بسمه تعالى
( سنة قيام / خروج القائم عليه السلام )
هناك روايتين الاشهر وردت بهذا الخصوص نعرضها ادناه ثم نناقش المحتوى كما يلي :
١- عن أبي جعفر ع قال : يقوم القائم ع في وتر من السنين تسع واحدة ثلاث خمس .
٢- عن أبي عبد الله ع قال : لا يخرج القائم إلا في وتر من السنين، تسع وثلاث وخمس وإحدى .
اقول : القيام ( قيام القائم ع ) والخروج ( خروج القائم ع ) لعل الكثير من الباحثين والدارسين يعطون نفس المعنى والمطلوب لهذين التعبيرين ، وبنظري هما قريبين .
ولكن هناك قرينة أو إشارة واحدة فقط يمكن بها التمييز لمن يدقق في هذه الحيثية وهي مستحصلة من النصوص الروائية سنأتي عليها لاحقا أثناء التوضيح .
وعليه ~ بالنسبة للقيام / قيام القائم ع في الروايات فهو متعلق بذلك الحدث الذي يكون في مكة المكرمة وعند بيت الله الحرام ( الكعبة ) ويظهر هناك الإمام ع اول مرة بشكل عام لجميع الناس ويخطب بهم خطبته الاولى التي ذكرتها الروايات ويكون حاضرا عنده أصحابه آل ٣١٣ المخلصين .
وعن الإمام أبي عبد الله عليه السلام، قال: " لا يخرج القائم إلا في وتر من السنين: سنة إحدى أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع، ويقوم في يوم عاشوراء ويظهر يوم السبت العاشر من المحرم قائما بين الركن والمقام، وشخص قائم على يديه ينادي البيعة، البيعة فيسير إليه أنصاره من أطراف الأرض يبايعونه فيملأ الله تعالى به الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما ثم يسير من مكة حتى يأتي الكوفة، فينزل على نجفها، ثم يفرق الجنود منها إلى جميع الأمصار ".
ولعل التسمية " قيام القائم ع " اعلاه هو إشارة إلى اول قيامه بأمر الله ( المذخور له ) في مكة عند بيت الله الكعبة
لنشر دين التوحيد الإسلامي على الأرض واستأصال كل الديانات والعقائد المنحرفة وتطهير الأرض منها بعد انقضاء المهلة واستكمال الشروط .
بالنسبة للخروج / خروج القائم ع
فكلمة الخروج في الروايات كما في خروج السفياني وخروج اليماني وخروج الخرساني وغيرهم تعني ويفهم منها الباحثين هو خروجهم للقتال اي غالبا هذا التوصيف يعني خروج راية محددة بجهة ذات طبيعة ومهمة عسكرية.
اذا كان هذا واضحا ، فلننظر إلى الرواية التالية :
إكمال الدين: ابن إدريس، عن أبيه، عن ابن عيسى، عن الأهوازي، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن أبي بصير قال: سأل رجل من أهل الكوفة أبا عبد الله عليه السلام كم يخرج مع القائم عليه السلام؟ فإنهم يقولون إنه يخرج معه مثل عدة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا قال: ما يخرج إلا في أولي قوة، وما يكون أولو القوة أقل من عشرة آلاف . انتهى .
اقول : اذن يظهر من هذه الرواية ان تحقق خروج القائم ع وفق فهم معنى الخروج الذي ذكرناه في الروايات يكون لما تكتمل للقائم ع العدة الكافية من قوة الرجال وهي عشرة آلاف .
ولذلك فإن المقطع التالي من الرواية السابقة الذكر : ( ثم يسير من مكة حتى يأتي الكوفة )
فثم تفيد التراخي ، اي هناك فترة زمنية سوف يحتاجها القائم ع ما بين قيامه في مكة وحتى تحقق خروجه إلى الكوفة ومعلوم من الروايات ان القائم قد يستغرق لعله شهرين إلى ثلاثة ( بالتقدير ) حتى يرتب الأمور في مكة والمدينة على الاقل وتستكمل له العدة للخروج لياتي إلى العراق / الكوفة .
وخلاصة هذا يمكن القول ان الإمام الحجة ع لا يخرج ( تخرج رايته ) حتى يقوم ، ولا يقوم ( بداية قيامه بأمر الله ) حتى يظهر ، ولا يظهر ( انتهاء الغيبة التامة ) حتى ينادي باسمه ، ولا ينادي باسمه ( الصيحة الجبرائيلية ليلة ٢٣ رمضان ) حتى يخرج السفياني في رجب .
فاذا خرج السفياني في رجب وجائت الصيحة في رمضان من نفس السنة تحقق الشرط المزدوج لظهوره عليه السلام كما في الرواية: ( ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ) .
وهناك تدقيق اضافي على الرواية التالية : لا يخرج القائم إلا في وتر من السنين، تسع وثلاث وخمس وإحدى .
