إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العصمة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العصمة

    لعل من الجدير بالإشارة - بادئ ذي بدء - أن الناس قد اختلفوا في معصوم من هو ؟

    فقال قوم : المعصوم هو الذي لا يمكنه الإتيان بالمعاصي، وهؤلاء هم الأقلون أهل النظر، واختلفوا في عدم التمكن كيف هو ؟
    فقال قوم منهم : المعصوم هو المختص في نفسه أو بدنه أو فيهما ، الخاصية تقتضي امتناع إقدامه على المعاصي .
    وقال قوم منهم : بل المعصوم مساو في الخواص النفسية والبدنية لغير المعصوم ، وإنما العصمة هي القدرة على الطاعة ، أو عدم القدرة على المعصية ، هذا قول الأشعري نفسه ، وإن كان كثير من أصحابه قد خالفوه فيه .
    وقال الأكثرون من أهل النظر : بل المعصوم مختار ، متمكن من المعصية طاعة .

    وهناك تفسيران للعصمة :

    أحدهما : - أنها أمور يفعلها الله تعالى بالمكلف ، فتقضي ألا يفعل المعصية اقتضاء غير بالغ إلى حد الإيجاب ، وفسروا هذه الأمور ، فقالوا : إنها أربعة أشياء ،
    أولها : أن يكون لنفس الإنسان ملكة مانعة من الفجور ، داعية إلى العفة ،
    وثانيها : العلم بمثالب المعصية ، ومناقب الطاعة .
    وثالثها : تأكيد ذلك العلم بالوحي والبيان من الله تعالى .
    ورابعها : أنه متى صدر عنه خطأ من باب النسيان والسهو ، لم يترك مهلا " بل يعاقب وينبه ، ويضيق عليه العذر .

    قالوا : فإذا اجتمعت هذه الأمور الأربعة ، كان الشخص معصوما " عن المعاصي لا محالة ، لأن العفة إذا انضاف إليها العلم ، بما في الطاعة من سعادة ، وما في المعصية من شقاوة ، ثم أكد ذلك تتابع الوحي إليه وترادفه ، وتظاهر البيان عنده ، وتمم ذلك خوفا " من العقاب على القدر القليل ، حصل من اجتماع هذه الأمور حقيقة العصمة .

    وثانيهما : - العصمة لطف يمتنع المكلف عند فعله من القبيح اختيارا " ، وقد يكون ذلك اللطف خارجا " عن الأمور الأربعة المعدودة ، مثل أن يعلم الله تعالى أنه إن أنشأ سحابا " ، أو أهب ريحا " ، أو حرك جسما " ، فإن زيدا " يمتنع عن قبيح

    مخصوص اختيارا " ، فإنه تعالى يجب عليه فعل ذلك ، ويكون هذا اللطف عصمة لزيد ، وإن كان الإطلاق المشتهر في العصمة ، إنما هو لمجموع ألطاف يمتنع المكلف بها عن القبيح مدة زمان تكليفه ( شرح نهج البلاغة 7 / 7 - 8 . ) .


    وترى الشيعة الإمامية أن الأنبياء لا تجوز عليهم الكبائر ولا الصغائر ، لا عمدا " ولا خطأ ، ولا سهوا " ، ولا على سبيل التأويل والتشبيه ، وكذلك قولهم في الأئمة ( شرح نهج البلاغة 7 / 12 ، وانظر آراء أخرى 7 / 7 - 21 ) .

    وهكذا رأت الشيعة الإمامية أن العصمة واجبة للإمام ، قال ابن بابويه القمي في رسالته للصدوق ( ص 108 - 109 ) : اعتقدنا في الأخبار الصحيحة عن الأئمة أنها موافقة لكتاب الله ، متفقة المعاني ، غير مختلفة ، لأنها مأخوذة من طريق الوحي عن الله سبحانه وتعالى ( بحار الأنوار 25 / 350 - 351 ) .


    وقال المجلسي : أصحابنا الإمامية أجمعوا على عصمة الأنبياء والأئمة من الذنوب الصغيرة والكبيرة ، وعمدا " وخطأ ونسيانا " - قبل النبوة والإمامة وبعدهما ، بل من وقت ولادتهم ، إلى أن يلقوا الله تعالى ، ولم يخالف في ذلك إلا الصدوق محمد بن بابويه وشيخه ابن الوليد ، فإنهما جوزا الإسهاء ، من الله تعالى ، لأن السهو الذي يكون من الشيطان في غير ما يتعلق بالتبليغ وبيان الأحكام ( التبيان 4 / 165 - 166 ) .


