إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من أنا الحلقة السادسة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من أنا الحلقة السادسة

    ��من أنا��


    ��الحلقة /��6


    â‍° يبدو صوت قاسم متحشرجاً ولكن صوته ممزوج بنبرة مختلطة، مروة تحاول استنطاقه، ولكنه يصرّ على أن يكلم زينب، فتعطي مروة زينب الهاتف: زينب كلمي أخاك، يصرّ على محادثتكِ"


    âœ؟تستلم زينب التلفون بعد تردد وبخوف شديد ترد: ألو، قاسم، ما عندك؟


    ��قاسم ( بفرح ممزوج بصوت متهدج): زينب، آمال، إنها ما زالت على قيد الحياة.


    ��تصرخ زينب وهي تقفز من على الكرسي، والدموع تملأ عينيها: أصحيح ما تقول؟! أو ما زالت حيةً ترزق الحمد لله الحمد لله، سأذهب لأبشر منتظر"


    ...✨تسرع زينب إلى الغرفة التي يرقد فيها منتظر، حيث كان جميع إخوته يحيطون به، وتبشرهم ودموع الفرح تملأ عينيها: منتظر منتظر، أبشر، آمال على قيد الحياة آمال بخير"


    ��فيبتهج الجميع ويبدأون بالتبريك لبعضهم، وكلٌ يحتضن الآخر، فيسأل منتظر زينب وهو ما زال متعب: زينب، كيف عرفت بالخبر، أرجوك أنا ما زلت قلقاً عليها؟


    âœ؟فترد زينب: إتصل قاسم من السفارة، ولا معلومات مفصلة لديّ، هل ترغب في أن أتصل إليه وتحدثه؟ "


    â‍°فيبدي منتظر رغبته في ذلك، فتقوم زينب بالإتصال بقاسم وتعطي هاتفها إلى منتظر


    ��منتظر: ألو قاسم، شكراً عزيزي، بشرك الله بالخير، هل هي بخير؟ ماذا تقول؟ آه عليكِ يا أخيتي، أرجوك قاسم، نعم نعم ، بالتأكيد، شكراً لك


    ��يغلق منتظر الهاتف ويبدو وجهه حزيناً وقد اعتلاه الألم، فتبادر زينب بسؤاله: منتظر، لم أراك حزيناً؟ هل ثمة ما يقلق؟
    يطأطأ منتظر رأسه ومن ثم يرفع رأسه ويمر بنظره سريعاً على إخوته ويقول بنبرة حزينة:
    ��من الضروري أن أسافر غداً إلى لندن واحتمال كبير يسافر قاسم معي، آمال في وضع خطير، وتحتاج دعائكم


    ��فتتفاجأ مروة بقرار سفر قاسم وتتوجه إلى منتظر: قاسم سيسافر معك؟ هو قال ذلك؟ هل أنت متأكد؟


    ��فيرد عليها: نعم هذا ما فهمته منه، حيث أخبرني أنه سيحجز تذاكر لي وله.


    ��فيبدو الضيق جلياً على وجه مروة، مما حدا بزينب الخروج من الغرفة بسرعة والإتصال إلى قاسم��: ألو أخي كيف حالك، أعلم أنك مرهق، أسأل الله أن يثيبك على كل ما تقوم به، نعم أخي لقد أخبرنا منتظر بالتفاصيل، لقد حزنت كثيراً، ورغم حبي الكبير إلى أختي وصديقتي آمال، إلى درجة أنني أتمنى السفر للإطمئنان عليها، إلا أنه لا يمكنني ذلك، كما وأنني لا أتفق معك في قرار سفرك أخي الحبيب، فأنت اليوم مرتبط بزوجة، وما زلتما عرسان جدد، وسفرك من أجل آمال لربما يؤثر على علاقتك بخطيبتك


    ��فيتفاجأ قاسم مما يسمعه من أخته ويقول: زينب، أكاد لا أصدق ما أسمعه منكِ، إنها حالة إنسانية، أو من الممكن أن تكون مروة تغار من آمال وهي في هذه الحالة؟ لا يمكن عزيزتي، أنتِ بالطبع تبالغين!


