إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

البكاء من خشية الله تعالى

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البكاء من خشية الله تعالى

    من صفات المتقين البكاء من خشية الله تعالى، خاصة عند الدعاء والمناجاة والصلاة والسجود والخشوع.

    وقد ذكر أن البكاء هو سيد الآداب لدلالته على رقة القلب والإخلاص الذي عنده تحصل الإجابة.
    أما جمود العين فمن قساوة القلب، وقاسي القلب يرد دعاؤه كما ورد في الحديث الشريف.


    ومدح علماء النفس في دراسة أخيرة لهم البكاء واعتبروه تعبيراً عن إنسانية الإنسان، إذ يشعر بعد البكاء براحة نفسية، تماماً كما ترتاح الطبيعة بعد زخات المطر، وتبزغ شمسها الحنون.

    ويقول علماء الطب إن الذي لا يستطيع البكاء مريض بحاجة إلى علاج، لأن العين الطبيعية تجدد غشاءها الدمعي ثلاث عشرة مرة في اليوم.


    ويقول علماء الاجتماع إن البكاء قبل الضحك، هو ما يتميز به الإنسان، وكما أن الحيوان لا يضحك فإنه لا يبكي كذلك، والتعبير عن الألم بالدموع نوع من التطور الاجتماعي، ونوع من تطور الذكاء الاجتماعي

    ومن الناحية الإسلامية، فإن البكاء تعبير عن التقوى والخشوع والخضوع والشوق والحب والطاعة... والتوبة والخوف... حيث يقول أمير المؤمنين(عليه السلام) واصفاً أصحاب رسول الله(ص) : "... إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبل جيوبهم، ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف، خوفاً من العقاب، ورجاء للثواب!".


    أخي وحبيبي، وكما تعلم فإن البكاء من خشية الله تعالى انقطاعاً وزيادة في الخشوع، ولا يدخل النار من بكى من خشية الله، حتى يعود اللبن إلى الضرع، كما ورد عن رسول الله(صلى الله عليه وآله).

    كما أن في البكاء خصوصيات وفضائل لا توجد في غيره من أصناف الطاعات، من هنا كان التشديد، وفي أكثر من نص، على التباكي لمن أو يستطع البكاء ... وفي نصوص أخرى أمرا لله تعالى لأنبيائه بالبكاء.

    ويقول أمير المؤمنين علي(عليه السلام) في قوم صالحين راغبين في الله تعالى : "وبقي رجال غض أبصارهم ذكر المرجع، وأراق دموعهم خوف المحشر...".


    ووصف قوماً من أهل الصلاح والفلاح لا تلهبهم تجارة ولا بيع عن ذكرالله فقال(عليه السلام) : " وقد نشروا دواوين أعمالهم، وفرغوا لمحاسبة أنفسهم على كل صغيرة وكبيرة أمروا بها فقصروا عنها، أو نهوا عنها ففرطوا فيها، وحملوا ثقل أوزارهم ظهورهم، فضعفوا عن الإستقلال بها، فنشجوا نشيجاً، وتجاوبوا نحيباً يعجون إلى ربهم من مقام ندم واعتراف، لرأيت أعلام هدى، ومصابيح دجى، قد حفت بهم الملائكة، وتنزلت عليهم السكينة، وفتحت لهم أبواب السماء، وأعدت لهم مقاعد الكرامات، في مقعد اطلع الله عليهم فيه، فرضي سعيهم، وحمد مقامهم، ... رهائن فاقة إلى فضله، وأسارى ذلة لعظمته، جرح طول الأسى قلوبهم، وطول البكاء عيونهم...".


    أخي العزيز البكاء ليس ضعفاً، كما قد يوحي البعض، وهو ربما يكون كذلك إذا كان لتحصيل هدف شخصي دنيوي... أما إذا كان خوفاً من الله تعالى وشوقاً إليه فلا يكون ذلك ضعفاً.

    الإنسان القوي، بغض النظر عن كونه رجلاً أو امرأة ليس هو الإنسان المتحفظ والمكابر والمتكبر، إنما هو الإنسان الذي لا يخجل من عواطفه ولا يخاف أن يعبر عن فرحه أو ألمه.