    وقال الطوسي : لا يجوز عليهم - أي على الأئمة - السهو والنسيان فيما يؤدونه عن الله تعالى ، أما غير ذلك ، فإنه يجوز أن ينسوه أو يسهون عنه ، مما لم يؤد ذلك إلى الإخلال بكمال العقل ، وكيف لا يجوز عليهم ذلك ، وهم ينامون ويمرضون ، ويغشى عليهم ، والنوم سهو ، وينسون كثيرا " من متصرفاتهم أيضا " ، وما يجري لهم فيما مضى من الزمان .


    ومن المعروف أن سيدنا ومولانا وجدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إنما قد أوصى أمته بأهل بيته ، وساواهم بالقرآن - كما في حديث الثقلين الذي أشرنا إليه آنفا " - وذلك لأن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، سلالة الحسن والحسين ، أبناء الزهراء والإمام علي ، إنما هم بضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سيد الأنبياء ، الذي اصطفاه الله
    من أطهر المناقب ، وأعرق الأصول ، وتعهدهم نوره في الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الطاهرة ، من لدن آدم ، حتى حملته أمه ، ما تشعبت شعبتان إلا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في خيرهما شعبة ، ولا افترقت فرقتان ، إلا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في أكرمهما فرقة ، ومن ثم كان أهل بيت النبوة ، سلالة النبي صلى الله عليه وسلم ، أهل الحسب والنسب ، والطهر والشرف ،
    لا يلوثهم رجس ، ولا ينالهم دنس ، فلقد طهرهم الله - فضلا " منه وكرما " - ثم دعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو الذي لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى ، فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس ، وطهرهم وتطهيرا " .

    ويقول العارف بالله محيي الدين بن عربي ( 560 - 638 ه‍ ) في كتابه الفتوحات الملكية : ولما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عبدا " محضا " ، قد طهره الله تعالى ، وأهل بيته ، تطهيرا " ، وأذهب عنهم الرجس قال الله تعالى : * ( إنما يريد

    الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " ) * ( سورة الأحزاب : آية 33 ) ، فلا يضاف إليه إلا مطهر ، ولا بد ، فإن المضاف إليهم هو الذي يشبههم ، فما يضيفون لأنفسهم ، إلا من له حكم الطهارة والتقديس ، وأهل البيت هم المطهرون ، بل هم عين

    الطهارة ، فهذه الآية إنما تدل على أن الله تعالى قد شرك أهل البيت ، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في قول الله تعالى : * ( ليغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) * ( سورة الفتح : آية 2 ) . وهكذا طهر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالمغفرة ، مما

    هو ذنب بالنسبة إلينا ، لو وقع منه صلى الله عليه وسلم ، لكان ذنبا " في الصورة - لا في المعنى - لأن الذنب لا يلحق به على ذلك ، من الله تعالى ، ولا منا شرعا " ، فلو كان حكمه حكم الذنب لصحبه ما يصحب الذنب من المذمة ، ولم يكن يصدق قول الله تعالى : * ( ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " ) * .

    ومن ثم فقد دخل الأشراف أولاد سيدة نساء العالمين - السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام - كلهم إلى يوم القيامة في حكم هذه الآية من الغفران ، فهم المطهرون باختصاص من الله تعالى ، وعناية بهم ، لشرف محمد صلى الله عليه وسلم ،



    وعناية الله سبحان وتعالى به ، وبالتالي فينبغي لكل مسلم مؤمن بالله ، وبما أنزله ، أن يصدق الله تعالى في قوله : * ( ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " ) * ، فيعتقد في جميع ما يصدر من أهل البيت - رضوان الله عليهم - أن الله
    تعالى قد عفا عنهم ، ولا ينبغي لمسلم أن يلحق المذمة ، ولا ما يشنأ أعراض من قد شهد الله تعالى بتطهيرهم ، وإذهاب الرجس عنهم ، ليس ذلك بعمل عملوه ، ولا بخير قدموه ، بل هو سابق عناية واختصاص إلهي ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم (سورة الحديد : آية 21) .


    على أن هذا الشرف لأهل بيت النبوة ، لا يظهر إلا في الدار الآخرة ، فإنهم يحشرون مغفورا " لهم ، وأما في الدنيا فمن أتى منهم حدا " ، أقيم عليه ، لقوله صلى الله عليه وسلم : لو أن فاطمة بنت محمد سرقت ، لقطعت يدها وقد أعاذها الله من ذلك ، وطهرها تطهيرا " (ابن عربي : الفتوحات المكية 1 / 196 - 198) .


