إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل ينتفعُ الشيعةُ به في غيبتِه

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل ينتفعُ الشيعةُ به في غيبتِه

    بسم الله الرحمن الرحيم


    من الأمور التي نعتقد بها أن الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف يعيش في عدّة أماكن دون أن يعرفه أحد، ويمارس حياته بشكل طبيعي وذلك لأنّ الإمام المنتظر هو آخر خلفاء رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأنه هو الذي يقيم العدل، وينشر الحق، ويشيع الأمن والرخاء بين الناس، وهو الذي يقضي على جميع أنواع الظلم، ويزيل حكم الظالمين، وهو سبب رئيسي في اختفائه وعدم ظهوره (عليه السلام) والسبب الآخر هو امتحان العباد واختبارهم، وتمحيصهم،: عَنِ اَلْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ االلهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) يَقُولُ: ((إِيَّاكُمْ وَاَلتَّنْوِيهَ أَمَا وَاللهِ لَيَغِيبَنَّ إِمَامُكُمْ سِنِيناً مِنْ دَهْرِكُمْ وَلَتُمَحَّصُنَّ حَتَّى يُقَالَ مَاتَ قُتِلَ هَلَكَ بِأَيِّ وَادٍ سَلَكَ وَلَتَدْمَعَنَّ عَلَيْهِ عُيُونُ اَلْمُؤْمِنِينَ وَلَتُكْفَؤُنَّ كَمَا تُكْفَأُ اَلسُّفُنُ فِي أَمْوَاجِ اَلْبَحْرِ فَلاَ يَنْجُو إِلاَّ مَنْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَهُ وَكَتَبَ فِي قَلْبِهِ اَلْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُ بِرُوحٍ مِنْهُ))[1]، وهي سنة إلهية لقوله تعالى: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ[2]، وهناك أسباب عدة منها: لكي لا تكون في عنقه عليه السلام بيعة لظالم، وكذلك كون الغيبة من الأسرار الإلهية.
    وقد ورد عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: ((إِنَّ لِلْقَائِمِ غَيْبَتَيْنِ يَرْجِعُ فِي إِحْدَاهُمَا وفِي اَلْأُخْرَى لاَ يُدْرَى أَيْنَ هُوَ يَشْهَدُ اَلْمَوَاسِمَ يَرَى اَلنَّاسَ ولاَ يَرَوْنَهُ))
    [3] (أي لا يعرفون أنه الإمام).
    وهنا يتساءل البعض؛ إذاً ما نفع وجوده ما دام غائباً؟
    وبمراجعة الروايات نجد أن هذا السؤال مطروح في زمن المعصومين عليهم السلام حينما كانوا يتحدثون عن مسألة المهدي آنذاك، ويجيبون على السؤال.
    فرويَ عن جابر الأنصاري أنّه قال: ((يا رسولَ اللهِ فهل ينتفعُ الشيعةُ به في غيبتِه؟
    فقال (صلى الله عليه وآله): إي والذي بعثني بالنبوّةِ إنهم لينتفعون به: يستضيئون بنورِ ولايتِه في غيبتِه كانتفاعِ الناسِ بالشمس، وإنْ جلَّلها السحاب))
    [4].
    وهذا من التشبيه الرائع الذي يبين بوضوح أهمية وجود الامام - وإن كان مستوراً- في حياتنا.
    فوجود الشمس المحجوبة بالغيوم في السماء لا يمنع من حصول فوائدها ونفعها، فالسحاب يحجب الضوء المباشر ولكنه لا يحجب وجودها ونورها وحرارتها وبركاتها..
    ومثالها هذه الايام واضح جداً، كالتدريس عبر وسائل التواصل الالكتروني، فهل عدم وجود الاستاذ خلف حُجُب التواصل يمنع من فائدته ونفعه!
    ومن جهة أُخرى فإن نفس وجود الامام هو أمان في استقرار الارض ومَن عليها، ونزول البركات والهبات الالهية.
    فعَنِ اَلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ (عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ) قَالَ: ((نَحْنُ أَئِمَّةُ اَلْمُسْلِمِينَ وَحُجَجُ اللهِ عَلَى اَلْعَالَمِينَ وَسَادَةُ اَلْمُؤْمِنِينَ وَقَادَةُ اَلْغُرِّ اَلْمُحَجَّلِينَ وَمَوَالِي اَلْمُؤْمِنِينَ وَنَحْنُ أَمَانُ أَهْلِ اَلْأَرْضِ كَمَا أَنَّ اَلنُّجُومَ أَمَانٌ لِأَهْلِ اَلسَّمَاءِ وَنَحْنُ اَلَّذِينَ بِنَا يُمْسِكُ اللهُ اَلسَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى اَلْأَرْضِ إِلاّٰ بِإِذْنِهِ وَبِنَا يُمْسِكُ اَلْأَرْضَ أَنْ تَمِيدَ بِأَهْلِهَا وَبِنَا يُنَزِّلُ اَلْغَيْثَ وَبِنَا يَنْشُرُ اَلرَّحْمَةَ وَيُخْرِجُ بَرَكَاتِ اَلْأَرْضِ وَلَوْ لاَ مَا فِي اَلْأَرْضِ مِنَّا لَسَاخَتْ بِأَهْلِهَا))
    [5].
    ومن جهة ثالثة: فالإمام مسؤول عن حفظ الدين والشريعة والدفاع عنهما بشتى الوسائل والأساليب، ومنها تسديد وارشاد المراجع لما فيه الخير والصلاح -كما لمسنا في فتوى الجهاد التي أطلقها سيدنا السيستاني حفظه الله ورعاه-.
    عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السَّلام): ((اللَّهُمَّ بَلَى لَا تَخْلُو الْأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لِلَّهِ بِحُجَّةٍ، إِمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً، وإِمَّا خَائِفاً مَغْمُوراً، لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ اللَّهِ وبَيِّنَاتُهُ))
    [6].
    ورابعاً: فإن الواقع الاليم الذي نعيشه من حروب وامراض وفقر وظلم ومشاكل يحتاج الى غرس الأمل بالتغيير الى الدعة والراحة والرفاهية والعدل..
    والامل بتحقيق ذلك هو بوجود القائد المخلّص الذي ينشر الحق والعدل وينتقم من الظالمين، ووجوده المبارك -حتى لو لم نشاهده- هو الدافع للمؤمنين في إبقاء سراج الأمل وهاجاً في قلوبهم وحثّهم على تربية وإعداد أنفسهم لنصرة تلك الثورة العالمية.


    ___________________________________

    [1] الكافي، ج 1، ص 336.
    [2] سورة العنكبوت، الآية: 2.
    [3]الغيبة للنعماني، ج 1، ص 175.
    [4]تحف العقول، ص 170.
    [5]الأمالي للصدوق، ج 1، ص 186.
    [6]نهج البلاغة، ص 497.

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    ​​

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم​

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X