بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
عرفت زينب العقيلة عليها السلام بأنها امينة الله والموثقة، ولم تكن زينب الكبري بنت أمير المؤمنين (عليه وعليها السلام) مؤتمنةً موثقةً فقط في نقل أخبار الرسالة والرسول، بل كانت أيضاً مؤتمنةً في حمل الامانات الالهية، فيبلغ شأنها ان سيد شباب أهل الجنة أبا عبدالله الحسين يودعها شيئاً من اسراره، وهو (صلوات الله عليه) العارف من هي اخته زينب، فيوصيها بوصاياه قبل شهادته، فتكون لها النيابة الخاصة عن امام زمانها قبيل شهادته وبعيدها، لعلم سيد الشهداء (عليه السلام) ان ولده الامام زين العابدين سيقعده المرض والمحنة العظمى، ثم سيدخل خلف ستار التقية بعد ان نوى بنو امية الا يبقوا لآل البيت النبوي من باقية كما صرحوا بها في هجومهم على مخيم الحسين عصر يوم عاشوراء.
فكان على العقيلة زينب وهي الامينة المؤتمنة، الغيورة على الدين والموثقة في حمل أعباء الرسالة في مرحلة خطيرة حرجة، كان عليها ان تنهض بالامور الثقال، وكانت اهلاً لذلك... فحفظت ما كاد أن يضيع، وصانت ما كاد أن يحرف ويشوه، واظهرت نهضة الحسين وقصة شهادته واهدافها الالهية المقدسة على صفحات سماء التاريخ.
أمير المؤمنين (عليه السلام) والى امها الزهراء (سلام الله عليها) نجد انهما وصلا الى درجة عالية من الثقة بالله، يعني اهل البيت علمونا التوحيد والثقة بالله فليكن ما في يدالله اوثق منه ما في يدك، ولاشك ان السيدة الزهراء (سلام الله عليها ) يدخل عليها النبي (صلى الله عليه وآله) يقول بنية فاطمة هل لديك شيء وما تكلمت وكان لايوجد شيء لكن توجهت الى القبلة وصلت وما ان انتهت من الصلاة واذا بمائدة من السماء جاءت بها وقدمتها الى النبي (صلى الله عليه وآله) ودخل أمير المومنين وقال: يا فاطمة انى لك هذا، قالت: يا ابا الحسن هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب هكذا كانت الحوراء زينب (سلام الله عليها) كأمها الزهراء (سلام الله عليها) وكأبيها امير المؤمنين (عليه السلام) من ناحية الثقه بالله والا في الحقيقة انه في ليلة الحادي عشر من المحرم وهذه الفاجعة التي لو وقعت على الجبال لازالتها عن مكانها مع ذلك هدأت العيال والاطفال وتأتي الى جسد اخيها ترفعه قليلاً الى السماء وتقول إلهي تقبل منا هذا القربان او تقول في جوابها للطاغية عبيد الله بن زياد في الكوفة قال ارأيت ما صنع الله بأخيك الحسين فقالت بكل اطمئنان ما رأيت الا جميلاً، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم وستعاد وتخاصم فأنظر لمن الملك يومئذ ثكلتك امك يا ابن مرجانة. ان العجب كل العجب بقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء ثم قالت فتلك الايدي تنطفوا من دماءنا وتلك الافواه تتحلب من لحومنا وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العوازل وتعفرها الذئاب الى آخر خطتبها انها واضح منها انها على ثقة عالية بالله وأهانت يزيد في عقر داره.
*******
روى الشيخ الصدوق في (اكمال الدين) عن حكيمة بنت الامام الجواد (عليه السلام) انها قالت: ان الحسين بن علي (عليهما السلام) اوصى الى اخته زينب بنت علي بن ابي طالب (عليهم السلام) في الظاهر، وكان ما يخرج عن علي بن الحسين (عليه السلام) من علم ينسب الى زينب بنت علي، تستراً على علي بن الحسين عليه السلام.
ثم كتب الشيخ الصدوق: كانت زينب لها نيابة خاصة عن الحسين (عليه السلام)، وكان الناس يرجعون اليها في الحلال والحرام... حتى بريء زين العابدين.