    وقصة الحديث الشريف - كما رواه ابن سعد في طبقاته ، وابن الأثير في أسد الغابة ، وابن عبد البر في الإستيعاب ، وابن حجر العسقلاني في الإصابة - واللفظ لابن الأثير : روى عمار الدهني عن شقيق قال : سرقت فاطمة بنت أبي الأسد ، فأشفقت قريش أن يقطعها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكلموا أسامة بن زيد ، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : كل شئ ، ولا ترك حد من حدود الله عز وجل ، ولو كانت فاطمة بنت محمد لقطعتها ، فقطعها ( أنظر : أسد الغابة 7 / 218 ، الإستيعاب 4 / 386 الإصابة في تمييز الصحابة 4 / 380) .


    ويذكر المقريزي ( 766 - 845 ه‍ ) في كتابه معرفة ما يجب لآل البيت النبوي من الحق على من عداهم ما رواه الحاكم في المستدرك من حديث معاوية بن هشام عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن فاطمة أحصنت فرجها ، فحرم الله ذريتها على النار ( المستدرك للحاكم 3 / 152 ، حلية الأولياء 4 / 188 ، ميزان الاعتدال 9 / 202 ) ،

    وما رواه الحافظ محب الدين الطبري في ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى ، وأخرجه الملا في سيرته من حديث حصين بن عمران قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سألت ربي أن لا يدخل النار أحدا " من أهل بيتي ، فأعطاني ذلك . وفي رواية - في مجمع الزوائد - عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها : إن الله غير معذبك ولا ولدك - قال أخرجه الطبراني عن ابن عباس (مجمع الزوائد 9 / 202 ، كنز العمال 6 / 219) .


    وفي كنز العمال : إن فاطمة حصنت فرجها ، وإن الله أدخلها بإحصان فرجها وذريتها الجنة . قال : أخرجه الطبري عن ابن مسعود (كنز العمال 6 / 219) .

    وروى الخطيب البغدادي ( 392 - 463 ه‍ ) بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابنتي فاطمة حوراء آدمية ، لم تحض ولم تطمث ، وإنما سماها فاطمة لأن الله فطمها ومحبيها عن النار (تاريخ بغداد 12 / 331) .

    وذكره ابن حجر الهيثمي ( 909 ه‍ / 1504 - 974 ه‍ / 1567 م ) في صواعقه ، وقال : أخرجه النسائي (الصواعق المحرقة ص 96) .

    ويقول المقريزي - نقلا " عن العلامة نجم الدين سليمان بن عبد القوي ، المعروف بابن عباس الطوفي ( 657 - 716 ه‍ ) (أنظر : ابن حجر العسقلاني : الدرر الكامنة من أعيان المائة الثامنة 2 / 249 - 252 ) - في الإرشادات الإلهية في المباحث الأصولية - أن الشيعة قد احتجت بقول الله تعالى : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " ) * ، على أن أهل البيت معصومون ، ثم على أن إجماعهم حجة .
    وأما أنهم معصومون ، فلأنهم طهروا ، وأذهب الله عنهم الرجس والرجس اسم جامع لكل شر ونقص ، والخطأ وعدم العصمة بالجملة شر ونقص ، فيكون ذلك مندرجا " تحت عموم الرجس الذاهب عنهم ، فتكون الإصابة في القول والفعل والاعتقاد ، والعصمة بالجملة ثابتة لهم .

    هذا فضلا " عن أن الله طهرهم ، وأكد تطهيرهم بالمصدر ، حيث قال : * ( ويطهركم تطهيرا " ) * ، أي ويطهركم من الرجس وغيره تطهيرا " ، إذ هي تقتضي عموم تطهيرهم من كل ما ينبغي التطهير منه عرفا " ، أو عقلا " أو شرعا " ، والخطأ وعدم العصمة داخل تحت ذلك ، فيكونون مطهرين منه ، ويلزم من ذلك عموم إصابتهم وعصمتهم (المقريزي : فضل آل البيت - معرفة ما يجب لآل البيت النبوي من الحق على من عداهم - القاهرة 1973 ص 35 - 36) .


