بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين
تباشير الظُّهور الشّريف :
( تكاملٌ للعقولِ وَ للأحلام ، وَ قلوبٌ كزُبرِ الحديد
وَ فرحةٌ تُدخل السُّرور علَى الأموات في قبورهم )..
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ "عليهم السَّلام" ، قَالَ : قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ "عَليهِ السَّلام" وَ هُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ – منْ حديثٍ طويلٍ لهُ – يقول :
( إِذَا هَزَّ – صاحبُ الأمر "صلوات الله عَليه" – رَايَتَهُ أَضَاءَ لَهَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ ، وَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رُؤوسِ الْعِبَادِ ، فَلَا يَبْقَى مُؤْمِنٌ إِلَّا صَارَ قَلْبُهُ أَشَدَّ مِنْ زُبَرِ الْحَدِيدِ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا ، وَ لَا يَبْقَى مَيِّتٌ إِلَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ تِلْكَ الْفَرْحَةُ فِي قَلْبِهِ وَ هُوَ فِي قَبْرِهِ ، وَ هُمْ يَتَزَاوَرُونَ فِي قُبُورِهِمْ وَ يَتَبَاشَرُونَ بِقِيَامِ الْقَائِمِ "صلوات اللهِ عَليهِ" )
[ كمال الدين وتمام النعمة]
وقفــــاتٌ للتوضيحِ وَ البيان :
قولهُ "عليهِ السّلام" :
( وَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رُؤوسِ العِبَادِ )
إنّها عملية تكميلٌ للعقول وَ للأحلام كما يقول باقر العترة "صلوات الله عليه" :
( إِذَا قَامَ قَائِمُنَا "عَلَيْهِ السَّلاَمُ" وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رُؤُوسِ الْعِبَادِ فَجَمَعَ بِهَا عُقُولَهُمْ وَ كَمَلَتْ بِهَا أَحْلَامُهُمْ )
[كمال الدين وَ تمام النعمة]
وَ قطعاً هذا الجمع للعقول وَ هذا التكميل للأحلام لنْ يكونَ للجميع بدرجةٍ واحدة!
فالذي سعى في زمان الغيبة تمام السّعي ، وَ استطاع أنْ يجعل عقلهُ وَ أنْ يجعلَ حِكمتهُ بدرجةٍ عاليةٍ لا يُمكن أنْ يعاملهُ القائم مثلما يُعامل شخصاً سفيهاً!
فالسّفيهُ سيصل إليهِ شيءٌ منْ تكميل الأحلام وَ سيصِلُ إليهِ شيءٌ منٔ تجميع العقول وَ لكن بحسبهِ!
فالعطاءُ يكونُ بحسبِ القابِل وَ بحسب الوعاء :
( يَا كُمَيْل بْن زِيَادٍ ؛ إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ ، فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا )
( أَوْعَاهَا ) أيّ: أكبرها وَ أعظمُها!
فهناكَ عمليةُ جمعٍ لقُدَرة التركيّز وَ التأمُّل وَ التفكُّر وَ التدبُّر وَ التفهُّم في العقل الإنساني ،
لأنَّ أمير المؤمنين "عَليهِ السّلام" هو الّذي يقول :
أَلَا لَا خَيْرَ فِي عِلْمٍ لَيْسَ فِيهِ تَفَهُّمٌ؛
وَ (التَفهُّم) عمليةُ تركيزٍ للفهم ، وَ عمليةُ تدرّجٍ في مراتب الفهم ، وَ إنّما يترّقى الإنسان في مراتب الفَهم ، وَ يتدرّج إذا ما رَكَّز وَ رَسَّخَ فهمهُ في المرتبة الدُّنيا ، فبعد ذلكَ يرتقي إلى المرتبة الّتي هي أعلى منها ، وَ هكذا حتَّى يصل إلى المرتبة الأعلى :أَلَا لَا خَيْرَ فِي عِلْمٍ لَيْسَ فِيهِ تَفَهُّمٌ ،
أَلَا لَا خَيْرَ فِي قِرَاءَةٍ لَيْسَ فِيهَا تَدَبُّرٌ
وَ (التدبّر) كالتَفهُّم ، بحاجةٍ الى تركيزٍ وَ إلى ترسيخٍ ، وَ هو أيضاً تَفعُّل ، وَ هو تَرقّي وَ تَدرُّج ، والأمر هو هو الّذي أشرنا إليه قبل قليلٍ في معنى التَفهُّم يجري هنا في معنى التدبّر وَ هو هو يجري في معنى (التَفكُّر) ؛
أَلَا لَا خَيْرَ فِي عِبَادَةٍ لَيْسَ فِيهَا تَفَكُّرٌ
فجمع العقول وَ تكميل الأحلام حركةٌ بهذا الإتجاه ، لِذا فإنّ الَّذينَ في زمان الغيبة يتحرَّكُون وَ يعمَلون وَ يُمهِّدُون عقولهم وَ نفوسهم وَ أخلاقهم لأجل أن يكونوا مُهيئين لبرنامج إمام زمانهم ،
وَ سينالُهم مِنْ التوفيق في إرتقاء عقولهم وَ تكميل أحلامهم ما ينالهم ما هو أكثر مِنْ الّذي سيكون عليهِ حال أولئكَ الّذينَ لا يتحرّكون وَ لا يعملون وٕ لا يُمهّدون نفوسهم وَ عقولهم لإمام زمانهم ، فهناكَ عدلٌ في العطاء ، وَ في الوقت نفسهِ هُناك حِكمةٌ ، فإنَّ العطاء يكون بقدر القابل!