    بل ينبغي ترويض النفس على ذلك، لتنطلق إنسانية الإنسان من الأعمال، وعواطفه من القلب. كما يقول مولانا علي(عليه السلام) : " ... لأروضن نفسي رياضة تهش معها إلى القرص إذا قدرت عليه مطعوماً، وتقنع بالملح مأدوماً، ولأدعن مقلتي كعين ماء، نضب معينها، مستفرغة دموعها".

  • #2


    قال تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} الحديد /16
    ألم يأن للمؤمنين الذين أنعم الله عليهم بالعقل والتمييز أن يفكروا في أنفسهم وينظروا إلى الآيات في الكون من السماوات والأرض بل وفي جميع ذرات الكون وما جرى على الأمم الغابرة والحاضرة.. ألم يكن ذلك كله سببا وعاملا لرقة القلب وخشوعه وخضوعه لذكر الله.


    تعددت الآيات والروايات في موضوع الخشية من الله وأهميتها في حياة الإنسان ولا غنى له عن ذلك وإلا لا فائدة في حياته فيبقى بمنزلة الحيوان بل هو أضل وأقل منهم {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} (1) وإليك عدداً منها:
    1. أَحْمَدُ بْنُ فَهْدٍ فِي عُدَّةِ الدَّاعِي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): (إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْداً نَصَبَ فِي قَلْبِهِ نَائِحَةً مِنَ الْحُزْنِفَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ كُلَّ قَلْبٍ حَزِينٍ وَ إِنَّهُ لا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ إِلَى الضَّرْعِ وَ إِذَا أَبْغَضَ اللَّهُ عَبْداً جَعَلَ فِي قَلْبِهِ مِزْمَاراً مِنَ الضَّحِكِ وَ إِنَّ الضَّحِكَ يُمِيتُ الْقَلْبَ وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) (2)

    2. وَ قَالَ (صلى الله عليه وآله): (مَا مِنْ قَطْرَةٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ قَطْرَةِ دَمْعٍ خَرَجَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَ مِنْ قَطْرَةِ دَمٍ سُفِكَتْ فِيسَبِيلِ اللَّهِ وَ مَا مِنْ عَبْدٍ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ إِلَّا سَقَاهُ اللَّهُ مِنْ رَحِيقِ رَحْمَتِهِ وَ أَبْدَلَهُ اللَّهُ ضِحْكاً وَ سُرُوراً فِي جَنَّتِهِ وَ رَحِمَ اللَّهُ مَنْ حَوْلَهُ وَ لَوْ كَانُوا عِشْرِينَ أَلْفاً وَ مَا اغْرَوْرَقَتْ عَيْنٌ
    مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ جَسَدَهُ عَلَى النَّارِ وَ إِنْ أَصَابَتْ وَجْهَهُ لَمْ يَرْهَقْهُ قَتَرٌ وَ لا ذِلَّةٌ وَ لَوْ بَكَى عَبْدٌ فِي أُمَّةٍ لَنَجَّى اللَّهُ تِلْكَ الْأُمَّةَ بِبُكَائِهِ). (3)


    3. وَ قَالَ (عليه السلام): (مَنْ بَكَى مِنْ ذَنْبٍ غُفِرَ لَهُ وَ مَنْ بَكَى مِنْ خَوْفِ النَّارِ أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْهَا وَ مَنْ بَكَى شَوْقاً إِلَى الْجَنَّةِ أَسْكَنَهُ اللَّهُ فِيهَا وَ كُتِبَ لَهُ أَمَانٌ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ وَ مَنْ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ حَشَرَهُ اللَّهُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَدَاءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولَئِـكَ رَفِيقـاً). (4)
    (1) الفرقان /44.
    (2) وسائل ‏الشيعة ج7 ص 76 ح 8771 29- باب استحباب الدعاء مع حصول البكاء
    (3) مستدرك‏ الوسائل ج 15 ص 246 11- باب استحباب كثرة البكاء من خشية
    (4) مستدرك ‏الوسائل ج 15 ص 247 11- باب استحباب كثرة البكاء من خشية الله



    اللهــــــــــم اجعـل لنـا اعيـن باكيـــــــه منـ خشيتــــــــــــــك
    وقـلوبـا تــــــــــرق وتخشـــــــع بــــــــــذكرك
    ونـعوذ بك منـ قسـوة القلب وجمـود العيـن فأنهـا من علامـات الشقــــوه اللهـم بك نستعيــــــــــن
    نسيـــــــــــــــــــم الرحمـــــــــــــــــــــــــــــــة
    بـارك اللـه فيـك وجـزاك اللـه خيـــــــــــرا
    اســـــال اللـه لك العفـــــــــــو والمغفـره والتوفيـق والســـــــــداد
    وانـ يــــــرزقك جنـــــــات النعيــــــــــم بغيـــــــــــرحســــــــــــاب



    التعديل الأخير تم بواسطة سهاد; الساعة 06-04-2013, 03:09 AM.

