إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الدعاء بين حالتين: الإبراهيمية والموسوية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدعاء بين حالتين: الإبراهيمية والموسوية

    الدعاء بين حالتين: الإبراهيمية والموسوية
    سماحة الشيخ حبيب الكاظمي حفظه الله تعالى
    نرى في بعض روايات الأنبياء والأئمة (ع)، أن الإنسان تارة يوكل أمره إلى الله عز وجل، ولا يطلب منه شيئا وشعاره دائما وأبدا: (علمك بحالي يغني عن سؤالي).. وهذه حالة إبراهيمية، عندما بدأ قوم إبراهيم (ع) الاستعداد لإحراقه، وحفروا حفرة عظيمة ملئوها بالحطب والخشب والأشجار، وأشعلوا فيها النار.. وأحضروا المنجنيق وهو آلة جبارة، ليقذفوا إبراهيم فيها فيسقط في حفرة النار.. ووضعوا إبراهيم بعد أن قيدوا يديه وقدميه في المنجنيق.. واشتعلت النار في الحفرة، وتصاعد اللهب إلى السماء.. وكان الناس يقفون بعيدا عن الحفرة من فرط الحرارة اللاهبة.. وأصدر كبير الكهنة أمره بإطلاق إبراهيم في النار.. جاء جبريل -عليه السلام- ووقف عند رأس إبراهيم، وسأله: يا إبراهيم.. ألك حاجة؟.. قال إبراهيم: أما إليك فلا.
    هذه حالة إبراهيمية: وهي أن الإنسان لا يطلب من الله شيئا، ولعل ما يؤيد هذا المعنى الإبراهيمي قوله تعالى: {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}.. مثال ذلك في عالم المحاماة، عندما يفوض الإنسان أمره إلى المحامي، ثم يتصل به ليعلمه كيف يعمل.. هنا تقع المشكلة، فيقول له: أنت وكلتني وفوضتني، فلماذا تتدخل في شؤوني؟!..
    هذه حالة، وفي المقابل هناك حالة معاكسة: نرى الأئمة (ع) في جزئيات الأمور، يطلبون من الله -عز وجل- المدد والقوة، حتى أن المعصوم (ع) يقول: (إن لم تكن ساخطاً علي فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي)؛ أي يا رب أريد منك العافية.. ونحن نقول في السجود: (اللهم!.. إنا نسألك العفو والعافية؛ في الدين والدنيا والآخرة).
    فإذن، إن هناك روايتين: تلك رواية إبراهيمية، وهناك رواية موسوية كليمية، ورد في حدث قدسي: (يا موسى!.. سلني كلّ ما تحتاج إليه، حتّى علف شاتك، وملح عجينك).. أي الحالتين هي الأقرب: حالة إبراهيم (ع) عندما ألقي في النار وشعاره (أفوض أمري إلى الله)، أو الحالة الموسوية.. وكلاهما من أنبياء أولي العزم، فبأي السنتين نقتدي؟..
    إن هناك أجوبة مختلفة على هذا التساؤل، ومنها:
    أولا: الاختلاف في الحالات: لا موسى (ع) كان هكذا دائما، ولا إبراهيم (ع) كان دائما هكذا؛ أي لا يطلب من الله شيئا.. والدليل على ذلك عندما أسكن ذريته في واد غير ذي زرع، لم يفوض أمره لله فحسب!.. بل قال: {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}.. إذن، تمسك بعالم الأسباب.. فالحالات مختلفة: إبراهيم وهو يلقى في النار أحس بالانقطاع التام، ورأى أن الفرج لا يكون إلا من عند رب العالمين.. وأما في مكة عندما ترك هاجر وإسماعيل، كان يعيش حالة أخرى.. فالمؤمن له حالات، ولهذا ينوع: تارة يطلب تفاصيل الأمور، وتارة يبلغ حالة من حالات التفويض، كأنه يستحي أن يطلب من الله عز وجل.. عندما يذهب الإنسان إلى المدينة أو إلى طوس، وله حوائج مادية كبيرة، عندما يقف أمام الضريح، وتجري دمعته ويتفاعل بالدعاء؛ ينسى حاجته ويقول: وأنا بهذا الحال أطلب من الإمام أشياء مادية؟.. هذا أمر مخجل!..
    ثانيا: الجمع بين الحالتين: لا مانع من الجمع بينهما؛ أي أن يقول الإنسان: أفوّض أمري إليك، ولكن ميلي الباطني، أن تصلح لي زوجتي.. أنا رغبتي أن تجمع لي زوجتي وولدي، ولكن إذا أنت لا تريد ذلك، الأمر إليك في النهاية.. كأن يقول الموكل للمحامي: أنا أقترح عليك كذا وكذا، ولكن الأمر إليك في النهاية.. فإذن، إن المؤمن وهو يطلب جزئيات الأمور يختمها بقوله: (يا رب!.. أفوض الأمر إليك).. (اللهم!.. فاجعل نفسي مطمئنة بقدرك، راضية بقضائك).. لا مانع أن نجمع بين الحالة الإبراهيمية والحالة الموسوية

