بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين
كثر الاختلاف بين الشيعة والوهابية في صحة حديث الثقلين بلفظ (كتاب الله وعترتي أهل بيتي) أو (كتاب الله وسنتي)، ونلاحظ في أغلب الحوارات أن الوهابية يجهدون في تضعيف حديث (كتاب الله وعترتي أهل بيتي) بينما نرى الشيعة في المقابل يصرون على تضعيف حديث (كتاب الله وسنتي).
أريد في هذا الموضوع أن أبيِّن قاعدةً ذكرها الإمام أحمد بن حنبل - ولا تخفى منزلته عند الوهابية -، ثم نطبِّق القاعدة التي ذكرها على هذين الحديثين، لنعرف أي الحديثين صحيح وأيهما غير صحيح حسب هذه القاعدة.
قال الإمام أحمد بن حنبل عن مسنده : "إن هذا الكتابَ قد جمعتُه وانتقيتُه من أكثر من سبع مئة وخمسين ألفاً، فما اخْتَلف المسلمون فيه من حديثِ رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فارجعوا إليه؛ فإنْ كان فيه، وإلا فليس بحجة".
هذا القول المنسوب للإمام أحمد بن حنبل صحَّحه الألباني في كتابه (الذب الأحمد عن مسند الإمام أحمد ص12) حيث قال عنه : "فهو ثابت صحيح".
ومفاد عبارة الإمام أحمد بن حنبل : أنَّ ما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله فليرجعوا فيه إلى المسند، فإن كان الحديث موجوداً في المسند فهو حجةٌ، وإن لم يكن الحديث في المسند فهو ليس بحجة.
والشيعة والوهابية مختلفون في هذين الحديثين، فالشيعة يقولون أنَّ حديث (كتاب الله وعترتي أهل بيتي) هو الصحيح، والوهابية يقولون أنَّ حديث (كتاب الله وسنتي) هو الصحيح، فلنرجع إلى مسند أحمد بن حنبل لنرى أي الحديثين مرويٌّ في المسند.
تصحيح الألباني لقول الإمام أحمد بن حنبل
وسأعتمد في عرض الأحاديث من مسند أحمد بن حنبل على الطبعة التي صدرت حديثاً بإشراف ورعاية العلامة الدكتور أحمد معبد عبد الكريم، وهي أفضل طبعات مسند أحمد من حيث ضبط النص، وقد استدرك القائمون عليها الكثير من الأحاديث على جميع الطبعات ومنها طبعة الرسالة بتحقيق شعيب الأرنؤوط ورفاقه، وهذه بعض المعلومات عن هذه الطبعة
وهذا هو حديث الثقلين في مسند الإمام أحمد بن حنبل
ختاماً أقول : هذا ما وجدناه في مسند الإمام أحمد بن حنبل، فقد أخرج حديث الثقلين بلفظ (كتاب الله وعترتي) أو (كتاب الله وأهل بيتي) في 6 مواضع من مسنده، وقد عبَّر عنهما في أربعة مواضع بالثقلين، وعبَّر عنهما في موردين بالخليفتين، بينما لم يُخرج حديث (كتاب الله وسنتي) في أي موضع.
النتيجة : حديث كتاب الله وعترتي أهل بيتي صحيح وحجة، وحديث كتاب الله وسنتي ليس بحجة.
تعليق