بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وال محمد
وعجل فرجهم والعن أعدائهم
6 طرق تجعلك من عُشّاق الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)
من المفيد الاعتراف بأن علاقتنا بالإمام علاقة سطحية، علاقة جافة جداً، علاقة يابسة، ربما تكون علاقتنا بأساتذتنا أقوى من علاقتنا بالإمام، ربما تكون علاقتنا بأصدقائنا وأحبتنا أقوى من علاقتنا بالإمام، ربما تكون علاقتنا بمراجعنا وزعاماتنا أقوى من علاقتنا بالإمام، فلذا يجب مراجعة الذوات لتكون علاقتنا بالإمام علاقة حب وعشق لا مجرد دعاء، فنحن ندعو للإمام ولكن ما يريده الإمام منا ليس مجرد لقلقة لسان في الدعاء، بل يريد علاقة حب وعشق كي تكون أهلا للقائه وأهلا لتكريمه وأهلا لتشريفه.
عناصر العلاقة العشقية بالإمام (عليه السلام):
العنصر الأول: صفاء القلب:
فالقلب الذي يحمل حقداً على الناس بعيد عن لقاء الإمام، قال تعالى: (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا) (الحشر: 10)، والقلب الخالي من العمل هو القلب الذي يلتقي بالإمام.
والإنسان المبتسم المتواضع الخلوق الذي يحب الناس، يألف الناس، يـبادر لقضاء حوائج الناس، هـو المحظـوظ بلقـاء الإمـام، هـو المحظوظ بـبركـة الإمـام، هـو المحظوظ بمـدد الإمام، لأن قلبـه طـاهر، وصـفـحـة بيضـاء لا يحمـل حـقـداً ولا ضغينة، كمـا ورد عـن النبـي محمـد (صلى الله عليه وآله) «أفاضلكم أحسنكم أخلاقاً، الموطـؤون أكـنافـاً، الـذيـن يـألفون ويؤلفون، وتوطأ رحالهم» (1).
العنصر الثاني: الطهارة من الذنوب:
فالذنوب تزعج الإمـام وتؤلمه، فقد روى الشيخ الطبرسي في (الاحتجاج) (2) عن الإمام المنتظر (عليه السلام) أنه قال: «ولو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته _ الإمام يريد أن يشير إلى شرط اللقاء معه (عليه السلام) _ على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد الذي عليهم لما تأخر عليهم اليمن بلقائنا، ولتعجَّلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة وصدقها منهم، فما يحبسنا عنهم إلاَّ ما يتصل بنا ممَّا نكرهه ولا نؤثره منهم، والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل».
العنصر الثالث: الإهداء للإمام
فقد ورد عـن الـنبي (صلى الله عليه وآله): تهـادوا تحابوا»(3)، فالهديـة تـورت المحبـة حتى مع الإمام وذلك أن تصلـي عنـه، أن تطـوف عنـه، أن تحـج عنه، أن تتصـدق عنـه، أن تصـوم عنـه، والصـدقة عنـه هـديـة غاليـة ثمينـة يكرمهـا الإمام (عج) وهـذه الهديـة تجعلنـا مشمولين لبـركـتـه مشمولين لدعائه، الدعاء الحقيقي المستجاب من الله، (وقال ربكم ادعوني أستجب لكـم ) (غافر: 60)، فـإذا تحقـق الـدعاء تحققت الاستجابة، لكـن كـثيـر منـا يقول: أنا أدعـو ولا يستجاب لي، ونقـول لـه لـم يـصـدر منـك دعاء حقيقي المستلزم للإجابـة، وتستطيع أن تصـل إلـى الـدعاء الحقيقـي عـن طـريـق الإمـام الـحـجـة بـأن يـدعـو لـك فـحيـنئذٍ تـتحقـق الاستجابة، أدعوني إما بالمباشرة أو بالواسطة، وأنـا أستطيع أن أدعـو الله (عزوجل) بواسـطة لسـان الإمام المنتظر ، والاتصـال يـكـون مـن خـلال الإهـداء إليـه والقيام بأعمـال الخيـر نيابـة عنـه، فـإن هـذه الهدية تجلب دعائـه لـي، فـأكون قـد دعـوت الله تبارك وتعالى بلسان الإمام المنتظر ، والسيد علـي بـن طــاووس مـن أجـلاء علماء الإماميـة يقـول: (كنـت بـسـر مـن رأى فسمعت سحراً دعـاء القائم (عج) فحفظـت منـه لمـن ذكـره الأحياء والأموات: «وأبقهـم ـ أو قال: وأحيهم ـ في عزنـا وملكنـا وسـلطاننا ودولتنا، وكان ذلـك فـي ليلـة الأربعاء ثالث عشر ذي القعدة سنة 638هـ) (4).