    âœ؟فتطرق زينب رأسها: يؤسفني أخي أن أقول لك أنّ هذا هو الواقع ، و صدقني مروة لم تبح بما في قلبها، ولكنني شعرت به، وها أنا أبادر بالإتصال بك لأنصحك من أجل حياتك أخي، لقد أديت ما عليك حتى الآن، واترك الباقي إلى إخوتها هم سيحسنون التصرف، وما علينا إلا الدعاء من أجل آمال، وحاول أن تتصرف مع خطيبتك حين تسألك عن سفرك.


    ��فيتفهم قاسم ما ترمي إليه زينب ويشكرها، ومن ثم يغلق الهاتف ويتصل بمروة�� : ألو، أهلاً عزيزتي، سامحيني، انشغلت عنكِ كثيراً، و لكن أرجو أن تتفهمي، أنها حالة إنسانية، وأننا أهل ويجب أن نقف مع بعضنا في مثل هذه المواقف، شكراً غاليتي، هذا ما توقعته منكِ، اممم سفري، نعم نعم حالما أصل سنتفاهم حول هذا الموضوع"


    ��يمر قاسم على المستشفى ليطمئنّ على صديقه، ويأخذ مروة معه لإعادتها للبيت وفي الطريق يشعر من خلال كلامه معها أنها غير مرتاحة إلى موضوع سفره، فيطمئنها بأنّه لن يسافر، وسيرتب أمور منتظر من هنا


    �� وبالفعل يتصل إلى منتظر الذي غادر المستشفى وعاد إلى البيت كي يستعد إلى السفر، ويخبره أنّ السفر متعذر عليه ويلتمس منه العذر، ويطمئنه بأنّه اتصل إلى صديقه إبراهيم الذي يدرس في سكوتلندا في سنته الأخيرة وأنه سيلتحق به وسيساعده في كل أموره


    â‍°في هذه الأثناء يصل الحاج محمد والد آمال إلى البيت وهو في حالة يرثى لها معاتباً أولاده بأنهم سمحوا إلى أختهم بالسفر، ولولا ذلك ما تعرضت إلى كلّ ما تعرضت له،


    ��فيردّ عليه منتظر: أبي، لن نردّ على عتابك بعتاب، فهذا ليس وقته، إنما سأقول لك شيئاً واحداً، آمال بحاجة إلينا جميعاً، وكلّ ما حدث إنما هو بأمر الله، و{ قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا}"


    ��فيجلس الحاج محمد على الأريكة حزيناً نادماً على تقصيره في حق هذه الطفلة التي لم يكترث إليها وهي في أمس الحاجة إليه حين كانت طفلة فيبكي بحرقة��:


    â—? لقد ظلمتها كثيراً، رأيتها عاقلة، رزينة، حنونة، فما شعرت بطفولتها، بل تركت عليها حملاً ثقيلاً كإمرأة ناضجة، آه عليكِ يا صغيرتي"


    ��فيربت منتظر على ظهر والده المحني:" أبي، هي الآن بحاجة إلى الدعاء، وفقط الدعاء"


    ✈في اليوم الثاني يتجه منتظر إلى المطار، ويودعه الأهل وحتى زينب وقاسم ومروة كانوا متواجدين، يتقدم قاسم إلى منتظر، ويمسك بكلتي يديه، ويهمس بحزن وألم وحن ان:
    ��أخي الغالي، كنت أتمنى أن أكون معك، ولكن هكذا شاءت الظروف، أرجوك، أتوسل إليك كن على تواصل معي أولاً بأول، فأنا قلقٌ جداً


    ✋ فطمئنه منتظر بأنه سيتواصل معه كلما استطاع وقدر الإمكان.


