إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في رحاب الإمام الحسين عليه السلام ..

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في رحاب الإمام الحسين عليه السلام ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    في الحلم والموقف من الشاتم

    قال الله تعالى: * (إدفع باللتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) *

    سؤال نسأله من أنفسنا: كم مرة عملنا بهذه الآية الكريمة في حياتنا؟ ليس مهما عدد المرات الحسابية إنما المهم أن نعمل بها فوق العدد حتى تصير الآية جزءا من حياتنا.


    إن للحسين (عليه السلام) أخلاق عظيمة قد ورثها من جده المنعوت في القرآن * (وإنك لعلى خلق عظيم) * . . من ذلك ما حكاه المرحوم المحدث القمي
    إذ
    قال: رأيت في بعض الكتب الأخلاقية ما هذا لفظه:
    قال عصار بن المصطلق: دخلت المدينة فرأيت
    الحسين بن علي (عليهما السلام)، فأعجبني سمته ورواؤه، وأثار من الحسد ما كان يخفيه صدري
    لأبيه من البغض، فقلت له: أنت ابن أبي تراب؟

    فقال (عليه السلام): نعم.



    فبالغت شتمه وشتم أبيه، فنظر إلي نظرة عاطف رؤوف ثم قال: " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، * (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين، واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه سميع عليم، ان الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذاهم مبصرون، وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون) *
    ثم قال (عليه السلام) لي: " خفض عليك، أستغفر الله لي ولك، انك لو استعنتنا لأعناك، ولو استرفدتنا لرفدناك، ولو استرشدتنا لأرشدناك ".

    قال عصار: فتوسم مني الندم على ما فرط مني.
    فقال (عليه السلام): * (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) *
    - ثم أضاف يسأل - أمن أهل الشام أنت؟ "

    قلت: نعم.
    فقال (عليه السلام): " شنشنة أعرفها من أخزم،
    حيانا الله وإياك، انبسط إلينا في حوائجك وما يعرض لك تجدني عند أفضل ظنك ان شاءالله تعالى ".

    قال عصار: فضاقت علي الأرض بما رحبت، ووددت لو ساخت بي، ثم سللت منه لواذا، وما على الأرض أحب إلي منه ومن أبيه.


    هكذا هو الأسلوب مع العدو الذي يجهل مقام الحق أو المبغض الذي لا يحب أهل الحق. وما أجمل ا قاله الحسين (عليه السلام) بهذه المناسبة فيما رواه ابنه الإمام زين العابدين (عليه السلام) قال:
    سمعت الحسين (عليه السلام) يقول: " لو شتمني رجل في هذه الاذن وأومئ إلى اليمنى، واعتذر لي في الأخرى، لقبلت ذلك منه، وذلك أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) حدثني أنه سمع جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: لا يرد الحوض من لم يقبل العذر من محق أو مبطل ".
    المصدر
    اخلاق الامام الحسين عليه السلام
    تاليف عبدالعظيم المهتدي البحراني

    عن الامام علي عليه السلام
    (
    الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)

  • #2
    الموقف الثاني



    / في قضاء الحوائج والتنافس بالجود
    روي عن الحسين بن علي (عليهما السلام) أنه قال: صح عندي قول النبي (صلى الله عليه وآله): أفضل الأعمال بعد الصلاة إدخال السرور في قلب المؤمن بما لا إثم فيه، فاني رأيت غلاما يواكل كلبا فقلت له في ذلك.
    فقال: يا بن رسول الله إني مغموم أطلب سرورا بسروره، لأن صاحبي يهودي أريد أفارقه.
    فأتى الحسين إلى صاحبه بمائتي دينار ثمنا له. فقال اليهودي: الغلام فداء لخطاك، و هذا البستان له، ورددت عليك المال، فقال (عليه السلام) " وأنا قد وهبت لك المال ".
    قال: قبلت المال ووهبته للغلام.
    فقال الحسين (عليه السلام): " أعتقت الغلام ووهبته له جميعا ".
    فقالت امرأته: قد أسلمت، ووهبت زوجي مهري.
    فقال اليهودي: وأنا أيضا أسلمت وأعطيتها هذه الدار. (١)


    ما أربح هذه الصفقات الأخلاقية!

    يا لهذه المواقف من عظمة وشموخ في المعنوية والجود والأخلاق!
    لا يمكن لنا أبدا إلا أن نقف إجلالا لإمام هذه مواقفه الأخلاقية التي تهز الشعور الإنساني حتى في اليهود الذين من الصعب هدايتهم. حقا إن الحسين أخلاق رسالية كلها.



