بسم الله الرحمن الرحيم
{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج : 32]
صدق الله العظيم
والصلاة والسلام على رسول الله محمد واله الطاهرين
ماذا تعرف عن أئمتنا المعصومين من ذرية الأمام الحسين (عليه السلام)
وعن حياتهم وكيف أنتقلت لهم الأمامة,وددت أن أعطر هذا المنتدى المبارك بسلسلة لذكرهم لكي يتعرف عليهم القاصي والداني أكثر
وسوف نبدء بالامام علي بن الحسين بعد التوكل على الله
ولد الإمام علي بن الحسين(عليه السلام) في الخامس من شعبان سنة ثمان وثلاثين من الهجرة. وقد جعلت التربية الرائعة التي تلقاها الإمام * والمناخ الرسالي الذي أعد لتوجيهه وصنع شخصيته، منه تجسيدا حيا لرسالة الله تعالى في الفكر والعمل. ولحكمة إلهية بالغة بقي الإمام السجاد(عليه السلام) حيا بعد واقعة الطف التي حلت ببيت الرسالة في كربلاء، فقد كان الوحيد من بين الشباب الذي لم يتعرض للقتل. وكان المرض الذي أستبد به أثناء المعركة المبرر المنظور لإسقاط واجب الجهاد بالسيف عنه. وبعد حوادث (الطف) مباشرة بدأ السجاد (عليه السلام) يقود الحركة الإصلاحية وفقا لمقتضيات المصلحة الإسلامية العليا. والمتتبع لطبيعة دور الإمام السجاد (عليه السلام) في الحياة الإسلامية بعد عودته إلى المدينة، يلمح أنه قد رسم منهجه العملي بناء على دراسة الأوضاع العامة للأمة بعد ثورة الإمام الحسين(عليه السلام) وتشخيص نقاط ضعفها ومقومات نهوضها، حيث مارس (عليه السلام) دوره من خلال العمل على إنماء التيار الرسالي في الأمة، وتوسيع دائرته في الساحة الإسلامية. وبدأ ثورة روحية وثقافية في دنيا المسلمين استهدفت:
1 * توسيع القاعدة الشعبية الموالية لأهل البيت (عليه السلام) وتكثيف التعاطف معهم، وتحويله إلى ولاء حقيقي فاعل.
2 * العمل على رفع مستوى الوعي الإسلامي، والانفتاح العملي على الرسالة الإلهية في قطاعات الأمة المختلفة.
3 * خلق قيادات فكرية متميزة تحمل الفكر الإسلامي الصميم، لا الفكر الذي يدور وفقا لمقتضيات السياسة، التي يقودها الحكم الأموي.
وإزاء الحوادث المريرة التي مرت بالأمة الإسلامية التزم الإمام السجاد (ع) جانب الابتعاد عن أي موقف يلفت أو يثير السلطات. ولم ينطوي تحت أي لواء قط، مهما كان لونه وأهدافه، لعلمه ابتداء أن تلك الحوادث لا تنتهي إلا بالشكل الذي انتهت إليه فيما بعد، كنتيجة طبيعية لضخامة القوى التي يقودها البيت الأموي، وشراستها أولا، ولأنفراط عقد اجتماع الأمة وتبعثر قواها ثانيا.
وهكذا ظل الإمام (عليه السلام) متمسكا بالنهج الإصلاحي والتوعية العامة الفكرية والتوجيه الروحي والحلقي، لعلمه أنه الطريق الطبيعي والشرعي الأفضل لحماية رسالة الله تعالى في تلك الظروف، وحفظ البقية الباقية من أهل البيت (عليه السلام) مستفيدا في إنجاح خططه الإصلاحية تلك من انشغال الحكم الأموي بالوضع المتدهور والانتفاضات الإسلامية الرافضة. على أن تدهور الأوضاع لم يستمر هكذا على وتيرة واحدة في عصر الإمام (عليه السلام)، وإنما توفر للحكم الأموي أن يستعيد هيبته، ويصفي خصومه بشكل تام، أيام عبد الملك بن مروان. ولقد تبنى الحكم الأموي بقيادة عبد الملك شعار التصفية للوجود الرسالي وفي طليعته القوى ذات التأثير الفاعل فيه، ونفذت تلك الخطة من خلال تعيين الحجاج بن يوسف الثقفي واليا على الكوفة * عاصمة أهل البيت(عليه السلام) * الذي نشر في ربوعها الدمار، وأشاع الرعب والموت، فقتل المؤمنين على التهمة والظنة. وفقد أتباع أهل البيت(عليه السلام) عبر تلك المحنة الكثير من رجالهم الأفذاذ، كسعيد بن جبير، وكميل بن زياد وسواهما. وبعد موت عبد الملك تسلم الوليد ابنه الأمر بعده، في وقت صفيت فيه