كيف وصل شهداء كربلاء الى مرتبة افضل الشهداء وفيهم مثل الحر الذي كان الى آخر يوم من أنصار بني أمية وفيهم وهب وزهير ...؟
ان قول الامام الحسين عليه السلام ما رأيت أصحابا كأصحابي لا يريد بذلك مقارنة اصحابه باصحاب بقية الانبياء والاوصياء للنبيين من باب مقارنة فرد بفرد وإلا ففي اصحاب رسول الله مثل الحمزة وأبي ذر وعمار والمقداد وسلمان لو اغمضنا الطرف عن الإمام علي عليه السلام وكذا في اصحاب علي عليه السلام مع غمض الطرف عن الحسن والحسين عليهما السلام مثل مالك الاشتر الذي يقول في حقه علي عليه السلام : (عقمت النساء ان تلدن كمالك) وفيهم ايضا ذو الشهادتين وغيرهما من العظماء كثير وكذلك ليست المقارنة مقارنة اصحاب باصحاب من حيث العلم وفي اصحاب رسول الله مثل علي في علمه وتقواه والكثير من عظماء الخلق علما و إيمانا فإذن لابد وأن تلحظ الكلمات من حيث المراد منها حتى لا تصبح القياسات غير صحيحة فالكلام هاهنا كما قلنا ليس من باب قياس كل فرد من أصحاب الحسين عليه السلام مع كل فرد من اصحاب محمد (ص) وعلي عليه السلام اوبقية الانبياء والمرسلين كما وأنه ليس من باب مقارنة كل فرد بكل فرد من حيث العلم كما قلنا بل المراد مقارنة اصحاب الحسين كمجموعة باصحاب بقية الانبياء والاوصياء من حيث الجمع فالمقابلة من حيث الغايات فإن اصحاب الحسين عليه السلام بما هم اصحابه لم يكن فيهم من جاء ليتخلص من الرق والعبودية كما دفع ذلك الكثير من المضطهدين والمحرومين في زمن الرسول (ص) ليدخلوا في الاسلام كما وأنه دخل الكثير الى الاسلام ليتخلص من عناء الحروب والاحقاد كالحروب التي كانت جارية بين الأوس والخزرج فوجدوا الاسلام مخلصا للتخلص من احقاد الجاهلية ولربما دخل آخرون الى الإسلام لما كانوا يعانونه من فخر القبلية حينما وجدوا الإسلام يحمل شعار (إن اكرمكم عند الله أتقاكم) وأنه لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود وهناك عشرات الدواعي والغايات الأخرى التي ربما كانت تدفع بالبعض الى الدخول في الإسلام إضافة الى كثير من الأمور الأخرى في جانب العلم او العمل وإن لم نقل ان مثل هذه الدواعي والغايات كانت العلة التامة للدخول في الاسلام كما و أنه دخل الكثير في الإسلام حينما وجدوا الإسلام أصبح ذا مكانة إجتماعية فراحت لتمتزج المطامع والمصالح ايضا في غايات كثير من الذين دخلوا افواجا افواجا الى الإسلام وبالأخص بعد فتح مكة و آخرون دخلوا الى الإسلام لحقن دمائهم و الحصول على الأمن والامان بعد ما كلت سواعدهم من مقابلة المسلمين لكن اصحاب الحسين عليه السلام لم تكن هناك غايات أخرى دنيوية يمكن افتراضها و إنما كانت الغاية واحدة و هي نصرة الحق والشهادة فإذن قول الإمام الحسين عليه السلام ما رأيت اصحابا كأصحابي أراد التقابل من حيث الغايات حيث أن أصحابه جاؤوا ببصيرة الإيمان ولو بعد التوبة كالحر بخلاف من كانوا من أنصار بقية الأنبياء والصالحين حيث يمكن افتراض غايات متعددة ودواع كثيرة تكون بمجموعها علة تامة لنصرة راية الحق وفقنا الله وإياكم الى الصواب وهو العالم بحقائق الأمور والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لسماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني
تعليق