إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كلكم راع

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كلكم راع

    كلكم راع
    ......................
    وكلكم مسؤول عن رعيته




    تعتمد الدول المتقدمة اليوم على فكرة مفادها المسؤولية المشتركة، والتي يتقاسمها أبناء المجتمع على حد سواء. هذا الفكر المعبأ بالمسؤولية، لم يكن وليد الصدفة، بل كان نابعاً من الشعور الذي يتم تهيأته عبر الذات الفردية أو الجمعية، من أجل الوصول إلى حالة من الإطمئنان الكبرى بين الأفراد من جهة، وبين المكون الإجتماعي ككل، من جهة أخرى. وبه يتم البناء.
    وهذا نراه جليا في الحديث الشريف أعلاه: (كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته). فهذا الحديث يوضح بشكل جلي، أن ما من فرد في المجتمع يكون بمعزل عن بيئته وعن توفير الظروف المناسبة للعمل والعيش والحياة بشكل كريم داخل هذه البيئة وهذا المكون الإجتماعي، فهنا يشير الرسول الأكرم (ص) بمسألة (كلكم راع) وهي إشارة حتمية إلى أن المسؤولية تلقى على عاتق الجميع دون إستثناء، سواء كان رجلا أو امرأة، شيخا أو طفلا. من باب الحديث بـ (كلكم) وهنا يمكن لنا الإستفادة من سياق الحديث بقولنا ضرورة المشاركة في صنع القرار أيضا، من باب (كلكم راع) لذا وجب المشاركة هذه حتى تكون الموازنة، وإلا لو كان هناك العكس ونقصد به التفكير والعمل بالإنابة، لما صح مفاد الحديث أعلاه، ولما وجب علينا إلا أن نكون رعية لا رعاة، وحقيقة الأمر أوضح رسول الله (ص) بضرورة أننا رعاة قبل أن نكون رعية. حتى نشعر بقيمة المسؤولية في البناء، وأن لاننتظر المبادرة بل نصنعها.
    اليوم لو توقفنا لننظر مليا، مالذي تبقى لنا من هذا الحديث، سنرى أنه باقٍ على ما هو عليه، ولكن بوجود علامة التنقيط التي وضعناها آنفا، ولها دلالات سنجيء عليها تباعا.
    الدلالة الأولى لعلامة التنقيط، أن (مقطع كلكم راع) موجود فعلا. ونمارسه بكل فاعلية، فاليوم الجميع يرى في نفسه الأفضلية على الآخر، وشعوره بموقع المسؤولية التي تؤهله لأن يكون قائد القطيع، وهذا الشعور يمد ذاته بالأهمية الكبرى التي يستحقها هو بحسب ما يراه هو لنفسه، ولذا وجب على الآخر أن يخضع له، ويسلم لأوامره، وأن يطأطأ له رقبة الخنوع حتى يمر كلامه على هودج من الإحتفاء والقبول، سواء كان كلامه ملائما أم لا، فالضرورة تجيز للـ (راعي) مالا تجيز لغيره. وهي قاعدة ذهبية يتمتع بها أصحاب القرار.
    وأما الشطر الثاني من الحديث والذي فصلناه عن الحديث بعلامة التنقيط، والذي يقول (وكلكم مسؤول عن رعيته) هنا نرى أن الفكر العربي، والشرقي منه بوجه العموم، كان شفافا جداً في إستخدام هذا الشطر بإتقان، دون العودة لأصل الفكرة، أو الإلتفات إلى أهمية ووجوب معرفة متطلبات الرعية، من أجل الوقوع على مشاكلها وبالتالي حلها. فالمسؤولية هي تذليل العقبات لازرعها، بحسب سياق الحديث الشريف. وهنا يتضح جليا أن العربي مهما تقدمت به المدنية، وعاش في ظلال البيوت العامرة بين غرف الطابوق والإسمنت والبنايات العالية، إلا انه يقدم ولاءً منقطع النظير للفكر القبلي البدوي، ومفاده أنك مسؤول عن هذه الرعية، هو أن تسوقها إلى مكان الحلب أو جز الصوف، أو المسلخ. ولا ادري لماذا الإصرار دائما على عدم الإلتفات إلى أن الرعية هذه لايمكن لها أن تحمل حليبا وافرا أو صوفا جيدا، أو لحما سمينا، دون متابعة جيدة من الراعي، عبر إطعامها وإيواءها وتقديم التسهيلات الضرورية لها.
    المشكلة التي نواجه اليوم، هي عبر المسؤولية التي يتوخاها البعض، والتي يجعل منها أداة لقمع الآخر، وليس لمساعدته من أجل بناء المؤسسة المجتمعية، المسؤولية التي يطمح إليها البعض اليوم، تجعل منه سداً منيعا يقف بوجه تقدم المؤسسات، عبر سياج هائل من الإداريات والروتينيات، وعبر أساليب قل ولاتقل، وأفعل ولاتفعل، صيغ ناهية آمرة، يتعاطاها المسؤول وفق أمزجة خالصة، ونزوات ورغبات، سنها فأعتمدها ككتاب منزّل، وعبر وصاية فجة يمارسها على العقول، معتقدا بإنه أكثر أصابة لكبد الحقيقة من الآخرين، وأنه منزه عن السهو والخطأ والزلل. رغم أن الأحاديث الشريفة والآيات القرآنية العظيمة تزين مكتبه بأجمل حلة عبر خطوط بهية ولوحات فنية، أن قيم البداوة تحتم عليه أن يكون قاسيا، فظا، عصبيا، هائلا، يحيط نفسه بإنتفاخ الأبواب والقرارات التي من شأنها إبعاد كل ما يمكن له أن يكون عاديا في سبيل تقديم التسهيلات الطبيعية التي تسقي عجلة الحياة بالديمومة والمرونة، ليجعل من هذا العادي تجاوزا، وليجعل في اللحظة ذاتها والوقت عينه، من التجاوز المسيء أمراً عادياً، يتم التنسيق به وفق معطيات المصلحة العامة. وذات المصلحة العامة، على ما يبدو شعارا فضفاضا جدا، لاأعرفه بالضبط ولم أتبين كنهه وعمقه، واعتقد وبصورة أوضح وأكثر دقة، أن المصلحة العامة التي يحددها المسؤول هي ذات المصلحة التي يتعارض فيها المسؤول عينه مع سين ويتوافق مع باء.
    لا أقدم إجابات، بقدر ما أقدم لكم تساؤلا مهما، متى نربط بين شقي الحديث، ومتى نعرف الحديث حق معرفته هو، لا بحسب معرفتنا نحن.