    ��يصل منتظر في اليوم الثاني صباحاً إلى مطار هيثرو، حيث كان إبراهيم صديق قاسم في انتظاره


    �� كان إبراهيم شاباً وسيماً مبتسماً دائماً، وقد رفع ورقة مكتوب عليها (( أنا إبراهيم مع صورة وجه مبتسم��)) ورغم الألم الذي كان يشعر به منتظر حيال وضع شقيقته، إلا أنه مجرد أن رأى تلك الورقة التي رفعها إبراهيم إبتسم تلقائيا ً، رحب كل منهما بالآخر، وأبدى إبراهيم استعداده التام إلى خدمة منتظر، وكان قد أخذ كل المعلومات من قاسم، كما وزار سفارة بلدهم في لندن، واستفسر عن كل شيء، وعليه توجها مباشرة من المطار إلى المستشفى الذي ترقد فيه آمال


    �� وبعد إجراءات دقيقة للتأكد من هوية منتظر وصلته بآمال تم أخذهما إلى حيث كانت، وكانت خطوات الطاقم الطبي الذي رافقهما ثقيلة، وكان الممر الذي يسيرون فيه طويل جداً، كانت كل خطوة بالنسبة إلى منتظر كقرع طبل في أذنيه، ها هو يسمع جهاز تخطيط القلب، وكأنه يقترب من الموت، وفجأة يتوقف الطاقم عن المشي، ويشير الطبيب إلى واجهة زجاجية كبيرة قائلاً:


    â‍° إنها هنا، هاهي آمال، إنها معجزة، فما زالت على قيد الحياة"


    ��إقترب منتظر شيئاً فشيئاً من النافذة الزجاجية لغرفة الإنعاش، وكانت المفاجأة التي لم يتخيلها قط، تسمّر في مكانه، تمالك أعصابه، صرخ:


    �� لا يمكن لا يمكن، هل هذه هي أختي؟ هل أنتم متأكدون مما تقولون؟!"


    ��إقترب إبراهيم من منتظر: قبض على يده وقال: أخي كن قوياً، هادئاً، متوكلاً على الله، هدئ من روعك حتى نفهم ما حدث"


    ��يطلب منهما الطبيب المباشر أن يرافقانه إلى غرفته ليشرح إليهما الحالة، يطلب منهما الجلوس، وينظر إلى منتظر بإبتسامة : هل أطلب لكما فنجانيّ قهوة؟ فيبديان رغبتهما في ذلك مع كوب ماء حسب رغبة منتظر.


    ��يعتدل الطبيب الستيني في جلسته، ويبدأ في الحديث: منتظر، أختك قوية جداً، ومؤمنة جداً، بالمناسبة، هي أقوى منك بكثير"


    ��فطأطأ منتظر رأسه وقال: بالفعل، أقوى بكثير، فآمال يا دكتور رغم أنها الأصغر بيننا، إلا أنها حملت همنا جميعاً، وعاشت عمراً أكبر من عمرها"


    ��استأنف الطبيب كلامه: أتعرفان؟ آمال كانت في عداد الموتى جاءوا بها إلى المستشفى بعد أن انتشلوها من تحت أنقاض الباص المتهشم، كانت الدماء تغطي كلّ جسدها، والفحوصات الأولية أظهرت، كسراً في الفك، مع تشوه الوجه، كسورا" في الرجلين، جرح عميق في المعدة، وجروح متفرقة، وإصابة مباشرة في العين، ورغم كل ذلك كانت تحتضن هذا لآخر لحظة ولم تتركه..