    حسين منجل العكيلي

  • #2
    أستاذي حفظك الباري
    sigpic
    إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
    ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
    ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
    لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

    تعليق


    • #3
      اللهم إني أدعوك دعاء مَن لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراَ
      ولا موتاً ولا حياةً فأرحمنا برحمتك الواسعة
      يااااااااااااااالله

      صن النفس وأحملها على ما يزينها---------تعش سالماً والقول فيك جميلٌ

      sigpic

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة من نسل عبيدك احسبني ياحسين مشاهدة المشاركة
        أستاذي حفظك الباري
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        اشكر مرورك الكريم بارك الله فيك
        وحفظك من كل شر وسوء
        حسين منجل العكيلي

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة العقيلة زينب مشاهدة المشاركة
          اللهم إني أدعوك دعاء مَن لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراَ
          ولا موتاً ولا حياةً فأرحمنا برحمتك الواسعة
          يااااااااااااااالله

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          اشكر مرورك الكريم بارك الله فيك
          حسين منجل العكيلي

          تعليق


          • #6

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة أنصار المذبوح مشاهدة المشاركة
              اشكر مرورك الكريم..... بارك الله فيك وجزيت خيرا
              حسين منجل العكيلي

              تعليق


              • #8



                اللهم صل على محمد وال محمد

                وفقتم وبارك الله بجهدكم المبذول اخي (ابو علاء العكيلي )
                موضوعكم عن الدعاء سيكون محور حديثنا هذا الاسبوع في (برنامج منتدى الكفيل )

                سنطرح هذا الموضوع من محاور عده وهي :

                *مااهميه الدعاء في حياتنا ؟؟؟
                *هل تدعوا الله بالدعاء الموسوي ام بالدعاء الابراهيمي ام كلاهما ؟؟؟؟
                *انت اختي الفاضله ومستمعتي الكريمه وانت اخي الفاضل في اي وقت تجد قلبك اقرب بالدعاء ؟؟؟

                *هل للذنوب حاجزبين العبد وربه وترد الدعاء ؟؟؟؟
                قال الامام علي ع في دعاء كميل المشهور (اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء )
                واسئله اخر ى نطرحها من خلال البرنامج فكونوا معنا في يوم السبت الساعة 4 عصرا
                ونتشرف بمشاركاتكم ومداخلاتكم النافعه





                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة برنامج منتدى الكفيل مشاهدة المشاركة



                  اللهم صل على محمد وال محمد

                  وفقتم وبارك الله بجهدكم المبذول اخي (ابو علاء العكيلي )
                  موضوعكم عن الدعاء سيكون محور حديثنا هذا الاسبوع في (برنامج منتدى الكفيل )

                  سنطرح هذا الموضوع من محاور عده وهي :

                  *مااهميه الدعاء في حياتنا ؟؟؟
                  *هل تدعوا الله بالدعاء الموسوي ام بالدعاء الابراهيمي ام كلاهما ؟؟؟؟
                  *انت اختي الفاضله ومستمعتي الكريمه وانت اخي الفاضل في اي وقت تجد قلبك اقرب بالدعاء ؟؟؟

                  *هل للذنوب حاجزبين العبد وربه وترد الدعاء ؟؟؟؟
                  قال الامام علي ع في دعاء كميل المشهور (اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء )
                  واسئله اخر ى نطرحها من خلال البرنامج فكونوا معنا في يوم السبت الساعة 4 عصرا
                  ونتشرف بمشاركاتكم ومداخلاتكم النافعه











                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  اشكركم بارك الله فيكم وانه لشرف كبير ان يكون احد مشاركاتي المتواضعة ضمن برامجكم المباركة
                  وانشاء الله تعالى ساكون حاضرا اذا سمح الوقت بذلك..... لكم التوفيق والنجاح واسال الله تعالى ان يحفظ جميع القائمين على اذاعتنا الفتية بعمرها الكبيرة باهدافها وبرامجها..... لكم تحياتي وخالص دعائي
                  حسين منجل العكيلي

                  تعليق


                  • #10
                    بداية اخي الكريم ابارك لكم ترشيح موضوعكم ليكون احد حلقات برنامج منتدى الكفيل
                    وانه لشرف كبير تستحقه ان شاء الله
                    ولكني اعتقد ان موضوعكم ينبغي ان ينشر في قسم روايات ومواعظ اهل البيت عليهم الصلاة والسلام او في قسم شرح الادعية والزيارات
                    والامر لكم ولمشرف الساحة الموقر اولا واخرا

                    تقبلوا مروري...............

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X