ومن خُطبَةٍ لهُ عَليه السَّلام كان يقوله في كل موطن يلقى فيه العدو
لا تقاتلوا القومَ حتى يبدؤوكم فأنتم بحمد الله على حجة ، وترككم إياهم حتى يبدؤوكم حجة أخرى لكم ، فإذا قاتلتموهم فهزمتموهم فلا تقتلوا مدبراً ، ولا تجهزوا على جريح ، ولا تكشفوا عورةً ، ولا تمثلوا بقتيل ، فإذا وصلتم إلى رحال القوم فلا تهتكوا ستراً ، ولا تدخلوا داراً ، ولا تأخذوا مالاً ، إلا ما وجدتم في معسكرهم ، ولا تهيجوا امرأة بأذى وإن شتمن أعراضكم ، وسببن أمراءكم صلحاءكم ، فإنهن ضعافُ القوى و الأنفس .
ولما رأى "ع"أن ميمنته قد عادت إلى موقفها وكشفت من بازائها من العدو أقبل"ع"حتى انتهى إليهم فقال :
أني قد رأيت جولتكم و انحيازكم عن صفوفكم ، تحوزكم الجحفاة الطغاة ، أعرابُ أهل الشام ، و أنتم لهاميمُ العرب ، و السنام الأعظم ، وعُمَّارُ الليل بتلاوةِ القرآن ، و أهلُ دعوة الحق إذ ضل الخاطئون ، فلولا إقبالكم بعد الإدبار ، وكرَّكم بعد الانحياز ، لوجب عليكم ما وجب على المُوِلّي يوم الزحف دُبُرَهُ ، فكنتم من الهالكين ، ولكن هوَّن عليَّ بعضَُ وَجْدِي وشفا بعضَ أحاح نفسي أني رأيتكم حزتموهم كما حازوكم ، و أزلتموهم كما أزالوكم ، تركب أولاهم أُخراهم ، كالإبل المطرودة الهيم، فاصبروا ، نزلت عليكم السكينة ،وثبتكم الله باليقين . ولِعلم المنهزم أنه مُسْخِطٌ ربه ، ومُبِقٌ نفسه ، وإن في الفرار موجدة الله عليه ، و الذل اللازم ، و العار الباقي ، و اعتصارَ الفيء من يده ، وفساد العيش عليه ، وإن الفارَّ لا يزيد في عمره ، ولا يُرضِي ربَّه . فموت المرء محقاً قبل إتيان هذه الخصال خير من الرضا بالتأنيس لها ، و الإقرار عليها .
المصدر:مستدرك نهج البلاغة
لا تقاتلوا القومَ حتى يبدؤوكم فأنتم بحمد الله على حجة ، وترككم إياهم حتى يبدؤوكم حجة أخرى لكم ، فإذا قاتلتموهم فهزمتموهم فلا تقتلوا مدبراً ، ولا تجهزوا على جريح ، ولا تكشفوا عورةً ، ولا تمثلوا بقتيل ، فإذا وصلتم إلى رحال القوم فلا تهتكوا ستراً ، ولا تدخلوا داراً ، ولا تأخذوا مالاً ، إلا ما وجدتم في معسكرهم ، ولا تهيجوا امرأة بأذى وإن شتمن أعراضكم ، وسببن أمراءكم صلحاءكم ، فإنهن ضعافُ القوى و الأنفس .
ولما رأى "ع"أن ميمنته قد عادت إلى موقفها وكشفت من بازائها من العدو أقبل"ع"حتى انتهى إليهم فقال :
أني قد رأيت جولتكم و انحيازكم عن صفوفكم ، تحوزكم الجحفاة الطغاة ، أعرابُ أهل الشام ، و أنتم لهاميمُ العرب ، و السنام الأعظم ، وعُمَّارُ الليل بتلاوةِ القرآن ، و أهلُ دعوة الحق إذ ضل الخاطئون ، فلولا إقبالكم بعد الإدبار ، وكرَّكم بعد الانحياز ، لوجب عليكم ما وجب على المُوِلّي يوم الزحف دُبُرَهُ ، فكنتم من الهالكين ، ولكن هوَّن عليَّ بعضَُ وَجْدِي وشفا بعضَ أحاح نفسي أني رأيتكم حزتموهم كما حازوكم ، و أزلتموهم كما أزالوكم ، تركب أولاهم أُخراهم ، كالإبل المطرودة الهيم، فاصبروا ، نزلت عليكم السكينة ،وثبتكم الله باليقين . ولِعلم المنهزم أنه مُسْخِطٌ ربه ، ومُبِقٌ نفسه ، وإن في الفرار موجدة الله عليه ، و الذل اللازم ، و العار الباقي ، و اعتصارَ الفيء من يده ، وفساد العيش عليه ، وإن الفارَّ لا يزيد في عمره ، ولا يُرضِي ربَّه . فموت المرء محقاً قبل إتيان هذه الخصال خير من الرضا بالتأنيس لها ، و الإقرار عليها .
المصدر:مستدرك نهج البلاغة