    * الدروس المستفادة هنا:
    ١ - إن الأخلاق الجميلة هادية للانسان، فالمطلوب التزامها في إنجاز التوعية والهداية.
    ٢ - المال الذي يجود به الانسان يذهب ولكن أثره يبقى في هداية الآخرين كلما تناقلوا خبره، وهذا يدر على الجواد أجرا على أجر في صحيفة آخرته.
    ٣ - إقض حاجة إنسان يطرق بابك لتجد كل السرور في حياتك.



    ١ - المناقب لابن شهرآشوب ٤: ٧٥، بحار الأنوار ٤٤: ١٩٤ حديث ٤.
    عن الامام علي عليه السلام
    (
    الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)

    تعليق


    • #3
      الموقف الثالث / في الصبر والرضا بالقضاء


      كيف تنظر إلى المصائب والصعوبات في حياتك؟ هل تسمح لها أن تمر عليك وأنت ثابت القدم، صارم النفس، قوي العقيدة، أم ترميك في الكآبة والحزن الذي لا يزول والهم الذي لا ينقطع؟



      إن عرضنا هذا السؤال على الإمام الحسين (عليه السلام) لأجابنا بما أجاب الذين سألوه مثل ذلك.
      فخذ الحديث:
      عن إسماعيل بن يحيى المزني قال: سمعت الشافعي يقول: مات ابن للحسين (عليه السلام) فلم ير به كآبة (١)، فعوتب على ذلك، فقال (عليه السلام): إنا - أهل البيت - نسأل الله عز وجل فيعطينا، فإذا أراد ما نكره فيما يحب رضينا (٢).



      إن الرضي عقيدة في القلب، وتسليم الجوارح عند حلول المصائب ترجمة دقيقة لتلك العقيدة. والإمام الحسين (عليه السلام) قد ترجم عقيدته على واقع الحياة، بدقة فريدة من نوعها.


      * الدروس المستفادة هنا:
      ١ - كل حقيقة تبقى مرفوعة على جبين التأريخ، وترفرف على وجه الحياة إذا سلم ذو العلاقة بها أمره إلى الله تعالى بقلب ملؤه الرضا والحب لله واليقين بوعد الله.
      ٢ - الروح تقوى على ألم الجسم كلما غذاها الإنسان بمعطيات العقيدة بالله..
      ١ - في اللغة: كئب - كآبة: تغيرت نفسه وانكسرت من شدة الهم والحزن.


      ٢ - مقتل الحسين عليه السلام، للخوارزمي ١: ١٤٧.
      عن الامام علي عليه السلام
      (
      الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)

      تعليق


      • #4
        الموقف الرابع
        / في الجدال بالتي هي أحسن




        بينما كان يحدث الناس إذ قام إليه نافع بن الأزرق فقال له: يا ابن عباس تفتي الناس في النملة والقملة؟! صف لي إلهك الذي تعبده!
        فأطرق ابن عباس إعظاما لقوله، - أي لهذا السؤال العظيم في حضور الحسين بن علي (عليهما السلام) - فقال - له الحسين (عليه السلام) -: " إلى يا بن الأزرق ".
        قال ابن الأزرق - وكان مبغضا لأهل البيت (عليهم السلام) -: لست إياك أسأل.
        قال ابن عباس: يا ابن الأزرق إنه من أهل بيت النبوة وهم ورثة العلم.



        فأقبل نافع نحو الحسين (عليه السلام).
        فقال له الحسين (عليه السلام): " يا نافع إن من وضع دينه على القياس لم يزل الدهر في الالتباس، سائلا ناكبا عن المنهاج، ظاعنا بالاعوجاج، ضالا عن السبيل، قائلا غير الجميل، يا ابن الأزرق أصف إلهي بما وصف به نفسه، وأعرفه بما عرف به نفسه، لا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس، قريب غير ملتصق، وبعيد غير منتقص، يوحد ولا يبعض، معروف بالآيات، موصوف بالعلامات، لا إله إلا هو الكبير المتعال ".