    ثم أكد دليل عصمتهم من الكتاب والسنة في الإمام علي وحده ، وفي فاطمة عليها السلام وحدها ، وفي جميعهم . أما دليل العصمة في الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه ، وكرم الله وجهه في الجنة - فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم ، لما أرسله إلى اليمن قاضيا " ، ثم قال : يا رسول الله ، كيف تبعثني قاضيا " ، ولا علم لي بالقضاء ؟ قال : اذهب ، فإن الله سيهدي قلبك ، ويسدد لسانك ، ثم ضرب صدره وقال : اللهم اهد قلبه ، وسدد لسانه (مسند الإمام أحمد 1 / 111 ، 149) .


    وروى الإمام أحمد في فضائل الصحابة ( 2 / 699 - 700 ) بسنده عن سماك عن حنش عن علي قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلى اليمن ، قال : فقلت :
    يا رسول الله ، تبعثني إلى قوم أسن مني ، وأنا حدث لا أبصر القضاء ، قال : فوضع يده على صدري ، وقال : اللهم ثبت لسانه ، واهد قلبه ، يا علي ، إذا جلس إليك الخصمان ، فلا تقض بينهما ، حتى تسمع من الآخر ، ما سمعت من الأول ، فإنك إذا فعلت ذلك تبين لك القضاء ، قال : فما اختلف على قضاء بعد ، أو ما أشكل على قضاء بعد .

    وفي رواية أخرى - في فضائل الصحابة أيضا " ( 2 / 580 - 581 ) عن الأعمش عن عمر وبن مرة عن أبي البختري عن علي قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ، وأنا شاب ، فقلت : يا رسول الله تبعثني إلى قوم أقضي بينهم ،

    ولا علم لي بالقضاء ؟ فقال : أدن ، فدنوت ، فضرب يده على صدري ، فقال : اللهم اهد قلبه ، وثبت لسانه ، قال : فما شككت في قضاء بين اثنين . قالوا : قد دعا له بهداية القلب ، وسداد اللسان ، وأخبره بأن سيكونا له ، ودعاؤه مستجاب ،
    وخبره حق وصدق ، ونحن لا نعني بالعصمة إلا هداية القلب للحق ، ونطق اللسان بالصدق ، فمن كان عنده للعصمة معنى غير هذا ، أو ما يلازمه فليذكره ( المقريزي : المرجع السابق ص 36 - 38) .


    وأما دليل العصمة في السيدة فاطمة عليها السلام ، فقوله صلى الله عليه وسلم : فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ، ويؤذيني ما آذاها (الحديث الشريف له صيغ مختلفة ( أنظر : صحيح البخاري 5 / 28 ، 5 / 36 ، 7 / 47 ، صحيح مسلم 16 / 2 - 4) ، والنبي صلى الله عليه وسلم ، معصوم ، ومن ثم فبضعته - أي جزؤه - والقطعة منه ، يجب أن تكون معصومة .

    وهناك قصة أبي لبابة الذي ربط نفسه في عمود من عمد المسجد النبوي الشريف ، بسبب ما فاه به ليهود بني قريظة ، عندما سألوه : أينزلون على حكم محمد ، قال : نعم ، وأشار بيده إلى حلقه إنه الذبح ، إن لم تفعلوا ، وقد أقسم أن لا يطلقه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، روى الإمام السهيلي بسنده عن الإمام علي زين العابدين بن مولانا الإمام الحسين ، أن فاطمة الزهراء ، عليها السلام ، أرادت حله ، حين نزلت توبته ، فقال : أقسمت أن لا يحلني ، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن فاطمة بضعة مني ، فحلته ، فصلى
    الله عليه وعلى فاطمة ، فهذا حديث يدل على أن من سبها فقد كفر ، وأن من صلى عليها فقد صلى على أبيها صلى الله عليه وسلم . وبدهي أنها معصومة مثله .

    يتبع .....









  • #2
    وأما دليل العصمة في آل البيت جميعا " - علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام - فقول رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيما رواه الترمذي بسنده عن أبي سعيد والأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن زين بن أرقم ، قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به ، لن تضلوا أبدا " ، أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب الله ، حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا على الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ( صحيح الترمذي 2 / 308) .


    وفي رواية عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في حجته يوم عرفة - وهو على ناقته القصواء يخطب - فسمعته يقول : يا أيها الناس ، إني تارك فيكم ، ما إن أخذتم به لن تضلوا ، كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي (
    صحيح الترمذي 2 / 308) .

