إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مناظرة المأمون مع أهل الحديث وعلماء الكلام في زمانه في تفضيل أميرالمؤمنين عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مناظرة المأمون مع أهل الحديث وعلماء الكلام في زمانه في تفضيل أميرالمؤمنين عليه السلام

    روى العلامة المجلسي - ره - في بحار الأنوار مناظرة بين المأمون العباسي وعلماء الحديث وعلماء الكلام في زمانه حول أفضلية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) على غيره وبالخصوص أبي بكر وعمر ، أثبت من خلالها أحقية أمير المؤمنين(عليه السلام) في الخلافة بعد النبي(صلى الله عليه وآله) من خلال ما يمتاز به من مؤهلات عقلية وجسمانية وغيرها ، اثبتها المامون من خلال الحوار العقلي الصريح ، ننقلها كما نقلها الشيخ المجلسي - ره - فقال :


    عن محمد العطار وأحمد بن أدريس معا عن الاشعري عن صالح بن أبي حماد الرازي، عن إسحاق بن حاتم، عن إسحاق بن حماد بن زيد قال: سمعنا يحيى بن أكثم القاضي قال: أمرني المأمون باحضار جماعة من أهل الحديث، وجماعة من أهل الكلام والنظر فجمعت له من الصنفين زهاء أربعين رجلا ثم مضيت بهم فأمرتهم بالكينونة في مجلس الحاجب لاعلمه بمكانهم، ففعلوا فأعلمته فأمرني بادخالهم ففعلت فدخلوا وسلموا فحدثهم ساعة، وآنسهم.

    ثم قال إني اريد أن أجعلكم بيني وبين الله تبارك وتعالى في يومي هذا حجة فمن كان حاقنا أوله حاجة فليقم إلى قضاء حاجته، وانبسطوا وسلوا أخفافكم وضعوا أرديتكم، ففعلوا ما إمروا به، فقال: يا أيها القوم إنما استحضرتكم لاحتج بكم عند الله عزوجل فاتقوا الله وانظروا لانفسكم وإمامكم ولا تمنعكم جلالتي ومكاني من قول الحق حيث كان، ورد الباطل على من أتى به، وأشفقوا على أنفسكم من النار، وتقربوا إلى الله تعالى برضوانه، وإيثار طاعته، فما أحد تقرب إلى مخلوق بمعصية الخالق إلا سلطه الله عليه فناظروني بجميع عقولكم. إني رجل أزعم أن عليا خير البشر بعد النبي صلى الله عليه وآله فان كنت مصيبا فصوبوا قولي، وإن كنت مخطئا فردوا علي، وهلموا، فان شئتم سألتكم، وإن شئتم سألتموني، فقال له الذين يقولون بالحديث: بل نسألك فقال: هاتوا وقلدوا كلامكم رجلا منكم، فإذا تكلم فان كان عند أحدكم زيادة فليزد، وإن أتى بخلل فسددوه.

    فقال قائل منهم: أما نحن فنزعم أن خير الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله أبو بكر من قبل أن الرواية المجمع عليها جاءت عن الرسول صلى الله عليه وآله قال: اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر، فلما أمر نبي الرحمة بالاقتداء بهما، علمنا أنه لم يأمر بالاقتداء إلا بخير الناس.

    فقال المأمون: الروايات كثيرة ولا بد من أن يكون كلها حقا أو كلها باطلا أو بعضها حقا وبعضها باطلا، فلو كانت كلها حقا كانت كلها باطلا، من قبل أن بعضها ينقض بعضا ولو كانت كلها باطلا في بطلانها بطلان الدين، ودروس الشريعة، فلما بطل الوجهان، ثبت الثالث بالاضطرار، وهو أن بعضها حق وبعضها باطل، فإذا كان كذلك فلا بد من دليل على ما يحق منها، ليعتقد، وينفى خلافه فإذا كان دليل الخبر في نفسه حقا كان أولى ما أعتقده وآخذ به.
    وروايتك هذه من الاخبار التي أدلتها باطلة في نفسها، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله أحكم الحكماء وأولى الخلق بالصدق، وأبعد الناس من الامر بالمحال، وحمل الناس على التدين بالخلاف، وذلك أن هذين الرجلين لا يخلو من أن يكونا متفقين من كل جهة أو مختلفين، فان كانا متفقين من كل جهة كانا واحدا في العدد والصفة والصورة والجسم، وهذا معدوم أن يكون اثنان بمعنى واحد من كل جهة، وإن كانا مختلفين فكيف يجوز الاقتداء بهما، وهذا تكليف مالا يطاق لانك إن اقتديت بواحد خالفت الآخر. والدليل على اختلافهما أن أبا بكر سبى أهل الردة وردهم عمر أحرارا وأشار عمر على أبي بكر بعزل خالد وبقتله بمالك بن نويرة فأبى أبو بكر عليه وحرم عمر المتعة ولم يفعل ذلك أبو بكر ووضع عمر ديوان العطية ولم يفعله أبو بكر و استخلف أبو بكر ولم يفعل ذلك عمر ولهذا نظائر كثيرة.



    فقال آخر من أصحاب الحديث: فان النبي صلى الله عليه وآله قال " لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ".

