يلاحظ أنّ اغلب الحركات الإسلامية تكوّن منهجاً يتفق مع مبادئ تلك الحركات، فمنهج الرسول الكريم صلى الله عليه واله كان إصلاحاً للمجتمع
آنذاك، وليس الهدف الأساس هو القتال. نلاحظ أنّ حركة الإمام الحسين عليه السلام لم تكن في البداية لمواجهة المشركين بل كانت لمواجهة
انحرافات الأمويين التي تسعى للتربع على العرش من خلال احلال القيم داخل الوسط الإسلامي، وحركة الإمام المهدي عليه السلام كذلك هي،
مواجهة مع تيار منحرف، بمعنى إنه عين الامتداد لخط النفاق الذي تمثله الظاهرة الأموية، فوجود تشابه بين مواجهة الإمام الحسين عليه السلام
مع الخط الأموي ومواجهة الإمام المنتظر عليه السلام مع الخط الأموي وامتداداته المتمثلة بحركة السفياني.
لم تكن حركة الإمام حركة مسلحة، بل كانت حركة تغيرية عقائدية، واستعمال السلاح للدفاع عن نفسه وعيالاته، ولم يقم بعملية غزو عسكري
مسلح، بدليل ما يتفق عليه التأريخ كله قال الإمام الحسين عليه السلام: "لم أخرج أشراً، ولا بطراً، ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب
الإصلاح في أمة جدي صلى الله عليه واله أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي صلى الله عليه واله وأبي علي بن أبي
طالب عليه السلام " فحركة الإمام المهدي عليه السلام هي أيضاً حركة تغيير جماهيرية، وليست مسلحة، ولا عملية زحف مسلح، أو إنقلاب
عسكري، وإنما هي حركة آيدلوجية تغيرية ثقافية، السلاح يستخدم بها آخر شيء.
فالذي يقود النهضة العالمية هو الإمام المهدي عليه السلام ، هو من يقود نهضة الصلاحية الشمولية؛ لأنها امتداد جسماني للإمام الحسين عليه
السلام ، وهذا الأمر يوضح علاقة عاطفية ووشائج قلبية قوية بين الإمام الحسين عليه السلام ، والإمام المهدي عليه السلام ؛ فالإمام المعصوم هو
الذي يقود العملية الكبرى، يعني أنّ العملية الإصلاحية الكبرى، لا يمكن أن تتم بدون معصوم، والإمام المعصوم من وجهة نظرنا الإسلامية هو من
ولد رسول الله صلى الله عليه واله ، وولد فاطمة وعلي وهو التاسع من ولد الإمام الحسين عليه السلام.
تم نشره في المجلة العدد40
تعليق