بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
رواية وتعليق عليها
النعماني/142، عن عمرو بن سعد، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال يوماً لحذيفة بن اليمان، في حديث طويل: حتى إذا غاب المتغيب من ولدي عن عيون الناس، وماج الناس بفقده أو بقتله أو بموته، اطلعت الفتنة ونزلت البلية والتحمت العصبية، وغلا الناس في دينهم، وأجمعوا على أن الحجة ذاهبة والإمامة باطلة، ويحج حجيج الناس في تلك السنة من شيعة علي ونواصبه للتحسس والتجسس عن خلف الخلف فلا يرى له أثر، ولا يعرف له خبر ولا خلف، فعند ذلك سبت شيعة علي سبها أعداؤها، وظهرت عليها الأشرار والفساق باحتجاجها، حتى إذا بقيت الأمة حيارى، وتدلهت وأكثرت في قولها إن الحجة هالكة والإمامة باطلة، فورب علي إن حجتها عليها قائمة ماشية في طرقها، داخلة في دورها وقصورها جوالة في شرق هذه الأرض وغربها، تسمع الكلام وتسلم على الجماعة، ترى ولا ترى إلى الوقت والوعد ونداء المنادي من السماءألا ذلك يوم فيه سرور ولد علي وشيعته. وعنه البحار:28/72.
********************************************
اقول : متن الرواية يحاكي مفهوم ما نعلمه من امور كثيرة في روايات اخرى ، لذلك حتى لو كان سند الرواية ضعيف فالمتن بنظري معتبر ومهم .
قول المعصوم ع ( حتى إذا غاب المتغيب من ولدي عن عيون الناس ) .
اقول : هو متعلق بابنه وبقية الله في ارضه الامام الثاني عشر الحجة بن الحسن ع . كما هو مفهوم من سياق الكلام .
وغيبته عن العيون ، اختفائه عنها سواء على مبنى خفاء الشخص او الشخصية .
وقوله ع ( وماج الناس بفقده أو بقتله أو بموته )
اقول : اي اضطربت الناس بغيبته ، فمنهم من يقول بفقده واخر بمقتله وآخر بموته ، ولعل هذا يحاكي عبارة رواية اخرى تذكر حال وقول الناس في امتحان الظهور وارهاصاته القريبة بقولهم ( مات او هلك ، باي واد سلك ) ، وسياق الكلام مع ما يلحقه يظهر منه انّ الحديث عن ارهاصات الظهور بالذات والخصوص .
وقوله ع ( اطلعت الفتنة ونزلت البلية والتحمت العصبية ، وغلا الناس في دينهم ، وأجمعوا على أن الحجة ذاهبة والإمامة باطلة )
اقول : إخبار عن حال الناس بعد طول غيبته ، ولعل المقصود اكثر من غيره ممن لم يكن على منهج ال البيت ع او ضعيف الايمان ، بدليل قوله ( اجمعوا على ان الحجة ذاهبة والإمامة باطلة ) . ولعل هذا القول كما سيتضح لاحقا يحاكي فترة لحدث ما بين صيحة الظهور في رمضان ويوم الخروج في محرم .
وقوله ع ( ويحج حجيج الناس في تلك السنة من شيعة علي ونواصبه للتحسس والتجسس عن خلف الخلف فلا يرى له أثر، ولا يعرف له خبر ولا خلف، فعند ذلك سبت شيعة علي سبها أعداؤها، وظهرت عليها الأشرار والفساق باحتجاجها، حتى إذا بقيت الأمة حيارى، وتدلهت وأكثرت في قولها إن الحجة هالكة والإمامة باطلة )
اقول : اي يحج حجيج الناس في تلك السنة بعد ان حصلت الصيحة الجبرائيلة في شهر رمضان ، فيكون عام حج مميز فيه حجيج من الموالين المنتظرين لأمر ال البيت ومن اعدائه ونواصبه ذهابهم فيه غاية اخرى التحسس ( للموالين ) والتجسس ( للاعداء والمبغضين ) ، فيقارب موسم الحج على الانتهاء ولم يجد كلا منهم غايته بخصوص الامام الغائب المنتظر ظهوره ، او المتربص به وبمواليه والقائلين بامامته وبقائه ، فتحتار الامة جميعا ، ويشتد ويصعب الامر على الموالين ويحتج عليهم بان الحجة هالكة والامامة التي تقولون بها باطلة .