    فقال المأمون: هذا مستحيل من قبل أن رواياتكم أنه صلى الله عليه وآله آخى بين أصحابه وأخر عليا فقال عليه السلام له في ذلك فقال: ما أخرتك إلا لنفسي فأي الروايتين ثبتت بطلت الاخرى.


    قال آخر: إن عليا عليه السلام قال على المنبر: خير هذه الامة بعد نبيها أبو بكر وعمر.

    قال المأمون هذا مستحيل من قبل أن النبي صلى الله عليه وآله لو علم أنهما أفضل ما ولى عليهما مرة عمرو بن العاص، ومرة اسامة بن زيد، ومما يكذب هذه الرواية قول علي عليه السلام
    قبض النبي صلى الله عليه وآله وأنا أولى بمجلسه مني بقميصي، ولكني أشفقت أن يرجع الناس كفارا، وقوله عليه السلام: أنى يكونان خيرا مني وقد عبدت الله عزوجل قبلهما وعبدته بعدهما.

    قال آخر: فان أبا بكر أغلق بابه، وقال: هل من مستقيل فأقيله، فقال علي عليه السلام: قدمك رسول الله فمن ذا يؤخرك ؟.

    فقال المأمون: هذا باطل من قبل أن عليا عليه السلام قعد عن بيعة أبي بكر ورويتم أنه قعد عنها حتى قبضت فاطمة عليها السلام وأنها أوصت أن تدفن ليلا لئلا يشهدا جنازتها. ووجه آخر: وهو أنه إن كان النبي صلى الله عليه وآله استخلفه، فكيف كان له أن يستقبل وهو يقول للانصاري: قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين أبا عبيدة وعمر.

    قال آخر: إن عمرو بن العاص قال: يا نبي الله من أحب الناس إليك من النساء ؟ فقال: عائشة فقال: من الرجال ؟ فقال: أبوها

    فقال المأمون: هذا باطل من قبل أنكم رويتم أن النبي صلى الله عليه وآله وضع بين يديه طائر مشوي فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك فكان علي عليه السلام فأي روايتكم تقبل.

    فقال آخر: فان عليا عليه السلام قال: من فضلني على أبي بكر وعمر جلدته حد المفتري.

    قال المأمون: كيف يجوز أن يقول علي عليه السلام: أجلد الحد من لا يجب الحد عليه فيكون متعديا لحدود الله عزوجل عاملا بخلاف أمره، وليس تفضيل من فضله عليهما فرية، وقد رويتم عن إمامكم أنه قال وليتكم ولست بخيركم فأي الرجلين أصدق عندكم ؟ أبو بكر على نفسه أو علي عليه السلام على أبي بكر ؟ مع تناقض الحديث في نفسه، ولا بد له في قوله من أن يكون صادقا أو كاذبا فان كان صادقا فأنى عرف ذلك ؟ أبوحي فالوحي منقطع، أو بالنظر فالنظر متحير وإن كان غير صادق فمن المحال أن يلي أمر المسلمين، ويقوم بأحكامهم، ويقيم حدودهم (وهو) كذاب.



    قال آخر: فقد جاء أن النبي صلى الله عليه وآله قال: أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة.

    قال المأمون: هذا الحديث محال لانه لا يكون في الجنة كهل ويروى أن أشجعية كانت عند النبي صلى الله عليه وآله فقال: لا يدخل الجنة عجوز، فبكت فقال النبي صلى الله عليه وآله: إن الله عزوجل يقول:

    " إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا " (1)

    فان زعمتم أن أبا بكر ينشأ شابا إذا دخل الجنة فقد رويتم أن النبي صلى الله عليه وآله قال للحسن والحسين:
    إنهما سيدا شباب أهل الجنة من الاولين والآخرين، وأبوهما خير منهما.
    ____________________

    (1) الواقعة: 35 - 37.



    يتبع ...

    التعديل الأخير تم بواسطة الصدوق; الساعة 03-07-2013, 06:08 PM.




    عن عبد السلام بن صالح الهروي قال :
    سمعتُ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول
    :


    " رَحِمَ اللهُ عَبداً أَحيا أمرَنا "

    فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

    قال (عليه السلام) :

    " يَتَعَلَّمُ عُلومَنا وَيُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لوَ عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتَّبَعونا "


    المصدر : عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - للشيخ الصدوق (رحمه الله) - (2 / 276)



  • #2
    استاذنا العزيز(الصدوق) لك احترامي وتقديري على هذا الموضوع الرائع بحق اهل البيت عليهم السلام..يارك الله فيك يا متميز


    خادم الحسين وافتخر

    تعليق


    • #3
      اللهم صلِ وسلم على محمد وآلِ محمد
      أحسنتم على طرحكم وعطائكم الولائي النير
      بوركتم وجزاكم الله الفردوس الأعلى من الجنـــة
      أسأل الله تعالى أن يمن عليكم بتسهيل أموركم وقضاء حوائجكم
      بحق محمد وآلِ محمد وان يجعله في ميزان حسناتكم
      بنتظآر كل ماهو جديد ومميز ومبدع منكم
      موفقين لكل خير
      " وَلَسَوْفَ يُعْطِيك رَبّك فَتَرْضَى "