    �� وأخرج من درجه شيئاً ملفوفاً بقطعة قماش، سلمه إلى منتظر، فتح منتظر القماش، وإذا به القرآن الصغير الذي أعطاه قاسم إليها في المطار وقد تلوث بالدم، احتضنه منتظر بقوة، وقبله وبقي صامتاً ومن ثم قال: ��دكتور، أرجوك أجبني بصدق، هل ستنجو آمال؟"


    ��فأجابه الطبيب: إحساسي أنها ستنجو، وحينما أقول إحساسي، لا أتحدث عن أية مقاييس طبية، لأن وضعها سيء جداً ولا أخفي عليكما ذلك، ولكن قوة إيمانها هي من يمنحني هذا الإحساس، فقد كانت في المرحلة الأولى من العمليات تكرر وهي في حالتها بين الغيبوبة و الإستيقاظ ، يا الله، يا الله.


    ��كان إبراهيم يستمع إلى حديث الطبيب عن آمال بإنصات شديد، وبنظرات ملؤها الإعجاب، فقطع صمت الغرفة صوت ��منتظر: دكتور، هل قلت المرحلة الأولى من العمليات؟ هل هذا يعني أن هناك مراحل أخرى؟


    ��فيجيبه الطبيب: للأسف، أمامها مشوار طويل، وأحتاج منك أن توقع على بعض الأوراق، حتى يتسنى لنا البدء في المراحل القادمة، والمفترض أن تكون خلال الأسبوع القادم.


    ��منتظر: أرجوك دكتور، أتمنى أن تضعني في الصورة كاملة"


    â‍°فشرح الطبيب الحالة بالتفصيل إلى منتظر، فما كان من منتظر إلا أن يتمسك بالشجاعة الكافية ليتخذ قراراً مصيرياً في توقيع الأوراق المطلوبة منه، ومن ثم يتصل بالأهل ليطلعهم على الوضع الصحي إلى آمال، وقبل أن يبادر إلى الإتصال في قاسم، كان قاسم قد سبقه في ذلك،


    ��قاسم: ألو، منتظر كيف حالك، لم تأخرت عليّ، أنا قلق جداً، هل رأيت آمال؟ كيف حالها؟


    ��منتظر: أهلاً قاسم، كنت للتو سأكلمك، آه يا أخي، لا نملك إلا الدعاء، لو ترى حالها تبكي بدل الدموع دما، لا يوجد مكان في جسدها لا ينزف، لقد كانت في عداد الموتى كما نقل الطبيب، ولكنها كانت تحتضن القرآن الذي أعطيتها إياه في المطار، ولعله كان السبب في نجاتها يا أخي.


    ✨في هذه اللحظة ارتعدت فرائص قاسم، شعور مضاد بين الإرتياح لأن آمال احتفظت بقرآنه لآخر لحظة، وبين الألم لحالها الذي وصفه منتظر: ماذا تقول؟! آمال في خطر إذا؟


    ��منتظر: إنها تحت رحمة الله، ولا تنسوها من الدعاء، وأخبر زينب بذلك، وقل لها آمال بحاجة إلى دعاء المؤمنين.


    ��أغلق قاسم الهاتف وقلبه يعتصر ألما"، فلم يتخيل أن حالها كان إلى هذه الدرجة، استدار نحو الجدار، وأسند رأسه مت
    هذ ا التشاؤم ، { قل لن يصيبنا، إلا ما كتب الله لنا}

    â?œتعطي زينب مروة الهاتف بيديها المرتعشتين: خذي ردي أنتِ" ثم تغلق زينب أذنيها بكلتي يديها وبقوة، وكأنها لا تريد أن تسمع.


    â‌¥ترد مروة على الهاتف: أهلا" حبيبي، لا أنا مروة، زينب لا تستطيع الرد
    يبدو صوت قاسم متحشرجاً


    â™»يتبع...
    ������������������
    التعديل الأخير تم بواسطة خادمة ام أبيها; الساعة 08-11-2015, 07:58 PM.

  • #2
    مؤثرة احداث القصة
    نتاااااااااااااابع بشغف
    أحسنتم

    صن النفس وأحملها على ما يزينها---------تعش سالماً والقول فيك جميلٌ

    sigpic

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X