تعتبر خطبة السيدة زينب عليها السلام في الكوفة و في مجلس يزيد(لع)في ذروة الفصاحة و قمة البلاغة و آية في قوة البيان و معجزة في قوة
القلب و الأعصاب و عدم الوهن و الانكسار أمام طاغية بني أمية و من كان يحيط به من الجلاوزة والجلادين و هنا يتبادر السؤال إلى أذهاننا؟
السيدة زينب عليها السلام كانت سيدة المحجبات و المخدرات و لم يسبق لها أن خطبت في مجلس رجال أو مجتمع عام و ليس من السهل عليها
أن ترفع صوتها و تخطب في تلك الاجتماعات و مع العلم إن الإمام زين العابدين عليه السلام كان أقوى و أقدر منها على فنون الخطابة و أولى
من التحدث في جموع الرجال فلماذا تولت هي هذه المهمة؟
الجواب هو: أن الضرورة أو الحكمة اقتضت أن يسكت الإمام عليه السلام طيلة هذه المسيرة كي لا يجلب انتباه الناس إلى قدرته على الكلام و
لو كان الإمام عليه السلام يخطب أثناء هذه الحلة في الكوفة و غيرها فلعله لم و لن يسمح له بالخطابة في إي مكان آخر فكانت تفوته الفرصة
الثمينة في التحدث إلى تلك الجماهير المتجمهرة في الجامع الأموي علماً بأنه لم يبقى من آل الرسول صلى الله عليه واله في تلك العائلة رجل
سوى الإمام زين العابدين عليه السلام ولهذا السبب كانت السيدة زينب عليها السلام تتولى الخطابة في المواطن والأماكن التي تراها مناسبة و
ليس معنى ذلك إنها فتحت الطريق أمام النساء ليخطبن في مجموع الرجال أو المجتمعات العامة كالأسواق والساحات بل إن الضرورة القصوى
كانت وراء خطبتها عليها السلام فقد كانت حياة الإمام عليه السلام مهددة بالخطر و خاصة في الكوفة فكم من مرة حكموا على الإمام بالقتل لولا
إن دفع الله عنه شرهم فملا ظنك لو كان الإمام عليه السلام يخطب في شارع الكوفة أو في مجلس الدعي أبن الدعي عبيد الله أبن زياد (لع) هل
كان يسلم من القتل؟ بالطبع لا إنهم أرادوا أن يقتلوه و هو بعد لم يخطب شيئاً فكيف لو كان يخطب في الناس و يكشف لهم عن مساوئ بني أمية و
مخازيهم و يبين لهم أبعاد و مضاعفات جريمة مقتل الإمام الحسين عليها السلام و أصحابه وأهل بيته عليهم السلام.
تعليق