إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة تعريفية عن حياة الأئمة من ذرية الحسين(عليه السلام)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #11
    سيرة سيد الشهداء الإمام الحسين (ع)


    الإمام الثالث من الأئمة الأطهار: الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام.
    الولادة: 3 شعبان 4 ه الشهادة: 10 محرم 61 ه
    والدته: البتول الطاهرة فاطمة الزهراء بنت النبي (صلى الله عليه وآله).
    جده: أشرف وأكمل الكائنات النبي محمد (صلى الله عليه وآله).
    كنيته: أبو عبد الله.
    ألقابه: الرشيد، الطيب، الوفي، الشهيد، السبط، السيد .....
    إمامته: قام بالأمر بعد أخيه الإمام الحسن(ع) مباشرة، وقد استلم مقام الإمامة عام 50 للهجرة.
    مراحل حياة الإمام الحسين (ع)
    الفترة الأولى من حياة الإمام الحسين(عليه السلام) كانت ذات أربع مراحل هي:
    1 ـ حياته في عهد جدّه(صلى الله عليه وآله) وهي من السنة (4) الى (10) هجرية.
    2 ـ حياته في عهد الخلفاء الثلاثة، وهي من السنة (11) الى (35) هجرية.
    3 ـ حياته في عهد الدولة العلوية المباركة، أي منذ البيعة مع أبيه الى يوم استشهاده صلوات الله عليه، وهي من السنة (35) الى (40) هجرية.
    حيث اقتدى بنهجه مدّة ثلاثين سنة في حفظ الدين وإدارة شؤون الأمة وشارك والده في حروب الجمل وصفين والنهروان وأفادت بعض الروايات بأنّ أمير المؤمنين(عليه السلام) كان يمنع الحسنين (عليهما السلام) من النزول الى ساحة القتال خشية أن ينقطع نسل رسول الله(صلى الله عليه وآله); إذ كان(عليه السلام) يقول: إملكوا عنّي هذا الغلام لا يَهُدَّني، فإنّني أنفسُ بهذين ـ يعني الحسن والحسين (عليهما السلام) ـ على الموت لئلاّ ينقطع بهما نسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد سئل محمّد ابن الحنفية عن سرّ بعثه الى ساحات القتال دون أن يسمح للحسنين(عليهما السلام) فأجاب: «إنّهما عيناه وأنا يمينه فهو يدفع عن عينه بيمينه»

    4 ـ حياته في عهد أخيه الحسن المجتبى (عليه السلام) فعايش أخاه الحسن (ع) أحداث إمامته بما فيها صلحه مع معاوية وكان جندياً مطيعاً لأخيه منقاداً له في جميع مواقفه التي اتخذها في مدّة إمامته التي استغرقت (10 سنوات) حتى سنة (50) هجرية حيث استشهد الحسن (عليه السلام) وتصدّى هو للأمر من بعده.
    وأمّا الفترة الثانية من حياته وهي التي تبدأ بعد استشهاد أخيه(عليه السلام) وتنتهي باستشهاده بأرض الطفّ يوم عاشوراء سنة ( 61 ) هجرية، فهي ذات مرحلتين متميزتين:
    1 ـ المرحلة الأولى : مدّة حياته خلال حكم معاوية، حيث بقي ـ صلوات الله عليه ـ ملتزماً بالهدنة التي عقدت مع معاوية بالرغم من تخلّف معاوية عن كلّ الشروط التي اشترطت عليه من قبل الإمام الحسن(عليه السلام.
    2 ـ المرحلة الثانية : وتبدأ بفرض معاوية ابنه يزيد حاكماً وسعيه لأخذ البيعة من الحسين(عليه السلام) ومن هنا تبدأ نهضته ، في سنة 60 للهجرة. فأعلن رفضه للبيعة: "إنَّا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ومحط الرحمة بنا فتح الله وبنا ختم ويزيد رجل فاسق شارب الخمر وقاتل النفس المحترمة معلن بالفسق ومثلي لا يبايع مثله" والهدف من تحركه هذا: "وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً. وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي أريد أن امر بالمعروف وأنهى عن المنكر..".
    فبدأ حركته من المدينة إلى مكّة ثم الى العراق، وتوّج صبره وجهاده بدمائه الطاهرة ودماء أهل بيته وأصحابه الأصفياء التي قدّمها في سبيل الله تعالى .
    وقف الإمام الحسين (ع) بقلب مطمئن، في وجه الظالمين والمفسدين رغم كثافة العدو، وكثرة عدده وعدَّته... فلم تنل تلك الجموع من عزيمته، ولم يؤثر ذلك الموقف على قراره وإرادته، و رفع يديه للدعاء والمناجاة وقال: "اللهم أنت ثقتي في كل كرب، وأنت رجائي في كل شدَّة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدَّة، كم من همٍ يضعف فيه الفؤاد، وتقلّ فيه الحيلة، ويخذل فيه الصديق، ويشمت فيه العدو أنزلته بك، وشكوته إليك، رغبة مني إليك عمَّن سواك، ففرّجته وكشفته، فأنت وليّ كل نعمة، وصاحب كل حسنة، ومنتهى كل رغبة...".
    صفته:
    كان الإمام الحسين عليه السلام أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله كان في غاية الجمال ما رأي أحد قط أحسن ولا أملأ للعين منه.

