إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التكبر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التكبر

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صل على محمد وال محمد
    ******************

    (التكبر)
    وهو حالة تدعو الى الاعجاب بالنفس والتعاظم على الغير بالقول او الفعل وهو : من اخطر الامراض الخلقية واشدها فتكاً بالانسان وادعاها الى مقت الناس له وازدرائهم به ونفرتهم منه .
    (1) محاسن البرقي .
    (2) مناقب ابن شهر اشوب .
    (3) الكافي .
    (أخلاق أهل البيت )
    قال تعالى«ولا تصعر خدك للناس ، ولا تمش في الارض مرحا ان الله لا يحب كل مختال فخور» .
    (لقمان : 18)
    وقال تعالى :«ولا تمش في الارض مرحاً انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا».
    (الاسراء : 37)
    وقال تعالى :«انه لا يحب المستكبرين» .
    (النحل : 23)
    وقال تعالى : «اليس في جهنم مثوى للمتكبرين» .
    (الزمر : 60)
    وقال الصادق (ع)«ان في السماء ملكين موكلين بالعباد فمن تواضع لله رفعاه ومن تكبر وضعاه»
    وقال (ع) «ما من رجل تكبر او تجبر الا لذلة وجدها في نفسه»
    وقال النبي (ص)«ان احبكم الي ، واقربكم مني ، يوم القيامة مجلساً ، احسنكم خلقاً ، واشدكم تواضعاً ، وان ابعدكم مني يوم القيامة ، الثرثارون ، وهم المستكبرون»
    وعن الصادق عن آبائه عليهم السلام قال«مر رسو ل الله (ص) على جماعة فقال : على ما اجتمعتم ؟ فقالوا : يا رسول الله هذا مجنون يصرع ، فاجتمعنا عليه . فقال : ليس هذا بمجنون ، ولكنه المبتلى . ثم قال : الا اخبركم بالمجنون حق المجنون ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : «المتبختر في مشيه الناظر في عطفيه ، المحرك جنبيه بمنكبيه يتمنى على الله جنته ، وهو يعصيه الذي لايؤمن شره ولا يرجى خيره ، فذلك المجنون وهذا المبتلى»
    وقال أمير المؤمنين (ع) في خطبة له «فاعتبروا بما كان من فعل الله بابليس اذ احبط عمله الطويل وجهده الجهيد ؟ وكان قد عبد الله ستة الآف
    (1) الوافي ج 3 ص 87 عن الكافي .
    (2) الوافي ج 3 ص 150 عن الكافي .
    (3) البحار مج 15 ج 2 ص 209 عن قرب الاسناد وقريب منه في علل الشرائع للصدوق (ره) .
    (4) البحار م (15) ج 3 ص 125 عن الخصال للصدوق .
    أخلاق أهل البيت
    سنة لا يدري امن سني الدنيا ام من سني الاخرة عن كبر ساعة واحدة فمن بعد ابليس يسلم على الله بمثل معصيته كلا ما كان الله سبحانه ليدخل الجنة بشراً بأمر اخرج منها ملكا واستيعذوا بالله من لواقح الكبر كما تسيعيذون من طوارق الدهر فلو رخص الله في الكبر لاحد من عباده لرخص فيه لخاصة انبيائه ورسله ولكنه سبحانه كره اليهم التكابر ورضي لهم التواضع»
    وعن الصادق عن ابيه عن جده عليهم السلام قال «وقع بين سلمان الفارسي وبين رجل كلام وخصومة فقال له الرجل : من انت يا سلمان ؟ فقال سلمان : اما اولي واولك فنطفة قذرة واما آخري وآخرك فجيفة منتنة ، فاذا كان يوم القيامة ووضعت الموازين فمن ثقل ميزانه فهو الكريم ومن خفت موازينه فهو اللئيم»
    وعن الصادق (ع) قال «جاء رجل موسر الى رسول الله (ص) نقي الثوب فجلس الى رسول الله فجاء رجل معسر درن الثوب فجلس الى جنب الموسر فقبض الموسر ثيابه من تحت فخذيه فقال له رسول الله (ص)اخفت ان يمسك من فقره شيء ؟ قال : لا . قال : فخفت ان يوسخ ثيابك ؟ قال : لا . قال : فما حملك على ما صنعت ؟ فقال : يا رسول الله ان لي قرينا يزين لي كل قبيح ويقبح لي كل حسن وقد جعلت له نصف مالي . فقال رسول الله (ص) للمعسر : اتقبل ؟ قال : لا فقال له الرجل : لم ؟ قال : اخاف ان يدخلني ما دخلك» .
    مساوىء التكبر
    من الواضح ان التكبر من الامراض الاخلاقية الخطيرة الشائعة في الاوساط الاجتماعية التي سرت عدواها وطغت مضاعفاتها على المجتمع وغدا يعاني مساوئها الجمة .
    فمن مساويء التكبر وآثاره السيئة في حياة الفرد :
    (1) نهج البلاغة .
    (2) البحار م 15 ج 3 ص 124 عن امالي الصدوق .
    انه متى استبد بالانسان احاط نفسه بهالة من الزهور والخيلاء وجن بحب الانانية والظهور فلا يسعده الا الملق المزيف والثناء الكاذب فيتعامى آنذاك عن نقائصه وعيوبه ولا يهتم بتهذيب نفسه وتلافي نقائصه ما يجعله هدفا لسهام النقد وعرضة للمقت والازدراء .
    هذا الى ان المتكبر اشد الناس عتواً وامتناعاً عن الحق والعدل ومقتنضيات الشرائع والاديان .