      تعليق


      • #4
        مولانا الصدوق رزقك الله شفاعة أهل البيت ع أنت ووالداك باالآخره
        sigpic
        إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
        ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
        ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
        لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة موسى العراقي مشاهدة المشاركة
          استاذنا العزيز(الصدوق) لك احترامي وتقديري على هذا الموضوع الرائع بحق اهل البيت عليهم السلام..يارك الله فيك يا متميز


          أشكرك أخي الفاضل على مرورك ودعائك

          بارك الله بك





          عن عبد السلام بن صالح الهروي قال :
          سمعتُ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول
          :


          " رَحِمَ اللهُ عَبداً أَحيا أمرَنا "

          فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

          قال (عليه السلام) :

          " يَتَعَلَّمُ عُلومَنا وَيُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لوَ عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتَّبَعونا "


          المصدر : عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - للشيخ الصدوق (رحمه الله) - (2 / 276)


          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة أسماء يوسف مشاهدة المشاركة
            اللهم صلِ وسلم على محمد وآلِ محمد
            أحسنتم على طرحكم وعطائكم الولائي النير
            بوركتم وجزاكم الله الفردوس الأعلى من الجنـــة
            أسأل الله تعالى أن يمن عليكم بتسهيل أموركم وقضاء حوائجكم
            بحق محمد وآلِ محمد وان يجعله في ميزان حسناتكم
            بنتظآر كل ماهو جديد ومميز ومبدع منكم
            موفقين لكل خير

            المشاركة الأصلية بواسطة من نسل عبيدك احسبني ياحسين مشاهدة المشاركة
            مولانا الصدوق رزقك الله شفاعة أهل البيت ع أنت ووالداك باالآخره


            الأخت الفاضلتين

            أشكركما جزيل الشكر على مروركما ودعائكما

            وأسأل الله تعالى أن يرزقكما زيارة أمير المؤمنين(عليه السلام) في الدنيا وشفاعته في الآخرة




            عن عبد السلام بن صالح الهروي قال :
            سمعتُ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول
            :


            " رَحِمَ اللهُ عَبداً أَحيا أمرَنا "

            فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

            قال (عليه السلام) :

            " يَتَعَلَّمُ عُلومَنا وَيُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لوَ عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتَّبَعونا "


            المصدر : عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - للشيخ الصدوق (رحمه الله) - (2 / 276)


            تعليق


            • #7
              تكملة ...



              قال آخر: قد جاء أن النبي صلى الله عليه وآله قال: لو لم ابعث فيكم لبعث عمر.

              قال المأمون: هذا محال لان الله عزوجل يقول:
              " إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده " (1) وقال عزوجل: " وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم " (2) فهل يجوز أن يكون من لم يؤخذ ميثاقه على النبوة مبعوثا ومن اخذ ميثاقه على النبوة مؤخرا ؟ !.

              قال آخر: إن النبي صلى الله عليه وآله نظر إلى عمر يوم عرفة فتبسم وقال: إن الله تعالى باهى بعباده عامة، وبعمر خاصة.




              فقال المأمون: فهذا مستحيل من قبل أن الله تعالى لم يكن ليباهي بعمر ويدع نبيه صلى الله عليه وآله فيكون عمر في الخاصة والنبي في العامة، وليست هذه الرواية بأعجب من روايتكم أن النبي صلى الله عليه وآله قال: دخلت الجنة فسمعت خفق نعلين، فإذا بلال مولى أبي بكر قد سبقني إلى الجنة، وإنما قالت الشيعة: علي خير من أبي بكر فقلتم: عبد أبي بكر خير من رسول الله صلى الله عليه وآله لان السابق أفضل من المسبوق، وكما رويتم أن الشيطان يفر من حس عمر وألقى على لسان النبي صلى الله عليه وآله أنهن الغرانيق العلى (3) ففر من عمر، وألقى على لسان النبي صلى الله عليه وآله بزعمكم الكفر.

              قال آخر: قد قال النبي صلى الله عليه وآله: لو نزل العذاب ما نجا إلا عمر بن الخطاب.




              قال المأمون: هذا خلاف الكتاب نصا لان الله عزوجل يقول: " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم " (4) فجعلتم عمر مثل الرسول.

              قال آخر: فقد شهد النبي صلى الله عليه وآله لعمر بالجنة في عشرة من الصحابة.

              فقال: لو كان هذا كما زعمت كان عمر لا يقول لحذيفة نشدتك بالله أمن المنافقين أنا ؟ فان كان قد قال له النبي صلى الله عليه وآله: أنت من أهل الجنة ولم يصدقه حتى زكاه حذيفة وصدق حذيفة ولم يصدق النبي صلى الله عليه وآله فهذا على غير الاسلام، وإن كان قد صدق النبي صلى الله عليه وآله فلم سأل حذيفة ؟ وهذان الخبران متناقضان في أنفسهما.

              فقال آخر: فقد قال النبي صلى الله عليه وآله: وضعت امتي في كفة الميزان، ووضعت في اخرى، فرجحت بهم، ثم وضع مكاني أبو بكر فرجع بهم، ثم عمر فرجح ثم رفع الميزان.