    من مناقبه:
    لقد اشترك الإمام الحسين مع أخيه الإمام الحسن(ع) في الفضائل، فهو: أحد الخمسة الذين نزل فيهم قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وأحد أهل المودة: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) وأحد الثقلين: (إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي.....) وأحد الذين شملهم حديث السفينة: (مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق وهوى)،
    وهو أحد الأربعة الذين باهل بهم النبي نصارى نجران، وسيد شباب أهل الجنة
    وقد قال فيه رسول الله (ص) :
    * (حسين مني وأنا من حسين)
    * (أحب أهل بيتي إلي الحسن والحسين)
    * الحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا)
    * (من أحب أن ينظر إلى أحب أهل الأرض وإلى أحب أهل السماء فلينظر إلى الحسين)
    وللحسين فضائل وخصائص انفرد بها منها:
    * أن الأئمة الأطهار من نسله.
    * أن الدعاء تحت قبته مستجاب.
    * جعل الله الشفاء في تراب قبره الطاهر.
    * أن الله لا يعد أيام زائريه ذهابا وإيابا من عمرهم.
    * من بكى عليه غفر الله تعالى له.
    من أخلاق الإمام الحسين:
    كان الحسين على درجة عالية من الأخلاق، كيف لا وهو أبن النبي العظيم الذي وصفه الله تعالى بـ (وإنك لعلى خلق عظيم).
    قال أنس: كنت عند الحسين فدخلت عليه جارية فحيته بباقة ريحان، فقال لها: (أنت حرة لوجه الله)
    فقلت: تحييك بباقة ريحان لا خطر لها (أي لا قيمة لها) فتعتقها؟
    قال الإمام: (كذا أدبنا الله قال: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) وكان أحسن منها عتقها أيضا).

    تواضع الإمام الحسين:
    روي أن الإمام الحسين عليه السلام مر بمساكين قد بسطوا كساء لهم وألقوا عليه كسراً من الخبز فقالوا: هلم يا ابن رسول الله، فأكل معهم ثم تلا : (إنه لا يحب المستكبرين) ثم قال: (قد أجبتكم فأجيبوني)، قالوا: نعم فقاما معه حتى أتوا منزله فقال للجارية: (أخرجي ما كنت تدخرين).
    حلمه وعفوه(عليه السلام):
    لقد كان قلبه يتّسع لكلّ الناس، فكان لا يردّ على مسيء إساءة بل يحنو عليه ويرشده الى طريق الحقّ وينقذه من الضلال.
    فقد روي عنه(عليه السلام) أنّه قال: «لو شتمني رجل في هذه الأذن ـ وأومأ إلى اليمنى واعتذر لي في اليسرى لقبلت ذلك منه، وذلك أنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) حدّثني أنّه سمع جدّي رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: لا يرد الحوض مَن لم يقبل العذر من محق أو مبطل

    جوده وكرمه (عليه السلام) :
    لم يصله مال إلاّ فرّقه وأنفقه وهذه سجية الجواد. فكان يحمل في دجى الليل البهيم جراباً مملوءً طعاماً ونقوداً الى منازل الأرامل واليتامى. ومن كرمه وعفوه أنّه وقف(عليه السلام) ليقضي دين أسامة بن زيد وليفرّج عن همّه الذي كان قد اعتراه وهو في مرضه رغم أنّ أسامة كان قد وقف في الصفّ المناوئ لأبيه أمير المؤمنين(عليه السلام).
    4 ـ شجاعته (عليه السلام) :
    إنها شجاعة ورثها عن آبائه وتربّى عليها ونشأ فيها، وهو الشجاع في قول الحقّ والمستبسل للدفاع عنه، ولم يخش كلّ التهديدات ولا ما كان يلوح في الأفق من نهاية مأساوية نتيجة الخروج لطلب الإصلاح وها هو(عليه السلام) يردُّ على الحرّ بن يزيد ألرياحي: أبالموت تخوّفني؟ وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني؟ ما أدري ما أقول لك؟ ولكن أقول كما قال أخو الأوس لابن عمّه :
    فإن عشت لم أندم وإن متّ لم اُلَم كفى بك ذلاً أن تعيش وتُرغما
    ووقف(عليه السلام) يوم الطفّ موقفاً حيّر به الألباب وأذهل به العقول، فقد كان طوداً شامخاً لا يدنو منه العدوّ هيبةً وخوفاً رغم جراحاته الكثيرة حتى شهد له عدوّه بذلك، فقد قال حميد بن مسلم:
    فوالله ما رأيت مكثوراً قطّ قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشاً ولا أمضى جناناً منه، إن كانت الرجّالة لتشدّ عليه فيشد عليها بسيفه فيكشفهم عن يمينه وشماله انكشاف المعزى إذا اشتد عليها الذئب

