إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفرق بين الرشوة والهدية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفرق بين الرشوة والهدية

    الفرق بين الرشوة والهدية
    يتوهم الاشتباه في بعض الموارد بين الرشوة والهدية، فلنشر إلى جلية الحال فيهما، فنقول: ههنا صور:
    الأولى ـ أن يسلم أو يرسل مالا إلى بعض الاخوان طلباً للاستئناس وتأكيداً للصحبة والتودد. وقد عرفت كونه هدية وحلالا، سواء قصد به الثواب في الآخرة والتقرب إلى الله تعالى أيضاً، أولم يقصد به الثواب بل قصد مجرد الاستئناس والتودد.
    الثانية ـ أن يقصد بالبذل عوض مالي معين في العاجل، كأن يهدى الفقير إلى الغني أو الغني شيئاَ طمعاً في عوض أكثر أو مساو من ماله. وهذا أيضاً نوع هدية، وحقيقتة ترجع إلى هبة بشرط العوض، وإذا وفى بما (يطمع فيها
    من العوض فلا ريب في حليته. قال الصادق (ع): " الربا رباءان: ربا يؤكل، وربا لا يؤكل فاما الذي يؤكل فهديتك إلى الرجل تطلب منه الثواب أفضل منها، فذلك الربا الذي يؤكل وهو قول الله تعالى:


    " وما أتيتم من رباً ليربو في أموال الناس فلا يربوا عند الله "
    وأما الذي لا يؤكل، فهو الذي نهى الله عز وجل عنه، وأوعد عليه النار"
    (الوسائل): كتاب التجارة، أبواب الربا، الباب3، الحديث1.
    عنه (ع): " قال: الهدية على ثلاثة وجوه: هدية مكافأة، وهدية مصانعة، وهدية لله عز وجل \(الوسائل): كتاب التجارة، أبواب ما يكسب به، الباب 119، الحديث2.
    وفي بعض الأخبار نوع إشعار بالحل، وإن لم يتحقق الوفاء بما (يطمع فيه

    من العوض، كخبر اسحاق بن عمار عن الصادق (ع): " قال: قلت له (ع): الرجل الفقير يهدى الي الهدية، يتعرض لما عندي، فآخذها ولا أعطيه شيئاً أيحل لي؟ قال نعم! هي لك حلال، ولكن لا تدع أن تعطيه
    (الوسائل): كتاب التجارة، أبواب ما يكسب به، الباب 119، الحديث2.
    وهل يحل مع إعطائه العوض المطموع فيه إذا لم يكن من ماله، بل كان من الأموال التي أعطته الناس ليصرف إلى الفقراء من الزكوات والاخماس وسائر وجوه البر، والظاهر الحل إذا كان المهدي من أهل الاستحقاق والمهدى له معطياً إياه، وإن لم يكن ليهدى له شيئاً. وفيه تأمل، كما يظهر بعد ذلك.