وهكذا انتظمت امور الهاشميين من جهة، وامور الموالين من جهة اخرى بعد شهادة الامام الحسين (عليه السلام)، بما كانت عليه العقيلة زينب من الرأي والتدبير، والأمانة والغيرة... وقد اوكل اليها من التكاليف الالهية ما ينوء عنه الرجال، لكن ايمان زينب، وصبر زينب، وحرص زينب وغيرتها على حفظ الدين والرسالة والإمامة... كل ذلك نهض بها لأن تنجز ما امرها به أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
ومثل زينب... وقد تربت في بيت الشرف والعفاف والكرامة، كان لابد ان تعرف بالغيرة، غيرتها على الدين والرسالة، وكذا على الاهل والعيال، وعلى الامامة الحقة... فلم تترك اخاها الحسين يرحل الى كربلاء حتى رافقته، ولم تبتعد عنه بل واسته، فتحملت العناء والآلام في رحلة الهية فيها رضى الله تبارك وتعالى، وفيها حمل الأعباء الجسيمة حباً لله جل وعلا.
وكان على زينب العقيلة ان تعيش مأساة كربلاء بكل فجائعها، ثم كان عليها أن ترعى الأهل والعيال والارامل واليتامى والاطفال، وان تسكن الجراح وتهديء النفوس وتصبر المفجوعين، ثم تواصل النهج الذي مضى عليه الامام ابو عبد الله الحسين (صلوات الله عليه).
فتشاطرت هي والحسين بنهضة
حتم القضاء عليهما ان يندبا
هذا بمشتبك النصول ... وهذه
في حيث معترك المكاره في السبا
بدم الشهادة اذ أريق... ومدمع
أذرى مذار القلب دمعاً صيبا
نهضا بأعباء الهدى ما بين منـ
حطم الوشيج ... وبين محترق الخبا
مضيا... ولابن المصطفى زج القنا
عن باحة التذكير اصبح محتبى
وتلا الكتاب بموقف راموا به
اطفاء نور الله... لكن قد أبى
ولزينب شهد الحزوم بمثله
اذ يممت قفراً... وامت سبسبا
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
عرفت زينب العقيلة عليها السلام بأنها امينة الله والموثقة، ولم تكن زينب الكبري بنت أمير المؤمنين (عليه وعليها السلام) مؤتمنةً موثقةً فقط في نقل أخبار الرسالة والرسول، بل كانت أيضاً مؤتمنةً في حمل الامانات الالهية، فيبلغ شأنها ان سيد شباب أهل الجنة أبا عبدالله الحسين يودعها شيئاً من اسراره، وهو (صلوات الله عليه) العارف من هي اخته زينب، فيوصيها بوصاياه قبل شهادته، فتكون لها النيابة الخاصة عن امام زمانها قبيل شهادته وبعيدها، لعلم سيد الشهداء (عليه السلام) ان ولده الامام زين العابدين سيقعده المرض والمحنة العظمى، ثم سيدخل خلف ستار التقية بعد ان نوى بنو امية الا يبقوا لآل البيت النبوي من باقية كما صرحوا بها في هجومهم على مخيم الحسين عصر يوم عاشوراء.
فكان على العقيلة زينب وهي الامينة المؤتمنة، الغيورة على الدين والموثقة في حمل أعباء الرسالة في مرحلة خطيرة حرجة، كان عليها ان تنهض بالامور الثقال، وكانت اهلاً لذلك... فحفظت ما كاد أن يضيع، وصانت ما كاد أن يحرف ويشوه، واظهرت نهضة الحسين وقصة شهادته واهدافها الالهية المقدسة على صفحات سماء التاريخ.