    5 ـ إباؤه (عليه السلام):
    وقف ذلك الموقف الرسالي رافضاً بيعة يزيد بن معاوية قائلاً: «إنّ مثلي لا يبايع مثله».
    وها هو يصرّح لأخيه محمد بن الحنفية مجسّداً ذلك الإباء بقوله(عليه السلام): «يا أخي! والله لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية»
    ووقف صارخاً بوجه جحافل الشرّ والظلم قائلاً: «والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرّ إقرار العبيد، إنّي عذت بربّي وربّكم أن ترجمون»
    وقال(عليه السلام): «ألا وإنّ الدعيَّ ابن الدعيَّ قد ركز بين اثنتين بين السلّة والذلّة، وهيهات منّا الذلة، يأبى الله ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، واُنوف حميّة، ونفوس أبيّة من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام»
    وهكذا علّم الإمام الحسين(عليه السلام) البشرية كيف يكون الإباء في المواقف وكيف تكون التضحية من أجل الرسالة.
    عبادته وتقواه (عليه السلام) :
    ما انقطع أبو عبد الله الحسين(عليه السلام) عن الاتّصال بربّه في كلّ لحظاته وسكناته، وقد كانت عبادته ثمرة معرفته الحقيقية بالله تعالى.
    وإنّ نظرة واحدة الى دعائه(عليه السلام) في يوم عرفة تبرهن على عمق هذه المعرفة وشدّة العلاقة مع الله تعالى
    يقول (ع): كيف يُستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك؟! أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتّى يكون هو المظهِر لك؟! متى غبت حتى تحتاج الى دليل يدلّ عليك؟! ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل اليك؟! عميت عين لا تراك عليها رقيباً، وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبّك نصيباً...
    إلهي هذا ذُلّي ظاهر بين يديك، وهذا حالي لا يخفى عليك. منك أطلب الوصول اليك، وبك استدلّ عليك، فاهدني بنورك اليك، وأقمني بصدق العبودية بين يديك...
    ماذا وَجدَ مَن فقدك؟! وما الذي فقد من وجدك؟!
    لقد خاب من رضي دونك بَدلاً، ولقد خسر من بغى عنك مُتحوّلا...
    حرص(عليه السلام) على أداء الصلاة في أحرج المواقف، حتى وقف يؤدّي صلاة الظهر في اليوم العاشر من المحرّم وجيوش الضلالة تحيط به من كل جانب وترميه من كل صوب.
    وكان (عليه السلام) يخرج متذلّلاً لله ساعياً الى بيته الحرام يؤدّي مناسك الحجّ بخشوع وتواضع، حتّى حجّ خمساً وعشرين حجّة ماشياً على قدميه
    و كان(عليه السلام) كثير البرّ والصدقة، وكان يحمل الطعام في غلس الليل الى مساكين أهل المدينة لم يبتغ بذلك إلاّ الأجر من الله والتقرب اليه

    تعليق


    • #12
      الإمام محمد الجواد«عليه السلام»
      ولد الإمام محمد الجواد ابن الإمام علي الرضا(ع) في رمضان سنة(195) هـ بالمدينة المنورة، في فترة حافلة بالحوادث والظروف السياسية في مرحلة الصراع، وتوتر العلاقات في الخلافة العباسية بين الأمين والمأمون. ولم تكن الحوادث السياسية وظروف الصراع لتنتهي دون أن تعكس آثارها على حياة الإمام الرضا(ع) وبالتالي على حياة الجواد(ع) فلقد توجه نظر المأمون إلى الرضا(ع) واستدعاه إلى عاصمة خلافته مرو، وقد توجه الإمام إلى هناك دون صحبة ولده الإمام الجود، لقد أحس الجواد (ع) لوعة الفراق ومرارة البعد عن أبيه. وقد ذكر المؤرخون أن الرضا (ع) كان يخاطب ابنه الجواد (ع) وهو يكاتبه بالتعظيم والإجلال، ويكنيه بابي جعفر. وقد حفظ لنا التاريخ بعض هذه الرسائل، التي نكتشف من خلالها مدى العناية والرعاية التي كان يوليها الإمام الرضا(ع) لولده الجواد (ع) ليعده ويربيه تربية تتناسب والمقام الكريم الذي ينتظره.