وهو : استخدام صيغة ( لا ) و ( إلا ) كما اعلاه في الروايات مرتبط بحسب فهمي بعلة سببية ما ( كسنة تكوينية أو طبيعة أو غيرها ) ولكن احيانا تذكر وأحيانا لا فتحتاج لمن يريد زيادة في المعرفة ان يبحث ويستنبط أو يستنتج ما هو أقرب للتفسير الممكن .
فمثلا في ظهور القائم والصيحة الجبرائيلية في شهر رمضان المبارك ورد كما يلي في رواية عن الباقر ع :
( الصيحة لا تكون إلا في شهر رمضان، لأن شهر رمضان شهر الله، والصيحة فيه هي صيحة جبرائيل إلى هذا الخلق ) .
فهنا 👆 بينت الرواية العلة السببية التكوينية كون أمر الظهور هو من الأمور التي استقل بها الله تعالى وكل أمر يحصل في عالم الدنيا إنما يكون ويقرر في ليلة القدر ويعاد هذا الأمر في كل عام .
ومن هذا المثال اظن والله اعلم ان تعبير المعصوم ع : ( لا يخرج القائم إلا في وتر من السنين ) مرتبط بنوع علة ما من هذا النوع
فما هي ؟
التفسير المحتمل للجواب
الوتر ( هو الفرد خلاف الشفع ) : وهو الله - عز وجل - ، قال جل ثناؤه : قل هو الله أحد الله الصمد . وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : إن لله تسعة وتسعين اسما ، والله وتر يحب الوتر .
ولذلك كون يوم قيام القائم هو من ايام الله الخاصة ( وذَكِّرْهم بِأيّامِ اللَّهِ )
ارتبط ذلك اليوم بالله جملتا وتفصيلا
فظهور القائم ع والصيحة الجبرائيلية ارتبط بالله وبشهر الله ( رمضان ) وليلة القدر التي يقدر فيها كل ما يكون في عالم الإمكان إلى القدر التالي .
وقيام القائم ع يكون في العاشر من محرم الحرام كيوم استشهاد جده الحسين ع الذي ارتبط بالله وبذل كل ما فيه وله وعنده لله ، فخلد الله استشهاده ويوم استشهاده وجعله يوم انتصار الحق على الباطل بقيام القائم ع .
وجعل الله خروجه عليه السلام في سنة وتر لان الله وتر ويحب الوتر ، فارتبطت الحقيقة الازلية ( الله تعالى ) بالحقيقة العرفية ( التقويم ) لتحقيق كمال الأمر بالارتباط الوتر لتمام المطلب والله اعلم
الباحث الطائي
يتبع لاحقا
( سنة قيام / خروج القائم عليه السلام )
هناك روايتين الاشهر وردت بهذا الخصوص نعرضها ادناه ثم نناقش المحتوى كما يلي :
١- عن أبي جعفر ع قال : يقوم القائم ع في وتر من السنين تسع واحدة ثلاث خمس .
٢- عن أبي عبد الله ع قال : لا يخرج القائم إلا في وتر من السنين، تسع وثلاث وخمس وإحدى .
اقول : القيام ( قيام القائم ع ) والخروج ( خروج القائم ع ) لعل الكثير من الباحثين والدارسين يعطون نفس المعنى والمطلوب لهذين التعبيرين ، وبنظري هما قريبين .
ولكن هناك قرينة أو إشارة واحدة فقط يمكن بها التمييز لمن يدقق في هذه الحيثية وهي مستحصلة من النصوص الروائية سنأتي عليها لاحقا أثناء التوضيح .
وعليه ~ بالنسبة للقيام / قيام القائم ع في الروايات فهو متعلق بذلك الحدث الذي يكون في مكة المكرمة وعند بيت الله الحرام ( الكعبة ) ويظهر هناك الإمام ع اول مرة بشكل عام لجميع الناس ويخطب بهم خطبته الاولى التي ذكرتها الروايات ويكون حاضرا عنده أصحابه آل ٣١٣ المخلصين .
وعن الإمام أبي عبد الله عليه السلام، قال: " لا يخرج القائم إلا في وتر من السنين: سنة إحدى أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع، ويقوم في يوم عاشوراء ويظهر يوم السبت العاشر من المحرم قائما بين الركن والمقام، وشخص قائم على يديه ينادي البيعة، البيعة فيسير إليه أنصاره من أطراف الأرض يبايعونه فيملأ الله تعالى به الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما ثم يسير من مكة حتى يأتي الكوفة، فينزل على نجفها، ثم يفرق الجنود منها إلى جميع الأمصار ".
ولعل التسمية " قيام القائم ع " اعلاه هو إشارة إلى اول قيامه بأمر الله ( المذخور له ) في مكة عند بيت الله الكعبة
لنشر دين التوحيد الإسلامي على الأرض واستأصال كل الديانات والعقائد المنحرفة وتطهير الأرض منها بعد انقضاء المهلة واستكمال الشروط .