              فقال المأمون: هذا محال من قبل أنه لا يخلو من أن يكون من أجسامهما أو أعمالهما فان كانت الاجسام فلا يخفى على ذي روح أنه محال، لانه لا يرجح أجسامهما بأجسام الامة، وإن كانت أفعالهما فلم يكن بعد فكيف يرجح بما ليس وخبروني بما يتفاضل الناس ؟


              فقال بعضهم: بالاعمال الصالحة

              قال: فأخبروني فمن فضل صاحبه على عهد النبي صلى الله عليه وآله ثم إن المفضول عمل بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله بأكثر من عمل الفاضل على عهد النبي صلى الله عليه وآله أيلحق به ؟ فان قلتم نعم أوجدتكم في عصرنا هذا من هو اكثر جهادا وحجا وصوما وصلاة وصدقة من أحدهم، قالوا: صدقت لا يلحق فاضل دهرنا فاضل عصر النبي صلى الله عليه وآله. قال المأمون: فانظروا فيما روت أئمتكم الذين أخذتم عنهم أديانكم في فضائل علي عليه السلام وقايسوا إليها ما رووا في فضائل تمام العشرة الذين شهدوا لهم بالجنة، فان كانت جزءا من أجزاء كثيرة فالقول قولكم، وإن كانوا قد رووا في فضائل علي عليه السلام أكثر فخذوا عن أئمتكم ما رووا ولا تعدوه قال: فأطرق القوم جميعا.



              _______________
              (1) النساء: 163.
              (2) الاحزاب: 33.

              (3) الغرانيق جمع الغرنوق وهو الحسن الجميل يقال: شاب غرنوق وغرانق، إذا كان ممتلئا ريا. روى عن ابن عباس وغيره ان النبي صلى الله عليه وآله لما تلا سورة والنجم وبلغ إلى قوله: " أفرايتم اللات والعزى، ومناة الثالثة الاخرى " القى الشيطان في تلاوته: " تلك الغرانيق العلى، وان شفاعتهن لترجى ". فسر بذلك المشركون فلما انتهى إلى السجدة سجد المسلمون وسجد ايضا المشركون لما سمعوا من ذكر آلهتهم بما اعجبهم. فهذا الخبر ان صح محمول على انه كان يتلو القرآن، فلما بلغ إلى هذا الموضع وذكر اسماء آلهتهم قال بعض الحاضرين من الكافرين " تلك الغرانيق العلى... " القى ذلك في تلاوته، توهم ان ذلك من القرآن، فأضافه الله سبحانه إلى الشيطان لانه انما حصل باغوائه ووسوسته. وهذا أورده المرتضى قدس الله روحه في كتاب التنزيه، وهو قول الناصر للحق من ائمة الزيدية، وهو وجه حسن في تأويله، راجع مجمع البيان ج 7 ص 91. تنزيه الانبياء ص 107 - 109. أقول قد ذكر العلامة المؤلف هذه القصة في باب عصمة النبي صلى الله عليه وآله (ج 17 ص 56 - 69) فراجع.
              (4) الانفال: 33.



              يتبع ...






              عن عبد السلام بن صالح الهروي قال :
              سمعتُ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول
              :


              " رَحِمَ اللهُ عَبداً أَحيا أمرَنا "

              فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

              قال (عليه السلام) :

              " يَتَعَلَّمُ عُلومَنا وَيُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لوَ عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتَّبَعونا "


              المصدر : عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - للشيخ الصدوق (رحمه الله) - (2 / 276)


              تعليق


              • #8
                مواصلة ...

                فقال المأمون مالكم سكتم ؟


                قالوا: قد استقصينا.


                قال المأمون: فاني أسألكم خبروني أي الاعمال كان أفضل يوم بعث الله نبيه صلى الله عليه وآله ؟


                قالوا: السبق إلى الاسلام لان الله تبارك وتعالى يقول:
                " السابقون السابقون اولئك المقربون "(1)

                قال: فهل علمتم أحدا أسبق من علي عليه السلام إلى الاسلام ؟


                قالوا: إنه سبق حدثا لم يجر عليه حكم، وأبو بكر أسلم كهلا قد جرى عليه الحكم، وبين هاتين الحالتين فرق.

                قال المأمون: فخبروني عن إسلام علي عليه السلام أبالهام من قبل الله عزوجل أم بدعاء النبي صلى الله عليه وآله فان قلتم بإلهام فقد فضلتموه على النبي صلى الله عليه وآله لان النبي لم يلهم بل أتاه جبرئيل عليه السلام عن الله عزوجل داعيا ومعرفا وإن قلتم بدعاء النبي صلى الله عليه وآله فهل دعاه من قبل نفسه أم بأمر الله عزوجل.

                فان قلتم من قبل نفسه فهذا خلاف ما وصف الله عزوجل نبيه عليه السلام في قوله تعالى
                " وما أنا من المتكلفين "(2). وفي قوله عزوجل " وما ينطق عن الهوى "(3)

                وإن كان من قبل الله عزوجل فقد أمر الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وآله بدعاء علي من بين صبيان الناس وإيثاره عليهم فدعاه ثقة به وعلما بتأييد الله تعالى إياه.

