علي حسين الخباز
يامولاي ...............
إني لم أزل أحمل على صهوة المعنى قول أبيك لعمك عقيل:
اخطب لي امرأة أولدتها فحول العرب، لتلد غلاما زكيا شجاعا حتى ينصر أخاه الامام الحسين يوم الطفوف... ويعني انتقاء خبير يدرك أن للنزف هوية وللجرح هوية...
أشهد إن عمك عقيل بن ابي طالب قد خبر الانساب حد أصلابها وأرحامها، ليختار امرأة تحمل نبوءة السماء رؤيا:ـ
أمّاه وقع القمر في حجري وأربعة كواكب يا أمّاه!!!!
:- أبشري يا سيدة الحلم...
كل الصفات والسمات الحميدة تلخصت في همسة عرس:ـ
لا تسميني فاطمة لئلا ينكسر قلب الامامين الحسنين واختيهما ويتذكروا أمهم !!!
مولاي يا ابا الفضل...
الله اكبر رسالة أنبياء وانشودة المتقين...
اول صوت اخترق السمع بهمسة سيد المعصومين،
فانطبعت في ذخائر الذات راية ترفرف يوم الطفوف...
مدار قويم وأسم ما وهن يوما لغاية (عباس)... عبوسا في وجه منكرهم، وعبوسا يوم الوغى في ميادين الحروب... يا ابا الفضل - ويا ابا القاسم ــ ويا قمر بني هاشم - السقاء ـ بطل العلقمي ـ حامل اللواء - كبش الكتيبة ـ العميد - حامي الظعينة...
ياباب الحوائج... ايها الممرع بالغيث: سحّـت سواقي الالقاب امام روائك البهي ...
يقول احدهم: من أين لكم هذه الالقاب ؟
قلتُ: هي ذي الحاجات فاسألها: أيهما رُدّت مكروبة عند ضريح المكرمات، هو قمر من البهاء وصفه الرواة:ـ وسيما، يركب الفرس المطهم ورجلاه تخطان الارض... واسألوا يوم الطفوف عن حامل لواء نهضت ذراعان مقطوعان لتهزج له بالبقاء...
ويأتي صوت أم البنين ساعتها طريا:ـ
أعيــذه بالواحــدِ.. من عين كل حاسدِ
قائمهم والقاعــدِ ... مسلمهم والجاحــدِ
صادرهم والواردِ.. مولودهم والوالــدِ
فنهضت تهزج عندك يا أبا الفضل أنشودة حرب وعدة حزم وسعادة لقاء:-
لا أرهب الموت إذا الموت زقا حتى أواري في المصاليت لقى
إني أنا العباس أغدو بالسقـــا ولا أهاب الموت يوم الملتـقـى
يا إلهي نبوءة امام تملأ صحائف الدمع... يروي المؤرخون: اجلسه في حجره وشمر العباس عن ساعديه نبوءة تقبلهما بالدمع ليكر السؤال دهشة وأنينا: ما الذي يبكيك يا أبا الحسن؟
:ـ نظرتُ الى الكفين تذكرتُ ما يجري عليهما.
:- ما الذي يجري عليهما يا ابا الحسن ؟
فيجيب الأسى صهيل حزن:ـ يُقطعان من الزند !!
:ـ امهلوني رجاء... كي ادرك الفطنة في حصافة وفصاحة، جرح لايهدأ، فأي تذكر هذا الذي يبحر في غدٍ آت... فالمستقبل ماضِ في كنه غيبيات إمام، فافهموها كيف شئتم...؟!
شمس الصباحات عند آل هذا البيت تبرق حتى في لياليهم المضيئة بالسنا والشفاعة والبهاء... لذلك تراها ندية تلك الجراح،
يقول بعض الرواة، قلتُ بعض الرواة... بعض...
:- إنها اجهشت بالبكاء !!! كيف اجهشت بالبكاء، والتاريخ يروي إنها حمدت الله تعالى بأن يكون ولدها فداء لسبط الرسول وريحانته... يكمن النصر بين ثنايا الفخار شهادة ائمة معصومين تطوف بيارق لهذا المشهد المعظم تخفق بالعز والرشاد واليقين.
يقول الامام زين العابدين: (رحم الله عمي العباس فلقد آثر وابلى) والامام الصادق يشهد: (كان عمي العباس ابن علي نافذ البصيرة صلب الايمان جاهد مع الحسين ومضى شهيدا).
تعليق