بسمه تعالى
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
نضع هذا الطرح للجواب على سؤال يتعلق بحال الامام الحجة ع في غيبته الكبرى
وهو هل هو غائب وغيابه هو غياب شخصه ( جسده الطبيعي المادي ) ، ام هو غياب هويته / عنوانه ومقامه كأمام ( دون غياب شخصه المادي )
نضع ادناه بعض الروايات المفيدة لاستخراج الجواب .
1- محمد بن يحيى، عن جعفر بن محمد، عن إسحاق بن محمد، عن يحيى بن المثنى عن عبدالله بن بكير، عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : يفقد الناس إمامهم ، يشهد الموسم فيراهم ولا يرونه .
2- الحسين بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن القاسم بن إسماعيل الانباري، عن يحيى بن المثنى، عن عبدالله بن بكير، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: للقائم غيبتان، يشهد في إحداهما المواسم، يرى الناس ولا يرونه.
3- عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لابد لصاحب هذا الامر من غيبة ولابد له في غيبته من عزلة، ونعم المنزل طيبة ، وما بثلاثين من وحشة.
4- محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن إسحاق بن عمار قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: للقائم غيبتان: إحداهما قصيرة والاخرى طويلة، الغيبة الاولى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة شيعته، والاخرى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه
5- ما رواه النعماني أعلى الله مقامه الشريف في كتاب الغيبة بعدّة طرق عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: للقائم غيبتان ـ وفي لفظ: أنّ لصاحب هذا الامر غيبتين ـ إحداهما قصيرة والاخرى طويلة: فالاولى يرجع فيها إلى أهله يعلم بمكانه فيها خاصّة من شيعته، والاخرى يظهر فيها ولا يُدرى أين هو يشهد الموسم يرى الناس ولا يرونه ولا يعلم بمكانه إلاّ مواليه في دينه ويقال فيها : هلك في أي واد سلك .
------ انتهى -------
اقول ( الباحث الطائي ) : يظهر " وما افهم " مما سبق ، أنّ غيابه الامام الحجة ع ( الغيبة التامة / الكبرى ) هو غياب هويّة لا غياب شخصية .
فإنّ شخصه " البدني الطبيعي " عليه السلام موجود ، ولكن الناس لا يشخصونه ولا يعرفونه بشخصه وبهويّته كإمام إلا الخواص منهم ، ولهذا يقول: (يشهد الموسم يرى الناس ولا يرونه ولا يعلم بمكانه إلاّ مواليه في دنيه )
ويؤكد واقع التاريخ المستفيض ، ممن تشرف بلقاء الامام الحجة ع بذلك ، سواء ممن التفت اليه اثناء اللقاء او بعده .
الرواية رقم 3 اعلاه : قول المعصوم ع ( لا بد لصاحب هذا الامر من غيبة ولابد له في غيبته من عزلة )
فهنا الغيبة ليست غياب / اختفاء لشخصه الطبيعي ، بل غيابه عن الناس ولا يُعْرَف من بعد هويته ( بعد موت اخر سفرائه ) بدليل قول المعصوم ع ( لا بد له في غيبته من عزلة ) ، حيث العزلة تناسب من هو موجود حاضر وليس من هو مختفٍ ( بمعجزة مثلا )
علما من سابق ذاكرتي إنْ لم اخطأ ، ان سماحة السيد الشهيد الصدر الثاني صاحب الموسوعة المهدوية يذهب الى هذا الرأي ( الغيبة = غياب الهوية لا الشخصية )
ملاحظة : الهوية في ( غياب الهوية ) ، تعني العنوان والمقام الذي يعرف به الشخص بين الناس . وفي محل الطرح هنا سيكون غياب هوية الامام الحجة ع في غيبته الكبرى هو غياب هويته الحقيقية على عموم الناس بفرض اطلاعهم عليه ، بحيث لا يعرف بينهم انّه هو امام زمانهم .