المعارضة أو كادت، ولم يبق غير الإمام السجّاد (عليه السلام) متابعا خطواته الإصلاحية في الأمة. الأمر الذي يقض مضاجع قادة الحكم الأموي ويثير مخاوفهم، وقد أدركوا أن إيقاف مسيرة الإمام (عليه السلام) تلك لا تتم بإرهابه، ومن هنا فان خططهم اتجهت لتصفية الإمام (عليه السلام) ذاته، وهكذا كان، فقد اغتاله سليمان بن عبد الملك في عهد الوليد من خلال سم دسه إليه، بيد أن أفكار الإمام وأهدافه بقيت حية نابضة بالحياة، متدفقة بالخير، تسيّر التاريخ الإنساني، حاملة المشعل المتفجّر بالفضيلة والهدى
{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج : 32]
صدق الله العظيم
والصلاة والسلام على رسول الله محمد واله الطاهرين
ماذا تعرف عن أئمتنا المعصومين من ذرية الأمام الحسين (عليه السلام)
وعن حياتهم وكيف أنتقلت لهم الأمامة,وددت أن أعطر هذا المنتدى المبارك بسلسلة لذكرهم لكي يتعرف عليهم القاصي والداني أكثر
وسوف نبدء بالامام علي بن الحسين بعد التوكل على الله
الإمام علي بن الحسين«عليه السلام»
1 * توسيع القاعدة الشعبية الموالية لأهل البيت (عليه السلام) وتكثيف التعاطف معهم، وتحويله إلى ولاء حقيقي فاعل.
2 * العمل على رفع مستوى الوعي الإسلامي، والانفتاح العملي على الرسالة الإلهية في قطاعات الأمة المختلفة.
3 * خلق قيادات فكرية متميزة تحمل الفكر الإسلامي الصميم، لا الفكر الذي يدور وفقا لمقتضيات السياسة، التي يقودها الحكم الأموي.
وإزاء الحوادث المريرة التي مرت بالأمة الإسلامية التزم الإمام السجاد (ع) جانب الابتعاد عن أي موقف يلفت أو يثير السلطات. ولم ينطوي تحت أي لواء قط، مهما كان لونه وأهدافه، لعلمه ابتداء أن تلك الحوادث لا تنتهي إلا بالشكل الذي انتهت إليه فيما بعد، كنتيجة طبيعية لضخامة القوى التي يقودها البيت الأموي، وشراستها أولا، ولأنفراط عقد اجتماع الأمة وتبعثر قواها ثانيا.
وهكذا ظل الإمام (عليه السلام) متمسكا بالنهج الإصلاحي والتوعية العامة الفكرية والتوجيه الروحي والحلقي، لعلمه أنه الطريق الطبيعي والشرعي الأفضل لحماية رسالة الله تعالى في تلك الظروف، وحفظ البقية الباقية من أهل البيت (عليه السلام) مستفيدا في إنجاح خططه الإصلاحية تلك من انشغال الحكم الأموي بالوضع المتدهور والانتفاضات الإسلامية الرافضة. على أن تدهور الأوضاع لم يستمر هكذا على وتيرة واحدة في عصر الإمام (عليه السلام)، وإنما توفر للحكم الأموي أن يستعيد هيبته، ويصفي خصومه بشكل تام، أيام عبد الملك بن مروان. ولقد تبنى الحكم الأموي بقيادة عبد الملك شعار التصفية للوجود الرسالي وفي طليعته القوى ذات التأثير الفاعل فيه، ونفذت تلك الخطة من خلال تعيين الحجاج بن يوسف الثقفي واليا على الكوفة * عاصمة أهل البيت(عليه السلام) * الذي نشر في ربوعها الدمار، وأشاع الرعب والموت، فقتل المؤمنين على التهمة والظنة. وفقد أتباع أهل البيت(عليه السلام) عبر تلك المحنة الكثير من رجالهم الأفذاذ، كسعيد بن جبير، وكميل بن زياد وسواهما. وبعد موت عبد الملك تسلم الوليد ابنه الأمر بعده، في وقت صفيت فيه المعارضة أو كادت، ولم يبق غير الإمام السجّاد (عليه السلام) متابعا خطواته الإصلاحية في الأمة. الأمر الذي يقض مضاجع قادة الحكم الأموي ويثير مخاوفهم، وقد أدركوا أن إيقاف مسيرة الإمام (عليه السلام) تلك لا تتم بإرهابه، ومن هنا فان خططهم اتجهت لتصفية الإمام (عليه السلام) ذاته، وهكذا كان، فقد اغتاله سليمان بن عبد الملك في عهد الوليد من خلال سم دسه إليه، بيد أن أفكار الإمام وأهدافه بقيت حية نابضة بالحياة، متدفقة بالخير، تسيّر التاريخ الإنساني، حاملة المشعل المتفجّر بالفضيلة والهدى
تعليق