إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العبادة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العبادة

    قال علي بن الحسين (ع) : «فأما حق الله الأكبر فإنك تعبده ، لا تشرك به شيئاً ، فإذا فعلت ذلك بإخلاص ، جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا والآخرة ، ويحفظ لك ما تحب منها» (1) .
    والعبادة لغةً ، هي غاية التذلل والخضوع ، لذلك لا يستحقها إلا المنعم

    الأعظم الذي له غاية الافضال والانعام ، وهو الله عزوجل .
    واصطلاحاً هي : المواظبة على فعل المأمور به .
    وناهيك في عظمة العبادة وجليل آثارها وخصائصها في حياة البشر : إن الله عزوجل جعلها الغاية الكبرى من خلقهم وإيجادهم ، حيث قال : «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون ، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين» (الذاريات : 56 ـ 58) .
    وبديهي أن الله تعالى غني عن العاملين ، لا تنفعه طاعة المطيعين وعبادتهم ، ولا تضره معصية العصاة وتمردهم ، وإنما فرض عبادته على الناس لينتفعوا بخصائصها وآثارها العظيمة ، الموجبة لتكاملهم وإسعادهم .
    فمن خصائص العبادة : أنها من أقوى الأسباب والبواعث على تركيز العقيدة ورسوخ الإيمان في المؤمن ، لتذكيرها بالله عزوجل ورجاء ثوابه ، والخوف من عقابه ، وتذكيرها بالرسول الأعظم ، فلا ينساه ولا ينحرف عنه .
    فإذا ما أغفل المؤمن عبادة ربه نساه ، وتلاشت فينفسه قيم الإيمان ومفاهيمه ، وغدا عرضة للإغواء والضلال . فالعقيدة هي الدوحة الباسقة التي يستظل المسلمون في ظلالها الوارفة الندية ، والعبادة هي الي تصونها وتمدها بعوامل النمو والازدهار .
    والعبادة بعد هذا من أكبر العوامل على التعديل والموازنة ، بين القوى المادية والروحية ، التي تتجاذب الإنسان وتصطرع في نفسه ، ولا تتسنى له السعادة الهناء إلا بتعادلها . ذلك ، أن طغيان القوى المادية واستفحالها يسترق الإنسان بزخارفها وسلطانها الخادع ، وتجعله ميالاً إلى الأثرة والأنانية ، واقتراف الشرور والآثام ، في تحقيق أطماعه المادية .
    فلا مناص ـ والحالة هذه ـ من تخفيف جماح المادة والحد من ضراوتها ، وذلك عن طريق تعزيز الجانب الروحي في الإنسان ، وإمداده بطاقة روحية ، تعصمه من الشرور وتوجهه وجهة الخير والصلاح . وهذا ما تحققه العبادة


    بإشعاعاتها الروحية ، وتذكيرها المتواصل بالله تعالى ، والدأب على طاعته وطلب رضاه .
    والعبادة الروحية بعد هذا وذاك : اختيار للمؤمن واستجلاء لأبعاد إيمانه . فالإيمان سر قلبي مكنون ، لا يتبين إلا بما يتعاطاه المؤمن من ضروب الشعائر والعبادات ، الكاشفة عن مبلغ إيمانه وطاعته لله تعالى .
    وحيث كانت العبادة تتطلب عناءاً وجهداً ، كان اداؤها والحفاظ عليها دليلاً على قوة الإيمان ورسوخه ، وإغفالها دليلاً على ضعفه وتسيبه .
    فالصلاة . . . كبيرة إلا على الخاشعين . والصيام . . كف النفس عن لذائذ الطعام والشراب والجنس . والحج . . يتطلب البذل والمعاناة في أداء مناسكه . والزكاة . . منح المال الذي تعتز به النفس وتحرص عليه . والجهاد : هو الإقدام على التضحية والفداء في سبيل الواجب ، وكلها أمور شاقة على النفس .
    من أجل ذلك كان أداء العبادة والقيام بها برهاناً ساطعاً على إيمان صاحبها وطاعته لله عزوجل .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X