إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الدين النصيحة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدين النصيحة



    الدين النصيحة


    إن للنصيحة في ديننا مكانة سامية ومنزلة عالية، كيف لا وقد جعل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم مفهوم النصيحة مساوياً للدين كله فقال: "الدين النصيحة".
    إن النصيحة تنطلق أساساً من حُب الناصح لمن حوله وشفقته عليهم ورغبته في إيصال الخير إليهم ودفع الشر والمكروه عنهم و المهارات المهمة التي يجب أن يتمتع بها كل شخص يحب أن تُقدم النصح والإرشاد أن يتمتع بأسلوب يتسمع بالقوة والإقناع وجذب انتباه الآخرين ، فهناك كثير من النُصحاء لديهم مخزون معرفي قوي ولكنهم لا يجيدون مهارات النصيحة واستخدام أساليبها ، وما بالك عندما نتحدث عن ” الدين النصيحة ” وتقديم نصيحة للفرد المسلم وإقناعه بطريقة سلسة تصل إلى العقول سريعا دون الحاجة للوقوف طويلا والتحدث بالكثير من الكلام والحشو ، فالمبدع يستطيع أقناعك بما يُريد في دقائق معدودة وبالمختصر المفيد ،
    لا يمكن لأي إنسان أن يستغني عن النصيحة في جميع مواقعه ومواقفه، فيحتاج إليها الحاكم في سياسته وإدارة شؤون أمته، ويحتاج إليها رب الأسرة في إدارة أسرته، ويحتاج إليها المعلم والمربي في تعليمه وتربيته، ويحتاج إليها الداعية في تبليغ دعوته.و يحتاج الفرد في كل زمان ومكان إلى نصيحة أخيه
    ونقصد الدين فقد وردت له معانٍ عديدة في القرآن، من أهمها معانٍ خمسة‏، الأول‏:‏ الدين‏:‏ يعني‏:‏ التوحيد‏، كقوله في آل عمران‏:‏ ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ﴾ (آل عمران:19)، والثاني‏:‏ الدين‏، يعني‏:‏ الحساب‏، كقوله تعالى في فاتحة الكتاب‏:‏ ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ (الفاتحة:4)‏،‏ الثالث‏:‏ الدين‏، يعني‏:‏ الذي يدين الله به العباد‏، فذلك قوله عزَّ وجلَّ:‏ ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ﴾ (التوبة:33)‏،‏ الرابع‏:‏ الدين‏، يعني‏:‏ الملة‏، كقوله‏:‏ ﴿ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا﴾ (النحل:123)‏،‏ الخامس‏:‏ الدين يعني‏:‏ الحكم‏، كقوله: ﴿ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ﴾ (يوسف:76) يعني‏:‏ حكم الملك وقضائه‏.‏ والمراد بالمعاملات الأحكام الشرعية المتعلقة بالأمور الدنيوية المتعلقة بتبادل المنافع والطيبات بين الناس‏، كالبيع والشراء والرهن

    وتفسيرُ النّصيحة هي القيامُ بحقوق المنصوح له مَع المحبّة الصادقةِ للمنصوح له، والحقوقُ تكونُ بالأقوال والأعمال وإراداتِ القلب، قال الأصمعي: "النّاصحُ الخالِص من الغِلّ، وكلّ شيء خلُص فقد نصح" وقال الخطابيّ: "وأصلُ النّصح في اللّغة الخلوص، يقال: نصحتُ العسلَ إذا خلّصته من الشّمع"
    والنّصحُ مِن صفاتِ الأنبيَاء والمرسَلين والمؤمنِين، والغشُّ والخِداع والمَكر وفسادُ النوايا من صفات الكفّار والمنافقين، قال الله تعالى عن نوحٍ عليه الصلاة والسلام: أُبَلّغُكُمْ رِسَـٰلـٰتِ رَبّى وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [الأعراف:62]، وهو أنّه أرادَ بأمّته الخيرَ ونصح لهم، وقال تعالى عن هودٍ عليه الصلاة والسلام: أُبَلّغُكُمْ رِسَـٰلـٰتِ رَبّى وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ [الأعراف:68]، وقال عن صالح عليه السلام: لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبّى وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ ٱلنَّـٰصِحِينَ [الأعراف:79]، وقال عن شعيب عليه السلام: يٰقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَـٰلَـٰتِ رَبّى وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ ءاسَىٰ عَلَىٰ قَوْمٍ كَـٰفِرِينَ [الأعراف:93]، وقال تعالى: لَّيْسَ عَلَى ٱلضُّعَفَاء وَلاَ عَلَىٰ ٱلْمَرْضَىٰ وَلاَ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ [التوبة:91]، وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: بايعتُ النبيَّ على إقامِ الصّلاة وإيتاءِ الزّكاة والنّصحِ لكلِّ مسلم. رواه البخاريّ ومسلم[6

    وأمّا معنى النّصيحة لعامّة المسلمين فأن يحبَّ لهم ما يحبُّ لنفسِه ويكرَهَ لهم ما يكرهُ لنفسه ويرحمَ الصغير منهم ويوقّرَ الكبيرَ وأن يعاونهم على الحقّ ويعلّمهم ما ينفعهم ويذكِّرهم وينشرَ الأمرَ بالمعروف بينهم والنهيَ عن المنكر بقدر ما تتحقّق به مصلحةُ المجتمع في حدود الشرع الحَنيف قال : ((لا يؤمن أحدُكم حتّى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه))[18]، ويدفعَ عنهم الأذَى والمكروهَ ويدفعَ عن العامّة فسادَ المفسدين وشرورَ المارقين المجرمين، كالخوارج والبغاة وقطّاع الطّرق ومروِّجي المخدِّرات والمعتدين على حدود الله، لحماية دين النّاس ودنياهم، قال الله تعالى: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ ٱلْمَرْء وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ [الأنفال:24، 25].

  • #2
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    جميل جدا ما طرحتم اخي الفاضل فالنصيحة حق المسلم على المسلم

    فيجب على المؤمن حينما يرى ان اخاه يحتاج الى نصيحة عليه بالمبادرة ونصحه بالحسنى

    كما ان للنصيحة شروط على الناصح مراعاتها فمثلا يجب عليه ان ينصح في السر لا في العلن

    وعليه استخدام الاسلوب والوقت المناسبين لذلك حتى تعطي تلك النصيحة مفعول اقوى

    وشكرا لكم اخي على هذا الطرح وفقكم الله لمراضيه

    تعليق


    • #3


      الشكر الى صاحبت الذوق والاخلاق مديرة تحرير رياض الزهراء للردود الجميلة والراقية

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X