    ومن مساويء التكبر الاجتماعية :
    انه يشيع في المجتمع روح الحقد والبغضاء ويعكر صفو العلاقات الاجتماعية فلا يسيىء الناس ويستثير سخطهم ومقتهم كما يستثير المتكبر الذي يتعالى عليهم بصلفه وانانيته .
    ان الغطرسة داء يشقي الانسان ويجعله منبوذا يعاني العزل والوحشة ويشقي كذلك المرتبطين به بصنوف الروابط والعلاقات .
    (بواعث التكبر)
    الاخلاق البشرية كريمة كانت او ذميمة هي انعكاسات النفس على صاحبها وفيض نبعها فهي تشرق وتظلم ويحلو فيضها ويمر تبعا لطيبة النفس او لؤمها استقامتها او انحرافها وما من خلق ذميم الا وله سبب من اسباب لؤم النفس او انحرافها .
    فمن اسباب التكبر : مغالاة الانسان في تقييم نفسه وتثمين مزاياها وفضائلها والافراط في الاعجاب والزهو بها فلا يتكبر المتكبر الا اذا آنس من نفسه علماً وافراً او منصباً رفيعاً او ثراءاً ضخماً او جاهاً عريضاً ونحو ذلك من مثيرات الانانية والتكبر .
    وقد ينشأ التكبر من بواعث العداء او الحسد او المباهاة مما يدفع المتصفين بهذه الخلال على تحدي الاماثل والنبلاء وبخس كراماتهم والتطاول عليهم بصنوف الازدراءات الفعلية او القولية كما يتجلى ذلك في تصرفات المتنافسين والمتحاسدين في المحافل والندوات
    (درجات التكبر)
    وهكذا تتفاوت درجات التكبر وابعاده بتفاوت اعراضه شدة وضعفاً .
    فالدرجة الاولى : وهي التي كمن التكبر في صاحبها فعالجه بالتواضع ولم تظهر عليه اعراضه ومساوئه .
    والدرجة الثانية : وهي التي نما التكبر فيها وتجلت اعراضه بالاستعلاء على الناس والتقدم عليهم في المحافل والتبختر في المشي .
    والدرجة الثالثة : وهي التي طغى التكبر فيها وتفاقمت مضاعفاته فجن صاحبها بجنون العظمة والافراط في حب الجاه والظهور فطفق يلهج في محاسنه وفضائله واستنقاص غيره واستصغاره . وهذه اسوأ درجات التكبر واشدها صلفاً وعتواً .
    (أنواع التكبر)
    وينقسم التكبر باعتبار مصاديقه الى ثلاثة انواع :
    (1) التكبر على الله عزوجل :
    وذلك بالامتناع عن الايمان به والاستكبار عن طاعته وعبادته . وهو افحش انواع الكفر وابشع انواع التكبر كما كان عليه فرعون ونمرود واضرابهما من طغاة الكفر وجبابرة الالحاد
    (2) التكبر على الانبياء :
    وذلك بالترفع عن تصديقهم والاذعان لهم وهو دون الاول وقريب منه .
    (3) التكبر على الناس :
    وذلك بازدرائهم والتعالي عليهم بالاقوال والافعال ومن هذا النوع التكبر على العلماء المخلصين والترفع عن مسائلتهم والانتفاع بعلومهم وارشادهم مما يفضي بالمستكبرين الى الخسران والجهل بحقائق الدين واحكام الشريعة الغراء .
    (علاج التكبر)
    وحيث كان التكبر هوساً اخلاقياً خطيراً ماحقاً فجدير بكل عاقل ان يأخذ حذره منه وان يجتهد اذا ما داخلته اعراضه في علاج نفسه وتطهيرها من مثالبه ، واليك مجملاً من النصائح العلاجية :
    (1)ان يعرف المتكبر واقعه وما يتصف به من الوان الضعف والعجز : فأوله نطفة قذرة وآخره جيفة منتنة وهو بينهما عاجز واهن يرهقه الجوع والظمأ ويعتوره السقم والمرض وينتابه الفقر والضر ويدركه الموت والبلى لا يقوى على جلب المنافع ورد المكاره فحقيق بمن اتصف بهذا الوهن ان ينبذ الانانية والتكبر مستهدياً بالاية الكريمة «تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين»( القصص 83)
    فأفضل الناس احسنهم اخلاقاً واكثرهم نفعاً واشدهم تقوى وصلاحاً .
    (2) ان يتذكر مآثر التواضع ومحاسنه ومساويء التكبر وآثامه وما ترادف في مدح الاول وذم الثاني من دلائل العقل والنقل ، قال بزرجمهر «وجدنا التواضع مع الجهل والبخل احمد عند العقلاء من الكبر مع الادب والسخاء فأنبل بحسنة غطت على سيئتين واقبح بسيئة غطت على حسنتين»
    (3) ان يروض نفسه على التواضع والتخلق بأخلاق المتواضعين لتخفيف حدة التكبر في نفسه واليك امثلة في ذلك :
    أ ـ جدير بالعاقل عند احتدام الجدل والنقاش في المساجلات العلمية ان يذعن لمناظره بالحق اذا ما ظهر عليه بحجته متفادياً نوازع المكابرة والعناد .
    ب ـ ان يتفادى منافسة الاقران في السبق الى دخول المحافل والتصدر في المجالس .
    ج ـ ان يخالط الفقراء والبؤساء ويبدأهم بالسلام ويؤاكلهم على المائدة ويجيب دعوتهم متأسياً بأهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X