اللهم صل على محمد وآل محمد
لا شكَّ أن هناك فوارقاً نفسية وبدنية وعاطفية بين الرجل والمرأة، ولكن هذا لا يعني أنَّ دورها في الحياة يقلُّ عن دور الرجل - هذا إن لم نقل: إنَّه يزيد عليه من حيث التأثير في بناء مستقبل واعٍ لمسؤولياته المفترضة عليه -.
ولقد اشتهر أنَّ المرأة تمثِّل نصف المجتمع، وهذه المقالة إن صحت فعلينا أن لا ننسىٰ أثر المرأة الفاعل في النصف الآخر!
وعلىٰ كلِّ حالٍ، فيما يتعلَّق بعملية التمهيد للإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف.
يمكن أن نتكلَّم في جهتين:
الجهة الأولىٰ : دورها في أصل عملية التمهيد:
وهنا لا فرق بينها وبين الرجل، فإنَّ المطلوب من كلِّ المؤمنين - رجالاً كانوا أو نساءً - أن يهتمّوا بفكرة التمهيد العملية، والتي تتضمَّن العناصر النفسية والفقهية والعقائدية والسلوكية المختلفة، ممَّا يصب في عملية بناء أُسس رصينة لقيام دولة الحق.
ولذلك، فإنَّ دعاء الندبة يساوي بينهما في حرقة الشوق للمولى الغائب، فيقول الدعاء «بِنَفْسِي أَنْتَ أُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنَّىٰ مِنْ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا»
وفي حديث للإمام الرضا «...كم من مؤمن ومؤمنة متأسِّف متلهف حيران حزين لفقده...».
الجهة الثانية: مفردات التمهيد:
لا شكَّ أن المفردات العملية للتمهيد تختلف بين الرجل والمرأة،
تبعاً لدور كلٍّ منهما في الحياة، وتبعاً للاختلافات النفسية والفسيولوجية (البدنية) بينهما،
ويتلخَّص دورها بالتالي:
1- حسن التبعّل.
2- تربية الأولاد تربية إنسانية إسلامية.
3- العفَّة في مختلف جوانبها.
4- نشر مفاهيم الدين والخير والصلاح حسب قدرتها.
5- الورع بتمام معنىٰ الكلمة.
إنَّ المرأة تنطلق للتمهيد للظهور المهدوي من مملكة بيتها، وعرش عفَّتها، وحصون أدبها، لترسم لوحة زاهية الألوان، تملؤها العاطفة
والحنان، تغمر بهما بيتها، وأهلها، ومعارفها، لتُؤطِّر عملها بأريج الحب المهدوي، ونسمات العشق العلوي، ونفحات العفَّة الفاطمية.
--------------------
كتاب الغَيبة
تعليق