                وخلة اخرى خبروني عن الحكيم هل يجوز أن يكلف خلقه ما لا يطيقون ؟ فان قلتم نعم كفرتم، وإن قلتم لا فكيف يجوز إن يأمر نبيه صلى الله عليه وآله بدعاء من لم يمكنه قبول ما يؤمر به لصغره وحداثة سنه وضعفه عن القبول. وخلة اخرى هل رأيتم النبي صلى الله عليه وآله دعا أحدا من صبيان أهله وغيرهم فيكون اسوة علي عليه السلام ؟ فان زعمتم أنه لم يدع غيره فهذه فضيلة لعلي عليه السلام على جميع صبيان الناس.

                ثم قال: أي الاعمال أفضل بعد السبق إلى الايمان ؟


                قالوا: الجهاد في سبيل الله،


                قال : فهل تحدثون لاحد من العشرة في الجهاد ما لعلي عليه السلام في جميع مواقف النبي صلى الله عليه وآله من الاثر ؟ هذه بدر قتل من المشركين فيها نيف وستون رجلا قتل علي عليه السلام منهم نيفا وعشرين وأربعون لسائر الناس


                فقال قائل: كان أبو بكر مع النبي صلى الله عليه وآله في عريشه يدبرها،

                فقال المأمون: لقد جئت بها عجيبة أكان يدبر دون النبي صلى الله عليه وآله أو معه فيشركه، أو لحاجة النبي صلى الله عليه وآله إلى رأي أبي بكر ؟ أي الثلاث أحب إليك ؟

                فقال: أعوذ بالله من أن أزعم أنه يدبر دون النبي صلى الله عليه وآله أو يشركه أو بافتقار من النبي صلى الله عليه وآله إليه.

                قال: فما الفضيلة في العريش ؟ فان كانت فضيلة أبي بكر بتخلفه عن الحرب فيجب أن يكون كل متخلف فاضلا أفضل من المجاهدين والله عزوجل يقول: " لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما "
                (4).

                _________________________

                (1 ) الواقعة: 10.
                (2) ص: 8.
                (3) النجم: 3.

                (4) النساء. 95.




                عن عبد السلام بن صالح الهروي قال :
                سمعتُ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول
                :


                " رَحِمَ اللهُ عَبداً أَحيا أمرَنا "

                فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

                قال (عليه السلام) :

                " يَتَعَلَّمُ عُلومَنا وَيُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لوَ عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتَّبَعونا "


                المصدر : عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - للشيخ الصدوق (رحمه الله) - (2 / 276)


                تعليق


                • #9

                  مواصلة ...

                  قال إسحاق بن حماد بن زيد: ثم قال لي -يعني المأمون - :
                  اقرأ " هل أتى على الانسان حين من الدهر " فقرأت حتى بلغت " ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً " إلى قوله " وكان سعيكم مشكوراً "(1)
                  فقال: فيمن نزلت هذه الآيات ؟
                  قلت: في علي عليه السلام
                  قال: فهل بلغك أن عليا عليه السلام
                  قال: حين أطعم المسكين واليتيم والاسير
                  " إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً " على ما وصف الله عزوجل في كتابه ؟
                  فقلت: لا،
                  قال: فان الله عزوجل عرف سريرة علي عليه السلام ونيته فأظهر ذلك في كتابه تعريفا لخلقه أمره، فهل علمت أن الله عزوجل وصف في شيء مما وصف في الجنة ما في هذه السورة " قوارير من فضة "
                  قلت: لا
                  قال: فهذه فضيلة اخرى، فكيف يكون القوارير من فضة ؟
                  قلت: لا أدري
                  قال: يريد كأنها من صفائها من فضة يرى داخلها كما يرى خارجها. وهذا مثل قوله صلى الله عليه وآله " يا أنجشة رويدا سوقك بالقوارير " (2)وعنى به النساء كأنهن القوارير رقة، وقوله عليه السلام ركبت فرس أبي طلحة فوجدته بحرا أي كأنه بحر من كثرة جريه وعدوه، وكقول الله عزوجل " ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ " (3) أي كأنه ما يأتيه الموت ولو أتاه من مكان واحد لمات. ثم قال: يا إسحاق ألست ممن يشهد أن العشرة في الجنة ؟
                  فقلت: بلى
                  قال: أرأيت لو أن رجلا، قال: ما أدري أصحيح هذا الحديث أم لا ؟ أكان عندك كافرا ؟
                  قلت: لا،
                  قال: أفرأيت لو قال: ما أدري أهذه السورة قرآن أم لا ؟ أكان عندك كافرا ؟
                  قلت: بلى
                  قال: أرى فضل الرجل يتأكد.


                  خبرني يا إسحاق عن حديث الطائر المشوي أصحيح عندك ؟
                  قال: بلى،
                  قال: بان والله عنادك لا يخلو هذا من أن يكون كما دعا النبي صلى الله عليه وآله أو يكون مردودا أو عرف الله الفاضل من خلقه وكان المفضول أحب إليه، أو تزعم أن الله لم يعرف الفاضل من المفضول فأي الثلاث أحب إليك أن تقول به ؟.