    ورواه المتقي في كنز العمال وقال : أخرجه ابن أبي شيبة والخطيب في المتفق والمفترق عن جابر (كنز العمال 1 / 48 ، فضائل الخمسة 2 / 45) .

    وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني تارك فيكم خليفتين ، كتاب الله حبل ممدود ، ما بين السماء والأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض (ابن حنبل : فضائل الصحابة 2 / 603) .
    وفي رواية عن أبي الجحاف عن عطية عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا ، كتاب الله ، وأهل بيتي (ابن حنبل : فضائل الصحابة 1 / 171 - 172) .


    وأخرجه أحمد في المسند من طريق ، عطية عن أبي سعيد ، وأخرجه الترمذي (مسند الإمام أحمد 3 / 14 ، 17 ، 26 ، 59 ، صحيح الترمذي 5 / 663) عن طريق الأعمش عن عطية أبي سعيد ، ثم قرنه بقوله : والأعمش عن حبيب بن ثابت عن زيد بن أرقم وعن طريق زيد بن الحسن القرشي الكوفي الأنماطي عن الإمام جعفر الصادق عن الإمام محمد الباقر عن جابر بن عبد الله مرفوعا " (فضائل الصحابة 1 / 172) .


    وروى مسلم في صحيحه بسنده عن زيد بن أرقم قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يوما " فينا خطيبا " بماء يدعى خما " بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ وذكر ، ثم قال : أما بعد ، ألا أيها الناس ، فإنما أنا بشر ، يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وإني تارك فيكم ثقلين ، أولهما : كتاب الله ، فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله ، واستمسكوا به ، فحث على كتاب الله ، ورغب فيه ، ثم قال : وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي (صحيح مسلم 15 / 179 - 180 ) .


    وفي رواية : فقلنا : من أهل بيته ، نساؤه ؟ قال : لا ، وأيم الله ، إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ، ثم يطلقها فترجع إلى بيت أبيها وقومها ، أهل بيته ، أصله وعصبته ، الذين حرموا الصدقة بعده (صحيح مسلم 15 / 181 ) .

    وأخرجه أحمد في المسند والدرامي والحاكم عن زيد بن أرقم (مسند أحمد 4 / 367 - 371 ، سنن الدرامي 2 / 431 ، مجمع الزوائد 9 / 163) ، وأخرجه أحمد ، وابن أبي عاصم في السنة عن زيد بن ثابت ، وقال الهيثمي في رواية أحمد : وإسناده حسن (مسند الإمام أحمد 5 / 181 ، مجمع الزوائد 9 / 163) ، وأخرجه الطبراني في الكبير عن حذيفة بن أسيد ( معجم الطبراني الكبير 3 / 200 ، مجمع الزوائد 9 / 165 ) .


    وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني قد تركت فيكم خليفتين ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنهما يردان على الحوض (فضائل الصحابة 2 / 786) .


    وروى ابن الأثير في أسد الغابة بسنده عن أبي سعيد والأعمش عن حبيب بن ثابت عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا ، أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا على الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما (أسد الغابة 2 / 13) .


    وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن عطية عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض ( فضائل الصحابة 2 / 779 ، مسند الإمام أحمد 3 / 14 معجم الطبراني الكبير 3 / 62 ) .


    وفي رواية أيضا " عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إني أوشك أن أدعى فأجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله ، وعترتي
    أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يتفرقا حتى يرد على الحوض ، فانظروا بما تخلفوني فيهما (فضائل الصحابة 2 / 779 ، مسند الإمام أحمد 3 / 17 ، معجم الطبراني الكبير 3 / 63 ) .


    وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال : لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ، ونزل غدير خم ، أمر بدوحات فأقمن ، فقال : كأني قد دعيت فأجيب ، إني تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله تعالى ، وعترتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض . ثم قال : إن

    الله عز وجل مولاي ، وأنا مولى كل مؤمن ، ثم أخذ بيد علي عليه السلام ، فقال : من كنت مولاه ، فهذا وليه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه (المستدرك للحاكم 3 / 109) .


    وروى النسائي في الخصائص
    بسنده عن زيد بن أرقم قال : لما دفع النبي صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ، ونزل غدير خم ، أمر بدوحات فقممن ، ثم قال : كأني دعيت فأجبت ، وإني تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله ،

    وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض. ثم قال : إن الله مولاي ، وأنا ولي كل مؤمن ، ثم إنه أخذ بيد علي ، رضي الله عنه ، فقال : من كنت وليه ، فهذا وليه اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه
    ، فقلت لزيد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنه ما كان في الدرجات أحد ، إلا رآه بعينه ، وسمعه بأذنيه (النسائي : تهذيب خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ص 50 - 51 ( بيروت 1983 )) .