      تعليق


      • #13
        الإمام علي الهادي «عليه السلام»
        ولد الإمام علي الهادي(ع) في موضع من أرض المدينة يسمى (صربا) للنصف من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة ومائتين للهجرة. وقد نشأ وترعرع في ظل أبيه، وتحت رعايته، فأبوه الإمام محمد الجواد(ع)، «وارث علوم أهل البيت»، وكان الناس يرون فيه سيد أهل البيت.
        فقد كان الإمام (ع) قدوة في الأخلاق والزهد والعبادة، ومواجهة الظلم ورفض الظالمين، ومنارا للعلم والعمل والالتزام. لذا فقد وصفه العلماء ورجال السياسة وأصحاب السير بما يستحق من صفات العلم والفضل والأدب.
        الإمام الهادي «عليه السلام» ومهام الصراع السياسي
        حفلت حياة الإمام الهادي(ع) بالمعاناة السياسية، وعايش في عصر إمامته بقية حكم المعتصم، كما عايش حكم الواثق والمنتصر والمستعين والمعتز. وقد حفلت هذه الفترة بالحوادث والصراع السياسي المرير بين العلويين والحكام العباسيين، فأصاب الإمام منها الأذى والاضطهاد، فهو على الرغم من أنه لم يخطط لعمل مسلح، لعلمه بحقيقة الأوضاع والظروف السياسية وعدم نضجها أو لاءمتها للتحرك، إلا أن الحكام العباسيين كانوا يخافونه وكانوا يرون فيه سيد أهل البيت وصاحب الكلمة النافذة. والذي يدرس حياة الإمام الهادي (ع) منذ وفاة أبيه وتحمله مهام الإمامة، وحتى وفاته، يجدها حياة مليئة بالتحديات والصبر والثبات العقائدي والسياسي.
        وقد ابتدأ الإمام حياته السياسية من أواخر عهد المعتصم وكان قد تولى منصب الإمامة بعد أبيه الإمام محمد الجواد (ع) سنة (225) هـ.
        وبتولّي المتوكل الخلافة لقي الطالبيون الأذى والاضطهاد، فقد كان يعاملهم بقسوة وكراهية شديدة، وكان يضيق عليهم، ويمنع عنهم المساعدات المالية، ويحرم على الآخرين أن يعينوهم أو يخففوا عنهم.
        من المدينة إلى سامراء
        ولم يكن الإمام الهادي (ع) ليغفل عن هذه المحنة وذلك الظلم والعسف، لذا كان يركز موقعه، ويقوي علاقته بأبناء الأمة وينشر مبادئ الإسلام. ويربي جيلا من العلماء والرواة. وحين أصبح موقع الإمام في المدينة المنورة خطرا يهدد كيان المتوكل، عمد المتوكل إلى استدعائه وجلبه من المدينة إلى سامراء ليكون تحت الرقابة والمتابعة اليومية وذلك سنة(243)هـ. وفي سامراء وضعت رقابة مشددة وتعرض للمضايقات ضد الإمام وأتباعه فتارة يحاولون النيل من شخصيته، وأخرى سجنه واغتياله، وثالثة يفتش بيته، ويجلب ليلا إلى المتوكل بتهمة الإعداد للثورة والمواجهة، وأخرى يسعون لإيجاد زعيم بديل عنه. وكل تلك المحاولات باءت بالفشل.
        وفاة الإمام الهادي «عليه السلام»
        توفي (ع) في رجب سنة(254) هـ في سامراء ودفن في داره، وذلك أيام خلافة المعتز، وكان مقامه في سامراء إلى أن توفي عشر سنين وأشهرا، وكان عمره، يوم توفي، إحدى وأربعين سنة.
        قال ابن شهرآشوب: (استشهد مسموما، وقال ابن بابويه: وسمّه المعتمد).

        تعليق


        • #14
          الامام الحسن العسكري«عليه السلام»
          ولد الامام الحسن بن علي العسكري (ع) في المدينة المنورة في ربيع الثاني سنة اثنتين وثلاثين ومائتين للهجرة وتربى في ظل أبيه الامام علي الهادي(ع) وعاش معه ثلاثا وعشرين سنة وأشهرا، استوعب خلالها علوم آل محمد(ص)، فكان كآبائه في العلم والعمل والجهاد والدعوة الى الاصلاح في أمة جده محمد (ص). ولقد تولى مهام الامامة بعد وفاة أبيه، والتي استمرت نحو ست سنوات.
          شخصية الامام العسكري«عليه السلام»
          كان الامام العسكري كآبائه، علما لا يخفى، فكان أستاذ العلماء، وقدوة العابدين تهفو اليه النفوس بالحب والولاء، رغم الارهاب السلطوي، والمعاداة السياسية لأهل البيت(ع) وملاحقة السلطة له ولأصحابه. فرغم كل هذا فان خلفاء عصره لم يستطيعوا اخفاء شخصيته، أو تحجيم دوره السياسي والعلمي، ومكانته الاجتماعية، ففرض نفسه على حكام عصره وخصومه.
          الامام العسكري «عليه السلام» والعمل السياسي
          ولمكانة الامام العظيمة، وموقفه السياسي، ووقوفه على قمة المعارضة السياسية في تلك الفترة، فرضت عليه أجهزة السلطة الاقامة شبه الجبرية وأجبرته على الحضور يومي الاثنين والخميس من كل اسبوع في دار الخلافة.
          وقد لجأ الامام (ع) الى العمل السري، وبناء جهاز من الأتباع والوكلاء وأحكم تنظيمه. وتفصح الوثائق التاريخية المتوفرة بين أيدينا عن ذلك الأسلوب الدقيق بوضوح كامل. وبالتأمل في تلك النصوص الوثائقية * ندرك أن للامام أتباعا في كل أنحاء العالم الاسلامي، وأن له وكلاء وممثلين عنه، وثقات يثق بهم ويعتمدهم في عمله العلمي والسياسي. كما وتكشف لنا هذه الوثائق جانب التكتم والسرية الذي كان يتبعه الامام (ع).
          وتنقل الروايات وكتب التاريخ أنّ الامام العسكري (ع) زجّ في السجن وحبس مرّات عديدة وخططّ لقتله، كما زجّ بأصحابه في السجون من قبل حكّام عصره وأنصارهم.
          مدرسة الامام العسكري «عليه السلام» العلمية
          زخرت مدرسة أهل البيت في عصر الامام العسكري (ع) بالعلم والدعوة الى الاسلام، والدفاع عنه وكان قوام هذا العمل هو الأسلوب المدرسي، فقد كان للامام (ع) تلامذة وأصحاب رواة، وبعضهم واصل مهمته من عهد أبيه وجده (ع) وبعضهم التحق به في فترة امامته. وكان هؤلاء التلامذة والرواة يتلقون من الامام (ع)، ويروون عنه العلوم والمعارف. فعملوا كرواة ووكلاء وممثلين له في مختلف البلدان، وقام بعضهم بالتأليف وتصنيف الكتب والمؤلفات. وقد ساهم هؤلاء العلماء في انماء العطاء العلمي في مجال الفقه والتفسير والرواية والعقيدة والأدب والجغرافية وغيرها من العلوم والمعارف، مما يدل على سعة هذه المدرسة، كما يدل على مكانة الامام (ع) العلمية وسمو مقامه.
          وفاة الامام العسكري (عليه السلام)
          عاصر الامام العسكري(ع) المعتز والمهتدي والمعتمد من خلفاء بني العباس والاخير كان خليعا ميالا الى اللهو واللذات، وقد لاقى الامام (ع) على يدي المعتمد صنوفا مرهقة من الخطوب والتنكيل، وكان مما يدفع العباسيين الى ذلك حسدهم من مكانة الامام في الامة وخوفهم من ولده الامام المنتظر والذي كان معلوما لديهم أنه من ولد الامام العسكري(ع)، وتعظيم الامة للامام وتبجيله وتقديمه بالفضل على جميع العلويين والعباسيين، فأجمع رأيه على الفتك بالامام واغتياله، فدس له سما، توفي على أثره (ع) وعمره ثمان وعشرون عاما، وكانت وفاته (ع) سنة(260هـ)، وقد أحدثت وفاته هذه هزة عنيفة في كيان شيعته وأتباعه فقد اضطرب الموقف، وامتلكت الحيرة الكثيرين منهم، حول من يخلفه في الامامة، وهذا ما سنأتي عليه في الحديث عن الامام المهدي عجل الله فرجه.

