سيّدي الصغير، منذ ولادتك تتسابق الأملاك حولك، تتمسّح بأنوارك..
يا طاهراً مطهراً، تركع الخلائق لجماله الأخّاذ..
أو تعلم أيها القدّيس الصغير..
بقتلك اغتِيلت البراءة في مهدها..
في منظر صَعِق له كلّ ذي روح..
حتى الجماد بكى، وتكلم الحجر بالنوح دماً عبيطاً..
يواسي دمك الذي عُرِجَ به إلى السماء..
يا سيّدي البريء، أبت السماء إلا أن تحتضنَ دماءك الحارة..
وجلاً من أن تحرقَ يدي أبيك الحسينعليه السلام..
وهو يلقفها للملائكة التي تسابقت لتشحط بدمك..
وفي غمرة الأحزان الأليمة، تنهّدت السماء بآهة هدت أركانها مخاطبةً الأرض:
يا أرض، لِم ارتضيتِ سفك الدماء الطاهرة؟
الأرض: تشرفتُ بلثم تلك الدماء حتى يثبت دين النبيّ محمد صلى الله عليه واله.
السماء: كيف احتملتِ ذاك المصاب؟
الأرض: لولا دعاء إمامي الحسين عليه السلام لي بالثبات لما ثبت، فقد ماجت بحاري،
وكادت تُهد جبالي، وبقيت أحجاري تبكي الحسين دماً عبيطاً.
وتسابقت الجنان؛ لتطأ قدميك كثبان مسكها، وعنبرها، وزعفرانها..
وتشوّق إليك اللؤلؤ المنثور..
وارتمى تحت قماطك الياقوت؛ ليعكس صورة نورك الوضّاء..
ويتيه في خُيلائه، فمَن مثله وقد دلى فتدنّى من سيّد الطفولة..
تعليق