نستثني بعض حالات اللقاء الخاصة لبعض من تشرف بلقائه ( دون ان يكون عنوان سفارة )
6- إكمال الدين : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن محمد بن عثمان العمري قال : سمعته يقول : والله إن صاحب هذا الامر يحضر الموسم كل سنة ، فيرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه ) .
اقول : هذه الرواية مهمة جدا في هذا الطرح ، وتبين بدقة كبيرة المطلب ، حيث يذكر بان المعصوم ع ( في موسم الحج ) يرونه ولا يعرفونه
بمعنى يرون شخصه الطبيعي كاي انسان حاضر بينهم ، ولكن لا يلتفتون اليه ويميزونه على انه إمامهم الحجة ع ، اي خفاء هويته الحقيقية عنهم .
وناقل الرواية هو الحميري عن السفير الثاني للامام الحجة ع "محمد بن عثمان العمري" ، والقول يظهر انه قول السفير بما يعلم عن الامام الحجة ع واحواله واسراره .
ملاحظة : انّ الروايات السابقة ( عدى الرواية رقم 6 الاخيرة ) ذكرت اكثرها برؤية الامام للناس ومعرفته لهم في موسم الحج ، بينما هم لا يرونه ، كما في الرواية ادناه :
( يفقد الناس إمامهم فيشهدهم الموسم فيراهم ولا يرونه . )
ومعلوم : لا يرونه تختلف عن لا يعرفونه !
لا يرونه = خفاء الشخصية
لا يعرفونه = خفاء العنوان
والرواية التي ذكرناها اعلاه تحل المشكلة ( حيث تقول : فيرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه ) مع قرائن روايات اخرى بخصوص خواص اوليائه المطلعين عليه في غيبته .
ولعل ضروف بعض الازمان قد تضطر بالامام الحجة ع كما نفهم من بعض ظاهر منطوق الروايات على استخدام ولايته التكوينية ( مثلا ) لاخفاء شخصه ( موسم الحج محل الذكر ) ، ولذلك يراهم ويعرفهم ، ولا يرونه ! فتأمل
والله اعلم
الباحث الطائي
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
نضع هذا الطرح للجواب على سؤال يتعلق بحال الامام الحجة ع في غيبته الكبرى
وهو هل هو غائب وغيابه هو غياب شخصه ( جسده الطبيعي المادي ) ، ام هو غياب هويته / عنوانه ومقامه كأمام ( دون غياب شخصه المادي )
نضع ادناه بعض الروايات المفيدة لاستخراج الجواب .
1- محمد بن يحيى، عن جعفر بن محمد، عن إسحاق بن محمد، عن يحيى بن المثنى عن عبدالله بن بكير، عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : يفقد الناس إمامهم ، يشهد الموسم فيراهم ولا يرونه .
2- الحسين بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن القاسم بن إسماعيل الانباري، عن يحيى بن المثنى، عن عبدالله بن بكير، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: للقائم غيبتان، يشهد في إحداهما المواسم، يرى الناس ولا يرونه.
3- عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لابد لصاحب هذا الامر من غيبة ولابد له في غيبته من عزلة، ونعم المنزل طيبة ، وما بثلاثين من وحشة.
4- محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن إسحاق بن عمار قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: للقائم غيبتان: إحداهما قصيرة والاخرى طويلة، الغيبة الاولى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة شيعته، والاخرى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه
5- ما رواه النعماني أعلى الله مقامه الشريف في كتاب الغيبة بعدّة طرق عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: للقائم غيبتان ـ وفي لفظ: أنّ لصاحب هذا الامر غيبتين ـ إحداهما قصيرة والاخرى طويلة: فالاولى يرجع فيها إلى أهله يعلم بمكانه فيها خاصّة من شيعته، والاخرى يظهر فيها ولا يُدرى أين هو يشهد الموسم يرى الناس ولا يرونه ولا يعلم بمكانه إلاّ مواليه في دينه ويقال فيها : هلك في أي واد سلك .
