المرجع الأعلى سماحة السيّد
السيستاني ( دام ظلّه الوارف )
يؤكّد وبشدّة على حرمة التعدّي
على أموال المواطنين في المناطق
المحرّرة من الإرهابيّين ..
أكّد سماحة المرجع الدينيّ الأعلى السيد علي الحسيني
السيستاني ( دام ظلّه الوارف ) على حرمة التعدّي
على أموال المواطنين في المناطق المحرّرة من الإرهابيّين ،
جاء ذلك خلال استفتاء وُجِّه الى مكتب سماحته وهذا نصّه :
يُلاحظ أنّه عند تحرير بعض المناطق من الإرهابيّين يترك
الأهالي مناطقهم وممتلكاتهم ،
وعندئذٍ تقع أحياناً أعمال سلبٍ ونهبٍ وحرقٍ وتفجيرٍ
في تلك المناطق ويتمّ نقل بعض الممتلكات من سيارات وأثاث
ومواد غذائية الى مناطق أخرى على اعتبار أنّها غنائم حرب ،
مع العلم أنها تعود للناس الذين تركوا منازلهم
وليس للإرهابيّين على حدّ فهمي ،
وإنّ ما يحدث فيه إساءة كبيرة للجهاد والمجاهدين
والى فتوى المرجعية الشريفة لذا نرجو تنبيه الناس بذلك ولكم
منا خالص الدعاء، أبقاكم الله ذخراً للمؤمنين والمؤمنات .
وكانت إجابة سماحة المرجع الديني الأعلى سماحة السيد
علي الحسيني السيستاني ( دام ظلّه ) كالآتي :بسم الله الرحمن الرحيم ..لقد أكّدنا مراراً وتكراراً على حرمة التعدّي على أموال
المواطنين في المناطق المحرّرة من الإرهابيّين ،
وأوعزنا الى فضيلة العلّامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي ( دام علاه ) بالتأكيد على ذلك في خُطَب الجمعة في كربلاء المقدّسة ،
فذَكَرَه عدّة مرّات ومنها في خطبة يوم خمسةٍ وعشرين
من شوال 1435 باللفظ التالي :
" إنّ الدفاع عن الوطن والمواطنين في مواجهة المجموعات
الإرهابية شرفٌ كبيرٌ لا يناله إلّا ذو حظٍّ عظيم ،
وقد أكّدنا أكثر من مرّة على بالغ تقديرنا واعتزازنا بإخوتنا وأبنائنا
في القوات المسلحة ومن التَحَقَ بهم من المتطوّعين
الذين يبذلون دماءهم وأرواحهم فداءً لهذا الوطن ،
ولكن يبلغنا عن قليلٍ ممّن يحملون السلاح هنا أو هناك
قيامهم بممارساتٍ خاطئةٍ بل مدانةٍ ومُسْتَنْكَرةٍ في الاعتداء
على أموال المواطنين وهتك حرمتهم وكرامتهم ،
إنّنا إذ نكرّر إدانتنا الشديدة لأيّة ممارساتٍ من هذا النوع ،
ونؤكّد على أنّ الدفاع عن الوطن ومقدّساته لا ينسجم
مع الاعتداء على أيّ مواطنٍ مهما كان انتماؤه القومي
أو المذهبي أو السياسي ،
نُطالب الأجهزة الحكومية المعنية أن تضرب بيدٍ من حديد
على أيّ متجاوزٍ على أموال المواطنين وحقوقهم ،
ولاسيّما إذا كان يظهر بلباس الدفاع عن الوطن والمقدّسات ،
إنّ التسامح والمساهلة في القضاء على هذه التجاوزات
حتى وإنْ كانت محدودة تستتبع عواقب
غير محمودة بل بالغة الخطورة .
( اللهم إنّي قد بلغتُ فاشهَدْ ) "
ومع ذلك نؤكد مرة اخرى ونقول ان اموال المواطنين
في الاماكن التي تدخلها القوات الامنية من الجيش والمتطوعين
او غيرهم ليست غنائم حرب وان ( فرهود ) المنقول منها
واتلاف غير المنقول حرام حرام وله اثار بالغة السوء
على التعايش السلمي بين ابناء الوطن الواحدة ,
فاتقوا الله ايها الناس ولا تلقوا بايديكم الى النهلكة