نزول الرطب الجني من جنان الفردوس على آل النبي محمد (ص) .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
روى جمع من الصحابة قالوا: دخل النبي (صلى الله عليه وآله) دار فاطمة (عليها السلام) فقال : يا فاطمة ! إن أباك اليوم ضيفك .
فقالت (عليها السلام) : يا أبت ! إن الحسن والحسين يطالباني بشيء من الزاد ، فلم أجد لهما شيئا يقتاتان به ، ثم إن النبي (صلى الله عليه وآله) دخل وجلس مع علي والحسن والحسين وفاطمة (عليهم السلام) ، وفاطمة متحيرة ما تدري كيف تصنع ، ثم إن النبي (صلى الله عليه وآله) نظر إلى السماء ساعة وإذا بجبرئيل (عليه السلام) قد نزل ، وقال : يا محمد ! العلي الأعلى يقرئك السلام ويخصك بالتحية والإكرام ، ويقول لك : قل لعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) : أي شيء يشتهون من فواكه الجنة ؟
فقال النبي [(صلى الله عليه وآله)] : يا علي ، ويا فاطمة ، ويا حسن ، ويا حسين ! إن رب العزة علم أنكم جياع ، فأي شيء تشتهون من فواكه الجنة ؟ فأمسكوا عن الكلام ولم يردوا جوابا حياء من النبي (صلى الله عليه وآله) .
فقال الحسين (عليه السلام) : عن إذنك ، يا أباه ، يا أمير المؤمنين ! وعن إذنك ، يا أماه يا سيدة نساء العالمين ! وعن إذنك ، يا أخاه الحسن الزكي ! أختار لكم شيئا من فواكه الجنة .
فقالوا جميعا : قل يا حسين ! ما شئت ، فقد رضينا بما تختاره لنا .
فقال : يا رسول الله ! قل لجبرئيل : إنا نشتهي رطبا جنيا.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : قد علم الله ذلك ، ثم قال : يا فاطمة ! قومي وادخلي البيت واحضري إلينا ما فيه .
فدخلت فرأت فيه طبقا من البلور ، مغطى بمنديل من السندس الأخضر ، وفيه رطب جني في غير أوانه .
فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : يا فاطمة ! أنى لك هذا ؟
قالت (عليها السلام) : ﴿هو من عند الله إن الله يرزق من يشآء بغير حساب﴾ ، كما قالت مريم بنت عمران .
فقام النبي (صلى الله عليه وآله) وتناوله منها وقدمه بين أيديهم، ثم قال : بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم أخذ رطبة واحدة فوضعها في فم الحسين [(عليه السلام)] فقال : هنيئا مريئا لك يا حسين ! ثم أخذ رطبة فوضعها في فم الحسن [(عليه السلام)] وقال : هنيئا مريئا يا حسن ! ثم أخذ رطبة ثالثة فوضعها في فم فاطمة الزهراء [(عليها السلام)] وقال لها : هنيئا مريئا لك يا فاطمة الزهراء ! ثم أخذ رطبة رابعة فوضعها في فم علي [(عليه السلام)] وقال : هنيئا مريئا لك يا علي !
ثم ناول عليا [(عليه السلام)] رطبة أخرى والنبي [(صلى الله عليه وآله)] يقول له : هنيئا مريئا لك يا علي !
ثم وثب النبي (صلى الله عليه وآله) قائما ثم جلس ، ثم أكلوا جميعا من ذلك الرطب ، فلما اكتفوا وشبعوا ، ارتفعت المائدة إلى السماء بإذن الله تعالى .
فقالت فاطمة [(عليها السلام)] : يا أبت ! لقد رأيت اليوم منك عجبا ، فقال : يا فاطمة ! أما الرطبة الأولى التي وضعتها في فم الحسين وقلت له : هنيئا يا حسين ! فأني سمعت ميكائيل وإسرافيل يقولان : هنيئا لك يا حسين ! فقلت أيضا موافقا لهما بالقول : هنيئا لك يا حسين ! ثم أخذت الثانية فوضعتها في فم الحسن ، فسمعت جبرئيل وميكائيل يقولان : هنيئا لك يا حسن ! فقلت أنا موافقا لهما في القول ، ثم أخذت الثالثة فوضعتها في فمك يا فاطمة ! فسمعت الحور العين مسرورين مشرفين علينا من الجنان ، وهن يقلن : هنيئا لك يا فاطمة ! فقلت موافقا لهن بالقول .
ولما أخذت الرابعة فوضعتها في فم علي ، سمعت النداء من [قبل] الحق سبحانه وتعالى يقول : هنيئا مريئا لك يا علي ! فقلت موافقا لقول الله عز وجل ، ثم ناولت عليا رطبة أخرى ثم أخرى ، وأنا أسمع صوت الحق سبحانه وتعالى يقول : هنيئا مريئا لك يا علي ! ثم قمت إجلالا لرب العزة جل جلاله ، فسمعته يقول : يا محمد ! وعزتي وجلالي ، لو ناولت عليا من هذه الساعة إلى يوم القيامة رطبة رطبة لقلت له : هنيئا مريئا بغير انقطاع .
موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع) ، لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) ، ص 35 - 37 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
روى جمع من الصحابة قالوا: دخل النبي (صلى الله عليه وآله) دار فاطمة (عليها السلام) فقال : يا فاطمة ! إن أباك اليوم ضيفك .
فقالت (عليها السلام) : يا أبت ! إن الحسن والحسين يطالباني بشيء من الزاد ، فلم أجد لهما شيئا يقتاتان به ، ثم إن النبي (صلى الله عليه وآله) دخل وجلس مع علي والحسن والحسين وفاطمة (عليهم السلام) ، وفاطمة متحيرة ما تدري كيف تصنع ، ثم إن النبي (صلى الله عليه وآله) نظر إلى السماء ساعة وإذا بجبرئيل (عليه السلام) قد نزل ، وقال : يا محمد ! العلي الأعلى يقرئك السلام ويخصك بالتحية والإكرام ، ويقول لك : قل لعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) : أي شيء يشتهون من فواكه الجنة ؟
فقال النبي [(صلى الله عليه وآله)] : يا علي ، ويا فاطمة ، ويا حسن ، ويا حسين ! إن رب العزة علم أنكم جياع ، فأي شيء تشتهون من فواكه الجنة ؟ فأمسكوا عن الكلام ولم يردوا جوابا حياء من النبي (صلى الله عليه وآله) .
فقال الحسين (عليه السلام) : عن إذنك ، يا أباه ، يا أمير المؤمنين ! وعن إذنك ، يا أماه يا سيدة نساء العالمين ! وعن إذنك ، يا أخاه الحسن الزكي ! أختار لكم شيئا من فواكه الجنة .
فقالوا جميعا : قل يا حسين ! ما شئت ، فقد رضينا بما تختاره لنا .
فقال : يا رسول الله ! قل لجبرئيل : إنا نشتهي رطبا جنيا.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : قد علم الله ذلك ، ثم قال : يا فاطمة ! قومي وادخلي البيت واحضري إلينا ما فيه .
فدخلت فرأت فيه طبقا من البلور ، مغطى بمنديل من السندس الأخضر ، وفيه رطب جني في غير أوانه .
فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : يا فاطمة ! أنى لك هذا ؟
قالت (عليها السلام) : ﴿هو من عند الله إن الله يرزق من يشآء بغير حساب﴾ ، كما قالت مريم بنت عمران .
فقام النبي (صلى الله عليه وآله) وتناوله منها وقدمه بين أيديهم، ثم قال : بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم أخذ رطبة واحدة فوضعها في فم الحسين [(عليه السلام)] فقال : هنيئا مريئا لك يا حسين ! ثم أخذ رطبة فوضعها في فم الحسن [(عليه السلام)] وقال : هنيئا مريئا يا حسن ! ثم أخذ رطبة ثالثة فوضعها في فم فاطمة الزهراء [(عليها السلام)] وقال لها : هنيئا مريئا لك يا فاطمة الزهراء ! ثم أخذ رطبة رابعة فوضعها في فم علي [(عليه السلام)] وقال : هنيئا مريئا لك يا علي !
ثم ناول عليا [(عليه السلام)] رطبة أخرى والنبي [(صلى الله عليه وآله)] يقول له : هنيئا مريئا لك يا علي !
ثم وثب النبي (صلى الله عليه وآله) قائما ثم جلس ، ثم أكلوا جميعا من ذلك الرطب ، فلما اكتفوا وشبعوا ، ارتفعت المائدة إلى السماء بإذن الله تعالى .
فقالت فاطمة [(عليها السلام)] : يا أبت ! لقد رأيت اليوم منك عجبا ، فقال : يا فاطمة ! أما الرطبة الأولى التي وضعتها في فم الحسين وقلت له : هنيئا يا حسين ! فأني سمعت ميكائيل وإسرافيل يقولان : هنيئا لك يا حسين ! فقلت أيضا موافقا لهما بالقول : هنيئا لك يا حسين ! ثم أخذت الثانية فوضعتها في فم الحسن ، فسمعت جبرئيل وميكائيل يقولان : هنيئا لك يا حسن ! فقلت أنا موافقا لهما في القول ، ثم أخذت الثالثة فوضعتها في فمك يا فاطمة ! فسمعت الحور العين مسرورين مشرفين علينا من الجنان ، وهن يقلن : هنيئا لك يا فاطمة ! فقلت موافقا لهن بالقول .
ولما أخذت الرابعة فوضعتها في فم علي ، سمعت النداء من [قبل] الحق سبحانه وتعالى يقول : هنيئا مريئا لك يا علي ! فقلت موافقا لقول الله عز وجل ، ثم ناولت عليا رطبة أخرى ثم أخرى ، وأنا أسمع صوت الحق سبحانه وتعالى يقول : هنيئا مريئا لك يا علي ! ثم قمت إجلالا لرب العزة جل جلاله ، فسمعته يقول : يا محمد ! وعزتي وجلالي ، لو ناولت عليا من هذه الساعة إلى يوم القيامة رطبة رطبة لقلت له : هنيئا مريئا بغير انقطاع .
موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع) ، لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) ، ص 35 - 37 .
تعليق