فالإمـام يـدعو لمـن قـرب مـنـه، والإمام (عليه السلام) يكتب للشيخ المفيـد شيخ الطائفة الإمامية: «إنـا غيـر مهملين لمراعـاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلـك لـنـزل بكـم اللأواء واصطلمكم الأعـداء (5)، الإمام إذا اقتربنا منه اقترب منا ودعا لنا.
العنصر الرابع: الذكر الخفي:
والذكر الخفي مصطلح عند علماء العرفان مأخوذ من دعاء الإمام زين العابدين ل: «وآنسنا بالذكر الخفي، واستعملنا بالعمل الزكي، والسعي المرضي، (6)، ويقصد به الانقطاع إلى الله بحيث لا يطلب إلا من الله ولا يشكر إلا الله ولا يبث همه إلا لله، فيقال عنه: ذكر الله ذكراً خفياً وانقطع إلى الله تبارك وتعالى، فمن عناصر لقاء الإمام ـ الذكر الخفي ـ بمعنى أن تنقطع إليه وتقول : يا ربِ أنا لا أريد حاجة لا اريد حياة ولا شفاء ولا رزقا إلا برضى الإمام المنتظر (عج) عن طريق رضاه عن طريق إرادته لأني منصهر به، لأني متعلق به، لأني مغرم به، هذا ما يسمى (بالذكر الخفي) وهو من عناصر لقائه (عليه السلام).
العنصر الخامس: تصور الإمام والتفكر فيه (عليه السلام):
أنت إذا أحببت شخصاً تتصوره ويمر على بالك دائماً، ولو كنت تحب الإمام المنتظر (عج) حقا لكان بالك وذكرك وذهنك مشغولا بصورته مشغولاً بخياله مشغولا بما تتصيد من أوصافه، فهل بالك مشغول به؟ ونظرة واحدة لزيارة آل ياسين تصور لنا التفكر في الإمام، حيث نقرأ فيها:
لسلام عليك في أناء ليلك وأطراف نهارك... السلام عليك حين تقوم، السلام عليك حي تقعد، السلام عليك حين تقرأ وتبين، السلام عليك حين تصلي وتقنت، السلام عليك حين تركع وتسجد، السلام عليك حين تهلل وتكبر، السلام عليك حين تصبح وتمسي، السلام عليك في الليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى، هذه صور للإمام تمر على أذهاننا وتربطنا به (عليه السلام).
العنصر السادس: التألم لألمه (عليه السلام):
لا يوجد شخص على هذه الأرض يتألم مثـل الإمام، لمـا يـرى مـن مصائب ونوائـب فـي الأمـة الإسلامية، كما أن الإمام إذا رأى ذنبـاً مـن مؤمن يتـألم، فكيف إذا رأى فضـائع الذنوب وكبائر الجرائم والمعاصي، لذلك علاقتنـا بالإمـام تقتضى أن نتألم لألمـه، ويعلمنـا دعـاء النـدبـة المعروف بين الإماميـة كـيـف نتألم لألـم الإمام: «عزيز علي أن أرى الخلـق ولا ترى ولا أسمع لـك حسيساً ولا نجـوى... عزيز علي أن أجـاب دونـك و أنـاغی، عزيز علي أن أبكيـك ويـخـذلـك الـورى، عزيز علي أن يجـري عليك دونهـم مـا جـرى» (7)، هذه الكلمات تقـوي عنـدنا إحساساً بـألم الإمام وبآهـات الإمـام، فقـد ورد عـن الإمـام الصـادق : رحم الله شيعتنا خلقـوا مـن فـاضـل طينتنـا وعـجنـوا بـمـاء ولايتنا يحزنون لحزننـا ويفرحون لفرحنا» (8)، فالتألم لألمهـم دليـل الـولاء لهـم، ومـن ألـم الإمام المنتظر الذي لا ينساه ولا يهجع عنـد ذكـره ألـم كـربلاء، ألـم عـاشـوراء، فهـو الألـم المستمر المتجدد للإمام المنتظر (عليه السلام).
ــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكافي 2: 102/ باب حسن الخلق / ح16.
(2) الاحتجاج 2: 325.
(3) الكافي 5: ١٤٤ باب الهدية/ ح ١٤.
(4) بحار الأنوار ٥٢: ٦١/ ح 50، من مهج الدعوات.
(5) الاحتجاج 2: 323.
(6) الصحيفة السجادية/ ابطحي: 419/ ح194، في مناجاة الذاكرين.
(7) بحار الأنوار ٥3: 171/ ح5.
(8) المزار لأبن المشهدي: 581و582/ الدعاء للندبة.
تعليق