تويت
أفضل شخصيات العالم تتوجه بالحجة بن الحسن
لسماحة العلامة الشيخ علي الدهنين حفظه الله لفتات رائعة، ونكات علمية دقيقة، تدل على أنها تنبع من صدرٍ مخزون بالعلم، محيط بالدقائق العلمية، فلله درّه وهنيئا بإحسائنا التي أنجبت مثله؛ ولقد إستفدت هذه اللفتات من محاضراته التي كان يلقيها من خلال منبر سيد الشهداء عليه السلام، وسأطرح شيئاً من تلك الإتفاتات التي ترتبط بالإمام الحجة بن الحسن عليه السلام. وبعد أن أورد ما ذكره سماحة العلامة الدهنين من نكات علمية أضيف عليه مما أستفيده من الإطلاع: التوجه إلى الله بالحجة بن الحسن سبيل كل الأولياء:
يقول العلامة الدهنين حفظه الله : ورد في زيارة الإمام الحجة عليه السلام المعروفة بـ (زيارة آل يس): « أين باب الله الذي منه يُؤتى، أين وجه الله الذي يتوجه إليه الأولياء » وما أريد أن أنبه عليه هو أن تلاحظ معي كلمة (الأولياء) فإنها وردت مقرونة بالألف واللام التي تدل على العموم في مثل هذا المورد، والمعنى: أين وجه الله الذي يتوجه إليه جميع الأولياء من غير إستثناء سوى للمعصومين، وهذا يعني أن كلمة (الأولياء) تشمل الأنبياء والرسل وسائر الناس، فهم جميعاً بالحجة بن الحسن إلى الله يتوجهون. المصدر: من محاضرات العلامة الدهنين: (15- 8 – 1425) ماهو منزلة المتوجهين إلى الحجة بن الحسن:
أقول: هذا يعني أن الأنبياء من آدم ونوح وإبراهيم وعيسى وغيرهم سلام الله عليهم إذا أردوا أن تقضَ حاجاتهم توجهوا إلى الله بالحجة بن الحسن عجل الله فرجه، فتقضى حاجتهم، وتفرج همومهم، وإن هؤلاء الأولياء المتجهين للإمام ليسوا أشخاصاً عاديين، حتى يقال إنهم لجئوا إلى أي شخصٍ من الناس بسبب حاجتهم، إن هؤلاء الأولياء توجهوا إلى من عرفوا أن له عند الله مقاماً عظيما، وأنه من المقربين عنده سبحانه وتعالى، ويحضرني شيئاً من كلام آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخرساني دام ظله في توضيح هذا المقطع من زيارة آل يس حيث يقول في في تفسير معنى (يتوجه إليه الأولياء): نقرأ في دعاء الندبة : «أين وجه الله الذي يتوجه اليه الأولياء» ولفهم هذه الكلمة العميقة ينبغي أن نعرف هؤلاء الأولياء الذين يتوسلون إلى الله تعالى بوجهه - الذي هو الإمام المهدي عليه السلام - فلنقرأ من صفتهم في القرآن : [ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .الذين آمنوا وكانوا يتقون . لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم] . ( سورة يونس : 62 - 64 ) فلا بد أن يبلغوا هذه الدرجة العالية حتى يكونوا أهلا لشرف التوسل إلى الله بحجته الإمام المهدي عليه السلام ! روحي وأرواح العالمين لك الفداء من جوهرة مخزونة بالأسرار . . (الحق المبين في معرفة الأئمة المعصومين) صفات الأولياء المتوجهين إلى الإمام: عرض سماحة الشيخ الوحيد دام ظله مميزات هؤلاء الأولياء الذين يتوجهون إلى الله بالحجة بن الحسن عجل الله فرجه، من خلال ماذكره القرآن الكريم من أوصافهم، فهم يمتلكون القدرات و المميزات التالية: -
أنهم أولياء منسوبين لله لا أولياء فلان أو فلان [ألا أن أولياء الله] - لايدخل في قلوبهم الخوف من أحد إطلاقاً سوى خالقهم وباريهم [لا خوف عليهم]. - ولا يؤثر عليهم ما يجري من الدنيا من مصاب فيحزنهم [ولا هم يحزنون]. - إنهم مؤمنون بكل ما فُرض عليهم [الذين آمنوا]. - ملتزمين بما شرعه الله عليهم من أحكام مجتنبين نواهيه ومعاصيه [وكانوا يتقون]. مقام التوجه إلى الحجة بن الحسن: يعقب الشيخ الوحيد دامت بركاته ويقول أن التوسل والتوجه إلى الإمام عجل الله فرجه درجة ومقام لا يلغه إلا أولياء الله الذين تمثلت فيهم تلك الصفات، فالتوجه إلى الإمام رتبة لا ينالها كل الناس بل ينالها الخلص منهم والمتميزون برتباطهم الوثيق بالله وعترته.
ما ذا يعني توجه الأولياء بالحجة بن الحسن: حيث إن أولياء الله يندرج فيهم الأنبياء والرسل وعباد الله الصالحين، فماذا يعني توجههم بالحجة؟ في الواقع الإجتماعي الذي نعيشه نلاحظ أن الشخص منا إذا جُعل وسيط له في بعض حاجاته عند أحد الناس، نجزم بأن هذا الوسيط شخصية مقربة عند من نريد حاجتنا إليه، وليس فقط هذا؛ بل تكون منزلته ومقربته منه أكثر من منزلتنا. وهذا يعني أن الحجة بن الحسن عجل الله فرجه أقرب منزلة إلى الله من أولياء الله الذين جعلوه وجيهاً لهم، بما فيهم الأنبياء والرسل مع استثناء خاتم الأنبياء وبعض أوصياءه، وهذا دليل على أفضليته روحي فداه، على جميع من في عالم الإمكان باستثناء من استثنيناه، ولذا روي في البخاري عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم، وإمامكم منكم».