قولهُ "عَليهِ السَّلام" :
( فَلَا يَبقَى مُؤمِنٌ إِلَّا صَارَ قَلبُهُ أَشَدَّ مِن زُبَرِ الحَدِيدِ )
هذا تغييرٌ في الطَّبيعة النّفسية وَ الأخلاقية ، وَ هذا مِصداقٌ منْ مصاديق تكميل الأحلام للمؤمنين ، وَ هذا سيكونُ للمؤمنين الَّذينَ كانوا في مَقامِ الخدمةِ ، وَ العمل المُتواصل في زمان الغيبة!
فالقانونُ واضحٌ في الكتابِ الكريم :
« يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمٰانِهٰا خَيْراً » ،
وَ في تفسيرِ هذهِ الآية؛
عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ : قَالَ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ "عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ" فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ :
« يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمٰانِهٰا خَيْراً » :
( يَعْنِي خُرُوجَ الْقَائِمِ الْمُنْتَظَرِ مِنَّا ، ثُمَّ قَالَ "عَلَيْهِ السَّلاَمُ" :
يَا أَبَا بَصِيرٍ ، طُوبَى لِشِيعَةِ قَائِمِنَا ، الْمُنْتَظِرِينَ لِظُهُورِهِ فِي غَيْبَتِهِ ، وَ الْمُطِيعِينَ لَهُ فِي ظُهُورِهِ ، أُولَئِكَ أَوْلِيَاءُ اللهِ ، الَّذِينَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ).
[تفسير البرهان]
فالإيمانُ النّافع هو الَّذي يكونُ في الغيبةِ قبلَ الظُّهور ،
وَ العملُ النّافع الَّذي يكونُ في الغيبةِ قبلَ الظُّهور إنّهُ ( التّمهيد )
قولهُ "عَليهِ السَّلام" :
( فَلَا يَبقَى مُؤْمِنٌ إِلَّا صَارَ قَلْبُهُ أَشَدَّ مِن زُبَرِ الحَدِيدِ )
قطعاً هذهِ القلوب الَّتي آمنتْ قبلَ الظُّهور ؛
أيّ: الَّتي مهدتْ قلوبها بمعرفة إمامِ زمانها في زمان الغيبة وَ بثتْ تلكَ المعرفة بإحياء أمرِ إمام زماننا "صلوات الله عَليهِ السَّلام".
قولهُ "عَليهِ السَّلام" :
( وَ لَا يَبْقَى مَيِّتٌ إِلَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ تِلْكَ الْفَرْحَةُ فِي قَلْبِهِ وَ هُوَ فِي قَبْرِهِ ) ،
هذا المعنى واضحٌ وَ جليٌّ في أدعية أهل البيت "عليهم السّلام" ما تُشير إليه في الدُّعاء الّذي يُستحب قراءتهُ بعد كُلّ فريضةٍ مِنْ فرائض شهر رمضان :
( اَللَّهُمَّ أَدْخِلْ عَلى أَهْلِ الْقُبُورِ السُّرُورَ ) ، فإنّ السُّرور لا يدخل علَى أهل القبور إلّا بظهور إمام زماننا "صلوات الله وسلامهُ عليه" كما أشارتْ بذلكَ كلمات الأمير "صلوات الله عليه" :
( وَ لَا يَبْقَى مَيِّتٌ إِلَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ تِلْكَ الْفَرْحَةُ فِي قَلْبِهِ وَ هُوَ فِي قَبْرِهِ ، وَ هُمْ يَتَزَاوَرُونَ فِي قُبُورِهِمْ وَ يَتَبَاشَرُونَ بِقِيَامِ الْقَائِمِ "صلوات اللهِ عَليهِ ).