    الثالثة ـ أن يقصد به الاعانة بعمل معين، كالمحتاج إلى السلطان أو ذي شوكة يهدي إلى وكيلهما، أو من له مكانة عندهما، فينظر إلى ذلك العمل، فان كان حراماً، كالسعي في تنجز إدرار حرام أو ظلم إنسان أو غير ذلك، أو واجباً، كدفع ظلم أو استخلاص حق ينحصر الدفع والاستخلاص به، أو شهادة معينة، أو حكم شرعي يجب عليه، أو امثال ذلك، فهو رشوة محرمة يحرم أخذها، وإن كان العمل مباحاً لا حراماً ولا واجباً. فان كان فيه تعب، بحيث جاز الاستئجار عليه، فما يأخذه حلال وجار مجرى الجعالة، كأن يقول: أوصل هذه الفضة إلى السلطان ولك دينار أو أقترح على فلان أن يعينني على كذا أو يعطيني كذا، وتوقف تنجز غرضه على تعب أو كلام طويل، فما يأخذه في جميع ذلك مباح، إذا كان الغرض مشروعاً مباحاً، وهو مثل ما يأخذه وكيل القاضي للخصومة بين يديه، بشرط ألا يتعدى من الحق. وإن لم يكن العمل مما فيه تعب بل كان مثل كلمة أو فعلة لا تعب فيها أصلا، ولكن كانت تلك الكلمة أو تلك الفعلة من مثله مفيدة، لكونه ذا منزلة، كقوله للبواب لا تغلق دونه باب السلطان، فقال بعض العلماء: الآخذ على هذا حرام، إذ لم يثبت في الشرع جواز ذلك. ويقرب من هذا أخذ الطبيب العوض على كلمة واحدة ينبه بها على دواء يتفرد بمعرفته. وفيه نظر، إذ الظاهر جواز هذا الأخذ مع مشروعية الغرض وعدم كونه واجباً عليه.
    الرابعة ـ أن يطلب به حصول التودد والمحبة، ولكن لا من حيث إنه تودد فقط، بل ليتوصل بجاهه إلى أغراض ينحصر جنسها وإن لم ينحصر عينها، وكان بحيث لولا جاهه لكان لا يهدى إليه، فان كان جاهه لأجل علم أورع أو نسب فالامر فيه أخف، والظاهر كون الأخذ حينئذ مكروهاً، لأنه هدية في الظاهر مع كونه مشابهاً للرشوة. وإن كان لأجل ولاية تولاها، من قضاء أو حكومة أو ولاية صدقة أو وقف أو جباية مال أو غير ذلك من الاعمال السلطانية، فالظاهر كون ما يأخذه حراماً لو كان بحيث لا يهدى إليه لولا تلك الولاية، لأنه رشوة عرضت في معرض الهدية، إذ القصد بها في الحال طلب التقرب والمحبة، ولكن لأمر ينحصر في جنسه، لظهور أن ما يمكن التوصل إليه بالولايات ماذا، قال رسول الله (ص): " يأتي على الناس زمان يستحل فيه السحت بالهدية، والقتل بالموعظة، يقتل البرىء لتوعظ به العامة ". وروى: " أنه (ص) بعث والياً على صدقات الأزد، فلما جاء أمسك بعض ما معه، وقال: هذا لكم وهذا لي هدية. فقال (ص): ألا جلست في بيت أبيك وبيت امك حتى تأتيك هدية إن كنت صادقاً! ثم قال: مالي استعمل الرجل منكم، فيقول: هذه لكم وهذه هدية لي، ألا جلس في بيت أمه ليهدى له! والذي نفسي بيده! لا يأخذ منكم أحد شيئاً بغير حقه إلا أتى الله بحمله، ولا يأتين احدكم يوم القيامة ببعير له رغاء، أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر... ثم رفع يديه حتى رأوا بياض ابطيه، وقال: اللهم هل بلغت؟ " (إحياء العلوم): 2/137.
    وعلى هذا، فينبغي لكل وال أوحاكم وقاض وغيرهم من عمال السلاطين، أن يقدر نفسه في بيت أبيه وامه معزولا بلا شغل، فما كان يعطى حينئذ يجوز له أن يأخذه في ولايته أيضاً، وما لا يعطى مع عزله ويعطى لولايته يحرم أخذه، وما أشكل عليه من عطايا اصدقائه فهو شبهة وطريق الاحتياط فيها واضح.


    مقتبس من كتاب نهج البلاغة
    السؤال الذي يتبادر لذهني لماذا انتشرت الرشوة في مجتمعتنا الاسلامي





  • #2


    للأسف الشديد فان الرشوة انتشرت في وقتنا الحاضر بين المسلمين وبشكل واسع وتحت عناوين مختلفة

    فتارة بعنوان الهدية وأخرى بعنوان الهبة وثالثة بعنوان الـ ( كرامية !!)وغيرها من العناوين والمصطلحات التي يحاول بها أصحابها تغليفها بأطر مقبولة لستر واقعها الخبيث والمفضوح

    ولمحاولة كتم رائحتها النتنة تغطى باسماء مختلفة

    وشملت هذه الظاهرة مختلف قطاعات المجتمعات الاسلامية فبعض الناس حتى على انتظار دوره في عيادة الطبيب يدفع المال ليتقدم على الآخرين ويتحجج بحجج وذرائع واهية


    ولعل من أهم اسبابها هي ضعف الوازع الديني والانسلاخ عن المشاعر الانسانية

    فكيف لانسان سوي يستطيع أن يسلب الآخرين حقوقهم أمام أعينهم ويتمدد على حساب مشاعرهم بمرأى ومسمع منهم ؟!

    لا شك ان من يفعل ذلك فهو انسان غير مستقيم


    قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :

    " لعن الله الراشي والمرتشي والماشي بينهما "

    وقال (صلى الله عليه وآله):

    " إياكم والرشوة فانها محض الكفر ولا يشم صاحب الرشوة ريح الجنة "


    بحار الأنوار للشيخ العلامة المجلسي - (101 / 274)





    الأخت الفاضلة تقوى القلوب

    بارك الله بجهودكم وتقبّل أعمالكم





    عن عبد السلام بن صالح الهروي قال :
    سمعتُ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول
    :


    " رَحِمَ اللهُ عَبداً أَحيا أمرَنا "

    فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

    قال (عليه السلام) :

    " يَتَعَلَّمُ عُلومَنا وَيُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لوَ عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتَّبَعونا "


    المصدر : عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - للشيخ الصدوق (رحمه الله) - (2 / 276)


    تعليق


    • #3
      الله يوفقكم اخي الفاضل لاسف الشديد فان المجتمع اعتاد على الرشوة
      وهم لايعلمون ان هذه زجاجة الماء ان اعطت للمقابل لكي ينجز عمل

      فانها تتعبر رشوة وشربها حرام فاتقوا الله يااولي الالباب



      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X