وقوله ع ( فورب علي إن حجتها عليها قائمة ماشية في طرقها، داخلة في دورها وقصورها جوالة في شرق هذه الأرض وغربها، تسمع الكلام وتسلم على الجماعة، ترى ولا ترى إلى الوقت والوعد ونداء المنادي من السماءألا ذلك يوم فيه سرور ولد علي وشيعته . )
اقول : يقسم الامام ع بربه على أنّ حجة الله قائمة ، وأنّ الامام ع حي موجود متنقل في كل بقاع الارض ، ماشيا في طرقها ، وداخلا في دورها وقصورها ( اشارة الى مختلف مقامات الناس ) ، يسمع الامام الحجة ع كلام الناس ( اشارة الى قربه منهم ) ، ويسلم على الجماعة ( اشارة الى قيامه بتكاليفه من المستحبات فضلا عن الواجبات بالمنطق ) ، تَرى ولا تُرى ( اي هذا اشارة واضحة الى نظرية غياب الشخص ، مع العلم هناك روايات تثبت غياب الشخصية فقط مما يدل على إنّ الامام ع يستخدم كلا " التكتيكين " بحسب الضرف والمكان ، فتامل ، ويستمر غياب الامام ع هذا الحال من الغيبة حتى النداء والظهور الاصغر بعد صيحة رمضان ليظهر لعله فقط لعدد من الخواص ، ثم يكون الظهور التام في يوم الخروج والقيام في محرم ومن بيت الله في مكة .
والله اعلم
الباحث الطائي
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
رواية وتعليق عليها
النعماني/142، عن عمرو بن سعد، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال يوماً لحذيفة بن اليمان، في حديث طويل: حتى إذا غاب المتغيب من ولدي عن عيون الناس، وماج الناس بفقده أو بقتله أو بموته، اطلعت الفتنة ونزلت البلية والتحمت العصبية، وغلا الناس في دينهم، وأجمعوا على أن الحجة ذاهبة والإمامة باطلة، ويحج حجيج الناس في تلك السنة من شيعة علي ونواصبه للتحسس والتجسس عن خلف الخلف فلا يرى له أثر، ولا يعرف له خبر ولا خلف، فعند ذلك سبت شيعة علي سبها أعداؤها، وظهرت عليها الأشرار والفساق باحتجاجها، حتى إذا بقيت الأمة حيارى، وتدلهت وأكثرت في قولها إن الحجة هالكة والإمامة باطلة، فورب علي إن حجتها عليها قائمة ماشية في طرقها، داخلة في دورها وقصورها جوالة في شرق هذه الأرض وغربها، تسمع الكلام وتسلم على الجماعة، ترى ولا ترى إلى الوقت والوعد ونداء المنادي من السماءألا ذلك يوم فيه سرور ولد علي وشيعته. وعنه البحار:28/72.
********************************************
اقول : متن الرواية يحاكي مفهوم ما نعلمه من امور كثيرة في روايات اخرى ، لذلك حتى لو كان سند الرواية ضعيف فالمتن بنظري معتبر ومهم .
قول المعصوم ع ( حتى إذا غاب المتغيب من ولدي عن عيون الناس ) .
اقول : هو متعلق بابنه وبقية الله في ارضه الامام الثاني عشر الحجة بن الحسن ع . كما هو مفهوم من سياق الكلام .
وغيبته عن العيون ، اختفائه عنها سواء على مبنى خفاء الشخص او الشخصية .