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين
تباشير الظُّهور الشّريف :
( تكاملٌ للعقولِ وَ للأحلام ، وَ قلوبٌ كزُبرِ الحديد
وَ فرحةٌ تُدخل السُّرور علَى الأموات في قبورهم )..
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ "عليهم السَّلام" ، قَالَ : قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ "عَليهِ السَّلام" وَ هُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ – منْ حديثٍ طويلٍ لهُ – يقول :
( إِذَا هَزَّ – صاحبُ الأمر "صلوات الله عَليه" – رَايَتَهُ أَضَاءَ لَهَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ ، وَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رُؤوسِ الْعِبَادِ ، فَلَا يَبْقَى مُؤْمِنٌ إِلَّا صَارَ قَلْبُهُ أَشَدَّ مِنْ زُبَرِ الْحَدِيدِ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا ، وَ لَا يَبْقَى مَيِّتٌ إِلَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ تِلْكَ الْفَرْحَةُ فِي قَلْبِهِ وَ هُوَ فِي قَبْرِهِ ، وَ هُمْ يَتَزَاوَرُونَ فِي قُبُورِهِمْ وَ يَتَبَاشَرُونَ بِقِيَامِ الْقَائِمِ "صلوات اللهِ عَليهِ" )
[ كمال الدين وتمام النعمة]
وقفــــاتٌ للتوضيحِ وَ البيان :
قولهُ "عليهِ السّلام" :
( وَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رُؤوسِ العِبَادِ )
إنّها عملية تكميلٌ للعقول وَ للأحلام كما يقول باقر العترة "صلوات الله عليه" :
( إِذَا قَامَ قَائِمُنَا "عَلَيْهِ السَّلاَمُ" وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رُؤُوسِ الْعِبَادِ فَجَمَعَ بِهَا عُقُولَهُمْ وَ كَمَلَتْ بِهَا أَحْلَامُهُمْ )
[كمال الدين وَ تمام النعمة]
وَ قطعاً هذا الجمع للعقول وَ هذا التكميل للأحلام لنْ يكونَ للجميع بدرجةٍ واحدة!
فالذي سعى في زمان الغيبة تمام السّعي ، وَ استطاع أنْ يجعل عقلهُ وَ أنْ يجعلَ حِكمتهُ بدرجةٍ عاليةٍ لا يُمكن أنْ يعاملهُ القائم مثلما يُعامل شخصاً سفيهاً!
فالسّفيهُ سيصل إليهِ شيءٌ منْ تكميل الأحلام وَ سيصِلُ إليهِ شيءٌ منٔ تجميع العقول وَ لكن بحسبهِ!
فالعطاءُ يكونُ بحسبِ القابِل وَ بحسب الوعاء :
( يَا كُمَيْل بْن زِيَادٍ ؛ إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ ، فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا )
( أَوْعَاهَا ) أيّ: أكبرها وَ أعظمُها!
فهناكَ عمليةُ جمعٍ لقُدَرة التركيّز وَ التأمُّل وَ التفكُّر وَ التدبُّر وَ التفهُّم في العقل الإنساني ،
لأنَّ أمير المؤمنين "عَليهِ السّلام" هو الّذي يقول :
أَلَا لَا خَيْرَ فِي عِلْمٍ لَيْسَ فِيهِ تَفَهُّمٌ؛
وَ (التَفهُّم) عمليةُ تركيزٍ للفهم ، وَ عمليةُ تدرّجٍ في مراتب الفهم ، وَ إنّما يترّقى الإنسان في مراتب الفَهم ، وَ يتدرّج إذا ما رَكَّز وَ رَسَّخَ فهمهُ في المرتبة الدُّنيا ، فبعد ذلكَ يرتقي إلى المرتبة الّتي هي أعلى منها ، وَ هكذا حتَّى يصل إلى المرتبة الأعلى :أَلَا لَا خَيْرَ فِي عِلْمٍ لَيْسَ فِيهِ تَفَهُّمٌ ،
أَلَا لَا خَيْرَ فِي قِرَاءَةٍ لَيْسَ فِيهَا تَدَبُّرٌ
وَ (التدبّر) كالتَفهُّم ، بحاجةٍ الى تركيزٍ وَ إلى ترسيخٍ ، وَ هو أيضاً تَفعُّل ، وَ هو تَرقّي وَ تَدرُّج ، والأمر هو هو الّذي أشرنا إليه قبل قليلٍ في معنى التَفهُّم يجري هنا في معنى التدبّر وَ هو هو يجري في معنى (التَفكُّر) ؛
أَلَا لَا خَيْرَ فِي عِبَادَةٍ لَيْسَ فِيهَا تَفَكُّرٌ
فجمع العقول وَ تكميل الأحلام حركةٌ بهذا الإتجاه ، لِذا فإنّ الَّذينَ في زمان الغيبة يتحرَّكُون وَ يعمَلون وَ يُمهِّدُون عقولهم وَ نفوسهم وَ أخلاقهم لأجل أن يكونوا مُهيئين لبرنامج إمام زمانهم ،
وَ سينالُهم مِنْ التوفيق في إرتقاء عقولهم وَ تكميل أحلامهم ما ينالهم ما هو أكثر مِنْ الّذي سيكون عليهِ حال أولئكَ الّذينَ لا يتحرّكون وَ لا يعملون وٕ لا يُمهّدون نفوسهم وَ عقولهم لإمام زمانهم ، فهناكَ عدلٌ في العطاء ، وَ في الوقت نفسهِ هُناك حِكمةٌ ، فإنَّ العطاء يكون بقدر القابل!