    وذكره المتقي الهني في كنز العمال (كنز العمال 1 / 48 ، 6 / 390) .

    وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي الطفيل عن ابن واثلة ، أنه سمع زيد بن أرقم يقول : نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة عند شجرات خمس دوحات عظام ، فكنس الناس ما تحت الشجرات ،

    ثم راح رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية فصلى ، ثم قام خطيبا " فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر ووعظ ، فقال ما شاء الله أن يقول ، ثم قال : أيها الناس ، إني تارك فيكم أمرين ، لن تضلوا إن اتبعتموها ، وهما كتاب الله ، وأهل بيتي عترتي ، ثم
    قال : أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثلاث مرات ؟ قالوا : نعم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كنت مولاه ، فعلي مولاه (المستدرك للحاكم 3 / 109) .


    ولعل من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن وجه الدلالة على العصمة في الأحاديث الآنفة الذكر ( حديث الثقلين - بطرق وصيغ مختلفة ) إنما هو أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إنما قد لازم بين أهل بيته عليهم السلام ، وبين القرآن المعصوم ، ومن لازم المعصوم فهو معصوم .

    قالوا : وإذا أثبت عصمة أهل البيت ، وجب أن يكون إجماعهم حجة لامتناع الخطأ والرجس عليهم ، بشهادة المعصوم ، وإلا لزم وقوع الخطأ فيه ، وأنه محال .

    واعترض الجمهور بأن قالوا : لا نسلم أن أهل البيت في الآية الكريمة ( الأحزاب 33 ) ، بل هم نساء النبي صلى الله عليه وسلم . وأما ما أكدتم به عصمتهم من السنة ، فأخبار آحاد ، لا تقولون بها ، مع أن دلالتها ضعيفة .

    وأجاب الشيعة : إن أهل البيت في الآية إنما هم : علي وفاطمة والحسن والحسين ، وهو أمر ثابت بالنص والإجماع ، وقد قال به كثيرون ، قال به أبو سعيد الخدري وأنس بن مالك وواثلة بن الأسقع ، وأم المؤمنين عائشة ، وأم المؤمنين أم سلمة ، وابن أبي سلمة - ربيب النبي صلى الله عليه وسلم - وسعد وغيرهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .



    وقال به الكثيرون من أهل التفسير والحديث ، قال به الفخر الرازي في التفسير الكبير ، وقاله الزمخشري في الكشاف ، والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن ، والشوكاني في فتح القدير ، والطبري في جامع البيان عن تأويل آي القرآن ،
    والسيوطي في الدر المنثور ، وابن حجر العسقلاني في الإصابة ، والحاكم في المستدرك ، والذهبي في تلخيصه ، والإمام أحمد بن حنبل في المسند ، والواحدي في أسباب النزول .
    وأما خبر الآحاد ، فقال الشيعة عنه : إننا أكدنا به دليل الكتاب ، ثم هي لازمة لكم ، فنحن أوردناها إلزاما " ، لا استدلالا " .
    على أن الرأي عند الطوفي ، أن آية التطهير ( الأحزاب 33 ) ليست نصا " ولا قاطعا " في عصمة آل البيت ، وإنما قصاراها أنها ظاهرة في ذلك بطريق الاستدلال الذي حكيناه عنهم (المقريزي : فضائل أهل البيت ( معرفة ما يجب لآل البيت النبوي من الحق على من عداهم - دار الاعتصام القاهرة 1393 ه‍ / 1973 م ص 39 - 42 ) .


    ولعل مما تجدر الإشارة إليه ، دخول أبناء فاطمة البتول ، عليها السلام ، في حكم آية التطهير من الغفران ، فهم المطهرون اختصاصا " من الله تعالى ، وعناية " بهم ، لشرف محمد صلى الله عليه وسلم ، وعناية الله به .
    ويذهب بعض العارفين إلى أن حكم هذه النسبة لأهل البيت تكون في الدار الآخرة ، فإنهم يحشرون مغفورا " لهم ، قال الله تعالى : * ( جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم ) * (سورة الرعد : آية 23) .





    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X