إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

علاقة المؤمن مع صلاة الليل

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علاقة المؤمن مع صلاة الليل

    بسم الله الرحمن الرحيم

    من الاعمال المهمة التي اوجبها الله عز وجل على انبيائه صلواته عليهم اجمعين وبالخصوص على نبي الرحمة محمد صلى الله عليه واله هو صلاة الليل فقال عز وجل في الكتاب العزيز: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ* قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلا* نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلا* أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا* إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا* إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطـٔٗا وَأَقْوَمُ قِيلا* إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلا* وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا[1].
    اما بالنسبة لبقية الناس فهي مستحبة استحبابا اكيدا في شريعة الاسلام، بل وفي الشرائع السابقة لما ورد عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) : ((فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَرَهْبانِيَّةً اِبْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلاَّ اِبْتِغاءَ رِضْوانِ اللهِقَالَ: صَلاَةُ اَللَّيْلِ))
    [2].
    وهذا الاستحباب جاء كي يثبت العبد لخالقه وربه والمنعم عليه بهذا الوجود، أنّه يترك لذة النوم والاضطجاع في حالة راحة الجسد ليناجيه، كما قال تعالى في الكتاب الكريم: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ
    [3].
    فلما يتجافى الجنب أي يرتفع الجنب عن المضجع عن حالة الارتخاء والنوم الشديد، ويقوم هذا العبد كي يؤدي هذه الصلاة ويختلي مع ربه في حالة السكون العامة الموجودة في مجتمعه في منطقته من الكرة الأرضية، فهذه الحالة يستغلها العبد ويناجي ربه من خلال هذه الصلاة المخصوصة، وورد في هذا الخصوص عَنِ الإمام جعفر بن محمد الصادق (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) أنهُ قَالَ: ((كَانَ فِيمَا نَاجَى اللَّهُ بِهِ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) أَنْ قَالَ لَهُ: يَا ابْنَ عِمْرَانَ: كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُحِبُّنِي فَإِذَا جَنَّهُ اللَّيْلُ نَامَ عَنِّي، أَلَيْسَ كُلُّ مُحِبٍّ يُحِبُّ خَلْوَةَ حَبِيبِهِ، هَا أَنَا يَا ابْنَ عِمْرَانَ مُطَّلِعٌ عَلَى أَحِبَّائِي إِذَا جَنَّهُمُ اللَّيْلُ حَوَّلْتُ أَبْصَارَهُمْ فِي قُلُوبِهِمْ، ومَثَّلْتُ عُقُوبَتِي بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ يُخَاطِبُونِّي عَنِ الْمُشَاهَدَةِ، ويُكَلِّمُونِّي عَنِ الْحُضُورِ، يَا ابْنَ عِمْرَانَ : هَبْ لِي مِنْ قَلْبِكَ الْخُشُوعَ، وَمِنْ بَدَنِكَ الْخُضُوعَ، وَمِنْ عَيْنَيْكَ الدُّمُوعَ، وَادْعُنِي فِي ظُلَمِ اللَّيْلِ، فَإِنَّكَ تَجِدُنِي قَرِيباً مُجِيباً))
    [4]، والتي هي عبارة عن ثمان ركع صلاة الليل وركعتي الشفع وركعة الوتر، والروايات حفزت العباد على مثل هذه الصلاة، كما في رواية عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: ((شَرَفُ اَلْمُؤْمِنِ قِيَامُ اَللَّيْلِ وَعِزُّهُ اِسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ اَلنَّاسِ))[5].
    والسؤال من خلال هذه الرواية ما هي العلاقة بين شرف المؤمن من خلال قيام الليل وعزه من خلال الاستغناء عن الناس فأولاً: المقصود من شرف المؤمن ليس الشرف الذي يكون بين الناس شرف الدنيا من المال والجاه والمنصب والنسب، إنّما هو الشرف الذي يكون له عند ربه والمنزلة التي يكون فيها عند الرب فعندما يعمل هذا العمل ويلتزم بهذا العمل يكون وجيها عند الله وله المكانة والمنزلة الشريفة عند الله عز وجل لقوله تعالى: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[6]، وثانياً: يرتبط هذا الامر بالعبد عندما يستغني عن الناس، والاستغناء والعز هنا معناه ليس اللغوي وهو القوة والشدة والغلبة، إنّما المعنى الذي هو عدم حاجته الى الناس وعزته من الله عز وجل، فالذي يستغني عن الناس ولا يحتاج الى اطراء الناس أو اهتمام الناس؛ هو الذي يقوي ويوطد ويشد على هذه العلاقة مع الباري عز وجل فهذا هو العز والاستغناء المقصود فيكون له شرف عند الله وهو المحتاج اليه تعالى واحتياجه مطلق، والمستغني عن الناس لأنّه اكتفى بحاجته الى الله عن الناس، فيكون هناك ارتباط وثيق ما بين صلاة الليل التي هي شرف المؤمن وبين استغنائه عن الناس؛ لأنّ الاستغناء اثر من اثار صلاة الليل، فعليكم الاهتمام بمثل هذا الامر كي تكونوا من اهل الشرف والعز عند الله عز وجل.

    ______________________________

    [1] سورة المزّمّل، الآيات: 1-8.

    [2] وسائل الشيعة، ج 8، ص 148.
    [3] سورة السجدة، الآية: 16.
    [4]وسائل الشيعة، ج 7، ص 77.
    [5] الكافي، ج 2، ص 148.
    [6] سورة السجدة، الآية: 16.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X