                  قال إسحاق: فأطرقت ساعة ثم قلت: يا أمير المؤمنين إن الله عزوجل يقول في أبي بكر
                  " ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا "(4) فنسبه الله عزوجل إلى صحبة نبيه صلى الله عليه وآله،

                  فقال: سبحان الله ما أقل علمكم باللغة والكتاب، أما يكون الكافر صاحبا للمؤمن، فأي فضيلة في هذه ؟ أما سمعت الله عزوجل يقول: " قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سويك رجلا "(5)

                  فقد جعله له صاحبا

                  وقال الهذلي: ولقد غدوت وصاحبي وحشية * تحت الرداء بصيرة بالمشرق

                  وقال الازدي: ولقد دعوت الوحش فيه وصاحبي * محض القوائم من هجان هيكل

                  فصير فرسه صاحبه، وأما قوله
                  " إن الله معنا " فانه تبارك وتعالى مع البر والفاجر
                  أما سمعت قوله عزوجل

                  " ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا " (6).

                  وأما قوله " لا تحزن " فخبرني عن حزن أبي بكر أكان طاعة أو معصية ؟ فان زعمت أنه كان طاعة فقد جعلت النبي صلى الله عليه وآله ينهى عن الطاعة، وهذا خلاف صفة الحكيم، وإن زعمت أنه معصية فأي فضيلة للعاصي.
                  وخبرني عن قوله عزوجل
                  " فأنزل الله سكينته عليه "على من ؟

                  قال إسحاق: فقلت: على أبي بكر لان النبي صلى الله عليه وآله كان مستغنيا عن السكينة

                  قال: فخبرني عن قوله عزوجل
                  " ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين "(7)أتدري من المؤمنون الذين أراد الله عزوجل في هذا الموضع ؟

                  قال: قلت: لا

                  قال: إن الناس انهزموا يوم حنين فلم يبق مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا سبعة من بني هاشم علي عليه السلام يضرب بسيفه، والعباس أخذ بلجام بغلة النبي صلى الله عليه وآله والخمسة محدقون بالنبي صلى الله عليه وآله خوفا من أن يناله سلاح الكفار حتى أعطى الله تبارك وتعالى رسوله عليه السلام الظفر عنى بالمؤمنين في هذا الموضع عليا عليه السلام ومن حضر من بني هاشم فمن كان أفضل أمن كان مع النبي صلى الله عليه وآله ونزلت السكينة على النبي صلى الله عليه واله وعليه، أم من كان في الغار مع النبي صلى الله عليه وآله ولم يكن أهلا لنزولها عليه ؟.



                  يا إسحاق من أفضل ؟ من كان مع النبي صلى الله عليه وآله في الغار أم من نام على مهاده ووقاه بنفسه، حتى تم للنبي صلى الله عليه وآله ما عزم عليه من الهجرة إن الله تبارك وتعالى أمر نبيه صلى الله عليه وآله أن يأمر عليا عليه السلام بالنوم على فراشه ووقايته بنفسه فأمره بذلك، فقال علي عليه السلام: أتسلم يا نبي الله ؟ قال: نعم، قال: سمعا وطاعة، ثم أتى مضجعه وتسجى بثوبه، وأحدق المشركون به، لا يشكون في أنه النبي صلى الله عليه وآله وقد أجمعوا أن يضربه من كل بطن من قريش رجل ضربة لئلا يطالب الهاشميون بدمه وعلي عليه السلام يسمع ما القوم فيه من التدبير في تلف نفسه فلم يدعه ذلك إلى الجزع كما جزع أبو بكر في الغار، وهو مع النبي صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام وحده، فلم يزل صابرا محتسبا فبعث الله تعالى ملائكة تمنعه من مشركي قريش. فلما أصبح قام فنظر القوم إليه فقالوا: أين محمد ؟ قال: وما علمي به ؟ قالوا: فأنت غررتنا ثم لحق بالنبي صلى الله عليه وآله فلم يزل علي أفضل لما بدا منه (إلا ما) يزيد خيرا حتى قبضه الله تعالى إليه وهو محمود مغفور له يا إسحاق أما تروي حديث الولاية ؟


                  فقلت: نعم
                  قال: اروه، فرويته فقال: أما ترى أنه أوجب لعلي على أبي بكر وعمر من الحق ما لم يوجب لهما عليه ؟

                  قلت: إن الناس يقولون إن هذا قاله بسبب زيد بن حارثة

                  قال: وأين قال النبي صلى الله عليه وآله هذا ؟
                  قلت: بغدير خم بعد منصرفه من حجة الوداع
                  قال: فمتى قتل زيد بن حارثة ؟
                  قلت: بمؤته،
                  قال: أفليس قد كان قتل زيد بن حارثة قبل غدير خم ؟

                  قلت: بلى،

                  قال: فخبرني لو رأيت ابنا لك أتت عليه خمس عشرة سنة يقول مولاي مولا ابن عمي أيها الناس فاقبلوا أكنت تكره ذلك ؟

                  فقلت: بلى
                  قال: أفتنزه ابنك عما لا تنزه النبي صلى الله عليه وآله ؟ ويحكم أجعلتم فقهاءكم أربابكم ؟ إن الله عزوجل يقول:" اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله " (8) والله ما صاموا لهم ولا صلوا لهم، ولكنهم أمروا لهم فاطيعوا. ثم قال: أتروي قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام أنت مني بمنزلة هارون من موسى ؟ قلت: نعم قال: أما تعلم أن هارون أخو موسى لابيه وامه ؟
                  قلت: بلى





                  قال: فعلي عليه السلام كذلك ؟
                  قلت: لا،

                  قال: فهارون نبي وليس علي كذلك، فما المنزلة الثالثة إلا الخلافة، وهذا كما قال المنافقون إنه استخلفه استثقالا له، فأراد أن يطيب نفسه، وهذا كما حكى الله عزوجل عن موسى حيث يقول لهارون:
                  " اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين " (9).