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام على رسوله الامين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    من كمال الدين أنه اهتم بجميع مجالات الحياة التي يحتاجها الإنسان، ومن ذلك أنه أوجب على كل إنسان القيام بالمسئولية التي أنيطت به بحسب موقعه ومكانته، وقد اشتمل حديث:
    (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) على جانب كبير من ذلك، بحيث ألقى المسئولية على كل مكلف فيما هو تحت رعايته، وبالتالي حمله إثم التقصير في رعاية ما استرعاه الله عليه.
    ولنعرج قليلا اخي الفاضل حول مفهوم الراعي تحضرنا الاجابة كالتالي :
    معلوم أن الراعي هو الذي عنده رعية، أي: تحت يده رعية، فيقال له: راع لهذه الرعية. وأصل الرعاية: هي رعاية البهائم وحفظها عما يفتك بها من السباع ونحو ذلك، إذا كانت ترعى من النبات ونحوه، قال الله تعالى: كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ [طه:54] أي: لتذهبوا بها لترعى، أي: لتأكل من هذا النبات، ويقول الشاعر: ومن رعى غنماً في أرض مسبعة ونام عنها تولى رعيها الأسد فالراعي هو الذي يراقب الرعية، والأصل في بهيمة الأنعام أنها تحتاج إلى من يرعاها، أي: من يحفظها، فيرسلون إليها راعياً، أي: إنساناً مؤتمناً على هذه الدواب، يرسلونه معها حتى يحفظها، فيسيمها في النبات، ويراقبها عن الضياع، ويحفظها عن السباع، ويؤتمن عليها إلى أن يردها إلى أهلها، فيسمى راعياً، ثم أطلق على كل من يؤتمن على رعية من الرعايا. وهم في هذا الحديث من البشر، أي: المسئول عنهم إنسان موكل عليهم، ورئيس يرأسهم، فيسمى راعياً، وجميل جدا ما فرقت فيه بين النقطتين فالكثير يعمل عمل الكلام دون التطبيق وهذا بحد ذاته ما جعل المجتمعات تنخرط الى دائرة الحرمان والضياع ( مالكم تقولون ما لا تفعلون ) فلهذا يجب على الانسان البحث عن ستراتيجية قيمة يكمن له من خلالها تطبيق مبدأ الرعية وانصافه بشكل صحيح كي تتم كل المعايير الرسالية التي نادى بها الرسول الاكرم صلى الله عليه وعلى اله وسلم ...

    الاخ الفاضل ميثم العتابي .. جوانب غامضة يشقها قلمكم ليوضح لنا الحلول الناجعة للتخلص منها
    وما بادرتم به كان من قطيرات حبركم الرائع في سعيه الى الرقي