          تعليق


          • #15
            الإمام المهدي«عليه السلام» .. مقدمة
            امتد صراع الخير والشر على هذه الارض، منذ فجر الحياة، وستبقى المعركة سجالا بين الخطين، خط الهدى، وخط الضلال، خط الأنبياء، وخط الجاهليين الطغاة.
            ويمثّل أئمة الهدى وعلماء الاسلام وأبناؤه الامتداد الحركي والتواصل الفكري لخطّ الأنبياء. ولقد تحقق النصر للرسالة الاسلامية على يد الرسول (ص)، وسارت المسيرة الطاهرة، وبنيت حضارة التوحيد، وقطعت البشرية أشواطا متقدمة على أساس العلم والايمان، فاستضاءت بهذا النور، واهتدت بذلك الهدى المشرق. الا ان حركة هذه المسيرة قد ضعفت شيئا فشيئا، وبدأت الشرور الجاهلية تعود مرة أخرى الى حياة الانسان. ولم يكن لطف الله ليغيب عن هذه الأرض، حتى مع انقطاع النبوة، فما زال منهج الأنبياء المتمثل في كتاب الله وسنة رسوله الأمين (ص)، حيا متدفقا بالحيوية والعطاء وما زالت أمة من المؤمنين قائمة بالحق تدعو الى الهدى والاصلاح، وهي تتحرك في ظل الأمل الكبير (وراثة الصالحين) و(انتصار المستضعفين)، فالوعد الالهي بتصفية بؤر الشر ومنابع الفساد وتحقيق التغيير الشامل، يتحقق على يد مصلح البشرية ومقيم سنن الأنبياء، وباني الحياة على أساس القرآن والسنة المطهرة وهو (مهدي هذه الأمة). فقد شاء الله بعد أن انقطعت النبوة وختمت بسيد المرسلين محمد (ص)، أن يجعل مصلحا يتحمل مهمة الأنبياء في الدعوة الى مبادئ الهدى والعمل بما جاء به الهادي محمد (ص)، وذلك وعد حق نطق به القرآن، ووعدت به الكتب الالهية.
            من هو المهدي؟
            كان مولد المهدي (ع) ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، وقد ولد في كنف أبيه الإمام العسكري(ع)، فأحاطه بالرعاية والسرية التامة خوفا عليه. ويحدثنا الشيخ المفيد (محمد بن محمد النعمان العكبري البغدادي)، أن الخوف والإرهاب والملاحقة لآل علي (ع)، ومعرفة الخليفة العباسي بأن الإمامة في ذرية الحسن العسكري(ع)، وإصراره على استئصال امتداد الإمامة، هو الذي دعا الإمام العسكري(ع) الى التكتم على ولده وعدم الإعلان عن ولادته.
            وعندما توفي الإمام الحسن العسكري(ع) سنة(260)هـ * أحدثت وفاته هزة عنيفة في كيان شيعته وأتباعه من بعده، فقد اضطرب الموقف، وامتلكت الحيرة الكثيرين منهم، وبدأ التساؤل، هل للأمام الحسن العسكري(ع) ولد يخلفه في الإمامة؟ أم الإمامة انقطعت من بعده، وليس له ولد؟ فكانت الأجوبة شتى والفرق متعددة. واستقر الأمر على أن الإمام المهدي هو: (محمد بن الحسن العسكري) الذي ولد بسر من رأى، قبيل وفاة أبيه بخمس سنين.
            وشاء الله أن يؤجل ظهوره، ليملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجورا.
            الغيبة والسفراء
            كانت للامام المهدي(ع) غيبتان:
            1 * غيبة صغرى: امتدت حتى سنة(328) أو (329) هـ وكانت خلال حكم المعتمد والمعتضد والمكتفي بالله والمقتدر بالله والقاهر بالله، وكان خلالها يتصل بأتباعه من خلال سفرائه الأربعة بعد وفاة أبيه، وهم:
            1 * عثمان بن سعيد العمري الأسدي.
            2 * محمد بن عثمان بن سعيد العمري الأسدي.
            3 * الحسين بن روح النوبختي.
            4 * علي بن محمد السمري.
            2 * غيبة كبرى: بدأت بموت السفير الرابع، فانقطع اتصال الإمام المهدي بأتباعه وقواعده ووكلائه، وحتى يجيء وقت الظهور والنهوض بالمهمة الكبرى.
            كان الإمام المهدي (ع) خلال الغيبة الصغرى يتصل بسفرائه ويوصل من خلالهم الأوامر والتوجيهات إلى أتباعه الذين كانوا يعيشون مرحلة السرية والكتمان ويعانون الاضطهاد والإرهاب الذي كان يواجههم به حكام بني العباس.