أمير المؤمنين (عليه السلام) والى امها الزهراء (سلام الله عليها) نجد انهما وصلا الى درجة عالية من الثقة بالله، يعني اهل البيت علمونا التوحيد والثقة بالله فليكن ما في يدالله اوثق منه ما في يدك، ولاشك ان السيدة الزهراء (سلام الله عليها ) يدخل عليها النبي (صلى الله عليه وآله) يقول بنية فاطمة هل لديك شيء وما تكلمت وكان لايوجد شيء لكن توجهت الى القبلة وصلت وما ان انتهت من الصلاة واذا بمائدة من السماء جاءت بها وقدمتها الى النبي (صلى الله عليه وآله) ودخل أمير المومنين وقال: يا فاطمة انى لك هذا، قالت: يا ابا الحسن هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب هكذا كانت الحوراء زينب (سلام الله عليها) كأمها الزهراء (سلام الله عليها) وكأبيها امير المؤمنين (عليه السلام) من ناحية الثقه بالله والا في الحقيقة انه في ليلة الحادي عشر من المحرم وهذه الفاجعة التي لو وقعت على الجبال لازالتها عن مكانها مع ذلك هدأت العيال والاطفال وتأتي الى جسد اخيها ترفعه قليلاً الى السماء وتقول إلهي تقبل منا هذا القربان او تقول في جوابها للطاغية عبيد الله بن زياد في الكوفة قال ارأيت ما صنع الله بأخيك الحسين فقالت بكل اطمئنان ما رأيت الا جميلاً، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم وستعاد وتخاصم فأنظر لمن الملك يومئذ ثكلتك امك يا ابن مرجانة. ان العجب كل العجب بقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء ثم قالت فتلك الايدي تنطفوا من دماءنا وتلك الافواه تتحلب من لحومنا وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العوازل وتعفرها الذئاب الى آخر خطتبها انها واضح منها انها على ثقة عالية بالله وأهانت يزيد في عقر داره.
*******
روى الشيخ الصدوق في (اكمال الدين) عن حكيمة بنت الامام الجواد (عليه السلام) انها قالت: ان الحسين بن علي (عليهما السلام) اوصى الى اخته زينب بنت علي بن ابي طالب (عليهم السلام) في الظاهر، وكان ما يخرج عن علي بن الحسين (عليه السلام) من علم ينسب الى زينب بنت علي، تستراً على علي بن الحسين عليه السلام.
ثم كتب الشيخ الصدوق: كانت زينب لها نيابة خاصة عن الحسين (عليه السلام)، وكان الناس يرجعون اليها في الحلال والحرام... حتى بريء زين العابدين.
وهكذا انتظمت امور الهاشميين من جهة، وامور الموالين من جهة اخرى بعد شهادة الامام الحسين (عليه السلام)، بما كانت عليه العقيلة زينب من الرأي والتدبير، والأمانة والغيرة... وقد اوكل اليها من التكاليف الالهية ما ينوء عنه الرجال، لكن ايمان زينب، وصبر زينب، وحرص زينب وغيرتها على حفظ الدين والرسالة والإمامة... كل ذلك نهض بها لأن تنجز ما امرها به أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
ومثل زينب... وقد تربت في بيت الشرف والعفاف والكرامة، كان لابد ان تعرف بالغيرة، غيرتها على الدين والرسالة، وكذا على الاهل والعيال، وعلى الامامة الحقة... فلم تترك اخاها الحسين يرحل الى كربلاء حتى رافقته، ولم تبتعد عنه بل واسته، فتحملت العناء والآلام في رحلة الهية فيها رضى الله تبارك وتعالى، وفيها حمل الأعباء الجسيمة حباً لله جل وعلا.
وكان على زينب العقيلة ان تعيش مأساة كربلاء بكل فجائعها، ثم كان عليها أن ترعى الأهل والعيال والارامل واليتامى والاطفال، وان تسكن الجراح وتهديء النفوس وتصبر المفجوعين، ثم تواصل النهج الذي مضى عليه الامام ابو عبد الله الحسين (صلوات الله عليه).
فتشاطرت هي والحسين بنهضة
حتم القضاء عليهما ان يندبا
هذا بمشتبك النصول ... وهذه
في حيث معترك المكاره في السبا
بدم الشهادة اذ أريق... ومدمع
أذرى مذار القلب دمعاً صيبا
نهضا بأعباء الهدى ما بين منـ
حطم الوشيج ... وبين محترق الخبا
مضيا... ولابن المصطفى زج القنا
عن باحة التذكير اصبح محتبى
وتلا الكتاب بموقف راموا به
اطفاء نور الله... لكن قد أبى
ولزينب شهد الحزوم بمثله
اذ يممت قفراً... وامت سبسبا