                  فقلت: إن موسى خلف هارون في قومه وهو حي ثم مضى إلى ميقات ربه عزوجل وإن النبي صلى الله عليه وآله خلف عليا عليه السلام حين خرج إلى غزاته.

                  فقال: أخبرني عن موسى حين خلف هارون أكان معه حيث مضى إلى ميقات ربه عزوجل أحد من أصحابه ؟

                  فقلت: نعم،
                  قال: أو ليس قد استخلفه على جميعهم ؟
                  قلت: بلى،

                  قال: فكذلك علي عليه السلام خلفه النبي صلى الله عليه وآله حين خرج في غزاته في الضعفاء والنساء والصبيان إذ كان أكثر قومه معه، وإن كان قد جعله خليفته على جميعهم والدليل على أنه جعله خليفة عليهم في حياته إذا غاب وبعد موته قوله عليه السلام
                  " علي بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ". وهو وزير النبي صلى الله عليه وآله أيضا بهذا القول لان موسى عليه السلام قد دعا الله عز وجل فقال فيما دعا: " واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري ") (10) وإذا كان علي عليه السلام منه صلى الله عليه وآله بمنزلة هارون من موسى فهو وزيره كما كان هارون وزير موسى عليه السلام، وهو خليفته كما كان هارون خليفة موسى عليه السلام.

                  __________________________________
                  (1) الدهر: 9.
                  (2) قال في الاصابة: انجشة الاسود الحادى - كان حسن الصوت بالحداء، وقال البلاذرى كان حبشيا يكنى أبا مارية، روى أبو داود الطيالسي في مسنده عن حماد بن سلمة
                  عن ثابت عن انس قال: كان انجشة يحدو بالنساء وكان البراء بن مالك يحدو بالرجال فإذا اعتقب الابل قال النبي صلى الله عليه وآله: يا انجشة ! رويدك سوقك بالقوارير. ورواه الشيخان مختصرا ورواه مسلم من طريق سليمان بن طرخان التيمى عن أنس قال: كان للنبى صلى الله عليه وآله حاد يقال له انجشة فقال له النبي " ص ": رويدا سوقك بالقوارير، راجع الاصابة ج 1 ص 80. وأما في نسخة الكمبانى وهكذا المصدر بدل " انجشة " اسحاق، فهو تصحيف.
                  (3) ابراهيم: 17.
                  (4) التوبة: 40.

                  (5) الكهف: 37.
                  (6) المجادلة: 7.
                  (7) التوبة: 25 و 26.

                  (8) براءة: 310.
                  (9) الاعراف: 142.
                  (10) طه: 29 - 32.
                  يتبع ...




                  عن عبد السلام بن صالح الهروي قال :
                  سمعتُ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول
                  :


                  " رَحِمَ اللهُ عَبداً أَحيا أمرَنا "

                  فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

                  قال (عليه السلام) :

                  " يَتَعَلَّمُ عُلومَنا وَيُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لوَ عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتَّبَعونا "


                  المصدر : عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - للشيخ الصدوق (رحمه الله) - (2 / 276)


                  تعليق


                  • #10


                    مواصلة ...

                    ثم أقبل على أصحاب النظر والكلام فقال: أسألكم أو تسألوني ؟

                    قالوا: بل نسألك،

                    فقال: قولوا.

                    فقال قائل منهم: أليست إمامة علي عليه السلام من قبل الله عزوجل نقل ذلك عن رسول الله من نقل الفرض مثل الظهر أربع ركعات وفي مائتين درهم خمسة دراهم والحج إلى مكة،

                    فقال: بلى

                    قال: فما بالهم لم يختلفوا في جميع الفرض واختلفوا في خلافة علي عليه السلام وحدها ؟.

                    قال المأمون: لان جميع الفرض لا يقع فيه من التنافس والرغبة ما يقع في الخلافة.

                    فقال آخر: ما أنكرت أن يكون النبي صلى الله عليه وآله أمرهم باختيار رجل يقوم مقامه رأفة ورقة عليهم أن يستخلف هو بنفسه فيعصى خليفته، فينزل العذاب

                    فقال: أنكرت ذلك من قبل أن الله عزوجل أرأف بخلقه من النبي صلى الله عليه وآله وقد بعث نبيه صلى الله عليه وآله وهو يعلم أن فيهم العاصي والمطيع، فلم يمنعه ذلك من إرساله.
                    وعلة اخرى لو أمرهم باختيار رجل منهم كان لا يخلو من أن يأمرهم كلهم أو بعضهم، فلو أمر الكل من كان المختار ؟
                    ولو أمر بعضنا دون بعض كان لا يخلو من أن يكون على هذا البعض علامة، فان قلت الفقهاء فلابد من تحديد الفقيه وسمته.