            فلقد كانت تلك المرحلة من أشد مراحل الفوضى والاضطراب السياسي والقهر والملاحقة لأتباع أهل البيت(ع).
            علامات الظهور
            إن ظهور المصلح المهدي، واحد من أعظم حوادث التاريخ البشري الكبرى، لذلك أخبر الرسول الكريم (ص) أمته وأطلعها على ما أطلعه الله سبحانه من عالم الغيب، من ظهور مصلح عظيم. فلقد وجه الرسول (ص) أمته وأمرها بالإيمان به وإتباعه عند ظهوره، كمصلح يعمل بكتاب الله والسنة النبوية المطهرة، ويقود البشرية الى شاطئ الهدى والسلام، محطما أصنام الجاهلية وأفكارها المنحرفة وحضارتها المدمرة.
            ولكي تقترب الفكرة الغيبية الى الأذهان وتتهيأ النفوس الى تقبلها، حدّد الرسول (ص)، وفصّـل الأئمة من أهل البيت(ع) علامات الظهور ولفتوا الأنظار إليها.
            ان الروايات النبوية لتشير إلى ظهور نوعين من العلامات: علامات اجتماعية، وعلامات طبيعية كونية. وتتركز العلامات الاجتماعية في:
            1 * انتشار الظلم والجور.
            2 * التسلط الجاهلي وظهور الحياة الجاهلية بعقائدها وحضارتها.
            3 * التقدم العلمي الهائل.
            4 * الحروب والفتن المدمرة وغياب الأمن والسلام.
            5 * ظهور الكذابين والدجالين، المدعين للإصلاح.
            6 * الغلاء والتدهور الاقتصادي.
            7 * ظهور الموطئين او المهيئين من حركات وقيادات ودعوات إصلاحية واستغاثة للتخلص من الجاهلية المدعومة بقوى المادة والعدوان.
            وكما تتحدث تلك الروايات عن الإمارات الاجتماعية الدالة على ظهور المهدي، فهناك روايات أخرى تتحدث عن العلامات والإمارات الطبيعية مثل الخسوف والكسوف في غير وقته الطبيعي، والتغيير في عالم الفلك والطبيعة. ولابد من الإشارة هنا، الى أن الروايات التي تحدثت عن ظهور الإمام المهدي(ع) أكدت ظهوره في مكة المكرمة، وأنه يعلن خلافته وقيام دولته، ويبايع له الناس ما بين الركن والمقام في المسجد الحرام.
            اليأس والأمل
            في كل فترة من فترات التاريخ، يوجد نبي منقذ، ورسول هاد، يتحمل مسؤولية الهداية والإصلاح، فظاهرة وجود النبوة، ظاهرة تعبر عن لطف الله وعنايته بخلقه. وواضح أن وجود المصلح المهدي، يمثل الامتداد المتواصل للطف الإلهي، اللطف الذي دعي الانسان الى انتظاره، كما كان يدعى الى انتظار الأنبياء المصلحين، الا أن هذا الانتظار مقرون بمسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة الى الاسلام، والجهاد في سبيل الله، لئلا تتعطل شريعة الهدى ويسود الظلم. الا أن البعض قد فهم قضية انتظار المهدي المصلح فهما خاطئا، يصل الى حد تعطيل الأحكام الشرعية، والتوقف عن تحمل مسؤولية الاصلاح، وايكال الأمر إلى المهدي المصلح، خلافا لصريح الرسالة الإسلامية وروح الدعوة الإلهية.
            فالقرآن كله دعوة الى الإيمان والعمل والتطبيق وتكليف بالإصلاح وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولم يأذن بتعطيل الشريعة والأحكام. ان الإنسان الذي غاب عن وعيه وتفكيره الوعد الإلهي بوراثة الصالحين، وبظهور المهدي المصلح، يسيطر عليه اليأس، ويغيب عنه الأمل ويستسلم للأمر الواقع. ان الدعوة الحقة التي دعا اليها القرآن، وأوضحها الرسول الهادي(ص) هي دعوة للعمل والجهاد والإصلاح، في الوقت الذي تنتظر فيه البشرية ظهور المصلح الموعود، ويمهد العاملون الإسلاميون لوراثة الصالحين، ولمرحلة الاستخلاف المنتظر في الأرض.
            تمت وبحمد الله السلسلة التعريفية لحياة الائمة (عليهم السلام).

