بِسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى أشْرَفِ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلِينَ أَبِي الْقاسِمِ مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِهِ الْطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِين ..
السَّلامُ عَلَيْكُمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ..
عند تتبع سير التأريخ ولو جزيئاً نجد أن هناك شخصيات كان لها الدور الكبير في تغيير مجرى التأريخ ، ولهم الفضل الكبير على الانسانية ، أو على الأقل على أممهم التي ينتمون لها ، لكن من استفادوا من فضلهم ممن جاؤوا بعدهم سواء من أممهم أو من غيرها لم ينصفوهم في رد الجميل .
ومن هذه الشخصيات هي شخصية السيدة الكبرى الفاضلة الطاهرة خديجة الكبرى (عليها السلام) أم المؤمنين والمؤمنات ، وصاحبة الفضل العظيم على المسلمين كافة فلولا جهادها وتضحياتها ببدنها الشريف ومالها لما قامت للاسلام قائمة حتّى قال فيها الرسول بعد أن قوي أمر الاسلام كلمته الخالدة
(( قام الاسلام بسيف علي ومال خديجة ))
أو (ما قام ولا استقام الدين إلاّ بسيف علي ومال خديجة).
أي أنه لولا هذان الامران لما نشأ الاسلام ولما ترعرع ولما قويت شوكته ولما وصل الينا سالما من كل تشويه .
ولنترك جهاد أمير المؤمنين (عليه السلام) الآن جانباً ولننظر الى ما قدمته هذه السيدة النبيلة الجليلة
إن السيدة خديجة ضحت بمالها الذي كان مالاً كثيراً جداً الذي لو قارناه عندما كان عندها في ذلك الزمان بوقتنا الحاضر ربما نجدها تضاهي أصحاب المليارات ، ولم تكتف بذلك بل ضحت بكل ما عندها بل بحياتها في سبيل احياء ونشر كلمة (لا إله الا الله ) ، ولعل من يذهب الى مكة المكرمة ويصعد على جبل النور ويصل الى غار حراء يقدر مدى المعاناة التي كانت تعانيها سيدتنا الطيبة الطاهرة لأجل ايصال الطعام الى الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) حيث يستغرق الصعود فقط الى الغار ما يقارب ساعة ونصف يضاف اليه طريق المجيء من بيتها (روحي فداها )الذي قد يستغرق أكثر من نصف ساعة ، وهذا يعني أنها تستغرق أكثر من (أربع) ساعات يوميا لأجل ايصال الطعام الى النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وكما نعلم حرارة الجو المكي المرتفعة في معظم أيام السنة ، مضافاً الى أن السيدة خديجة (عليها السلام) تربت في بيت ترف وهي غير معتادة على هذه الظروف القاسية ، لكن مع ذلك تحملت كل تلك الصعاب ، الى أن ختمت مسيرتها الطيبة المباركة بتحمل السنين العجاف التي صار المسلمون فيها تحت وطأة حصار ظالم فرضه مشركو مكة على المسلمين كان نتيجته أن تضعف هذه السيدة الجليلة بسبب الجوع والمعاناة مما أدى بها أن تفقد حياتها الشريفة حياة قضتها في التضحية والجهاد لأجل أمر عظيم ، لأجل أن ترفع راية (لا إله الا الله) على كل المعمورة ، وفعلا قد تحقق هذا الهدف الذي كان ينشده المسلمون الأوائل ومنهم أمّنا الطيبة الطاهرة خديجة الكبرى (عليها السلام) .
لذا فنحن كمسلمين مدينون لها ولجهادها وفضلها ، فسلام الله عليها يوم جاهدت ويوم توفيت ويوم تبعث حية وتلقى ربها آمنة مطمئنة باذن الله تعالى .
لذا فنحن كمسلمين مدينون لها ولجهادها وفضلها ، فسلام الله عليها يوم جاهدت ويوم توفيت ويوم تبعث حية وتلقى ربها آمنة مطمئنة باذن الله تعالى .
تعليق