        فبكى ابن الأزرق وقال: يا حسين ما أحسن كلامك؟!
        قال له الحسين (عليه السلام): " بلغني أنك تشهد على أبي وعلى أخي بالكفر وعلي؟ " قال ابن الأزرق: أما والله يا حسين لئن كان ذلك لقد كنتم منار الإسلام ونجوم الأحكام.
        فقال له الحسين (عليه السلام): " إني سائلك عن مسألة " قال: اسأل.
        فسأله عن هذه الآية: * (و أما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة) * (١) " يا ابن الأزرق من حفظ في الغلامين؟ "
        قال ابن الأزرق: أبوهما؟
        قال الحسين (عليه السلام): " فأبوهما خير أم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ " قال ابن الأزرق: قد أنبأنا الله تعالى أنكم قوم خصمون. (٢)




        في هذا الموقف نجد صفة الحلم الحسيني لما أهانه الرجل بقوله (لست إياك أسأل).
        ثم نجد البلاغة التوحيدية للإمام (عليه السلام) حيث انبهر بها الرجل وقال (ما أحسن كلامك).
        ثم نجد معالجة الحسين (عليه السلام) لإشكالية عقائدية في ذهن الرجل حول موقفه العدائي من الإمام علي والحسن والحسين (عليهم السلام) حيث خاصمه الحسين (عليه السلام) بآية قرآنية فلم يترك للرجل مجالا لرد هذا الدليل، فاكتفى بالقول (انكم قوم خصمون). وهذا إما يقصد منه الخصومة بمعنى انهم ذوو أدلة دامغة لمن يخاصمهم ويناقشهم في أي شئ، وإما يقصد أنهم قوم لا يسكتون عن الجدال والخصومة مع مخالفيهم. ومهما كان قصد الرجل فإن الحسين (عليه السلام) قد سجل عليه عدة نقاط أخلاقية وعقائدية.
        نعم.. هكذا يجادل الإمام (عليه السلام) بالتي هي أحسن، لتبقى الأخلاق القرآنية هي العالية علو الحق المنتصر دوما. اللهم إنا نشكرك على نعمة الولاية لأهل الحق، أهل البيت، أهل الفضيلة التوحيدية الخالدة.



        * الدروس المستفادة هنا:
        ١ - احترام الأعلم في حضوره مسألة أخلاقية تجب مراعاتها.
        ٢ - الجدال من أجل بيان الحقيقة وإفحام الجاهل المعاند ضرورة علمية وأخلاقية.
        ٣ - العلم والإحاطة بالموضوع أمر هام في الحوار والجدال الهادف.



        المصدر
        اخلاق الامام الحسين عليه السلام
        عبدالعظيم مهتدي البحراني

        عن الامام علي عليه السلام
        (
        الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)

        تعليق


        • #5

          إن سمو أخلاق أهل البيت (عليهم السلام) لا يقف عند حد لذا ففي كل مجال نجد لهم بصمة وبأرفع المستويات ، وفي كل حالة نرى لهم الأثر الأعظم
          حيث لا يدانيهم في الفضل والشرف من كان قبلهم ولا يلحق بهم من جاء بعدهم (صلوات الله عليهم أجمعين) ، ومنهم الامام الحسين(عليه السلام) الذي روي عنه أنه
          (عليه السلام) بكى على يوم عاشوراء على قاتليه وقاتلي ولده وصحبه كونهم سيدخلون النار بسببه ..


          روي عن علي بن الحسين(عليه السلام) قال: سمعت الحسين (عليه السلام) يقول:

          « لو شتمني رجل في هذه الاذن - وأومى إلى اليمنى - وأعتذر لي في الاخرى، لقبلت ذلك منه، وذلك أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) حدثني أنه سمع جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:

          " لايرد الحوض من لم يقبل العذر من محق أو مبطل " »

          كلمات الإمام الحسين (عليه السلام)- الشيخ الشريفي - (ص 620)


          الأخت الفاضلة : لبيك ثار الله

          وفقّكم الله تعالى وتقبّل منكم





          عن عبد السلام بن صالح الهروي قال :
          سمعتُ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول
          :


          " رَحِمَ اللهُ عَبداً أَحيا أمرَنا "

          فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

          قال (عليه السلام) :

          " يَتَعَلَّمُ عُلومَنا وَيُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لوَ عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتَّبَعونا "


          المصدر : عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - للشيخ الصدوق (رحمه الله) - (2 / 276)


          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيماللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخياراللهم عجل لوليك الفرججزاك الله خيرااختي الكريمةجعله الله في ميزان حسناتك

            السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
            التعديل الأخير تم بواسطة الراصد الجديد; الساعة 20-03-2013, 03:59 PM. سبب آخر: حذف روابط
            قال رسول الله صلى الله عليه وآله ( من أحب قوما حشر معهم ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم ).

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
            x
            يعمل...
            X