دعاؤُهُ سِلاحُه
وُلد الإمام السجاد عليه السلام في الخامس من شعبان سنة (38هـ) وقيل (36هـ)،
عاش سنتين أو أربع من عمره الشريف مع جدّه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
ثم ترعرع في مدرسة عمّه الإمام الحسن عليه السلام وأبيه الإمام الحسين عليه السلام
وارتوى من نمير العلوم النبوية فقد توفرت له عليه السلام جميع المكونات التربوية الرفيعة،
وقد عملت على تكوين شخصيته بصورة متميزة، وحينما نستعرض ألقابه نرى مدى ذلك التأثير
النبوي في تلك الشخصية العملاقة مثل (زين العابدين، ذو النفثات، سيّد العابدين، قدوة الزاهدين،
سيّد المتقين، زين الصالحين، منار المتقين)، كلّ هذه الألقاب وغيرها تدلّنا على عمق روحانيته
وكثرة عبادته حتى صارت سمة ملازمة له.
ولو تتبعنا حياته لوجدنا أنها متكونة من عدة مراحل أهمها المدّة التي عاشها بعد معركة الطف التي
غيّرت تاريخ البشرية جمعاء، فبعد تلك المدّة تعرّض الإمام عليه السلام إلى رقابة شديدة من السلطة
الأموية البغيضة، فاتخذ من العبادة والبكاء والدعاء سلاحاً أشهره بوجههم، وتواصل مع المسلمين
من خلال الأدعية، ووضع دستوراً حدّد بموجبه الحقوق والكرامات سُمي برسالة الحقوق، ولو عملنا
به لما احتجنا إلى محاكم أو قضاة.
وعن عبادته لمّا سُئلت عنه مولاة له فقالت: أطنب أو أختصر؟ فقيل لها: بل اختصري،
فقالت: ما أتيته بطعام نهاراً قطّ، وما فرشت له فراشاً بليل قطّ.(1)
وقد حدّث الرواة عن خشوعه لله في وضوئه فقالوا: إنه كان إذا حضر الوضوء اصفرّ لونه
فيقول له أهله: ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء؟ فيقول: "ما تدرون بين يدي من أقوم؟".(2)
وبلغ من شدّة تعلّقه بالله في حال صلاته أن وقع حريق في بيته وكان مشغولاً بصلاته، فلم يعن به
ولمّا فرغ من صلاته قيل له في ذلك فقال: التهيتُ عنها بالنار الكبرى وكان يُصلي في اليوم والليلة ألف ركعة.
...........................
(1)بحار الأنوار، ج46، ص62.
(2)عوالي اللآلئ، ج1، ص103.
تم نشره في المجلة العدد71
وُلد الإمام السجاد عليه السلام في الخامس من شعبان سنة (38هـ) وقيل (36هـ)،
عاش سنتين أو أربع من عمره الشريف مع جدّه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
ثم ترعرع في مدرسة عمّه الإمام الحسن عليه السلام وأبيه الإمام الحسين عليه السلام
وارتوى من نمير العلوم النبوية فقد توفرت له عليه السلام جميع المكونات التربوية الرفيعة،
وقد عملت على تكوين شخصيته بصورة متميزة، وحينما نستعرض ألقابه نرى مدى ذلك التأثير
النبوي في تلك الشخصية العملاقة مثل (زين العابدين، ذو النفثات، سيّد العابدين، قدوة الزاهدين،
سيّد المتقين، زين الصالحين، منار المتقين)، كلّ هذه الألقاب وغيرها تدلّنا على عمق روحانيته
وكثرة عبادته حتى صارت سمة ملازمة له.
ولو تتبعنا حياته لوجدنا أنها متكونة من عدة مراحل أهمها المدّة التي عاشها بعد معركة الطف التي
غيّرت تاريخ البشرية جمعاء، فبعد تلك المدّة تعرّض الإمام عليه السلام إلى رقابة شديدة من السلطة
الأموية البغيضة، فاتخذ من العبادة والبكاء والدعاء سلاحاً أشهره بوجههم، وتواصل مع المسلمين
من خلال الأدعية، ووضع دستوراً حدّد بموجبه الحقوق والكرامات سُمي برسالة الحقوق، ولو عملنا
به لما احتجنا إلى محاكم أو قضاة.
وعن عبادته لمّا سُئلت عنه مولاة له فقالت: أطنب أو أختصر؟ فقيل لها: بل اختصري،
فقالت: ما أتيته بطعام نهاراً قطّ، وما فرشت له فراشاً بليل قطّ.(1)
وقد حدّث الرواة عن خشوعه لله في وضوئه فقالوا: إنه كان إذا حضر الوضوء اصفرّ لونه
فيقول له أهله: ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء؟ فيقول: "ما تدرون بين يدي من أقوم؟".(2)
وبلغ من شدّة تعلّقه بالله في حال صلاته أن وقع حريق في بيته وكان مشغولاً بصلاته، فلم يعن به
ولمّا فرغ من صلاته قيل له في ذلك فقال: التهيتُ عنها بالنار الكبرى وكان يُصلي في اليوم والليلة ألف ركعة.
...........................
(1)بحار الأنوار، ج46، ص62.
(2)عوالي اللآلئ، ج1، ص103.
تم نشره في المجلة العدد71
تعليق