إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سر خلود الحسين عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سر خلود الحسين عليه السلام




    ليست بطويلة تلك المسافة الزمنية التي تفصل بين ولادتين مباركتين، كان فيهما مجد الأمة الإسلامية و عزتها و حياتها الخالدة بخلود رسالتها الإلهية و امتدادها؛ إنهما ولادتان لإنسان واحد جسّد الكمال الذي تصبو إليه الإنسانية، ذلك هو السبط الشهيد الحسين عليه السلام، و تلكما الولادتان هما الولادة الحقيقية في الثالث من شعبان العام الرابع للهجرة، يوم خرج سبط رسول الله صلى الله عليه وآله من رحم الراضية المرضية، رحم الطهارة والنور، فأنار الدنيا و من عليها بإطلالته، ثم الولادة المعنوية في العاشر من محرم الحرام عام 61 للهجرة، الولادة التي كتبت له الخلد في كل ضمير حي ينشد الصلاح والخير.
    إنها لقصيرة تلك المسافة إذا ما قورنت بذلك الدور التاريخي العظيم الذي ينبغي أن يؤدّى في مثل هذا العمر الزمني.
    لقد ولد أبو عبدالله الحسين عليه السلام، وفتح عينيه الشريفتين على نور الرسالة المباركة الذي ولد هو الآخر مع ولادته، فشاء الله تعالى أن يندمج نور الرسالة البهي بدم ولحم و روح هذا الوليد الطاهر، و أن يجعل بقاءها و خلودها في عمق الزمان رهن هذا الدم الزكي، و تلك الروح الطاهرة التي تجسدت بولادته و حياته الأبدية في يوم ذروة العطاء والتضحية، يوم كربلاء والشهادة.
    و هنا يتبادر إلى أذهاننا السؤال المحوري التالي الذي يتضمن عدة تساؤلات: ما الذي جعل الإمام الحسين، نبراس الحق الشامخ الأبي؟
    و ما السر الذي جعل أئمة العصمة الهداة أئمة وقادة لنا نحن المسلمين؟
    ثم ما السر في وقوع الاختيار الإلهي على هذه العصبة الطيبة من الرجال الأفذاذ فأكرمهم بأنوار الرسالة بأن جعل منهم أئمة بعد أن اختار من أصولهم الأنبياء والرسل؟
    هناك تفسير غيبي لا أريد تناوله لما فيه من عمق و اتساع و بحث طويل لا يتسع له بحثنا هذا.
    فعلينا أن لا ننسى تلك الحقيقة الغيبية وهي أن لله سبحانه و تعالى في خلقه شؤوناً نحن قاصرون و عاجزون عن الوصول إليها إلا بمقدار معرفتها ظاهرياً، والتسليم المطلق لها، ولذلك فإن السؤال المحوري الذي طرحناه سيدور جوابه حول ما نفهمه و نعيه و نستفيد منه عملياً.
    وأود أن أقدم لجواب هذا السؤال مقدمة هي عبارة عن ملاحظة استوحيتها واستلهمتها من مجمل آيات الذكر الحكيم، و آثار العترة الطاهرة التي هي عدل القرآن، هذه الملاحظة تتمثل في أن الله تعالى خلق الأشياء يوم فطر السماوات والأرض خلقاً واحداً، في حين أنه خلق الإنسان خلقين، فبأمره سبحانه خُلقت الأشياء و صارت و جوداً بتلك القوة الأزلية كما عبر عن ذلك جلت قدرته بقولهإِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) (يس:82)
    فهذا الكون الذي نحسه و نبصره إنما كان رهن (كاف) و(نون) إلهية، ثم كانت التطورات والأشياء الأخرى من صنع الله القدير بأسباب و عوامل وسنن خارجة عن الأشياء.
    فتحولات الكون و تطوراته و مستجداته إنما وجدت بفعل تلك القوانين والسنن الكونية التي أودعها الله تعالى في الوجود، هذا في حين أنه تعالى عندما خلق الإنسان و فطره فإن إرادته شاءت أن يكون هذا الخلق الواعي والناطق مرة بيد قدرته و بصورة مباشرة، حيث قال جل وعلاإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلآَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ ) (ص:71)، و مرة أخرى بيد الإنسان نفسه بعد أن منحه تعالى ميزة الاختيار وسمة الحرية.
    ومنذ ذلك الوقت الذي أمضى فيه الصورة الثانية من الخلق، كانت هذه الميزة والسمة الجليلة مشتقة من اسمه المبارك، بل من أسمائه الحسنى وهي الحرية والاختيار والقدرة.
    ولقد بلغت هذه القدرة درجة و عظمة مكنته من أن يسمو و يرتفع إلى مقام و منزلة من السمو والكمال تبلغ به قاب قوسين أو أدنى من الكمال إن شاء السمو والارتفاع و بلوغ الدرجات العلى؛ أما إذا شاء هذا الإنسان -والعياذ بالله- أن ينحدر و يهوي إلى أسفل سافلين، والدرك الذي لا يمكن لنا أن نتصوره فإن هذا بإمكانه أيضاً، لأن هذا يعود إلى حرية الاختيار والإرادة الممنوحة لهذا الإنسان بالفطرة.


  • #2
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    احسنتم اختي على طرح الموضوع بشكل جميل ومتسلسل
    وبودي ان اعقب على ذلك واقول ان الانسان عندما خلقه الله تعالى جعل له القدرة على اتخاذ القرارات
    وسلوك الطريق بحرية فالله تعالى بين لعباده وبكل وضوح الطريقين طريق الخير وطريق الشر وانه
    تعالى يامر بسلوك الطريق التي تؤدي بالانسان الى بر الامان كما يقولون واعطى عباده الحريه حتى لا ياتي
    احد ويعترض على الله بانه لم يكن يعرف اي الطريقين يسلك ، فلذلك فان الله تعالى لم يختر الانبياء والاوصياء عبثا
    وبدون حكمة فقد اختبرهم ووجدهم اهلا لتلك الرسالات وتبليغها الى الناس وهكذا الحسين عليه السلام اصبح خالدا لانه
    وصل الى درجة اعطى فيها كل شيء لله تعالى وفي سبيله
    فاعطاه الله كل شيء.

    وفقكم الله تعالى ورزقكم شفاعة محمد وآل محمد

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X