أيُعقل أن الله تعالى كان مُتردّداً لا يعلم ماجرى على نبيّه..؟ هل أنه قتل أم مات..؟
"""""""""""""""""""""""""
🔴 يقولُ تعالى في كِتابهِ:
" و إِذْ أسرَّ النبي إِلىٰ بعْضِ أَزواجهِ حديثًا فَلَمَّا نبَّأتْ بهِ وأظْهَرَهُ اللهُ عليهِ عرَّفَ بَعضهُ وأعْرضَ عن بعْضٍ فلمَّا نبَّأها بهِ قالتْ مَنْ أنبأكَ هذا قالَ نبَّأنيَ العليمُ الخبير "
■■ يذكر صاحب تفسير القُّمي أنَّ رسول الله "صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ" قــال لحفصـة:
(إنّي أُفْضِي إليكِ سِرَّاً، فإنْ أنتِ أخْبَرتِ بهِ فعليكِ لَعْنةُ اللهِ والمَلائكةِ والنَّاسِ أجمعين!
فقالتْ: نَعَم ما هــو؟ فقــال:
إنَّ أبا بكر يلي الخِلافةَ بعدي (غصْباً) ثُمَّ من بعدهِ أبوكِ،
فقَالَتْ:
"منْ أَنْبَأَكَ هَذَا؟ قالَ: نَبَّأَنِيَ العلِيمُ الخَبِيرُ"
فأخبرتْ حَفصـةُ عائشـةَ من يومها ذلك، وأخبرتْ عائشـة أبـا بكرٍ، فجاءَ أبو بكرٍ إلى عُمر فقـــالَ له:
إنَّ عائشـةَ أخبرتني عن حَفْصـةَ بشيءٍ،
ولا أثقُ بِقولها،
فاسألْ أنتَ حَفْصة.
فجاءَ عُمَر إلى حَفْصة فقـــالَ لها:
ما هذا الَّذي أخبرتْ عنكِ عائشـة؟ فأنكرتْ ذلكَ وقالتْ:
ما قلتُ لها من ذلكَ شيئاً ! فقالَ لها عُمَـر: إنْ كان هذا حقاً فأخبرينا حتَّى نَتقدَّم فيهِ -نُجْهِزُ على النَبي سريعاً-
فقالتْ: نعم! قد قالَ رسولُ اللهِ ذلك.
فاجتمعوا أربعةً على أن يَسمُّوا رسولَ اللهِ "صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ").
[تفسير القمي]
____________________
وهذا الَّذي أخبرنا بهِ الأئمةُ الأطهارُ "عليهم السَّلام "مِن أنَّ رَسولَ اللهِ "صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ" قد قُتِل ولم يمت حتف أنفه،
هو الصّحيح، ويُؤكّد ذلك القرآن نفسه
فإنَّ اللهَ تعالى شأنهُ يقول في كتابهِ العزيز:
(وما محمد إِلّا رسولٌ قدْ خَلَتْ مِن قبلهِ الرُّسُلُ أفإن مات أو قتل انْقَلَبْتُمْ على أعقابكُم ومَن يَنْقَلب على عقِبيهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شيئًا وَسَيَجزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)
●● والمعنى الواضح للمُتأمّل والمُتدبرّ:
أنَّ رَسُولَ اللهِ "صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ" سَيُقْتل، وسَيعْقب ذلكَ انقلابُ الصحابة على أعقابهم،
أيّ ارتدادهم عن الدَّين،
فقوله تعالى: (أفإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ) فيه تصريحٌ بالقَتْل
لأنَّ [[ أو ]] هُنا في الآية الكريمة ليستْ للتَّخيْيرِ بينَ أمرين، (يعني أنها لا تعني أن رسول الله إما أن يكون قتل أو مات ميتة طبيعية)
وإنّما (أو) هنا في الآية هي للإضراب
يعني : الجَزْم والقطع بالَّلفظ الثَّاني وهو أنه قُتِلَ
ومعناهُ: (أَفَإِنْ مَاتَ بَلْ قُتِلَ)
ونظيره ذلك قوله ِتعالى:
(وأَرسلنَاهُ إلى مائَةِ أَلْفٍ أو يزيدُون
فهلْ يُعقَلُ أنَّ اللهَ لا يعلم إن كانَ عددهم فِعْلاً مئة أم يزيدون..؟!!
المعنى واضح بأنَّ كلمة ((أو)) هُنا للجزم والقَطْع بِزيادتهم عن المِئة
بمعنى: أنَّهُ أرسلهُ إلى مِئَةِ ألفٍ بل يزيدون.
وحديثُ أهل البيت "عليهم السَّلام" هو الأصل، وهو الحقيقة وهو المرجع الّذي نعود له دائماً
فطالما أن أهْل البيت "عليهم السلام" قالوا في كثير مِن أحاديثهم أن رسولَ اللهِ قد قتل..
إذاً فهذه هي الحقيقة.. وأهل البيت "عليهم السَّلام" أعرفُ بقرآنهم "صلواتُ الله وسلامهُ عليهم"..
==============
- وسيعلمُ الَّذين ظلموا أيَّ مُنقلبٍ ينقلبون-
عظّم الله لكم الأجر بشهادة سيد الكائنات وأشرف الموجودات:
الحبيب المصطفى محمّد "صلّى الله عليه وآله"..
تعليق