بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الحلم والموقف من الشاتم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الحلم والموقف من الشاتم
قال الله تعالى: * (إدفع باللتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) *
سؤال نسأله من أنفسنا: كم مرة عملنا بهذه الآية الكريمة في حياتنا؟ ليس مهما عدد المرات الحسابية إنما المهم أن نعمل بها فوق العدد حتى تصير الآية جزءا من حياتنا.
إن للحسين (عليه السلام) أخلاق عظيمة قد ورثها من جده المنعوت في القرآن * (وإنك لعلى خلق عظيم) * . . من ذلك ما حكاه المرحوم المحدث القمي
إذ قال: رأيت في بعض الكتب الأخلاقية ما هذا لفظه:
قال عصار بن المصطلق: دخلت المدينة فرأيت الحسين بن علي (عليهما السلام)، فأعجبني سمته ورواؤه، وأثار من الحسد ما كان يخفيه صدري
لأبيه من البغض، فقلت له: أنت ابن أبي تراب؟
فقال (عليه السلام): نعم.
فبالغت شتمه وشتم أبيه، فنظر إلي نظرة عاطف رؤوف ثم قال: " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، * (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين، واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه سميع عليم، ان الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذاهم مبصرون، وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون) *
ثم قال (عليه السلام) لي: " خفض عليك، أستغفر الله لي ولك، انك لو استعنتنا لأعناك، ولو استرفدتنا لرفدناك، ولو استرشدتنا لأرشدناك ".
قال عصار: فتوسم مني الندم على ما فرط مني.
فقال (عليه السلام): * (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) *
- ثم أضاف يسأل - أمن أهل الشام أنت؟ "
قلت: نعم.
فقال (عليه السلام): " شنشنة أعرفها من أخزم،
حيانا الله وإياك، انبسط إلينا في حوائجك وما يعرض لك تجدني عند أفضل ظنك ان شاءالله تعالى ".
قال عصار: فضاقت علي الأرض بما رحبت، ووددت لو ساخت بي، ثم سللت منه لواذا، وما على الأرض أحب إلي منه ومن أبيه.
هكذا هو الأسلوب مع العدو الذي يجهل مقام الحق أو المبغض الذي لا يحب أهل الحق. وما أجمل ا قاله الحسين (عليه السلام) بهذه المناسبة فيما رواه ابنه الإمام زين العابدين (عليه السلام) قال:
سمعت الحسين (عليه السلام) يقول: " لو شتمني رجل في هذه الاذن وأومئ إلى اليمنى، واعتذر لي في الأخرى، لقبلت ذلك منه، وذلك أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) حدثني أنه سمع جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: لا يرد الحوض من لم يقبل العذر من محق أو مبطل ".
المصدر
اخلاق الامام الحسين عليه السلام
تاليف عبدالعظيم المهتدي البحراني
فبالغت شتمه وشتم أبيه، فنظر إلي نظرة عاطف رؤوف ثم قال: " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، * (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين، واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه سميع عليم، ان الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذاهم مبصرون، وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون) *
ثم قال (عليه السلام) لي: " خفض عليك، أستغفر الله لي ولك، انك لو استعنتنا لأعناك، ولو استرفدتنا لرفدناك، ولو استرشدتنا لأرشدناك ".
قال عصار: فتوسم مني الندم على ما فرط مني.
فقال (عليه السلام): * (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) *
- ثم أضاف يسأل - أمن أهل الشام أنت؟ "
قلت: نعم.
فقال (عليه السلام): " شنشنة أعرفها من أخزم،
حيانا الله وإياك، انبسط إلينا في حوائجك وما يعرض لك تجدني عند أفضل ظنك ان شاءالله تعالى ".
قال عصار: فضاقت علي الأرض بما رحبت، ووددت لو ساخت بي، ثم سللت منه لواذا، وما على الأرض أحب إلي منه ومن أبيه.
هكذا هو الأسلوب مع العدو الذي يجهل مقام الحق أو المبغض الذي لا يحب أهل الحق. وما أجمل ا قاله الحسين (عليه السلام) بهذه المناسبة فيما رواه ابنه الإمام زين العابدين (عليه السلام) قال:
سمعت الحسين (عليه السلام) يقول: " لو شتمني رجل في هذه الاذن وأومئ إلى اليمنى، واعتذر لي في الأخرى، لقبلت ذلك منه، وذلك أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) حدثني أنه سمع جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: لا يرد الحوض من لم يقبل العذر من محق أو مبطل ".
المصدر
اخلاق الامام الحسين عليه السلام
تاليف عبدالعظيم المهتدي البحراني
تعليق