سـيرة معـركة كربلاء الطف - هذا هو الحسين
هذا هو الحسين
عاد الحسين (ع) على ظهر فرسه ووقف أمام الجيش وخاطبهم


استحوذ الشيطان على ابن سعد ونادى حامل الراية

استمرت رحى الحرب تدور في ميدان كربلاء وشلال الدم المقدس يجري ليتخذ طريقه عبر نهر الخلود، وأصحاب الحسين (ع) يتساقطون الواحد تلو الآخر وقد أرهقوا جيش العدو وأثخنوه بالجراح فتصايح رجال عمر بن سعد لو استمرت الحرب برازاً بيننا وبينهم لأتوا على آخرنا، لنهجم مرة واحدة ولنرشقهم بالنبال والحجارة. تقدمت وحدات من الجيش الأموي يقودها عمر بن الحجاج وهاجمت ميمنة الحسين (ع) فاستعمل أصحاب الحسين (ع) أسلوباً عسكرياً رائعاً، حيث جثوا على ركبهم وأشرعوا الرماح فخافت الخيل وتراجعت بفرسانها. إستغل أصحاب الحسين (ع) إدبار الخيل ورجوعها فأطلقوا نبالهم يصطادون بها الحملة الظالمة. عاود الجيش الأموي الحملة فقاد شمر بن ذي جوشن قطعات من عسكره وهاجم ميسرة الحسين (ع) ودارت معركة طاحنة استطاع الرجال الذين بقوا مع الحسين (ع) من صد الهجوم ورد الشمر على أعقابه، وقد أبلى فيها عبد الله بن عمير الكلبي بلاءً حسناً وأبدى بسالة نادرة فقتل تسعة عشر فارساً وإثنا عشر راجلاً، فسقط جريحاً ثم أسر وقتل صبراً، ولم تحتمل أم وهب قتل زوجها وفراق الرجل المقدام فاتجهت إلى ساحة المعركة وراحت تحنو على الجسد المسجى بقلبها المثكول وغربتها المفجعة وتمسح الدم عن الرأس الحر الأبي وهي تقول:هنياً لك الجنة. نظر الشمر إلى صلابتها وتحديها فاستعظم موقفها وأمر غلاماً له بقتلها، نفذ العبد أمر سيده واتجه يحمل عموداً من حديد فضرب أم وهب على رأسها فسقطت شهيدة تسبح بدم الشهادة وتعانق روحها روح الزوج الحبيب فاقتطع القتلة رأسها ورموا به نحو مخيم الحسين (ع). إستمر الهجوم والزحف نحو من بقي مع الحسين (ع) وأحاطوا بهم من جهات متعددة فتعالت أصوات ابن سعد ونداءاته إلى جيشه وقد دخل المعسكر يقتل وينهب (( أحرقوا الخيام ))، فضجت النساء وتصارخ الأطفال وعلا الضجيج وراحت ألسنة النار تلتهم المخيم وسكانه يفرون فزعين مرعوبين.
ها هو الجيش الأموي يهاجم مخيم آل الرسول وقد زالت الشمس وحضر وقت الصلاة وليس معقولاً أن يغيب الحسين (ع)
تعليق