وقوله ع ( وماج الناس بفقده أو بقتله أو بموته )
اقول : اي اضطربت الناس بغيبته ، فمنهم من يقول بفقده واخر بمقتله وآخر بموته ، ولعل هذا يحاكي عبارة رواية اخرى تذكر حال وقول الناس في امتحان الظهور وارهاصاته القريبة بقولهم ( مات او هلك ، باي واد سلك ) ، وسياق الكلام مع ما يلحقه يظهر منه انّ الحديث عن ارهاصات الظهور بالذات والخصوص .
وقوله ع ( اطلعت الفتنة ونزلت البلية والتحمت العصبية ، وغلا الناس في دينهم ، وأجمعوا على أن الحجة ذاهبة والإمامة باطلة )
اقول : إخبار عن حال الناس بعد طول غيبته ، ولعل المقصود اكثر من غيره ممن لم يكن على منهج ال البيت ع او ضعيف الايمان ، بدليل قوله ( اجمعوا على ان الحجة ذاهبة والإمامة باطلة ) . ولعل هذا القول كما سيتضح لاحقا يحاكي فترة لحدث ما بين صيحة الظهور في رمضان ويوم الخروج في محرم .
وقوله ع ( ويحج حجيج الناس في تلك السنة من شيعة علي ونواصبه للتحسس والتجسس عن خلف الخلف فلا يرى له أثر، ولا يعرف له خبر ولا خلف، فعند ذلك سبت شيعة علي سبها أعداؤها، وظهرت عليها الأشرار والفساق باحتجاجها، حتى إذا بقيت الأمة حيارى، وتدلهت وأكثرت في قولها إن الحجة هالكة والإمامة باطلة )
اقول : اي يحج حجيج الناس في تلك السنة بعد ان حصلت الصيحة الجبرائيلة في شهر رمضان ، فيكون عام حج مميز فيه حجيج من الموالين المنتظرين لأمر ال البيت ومن اعدائه ونواصبه ذهابهم فيه غاية اخرى التحسس ( للموالين ) والتجسس ( للاعداء والمبغضين ) ، فيقارب موسم الحج على الانتهاء ولم يجد كلا منهم غايته بخصوص الامام الغائب المنتظر ظهوره ، او المتربص به وبمواليه والقائلين بامامته وبقائه ، فتحتار الامة جميعا ، ويشتد ويصعب الامر على الموالين ويحتج عليهم بان الحجة هالكة والامامة التي تقولون بها باطلة .
وقوله ع ( فورب علي إن حجتها عليها قائمة ماشية في طرقها، داخلة في دورها وقصورها جوالة في شرق هذه الأرض وغربها، تسمع الكلام وتسلم على الجماعة، ترى ولا ترى إلى الوقت والوعد ونداء المنادي من السماءألا ذلك يوم فيه سرور ولد علي وشيعته . )
اقول : يقسم الامام ع بربه على أنّ حجة الله قائمة ، وأنّ الامام ع حي موجود متنقل في كل بقاع الارض ، ماشيا في طرقها ، وداخلا في دورها وقصورها ( اشارة الى مختلف مقامات الناس ) ، يسمع الامام الحجة ع كلام الناس ( اشارة الى قربه منهم ) ، ويسلم على الجماعة ( اشارة الى قيامه بتكاليفه من المستحبات فضلا عن الواجبات بالمنطق ) ، تَرى ولا تُرى ( اي هذا اشارة واضحة الى نظرية غياب الشخص ، مع العلم هناك روايات تثبت غياب الشخصية فقط مما يدل على إنّ الامام ع يستخدم كلا " التكتيكين " بحسب الضرف والمكان ، فتامل ، ويستمر غياب الامام ع هذا الحال من الغيبة حتى النداء والظهور الاصغر بعد صيحة رمضان ليظهر لعله فقط لعدد من الخواص ، ثم يكون الظهور التام في يوم الخروج والقيام في محرم ومن بيت الله في مكة .
والله اعلم
الباحث الطائي
تعليق