    تعليق


    • #3
      بداية أشكر إثارتك لهذا الموضوع سيد العتابي..
      فعلا هناك فئات بالمجتمع العربي، قبلت دور الرعية لسنين طويلة، رافضة تحمل أي نوع من المسؤولية، و يعود سبب هذا من وجهة نظري إلى النشأة الأسرية أولا، فالمحيط الأسري له الدور الكبير في تنمية الوعي بالمسؤولية،والدور الأول في إلغاء هذا الأخير..من ثمة، فالأجيال التي عاشت تحت سيطرة سلطة أبوية لن تمارس غدا بالمجتمع إلا سلطة قمعية..ترد بها إعتبارها..أوستكتفي لعب دور الرعية، عكس الأجيال التي تعودت مبدأ الحوار والمناقشة وتحمل المسؤولية،منذ الصغر بإعتبار أن (كلكم) إشارة لكل أفراد المجتمع كما أشرت في موضوعك سيد العتابي وللأسف سرعان ما ينقطع نَفَسُ هذه الأجيال.
      لا أعلم،أظن أن المحيط الأسري منه يتكون المجتمع و عليه يعول..وما هذا المحيط إلا نمودج مصغر للمجتمع، وعليه فإن ربط شقي الحديث الشريف مرهون ـــــــ عفوا مصطلح مرفوض..لكنه مفروض ـــــــــــ بنوعية التربية التي نلقنها لأولادنا..والتي ستعكسها مرآة المجتمع مستقبلا..ولن نعرف الحديث حق معرفته إلا إذا تخلت نفوسنا عن مبدأ الرغبة في السلطة لأجل السلطة..وإنطلاق الفرد من نفسه..دون إنتظار إنطلاقة غيره في تطبيق الحديث الشريف..
      في النهاية لا يسعني إلا شكر كاتب الموضوع..و أتمنى ألا أكون قد تعديت إطار النقاش
      لكم مني أطيب تحية..

      تعليق


      • #4
        كل يعلم ان لكل انسان منا عائلة وهذه العائلة هو المسؤول عنها امام الله وامام الناس وتجد من هو رئيس لدائرة وهو مسؤول عن مجموعة من الموظفين وكذلك الحال في جميع المجلات وترى ان الله جعل لهذا الرئيس دور ريادي في تحرك وتنشيط هذه المجاميع فمن اخطء في احد رعيته كان النار مثوى له ومن ظلم احد من رعيته وقف طويلا امام الله .
        وومن هنا نجد ان المثال الحق للراعي الحق هو امير المؤمنين عليه السلام الذي كان لايظلم في حضرته ودولته احد وهو مؤسس قانون الراعي والرعية الذي شرعه الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم.
        وكما بنى لنا هذا القانون يجب علينا ان نكون ننفذ ونعمل بهذا القانون الالهي ونجمع بين الشقين الذين ذكرتموه في مطلع موضوعكم
        الاخت العزيز
        والاستاذ الفاضل
        العتابي
        كلمة سطرها قلمكم الولائي واجد في صياغة فنها واخراجها
        sigpic

        تعليق


        • #5
          الأستاذ الفاضل ميثم العتابي:
          لقد نكأت جرحاً، حيث أصبتَ من الحقيقة مقتلاً، ومثلك يعلم أننا نغضُّ الطرف عمّا أصبح واقعاً- ولعلنا ساهمنا بقصد أو بدون قصدٍ
          منا بخلق هذا الواقع أو ترسيخه- أو بخلق هذا البطل أو ذاك، والشواهد كثيرة لا مجال لحصرها، لأننا نعيشها في كلّ آن.

          تعليق


          • #6
            الأحبة الاخوة والاخوات الكرام جميعا
            طيب الله أوقاتكم بكل خير ومحبة
            للوهلة الأولى قد يعتقد البعض أننا نقترب من الحديث الشريف شرحا وتفسيرا، إنما أردنا الاخذ بعين الإعتبار مسألة مهمة، مفادها
            ان الكثير منا يعتقد بأهمية إنتمائه للأسلام كمنظومة دينية سماوية رسالية، وعلى مايبدو هذا الإنتماء إنما هو كلمة (مسلم) مدونة في بطاقته التعريفية.. ولهذا أسندنا الحديث الشريف بادئ الأمر، على ضوء ما يتقدم من أعمال الناس، في مفهوم مفاده أننا مسلمون.. ولهذا جوهر الحديث ولبه إنما جاء لمحاولة كبرى، وهي ترك الإتكالية العمياء من جهة، ومن جهة أخرى التحلي بالمسؤولية التي من شأنها أن تنفع الأمة وأن تتقدم معها مجريات الحياة اليومية.. وبهذا لايمكن لأي إنسان حين يجد نفسه في موقع المسؤول أن يقول بتفرده في هذا الموقع.. فالدائرة حلقاتها كثر، والمسؤوليات تتوالى تباعا، إذن فالمسؤولية ليست مدخلا لوضع الحواجز والموانع الكونكريتيه بوجه الناس. إنما هي لتقليل الضغط عليهم، والتخفيف من معاناتهم.
            أن من يتمكن من زمام أمر ما، فلينظر في أمر بالغ الخطورة والاهمية، وهو الوقوف عند كلمة (مسؤول عن رعيته) هل هذا معناه التجهم، الكبر، العجب، الإختباء خلف مكتب عريض طويل، وكرسي من الجلد الفاخر.
            أم معناه الدقيق جدا والحرفي، هو تذليل الصعوبات، والنزول عند حاجة الناس، وتقديم أفضل خدمة ممكنة، بمعنى أيها الأحبة
            المسؤول عمله دقيق جدا، كعمل موظف الفندق الذي يجعل إقامتك مرفهه في فندقه، وكذلك المسؤول عليه أن يجعل حياتك مرفهه في مؤسسته.. او في المحلة التي يديرها، أو الدولة.... وهلم جرى..
            بالغ الود والتقدير للأحبة الذين مروا من هنا

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
            x
            يعمل...
            X