بالنسبة للخروج / خروج القائم ع
فكلمة الخروج في الروايات كما في خروج السفياني وخروج اليماني وخروج الخرساني وغيرهم تعني ويفهم منها الباحثين هو خروجهم للقتال اي غالبا هذا التوصيف يعني خروج راية محددة بجهة ذات طبيعة ومهمة عسكرية.
اذا كان هذا واضحا ، فلننظر إلى الرواية التالية :
إكمال الدين: ابن إدريس، عن أبيه، عن ابن عيسى، عن الأهوازي، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن أبي بصير قال: سأل رجل من أهل الكوفة أبا عبد الله عليه السلام كم يخرج مع القائم عليه السلام؟ فإنهم يقولون إنه يخرج معه مثل عدة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا قال: ما يخرج إلا في أولي قوة، وما يكون أولو القوة أقل من عشرة آلاف . انتهى .
اقول : اذن يظهر من هذه الرواية ان تحقق خروج القائم ع وفق فهم معنى الخروج الذي ذكرناه في الروايات يكون لما تكتمل للقائم ع العدة الكافية من قوة الرجال وهي عشرة آلاف .
ولذلك فإن المقطع التالي من الرواية السابقة الذكر : ( ثم يسير من مكة حتى يأتي الكوفة )
فثم تفيد التراخي ، اي هناك فترة زمنية سوف يحتاجها القائم ع ما بين قيامه في مكة وحتى تحقق خروجه إلى الكوفة ومعلوم من الروايات ان القائم قد يستغرق لعله شهرين إلى ثلاثة ( بالتقدير ) حتى يرتب الأمور في مكة والمدينة على الاقل وتستكمل له العدة للخروج لياتي إلى العراق / الكوفة .
وخلاصة هذا يمكن القول ان الإمام الحجة ع لا يخرج ( تخرج رايته ) حتى يقوم ، ولا يقوم ( بداية قيامه بأمر الله ) حتى يظهر ، ولا يظهر ( انتهاء الغيبة التامة ) حتى ينادي باسمه ، ولا ينادي باسمه ( الصيحة الجبرائيلية ليلة ٢٣ رمضان ) حتى يخرج السفياني في رجب .
فاذا خرج السفياني في رجب وجائت الصيحة في رمضان من نفس السنة تحقق الشرط المزدوج لظهوره عليه السلام كما في الرواية: ( ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ) .
وهناك تدقيق اضافي على الرواية التالية : لا يخرج القائم إلا في وتر من السنين، تسع وثلاث وخمس وإحدى .
وهو : استخدام صيغة ( لا ) و ( إلا ) كما اعلاه في الروايات مرتبط بحسب فهمي بعلة سببية ما ( كسنة تكوينية أو طبيعة أو غيرها ) ولكن احيانا تذكر وأحيانا لا فتحتاج لمن يريد زيادة في المعرفة ان يبحث ويستنبط أو يستنتج ما هو أقرب للتفسير الممكن .
فمثلا في ظهور القائم والصيحة الجبرائيلية في شهر رمضان المبارك ورد كما يلي في رواية عن الباقر ع :
( الصيحة لا تكون إلا في شهر رمضان، لأن شهر رمضان شهر الله، والصيحة فيه هي صيحة جبرائيل إلى هذا الخلق ) .
فهنا 👆 بينت الرواية العلة السببية التكوينية كون أمر الظهور هو من الأمور التي استقل بها الله تعالى وكل أمر يحصل في عالم الدنيا إنما يكون ويقرر في ليلة القدر ويعاد هذا الأمر في كل عام .
ومن هذا المثال اظن والله اعلم ان تعبير المعصوم ع : ( لا يخرج القائم إلا في وتر من السنين ) مرتبط بنوع علة ما من هذا النوع
فما هي ؟
التفسير المحتمل للجواب
الوتر ( هو الفرد خلاف الشفع ) : وهو الله - عز وجل - ، قال جل ثناؤه : قل هو الله أحد الله الصمد . وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : إن لله تسعة وتسعين اسما ، والله وتر يحب الوتر .
ولذلك كون يوم قيام القائم هو من ايام الله الخاصة ( وذَكِّرْهم بِأيّامِ اللَّهِ )
ارتبط ذلك اليوم بالله جملتا وتفصيلا
فظهور القائم ع والصيحة الجبرائيلية ارتبط بالله وبشهر الله ( رمضان ) وليلة القدر التي يقدر فيها كل ما يكون في عالم الإمكان إلى القدر التالي .
وقيام القائم ع يكون في العاشر من محرم الحرام كيوم استشهاد جده الحسين ع الذي ارتبط بالله وبذل كل ما فيه وله وعنده لله ، فخلد الله استشهاده ويوم استشهاده وجعله يوم انتصار الحق على الباطل بقيام القائم ع .
وجعل الله خروجه عليه السلام في سنة وتر لان الله وتر ويحب الوتر ، فارتبطت الحقيقة الازلية ( الله تعالى ) بالحقيقة العرفية ( التقويم ) لتحقيق كمال الأمر بالارتباط الوتر لتمام المطلب والله اعلم
الباحث الطائي
يتبع لاحقا
تعليق