            أسألكم الدعاء

            تعليق


            • #16
              الإمام المهدي«عليه السلام» .. مقدمة
              امتد صراع الخير والشر على هذه الارض، منذ فجر الحياة، وستبقى المعركة سجالا بين الخطين، خط الهدى، وخط الضلال، خط الأنبياء، وخط الجاهليين الطغاة.
              ويمثّل أئمة الهدى وعلماء الاسلام وأبناؤه الامتداد الحركي والتواصل الفكري لخطّ الأنبياء. ولقد تحقق النصر للرسالة الاسلامية على يد الرسول (ص)، وسارت المسيرة الطاهرة، وبنيت حضارة التوحيد، وقطعت البشرية أشواطا متقدمة على أساس العلم والايمان، فاستضاءت بهذا النور، واهتدت بذلك الهدى المشرق. الا ان حركة هذه المسيرة قد ضعفت شيئا فشيئا، وبدأت الشرور الجاهلية تعود مرة أخرى الى حياة الانسان. ولم يكن لطف الله ليغيب عن هذه الأرض، حتى مع انقطاع النبوة، فما زال منهج الأنبياء المتمثل في كتاب الله وسنة رسوله الأمين (ص)، حيا متدفقا بالحيوية والعطاء وما زالت أمة من المؤمنين قائمة بالحق تدعو الى الهدى والاصلاح، وهي تتحرك في ظل الأمل الكبير (وراثة الصالحين) و(انتصار المستضعفين)، فالوعد الالهي بتصفية بؤر الشر ومنابع الفساد وتحقيق التغيير الشامل، يتحقق على يد مصلح البشرية ومقيم سنن الأنبياء، وباني الحياة على أساس القرآن والسنة المطهرة وهو (مهدي هذه الأمة). فقد شاء الله بعد أن انقطعت النبوة وختمت بسيد المرسلين محمد (ص)، أن يجعل مصلحا يتحمل مهمة الأنبياء في الدعوة الى مبادئ الهدى والعمل بما جاء به الهادي محمد (ص)، وذلك وعد حق نطق به القرآن، ووعدت به الكتب الالهية.
              من هو المهدي؟
              كان مولد المهدي (ع) ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، وقد ولد في كنف أبيه الإمام العسكري(ع)، فأحاطه بالرعاية والسرية التامة خوفا عليه. ويحدثنا الشيخ المفيد (محمد بن محمد النعمان العكبري البغدادي)، أن الخوف والإرهاب والملاحقة لآل علي (ع)، ومعرفة الخليفة العباسي بأن الإمامة في ذرية الحسن العسكري(ع)، وإصراره على استئصال امتداد الإمامة، هو الذي دعا الإمام العسكري(ع) الى التكتم على ولده وعدم الإعلان عن ولادته.
              وعندما توفي الإمام الحسن العسكري(ع) سنة(260)هـ * أحدثت وفاته هزة عنيفة في كيان شيعته وأتباعه من بعده، فقد اضطرب الموقف، وامتلكت الحيرة الكثيرين منهم، وبدأ التساؤل، هل للأمام الحسن العسكري(ع) ولد يخلفه في الإمامة؟ أم الإمامة انقطعت من بعده، وليس له ولد؟ فكانت الأجوبة شتى والفرق متعددة. واستقر الأمر على أن الإمام المهدي هو: (محمد بن الحسن العسكري) الذي ولد بسر من رأى، قبيل وفاة أبيه بخمس سنين.
              وشاء الله أن يؤجل ظهوره، ليملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجورا.
              الغيبة والسفراء
              كانت للامام المهدي(ع) غيبتان:
              1 * غيبة صغرى: امتدت حتى سنة(328) أو (329) هـ وكانت خلال حكم المعتمد والمعتضد والمكتفي بالله والمقتدر بالله والقاهر بالله، وكان خلالها يتصل بأتباعه من خلال سفرائه الأربعة بعد وفاة أبيه، وهم:
              1 * عثمان بن سعيد العمري الأسدي.
              2 * محمد بن عثمان بن سعيد العمري الأسدي.
              3 * الحسين بن روح النوبختي.
              4 * علي بن محمد السمري.
              2 * غيبة كبرى: بدأت بموت السفير الرابع، فانقطع اتصال الإمام المهدي بأتباعه وقواعده ووكلائه، وحتى يجيء وقت الظهور والنهوض بالمهمة الكبرى.
              كان الإمام المهدي (ع) خلال الغيبة الصغرى يتصل بسفرائه ويوصل من خلالهم الأوامر والتوجيهات إلى أتباعه الذين كانوا يعيشون مرحلة السرية والكتمان ويعانون الاضطهاد والإرهاب الذي كان يواجههم به حكام بني العباس.
              فلقد كانت تلك المرحلة من أشد مراحل الفوضى والاضطراب السياسي والقهر والملاحقة لأتباع أهل البيت(ع).
              علامات الظهور
              إن ظهور المصلح المهدي، واحد من أعظم حوادث التاريخ البشري الكبرى، لذلك أخبر الرسول الكريم (ص) أمته وأطلعها على ما أطلعه الله سبحانه من عالم الغيب، من ظهور مصلح عظيم. فلقد وجه الرسول (ص) أمته وأمرها بالإيمان به وإتباعه عند ظهوره، كمصلح يعمل بكتاب الله والسنة النبوية المطهرة، ويقود البشرية الى شاطئ الهدى والسلام، محطما أصنام الجاهلية وأفكارها المنحرفة وحضارتها المدمرة.