                    قال آخر: فقد روي أن النبي صلى الله عليه وآله قال: ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله عزوجل حسن، وما رأوه قبيحا فهو عند الله تبارك وتعالى قبيح،

                    فقال: هذا القول لا بد من أن يريد كل المؤمنين أو البعض، فان أراد الكل فهو مفقود لان الكل لا يمكن اجتماعهم، وإن كان البعض فقد روى كل في صاحبه حسنا مثل رواية الشيعة في علي عليه السلام ورواية الحشوية في غيره، فمتى يثبت ما يريدون من الامامة.

                    قال آخر: فيجوز أن يزعم أن أصحاب محمد صلى الله عليه وآله أخطأوا ؟

                    قال: كيف نزعم أنهم أخطؤا واجتمعوا على ضلالة وهم لا يعلمون فرضا ولا سنة، لانك تزعم أن الامامة لا فرض من الله عزوجل ولا سنة من الرسول صلى الله عليه وآله فكيف يكون فيما ليس عندك بفرض ولا سنة خطأ.

                    قال آخر: إن كنت تدعي لعلي عليه السلام من الامامة (دون غيره) فهات بينتك على ما تدعي

                    فقال: ما أنا بمدع ولكني مقر ولا بينة على مقر، والمدعي من يزعم أن إليه التولية والعزل. وأن إليه الاختيار، والبينة لا تعرى من أن يكون من شركائه فهم خصماء أو يكون من غيرهم والغير معدوم، فكيف يؤتى بالبينة على هذا.


                    قال آخر: فما كان الواجب على علي عليه السلام بعد مضي رسول الله صلى الله عليه وآله ؟

                    قال: ما فعله،

                    قال: أفما وجب أن يعلم الناس أنه إمام ؟

                    فقال: إن الامامة لا تكون بفعل منه في نفسه، ولا بفعل من الناس فيه من اختيار أو تفضيل أو غير ذلك، إنما يكون بفعل من الله عزوجل فيه، كما قال لابراهيم عليه السلام: " إني جاعلك للناس إماما "(1) وكما قال عزوجل لداود عليه السلام: " يا داود إنا جعلناك خليفة في الارض "(2) وكما قال عزوجل للملائكة في آدم عليه السلام " إني جاعل في الارض خليفة " (3). فالامام إنما يكون إماما من قبل الله باختياره إياه في بدئ الصنيعة والتشريف في النسب، والطهارة في المنشأ، والعصمة في المستقبل، ولو كانت بفعل منه في نفسه كان من فعل ذلك الفعل مستحقا للامامة وإذا عمل خلافها اعتزل فيكون خليفة قبل أفعاله.

                    وقال آخر: فلم أوجبت الامامة لعلي عليه السلام بعد الرسول صلى الله عليه وآله ؟

                    فقال: لخروجه من الطفولية إلى الايمان كخروج النبي صلى الله عليه وآله من الطفولية إلى الايمان والبراءة من ضلالة قومه عن الحجة واجتنابه الشرك، كبراءة النبي صلى الله عليه وآله من الضلالة واجتنابه الشرك لان الشرك ظلم عظيم. ولا يكون الظالم إماما، ولا من عبد وثنا باجماع ومن أشرك فقد حل من الله عزوجل محل أعدائه فالحكم فيه الشهادة عليه بما اجتمعت عليه الامة حتى يجيئ إجماع آخر مثله، ولان من حكم عليه مرة فلا يجوز أن يكون حاكما فيكون الحاكم محكوما عليه فلا يكون حينئذ فرق بين الحاكم والمحكوم عليه.

                    قال آخر: فلم لم يقاتل علي عليه السلام أبا بكر وعمر وعثمان كما قاتل معاوية

                    فقال: المسألة محال لان " لم " اقتضاء ولا يفعل نفي، والنفي لا يكون له علة إنما العلة للاثبات، وإنما يجب أن ينظر في أمر علي عليه السلام أمن قبل الله أم من قبل غيره فان صح أنه من قبل الله عزوجل فالشك في تدبيره كفر لقوله عزوجل
                    " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما "(4). فأفعال الفاعل تبع لاصله، فان كان قيامه عن الله عزوجل فأفعاله عنه وعلى الناس الرضا والتسليم، وقد ترك رسول الله صلى الله عليه وآله القتال يوم الحديبية يوم صد المشركون هديه عن البيت، فلما وجد الاعوان وقوي حارب، كما قال عزوجل في الاول " فاصفح الصفح الجميل " (5) ثم قال عزوجل: " اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد "(6).


                    ______________
                    (1) البقرة: 124.
                    (2) ص: 26.
                    (3) البقرة: 30.
                    (4) النساء: 65.
                    (5) الحجر: 85.

                    (6) التوبة: 5.


                    يتبع ...







                    عن عبد السلام بن صالح الهروي قال :
                    سمعتُ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول
                    :


                    " رَحِمَ اللهُ عَبداً أَحيا أمرَنا "

                    فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

                    قال (عليه السلام) :

                    " يَتَعَلَّمُ عُلومَنا وَيُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لوَ عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتَّبَعونا "


                    المصدر : عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - للشيخ الصدوق (رحمه الله) - (2 / 276)


                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X