قولهُ "عَليهِ السَّلام" :
( فَلَا يَبقَى مُؤمِنٌ إِلَّا صَارَ قَلبُهُ أَشَدَّ مِن زُبَرِ الحَدِيدِ )
هذا تغييرٌ في الطَّبيعة النّفسية وَ الأخلاقية ، وَ هذا مِصداقٌ منْ مصاديق تكميل الأحلام للمؤمنين ، وَ هذا سيكونُ للمؤمنين الَّذينَ كانوا في مَقامِ الخدمةِ ، وَ العمل المُتواصل في زمان الغيبة!
فالقانونُ واضحٌ في الكتابِ الكريم :
« يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمٰانِهٰا خَيْراً » ،
وَ في تفسيرِ هذهِ الآية؛
عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ : قَالَ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ "عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ" فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ :
« يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمٰانِهٰا خَيْراً » :
( يَعْنِي خُرُوجَ الْقَائِمِ الْمُنْتَظَرِ مِنَّا ، ثُمَّ قَالَ "عَلَيْهِ السَّلاَمُ" :
يَا أَبَا بَصِيرٍ ، طُوبَى لِشِيعَةِ قَائِمِنَا ، الْمُنْتَظِرِينَ لِظُهُورِهِ فِي غَيْبَتِهِ ، وَ الْمُطِيعِينَ لَهُ فِي ظُهُورِهِ ، أُولَئِكَ أَوْلِيَاءُ اللهِ ، الَّذِينَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ).
[تفسير البرهان]
فالإيمانُ النّافع هو الَّذي يكونُ في الغيبةِ قبلَ الظُّهور ،
وَ العملُ النّافع الَّذي يكونُ في الغيبةِ قبلَ الظُّهور إنّهُ ( التّمهيد )
قولهُ "عَليهِ السَّلام" :
( فَلَا يَبقَى مُؤْمِنٌ إِلَّا صَارَ قَلْبُهُ أَشَدَّ مِن زُبَرِ الحَدِيدِ )
قطعاً هذهِ القلوب الَّتي آمنتْ قبلَ الظُّهور ؛
أيّ: الَّتي مهدتْ قلوبها بمعرفة إمامِ زمانها في زمان الغيبة وَ بثتْ تلكَ المعرفة بإحياء أمرِ إمام زماننا "صلوات الله عَليهِ السَّلام".
قولهُ "عَليهِ السَّلام" :
( وَ لَا يَبْقَى مَيِّتٌ إِلَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ تِلْكَ الْفَرْحَةُ فِي قَلْبِهِ وَ هُوَ فِي قَبْرِهِ ) ،
هذا المعنى واضحٌ وَ جليٌّ في أدعية أهل البيت "عليهم السّلام" ما تُشير إليه في الدُّعاء الّذي يُستحب قراءتهُ بعد كُلّ فريضةٍ مِنْ فرائض شهر رمضان :
( اَللَّهُمَّ أَدْخِلْ عَلى أَهْلِ الْقُبُورِ السُّرُورَ ) ، فإنّ السُّرور لا يدخل علَى أهل القبور إلّا بظهور إمام زماننا "صلوات الله وسلامهُ عليه" كما أشارتْ بذلكَ كلمات الأمير "صلوات الله عليه" :
( وَ لَا يَبْقَى مَيِّتٌ إِلَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ تِلْكَ الْفَرْحَةُ فِي قَلْبِهِ وَ هُوَ فِي قَبْرِهِ ، وَ هُمْ يَتَزَاوَرُونَ فِي قُبُورِهِمْ وَ يَتَبَاشَرُونَ بِقِيَامِ الْقَائِمِ "صلوات اللهِ عَليهِ ).
تعليق