              ولكي تقترب الفكرة الغيبية الى الأذهان وتتهيأ النفوس الى تقبلها، حدّد الرسول (ص)، وفصّـل الأئمة من أهل البيت(ع) علامات الظهور ولفتوا الأنظار إليها.
              ان الروايات النبوية لتشير إلى ظهور نوعين من العلامات: علامات اجتماعية، وعلامات طبيعية كونية. وتتركز العلامات الاجتماعية في:
              1 * انتشار الظلم والجور.
              2 * التسلط الجاهلي وظهور الحياة الجاهلية بعقائدها وحضارتها.
              3 * التقدم العلمي الهائل.
              4 * الحروب والفتن المدمرة وغياب الأمن والسلام.
              5 * ظهور الكذابين والدجالين، المدعين للإصلاح.
              6 * الغلاء والتدهور الاقتصادي.
              7 * ظهور الموطئين او المهيئين من حركات وقيادات ودعوات إصلاحية واستغاثة للتخلص من الجاهلية المدعومة بقوى المادة والعدوان.
              وكما تتحدث تلك الروايات عن الإمارات الاجتماعية الدالة على ظهور المهدي، فهناك روايات أخرى تتحدث عن العلامات والإمارات الطبيعية مثل الخسوف والكسوف في غير وقته الطبيعي، والتغيير في عالم الفلك والطبيعة. ولابد من الإشارة هنا، الى أن الروايات التي تحدثت عن ظهور الإمام المهدي(ع) أكدت ظهوره في مكة المكرمة، وأنه يعلن خلافته وقيام دولته، ويبايع له الناس ما بين الركن والمقام في المسجد الحرام.
              اليأس والأمل
              في كل فترة من فترات التاريخ، يوجد نبي منقذ، ورسول هاد، يتحمل مسؤولية الهداية والإصلاح، فظاهرة وجود النبوة، ظاهرة تعبر عن لطف الله وعنايته بخلقه. وواضح أن وجود المصلح المهدي، يمثل الامتداد المتواصل للطف الإلهي، اللطف الذي دعي الانسان الى انتظاره، كما كان يدعى الى انتظار الأنبياء المصلحين، الا أن هذا الانتظار مقرون بمسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة الى الاسلام، والجهاد في سبيل الله، لئلا تتعطل شريعة الهدى ويسود الظلم. الا أن البعض قد فهم قضية انتظار المهدي المصلح فهما خاطئا، يصل الى حد تعطيل الأحكام الشرعية، والتوقف عن تحمل مسؤولية الاصلاح، وايكال الأمر إلى المهدي المصلح، خلافا لصريح الرسالة الإسلامية وروح الدعوة الإلهية.
              فالقرآن كله دعوة الى الإيمان والعمل والتطبيق وتكليف بالإصلاح وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولم يأذن بتعطيل الشريعة والأحكام. ان الإنسان الذي غاب عن وعيه وتفكيره الوعد الإلهي بوراثة الصالحين، وبظهور المهدي المصلح، يسيطر عليه اليأس، ويغيب عنه الأمل ويستسلم للأمر الواقع. ان الدعوة الحقة التي دعا اليها القرآن، وأوضحها الرسول الهادي(ص) هي دعوة للعمل والجهاد والإصلاح، في الوقت الذي تنتظر فيه البشرية ظهور المصلح الموعود، ويمهد العاملون الإسلاميون لوراثة الصالحين، ولمرحلة الاستخلاف المنتظر في الأرض.
              تمت وبحمد الله السلسلة التعريفية لحياة الائمة (عليهم السلام).

              أسألكم الدعاء



              تعليق


              • #17
                شكراً لك اخي الكريم على الموضوع
                والذي قدم نبذه مختصرة عن حياة كل امام روحي فداهم اجمعين
                رزقنا الله جميعاً شفاعتهم وحشرنا معهم ان شاء الله

                تعليق


                • #18
                  المشاركة الأصلية بواسطة بنت الحسين مشاهدة المشاركة
                  شكراً لك اخي الكريم على الموضوع
                  والذي قدم نبذه مختصرة عن حياة كل امام روحي فداهم اجمعين
                  رزقنا الله جميعاً شفاعتهم وحشرنا معهم ان شاء الله
                  الشكر لكم أنتم أختي الكريمة على أطلاعكم على الموضوع

                  وأنشاء الله كسبنا الثواب عند الله وشفاعة الأئمة سلام الله

                  عليهم أجمعين..

                  تعليق


                  • #19
                    اللهم صل على محمد وال محمد

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X