحِبٌّ لِمَن أَحَبَّهُم, إنًّهُم مِنِّي

                وَأَنا مِنهُم فَاجْعَل صَلَواتكَ وَبَرَكاتكَ وَرَحمَتكَ وَغُفرانَكَ وَرِضوانَكَ عَلَيَّ

                وَعَلَيهِم وَاَذهِب عَنهُمُ الرَّجْسَ وَطَهِّرهُم تَطهِيراً,,

                فَقالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يا مَلائِكَتي وَيا سُكَّانَ سَماواتي إِنّي ما خَلَقتُ سَماءً

                مَبنَّيةً, وَلاّ أرضاً مَدحِيَّةً, وَلاّ قَمَراً مُنـيراً, وَلا شَمْساً مُضِيِئَةً, وَلاّ فـَلَكاً

                يَـدُورُ, وَلاّ بَحراً يَجري, وَلاّ فلْكاً يَسْري إِلاّ فِـي مَحَبَّـةِ هـؤُلاءِ الخَمْسَةِ

                الَّذينَ هُم تَحتَ الكِساء، فَقالَ الأَمِينُ جِبرائِيلُ يا رَبِّ وَمَنْ تَحتَ الكِساءِ

                فَقالَ عَزَّ وَجَلَّ: هُم أَهْلُ بَيتِ النُّبُوَّةِ وَمَعدِنُ الرِّسالَةِ, هُم فاطِمَةُ وَأَبُوها

                وَبَعلُها وَبَنـُوها،, فَقالَ جِبرائِـيلُ يا رَبِّ أَتَأذَنُ لي أَنْ أَهبِْـطَ إلـى الأَرضِ

                لأِكُونَ مَعَهُم سادِساً؟ فَقالَ اللهُ: نَعَم قَـَد أَذِنتُ لَكَ, فَهَبَطَ الأَمِينُ جِبْرائِيلُ

                وَقالَ:أَلسَّلامُ عَلَيكَ يا رَسُولَ اللهِ، العَلِيُّ الأَعلَى يُقرِئُكَ السَّلامَ، وَيَخُصُّكَ

                بِالتًّحِيَّةِ وَالإِكرَامِ وَيَقُولُ لَكَ وَعِزَّتي وَجَلالي إِنّي ما خَلَقتُ سَماءً مَبنيَّةً

                وَلاّ أَرضاً مَدحِيَّةً, وَلاّ قَمَـراً مُـنِيراً, وَلاّ شَمْساً مُضِيئَةً, وَلاّ فـَلَكاً يَـدُورُ

                وَلاّ بَحراً يَجري, وَلاّ فُلْكاً تَسْري, إِلاّ لأجلِكُم وَمَحَبَّتِكُم، وَقَـَد أَذِنَ لي أَن

                أَدخُلَ مَعَكُم، فَهَل تَأذَنُ لِي يا رَسُولَ اللهِ؟ فَقالَ رَسُولُ الله وَعَلَيكَ السَّلامُ

                يا أَمِينَ وَحيِ اللهِ إِنَّهُ نَعَم قََد أَذِنتُ لَكَ، فَدَخَلَ جبرائِيلُ مَعَنا تَحتَ الكِساءِ

                فَقالَ لأِبي: إِنَّ اللـَّهَ قَـَد أَوحى إِلَيكُم: يَقول (إِنَّمَا يُرِيـدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ

                الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)

                فَقالَ عَليٌّ لأَبِي يا رَسُولَ اللهِ أَخبِرنِي ما لِجُلُوسِنا هَذا تَحتَ الكِساءِ مِنَ

                الفَضْلِ عِندَ اللهِ؟ فَقالَ النَّبيُّ صَلى اللهُ عليهِ وآلِـهِ: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالحَقِّ

                نَبِيّاً واصْطَفانِي بِالرِّسالَةِ نَجِيّاً، ما ذُكِرَ خَبَرُنا هذا فِي مَحفِلٍ مِن مَحافِلِ

                أَهْـلِ الأَرَضِ وَفِيهِ جَمْعٌ مِـن شِيعَتِنا وَمُحِبِيِّنا إِلاّ وَنَزَلَت عَلَيهِمُ الرَّحمَةُ

                وَحَفَّت بِهـِمُ المَلائِكَةُ, وَاسْتَغفَرَت لَهُم إِلى أَنْ يَتَفَرَّقُوا، فَقالَ عَلِيٌّ عَليهِ

                السَّلامُ: إذَاً وَاللـَّهِ فُزنا وَفازَ شِيعَتنُا وَرَبِّ الكَعبَةِ, فَقالَ أَبي رَسُولُ اللهِ

                صَلى اللـَّهُ عليهِ وآلِـهِ,, يا عَلِيُ وَالَّذي بَعَثَني بِالحَقِّ نـَبِيّاً, وَاصْطَفاني

                بِالرِّسالَةِ نَجِيّا ماذُكِرَ خَبَرُنا هذا في مَحفِلٍ مِن مَحافِلِ أَهلِ الأَرضِ وَفِيهِ

                جَمعٌ مِن شِيعَتِنا وَمُحِبّيِنا وَفِيهِم مَهمُومٌ إِلا ّوَفَرَّجَ اللهُ هَمَّهُ, وَلاّ مَغمُومٌ

                إِلاّ وَكَشَفَ اللهُ غَمَّهُ, وَلاّ طالِبُ حاجَةٍ إِلاّ وَقَضى اللهُ حاجَتَهُ، فَقالَ عَلِيٌّ

                عليه السَّلام: إذَاً واللهِ فـُزنا وَسُعِدنا، وَكَذلِكَ شِيعَتـُنا فَازُوا وَسُعِدُوا فِي

                الدُّنيا وَالآخِرَةِ وَرَبِّ الكَعبَةِ,, وَالسَلامُ عَليكُم وَرَحمَة اللهِ وَبرَكاتُهُ,,


                التعديل الأخير تم بواسطة الصدوق; الساعة 30-08-2011, 03:47 PM.

                تعليق

                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                حفظ-تلقائي
                Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                x
                يعمل...
                X