------ انتهى -------
اقول ( الباحث الطائي ) : يظهر " وما افهم " مما سبق ، أنّ غيابه الامام الحجة ع ( الغيبة التامة / الكبرى ) هو غياب هويّة لا غياب شخصية .
فإنّ شخصه " البدني الطبيعي " عليه السلام موجود ، ولكن الناس لا يشخصونه ولا يعرفونه بشخصه وبهويّته كإمام إلا الخواص منهم ، ولهذا يقول: (يشهد الموسم يرى الناس ولا يرونه ولا يعلم بمكانه إلاّ مواليه في دنيه )
ويؤكد واقع التاريخ المستفيض ، ممن تشرف بلقاء الامام الحجة ع بذلك ، سواء ممن التفت اليه اثناء اللقاء او بعده .
الرواية رقم 3 اعلاه : قول المعصوم ع ( لا بد لصاحب هذا الامر من غيبة ولابد له في غيبته من عزلة )
فهنا الغيبة ليست غياب / اختفاء لشخصه الطبيعي ، بل غيابه عن الناس ولا يُعْرَف من بعد هويته ( بعد موت اخر سفرائه ) بدليل قول المعصوم ع ( لا بد له في غيبته من عزلة ) ، حيث العزلة تناسب من هو موجود حاضر وليس من هو مختفٍ ( بمعجزة مثلا )
علما من سابق ذاكرتي إنْ لم اخطأ ، ان سماحة السيد الشهيد الصدر الثاني صاحب الموسوعة المهدوية يذهب الى هذا الرأي ( الغيبة = غياب الهوية لا الشخصية )
ملاحظة : الهوية في ( غياب الهوية ) ، تعني العنوان والمقام الذي يعرف به الشخص بين الناس . وفي محل الطرح هنا سيكون غياب هوية الامام الحجة ع في غيبته الكبرى هو غياب هويته الحقيقية على عموم الناس بفرض اطلاعهم عليه ، بحيث لا يعرف بينهم انّه هو امام زمانهم .
نستثني بعض حالات اللقاء الخاصة لبعض من تشرف بلقائه ( دون ان يكون عنوان سفارة )
6- إكمال الدين : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن محمد بن عثمان العمري قال : سمعته يقول : والله إن صاحب هذا الامر يحضر الموسم كل سنة ، فيرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه ) .
اقول : هذه الرواية مهمة جدا في هذا الطرح ، وتبين بدقة كبيرة المطلب ، حيث يذكر بان المعصوم ع ( في موسم الحج ) يرونه ولا يعرفونه
بمعنى يرون شخصه الطبيعي كاي انسان حاضر بينهم ، ولكن لا يلتفتون اليه ويميزونه على انه إمامهم الحجة ع ، اي خفاء هويته الحقيقية عنهم .
وناقل الرواية هو الحميري عن السفير الثاني للامام الحجة ع "محمد بن عثمان العمري" ، والقول يظهر انه قول السفير بما يعلم عن الامام الحجة ع واحواله واسراره .
ملاحظة : انّ الروايات السابقة ( عدى الرواية رقم 6 الاخيرة ) ذكرت اكثرها برؤية الامام للناس ومعرفته لهم في موسم الحج ، بينما هم لا يرونه ، كما في الرواية ادناه :
( يفقد الناس إمامهم فيشهدهم الموسم فيراهم ولا يرونه . )
ومعلوم : لا يرونه تختلف عن لا يعرفونه !
لا يرونه = خفاء الشخصية
لا يعرفونه = خفاء العنوان
والرواية التي ذكرناها اعلاه تحل المشكلة ( حيث تقول : فيرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه ) مع قرائن روايات اخرى بخصوص خواص اوليائه المطلعين عليه في غيبته .
ولعل ضروف بعض الازمان قد تضطر بالامام الحجة ع كما نفهم من بعض ظاهر منطوق الروايات على استخدام ولايته التكوينية ( مثلا ) لاخفاء شخصه ( موسم الحج محل الذكر ) ، ولذلك يراهم ويعرفهم ، ولا يرونه ! فتأمل
والله اعلم
الباحث الطائي
تعليق