    تعليق


    • #3



      تسلم اخي بارك الله فيك

      تعليق


      • #4
        نسأل الله تعالى أن يجعل قلوبا وجلة ، وأعيننا دامعة من خشيته .
        آنِي آرَيدُ آمَنْا َيَا آبَنْ فَاطِمَةَ ... مُسْتمَسِگـاً بِيَدَي مَنْ طارَقِِ آلزَِمَنِ ِ

        تعليق


        • #5
          عاشت اياديكم
          تحياتي لكم
          البكاء اضهار لقوة الشخص وطيبة قلبه
          ليس ضعفا كما اسلفتم
          sigpic

          اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ
          آللهم آنصر العراق

          تعليق


          • #6
            الأخت الفاضلة
            محبة المهدي الموعود
            أشكرك على هذا المرور الجميل
            جزاك الله خيرا
            التعديل الأخير تم بواسطة نسيم الرحمة; الساعة 08-04-2013, 01:57 PM.

            تعليق


            • #7
              الأخت الفاضلة
              فاطمة يوسف
              تنورت صفحتنا بمرورك فيها
              دمت للأبداع

              تعليق


              • #8
                الأخ الفاضل
                محمد الكاظمي
                مرورك دائماً محبب الى نفسي
                ورأيك في محله
                وفقك الله للمزيد من التألق والسؤدد

                تعليق


                • #9
                  الإنسان القوي، بغض النظر عن كونه رجلاً أو امرأة ليس هو الإنسان المتحفظ والمكابر والمتكبر، إنما هو الإنسان الذي لا يخجل من عواطفه ولا يخاف أن يعبر عن فرحه أو ألمه
                  أعجبتني هذه العبارة كثيرة واتفق أخي معك كثيرا فالأنسان القوي لا يخجل من أظهار عواطفه ولا يشعر بالنقص أو
                  الضعف بسبب التعبير عن عواطفه بل هو أبلغ تعبير عن أنسانية الأنسان
                  نســـــــــــــيم الرحــــــــــــــمة
                  جزاك الله خيراً
                  ولا حرمنا من جديد أبداعك

                  تعليق


                  • #10
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


                    * بكاء الخوف والخشية .
                    * بكاء الرحمة والرقة .
                    * بكاء المحبة والشوق .
                    * بكاء الفرح والسرور .
                    * بكاء الجزع من ورود الألم وعدم احتماله .
                    * بكاء الحزن .... وفرقه عن بكاء الخوف ، أن الأول " الحزن " : يكون على ما مضى من حصول مكروه أو فوات محبوب وبكاء الخوف : يكون لما يتوقع في المستقبل من ذلك ، والفرق بين بكاء السرور والفرح وبكاء الحزن أن دمعة السرور باردة والقلب فرحان ، ودمعة الحزن : حارة والقلب حزين ، ولهذا يقال لما يُفرح به هو " قرة عين " وأقرّ به عينه ، ولما يُحزن : هو سخينة العين ، وأسخن الله به عينه .
                    * بكاء الخور والضعف .
                    * بكاء النفاق وهو : أن تدمع العين والقلب قاس .
                    * البكاء المستعار والمستأجر عليه ، كبكاء النائحة بالأجرة فإنها كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : تبيع عبرتها وتبكي شجو غيرها .
                    * بكاء الموافقة : فهو أن يرى الرجل الناس يبكون لأمر عليهم فيبكي معهم ولا يدري لأي شيء يبكون يراهم يبكون فيبكي .


                    والبكاء من خشية الله تعالى أصدق بكاء تردد في النفوس ، وأقوى مترجم عن القلوب الوجلة الخائفة .

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X