لو أغمضنا العين عمّا تقدّم من إجبار سعد بن عبادة على البيعة ، فإنّنا وإيّاكم لا يمكن أن نتجاوز ما حدث مع عليّ وفاطمة صلوات الله عليهما بسبب الضغط الذي مارسوه لأخذ البيعة من أمير المؤمنين(عليه السلام) لأبي بكر .
إجماع المسلمين أنّ عليّاً(عليه السلام) كان في طليعة الذين رفضوا بيعة أبي بكر وامتنع مع مجموعة من الصحابة كالزبير وعمّار وأبي ذرّ . . . وكلّهم جلسوا في بيت الإمام عليّ(عليه السلام) معلنين عدم رغبتهم في البيعة حتّى جاء عمر بن الخطّاب مع أبي بكر ومجموعة من المؤيّدين لهما وهم يحملون الحطب والنار لإحراق بيت فاطمة(عليها السلام)ممّا أدّى إلى حصر فاطمة الزهراء بين الباب والجدار وسقوط جنينها من بطنها وبعد ذلك أجبروا علياً(عليه السلام) على البيعة .
سؤال أحد الحاضرين : لقد قرأنا هذه الحادثة في كتابكم ليالي بيشاور والآن نريد أن نسمع منكم أحقّاً أنّ هذه الحادثة وقعت؟
الجواب : نعم ، هذه الحادثة ذكرها الكثير من علماء السنّة فضلاً عن إجماع الشيعة ، فمن علماء السنّة ذكرها :
ابن قتيبة في الإمامة والسياسة أو تاريخ الخلفاء ج1 ص12 أو ص18 .
ومحبّ الدين محمد بن الشحنه في روضة المنظر .
وصاحب فتوح البلدان في أنساب الأشراف ج1 ص586 .
والقرطبي في العقد الفريد ج5 ص12 .
وأيضاً ابن الشحنة المؤرّخ في هامش تاريخ الكامل ج11 ص112 .
والمسعودي في مروج الذهب ج2 ص301 . ذكر هذه العبارة التي قالها الخليفة الأول في مرض موته (فوددت أني لم أكن فتشت بيت فاطمة)
وأيضاً المسعودي في إثبات الوصية ص124 ، منشورات المكتبة الرضوية.
وابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة ج2 ص56 .
وصلاح الدين الصفدي الشافعي في الوافي بالوفيات ضمن حرف الألف نقلاً عن إبراهيم بن سيار المعروف بالنظام المعتزلي / الملل والنحل ج1 ص57 للشهرستاني(1) .
وقد ذكرت هذه المصادر كلّها أنّ عمر أضرم النار في باب بيت فاطمة الزهراء صلوات الله عليها وضرب الباب عليها وأسقط جنينها وهو يعلم ما قاله النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) في حقّ فاطمة «فاطمة بضعة منّي فمن آذاها فقد آذاني»(2) .
فمثلاً ذكر المسعودي في إثبات الوصية «فهجموا عليه وأحرقوا بابه واستخرجوه منه كرهاً وضغطوا سيّدة النساء بالباب حتّى أسقطت محسناً»(3) .
وأيضاً ذكر الشهرستاني في الملل والنحل وهو يستعرض أقوال النظام : «أنّ عمر ضرب فاطمة يوم البيعة حتّى ألقت المحسن من بطنها» (4).
وبعدما دخلوا الدار وسيوفهم بأيديهم أخرجوا الإمام عليّ(عليه السلام) معهم تحت الضغط والتهديد إلى المسجد لكي يبايع فقال لهم أمير المؤمنين(عليه السلام) : فإن لم اُبايع؟ فقال عمر : إذن نقتلك بهذا السيف ، فقال : أتقتلون عبد الله وأخا رسوله؟ فقال عمر : أمّا عبد الله فنعم وأمّا أخو رسوله فلا ، فتوجّه أمير المؤمنين بوجهه إلى قبر النبي وقال : يابن اُمّ إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني(5) .
وعلى أثر ما حدث لفاطمة(عليها السلام) مرضت ثمّ توفّيت شهيدة جراء ما فعله عمر بها ، وأمّا أمير المؤمنين(عليه السلام) فإنّه كان ينظر للمصلحة العليا للدين ولمّا رأى المصلحة في البيعة فإنّه بايع مكرهاً للضغوط المتزايدة من أبي بكر وعمر ومن كان معهما ونظراً لقلّة الناصر ، ودفعاً لأيّ حرب داخلية(6) .
هذه هي الحقيقة في موضوع البيعة فهل ترون لقول المؤرِّخين «وانثال الناس عليه وبايعوه رغبة»؟ هل هناك مَن يصدِّق هذه العبارة بعدما تقدّم؟ لاسيّما إذا عرفتم أنّ سعد بن عبادة لم يبايع إلى أن توفي أبو بكر وهكذا لم يبايع عمر(7) إلى أن قتلوه غيلة وأشاعوا بين الناس أنّ سعداً قتلته الجنّ!!!(8) .
المصادر
(1) انظر تمام المصادر في كتاب مأساة الزهراء شبهات وردود، لجعفر مرتضى العاملي وليالي بيشاور / المترجم.
2)) اُسد الغابة ج5 ص521 ط مصر، وسنن الترمذي ج5 ص359 وصحيح البخاري ج4 ص219 .
(3) إثبات الوصية 124.
(4) الملل والنحل ج1 في، ترجمة الفرقة النظامية.
(5) شرح نهج البلاغة ج6 ص11 ط دار الجيل ، بيروت / المترجم
(6) جاء في شرح نهج البلاغة للمعتزلي « . . فالتفت علي إلى عمر فقال : يا أبا حفص والله ما قعدتُ عن صاحبك جزعاً على ما صار إليه ولا أتيته خائفاً منه ولا أقول ما أقول بعلّة وانّي لأعرف . . . ولكنّي تخلّفت إعذاراً إلى الله وإلى من يعلم الأمر الذي جعله لي رسول الله وأتيت فبايعت حفظاً للدين وخوفاً من انتشار أمر الله / ج10 ص283 دار الجيل .
(7) اُنظر شرح النهج للمعتزلي ج6 ص10 ط دار الجيل .
(8) وهناك مجال للقول بعدم بيعة أمير المؤمنين أيضاً وأنّه(عليه السلام) لم يبايع لا قبل استشهاد فاطمة(عليها السلام) ولا بعد ذلك وقد فصّلتُ القول بالأدلّة ضمن كرّاس (البيعة بين الحقيقة والوهم) وهو مطبوع فراجع
إجماع المسلمين أنّ عليّاً(عليه السلام) كان في طليعة الذين رفضوا بيعة أبي بكر وامتنع مع مجموعة من الصحابة كالزبير وعمّار وأبي ذرّ . . . وكلّهم جلسوا في بيت الإمام عليّ(عليه السلام) معلنين عدم رغبتهم في البيعة حتّى جاء عمر بن الخطّاب مع أبي بكر ومجموعة من المؤيّدين لهما وهم يحملون الحطب والنار لإحراق بيت فاطمة(عليها السلام)ممّا أدّى إلى حصر فاطمة الزهراء بين الباب والجدار وسقوط جنينها من بطنها وبعد ذلك أجبروا علياً(عليه السلام) على البيعة .
سؤال أحد الحاضرين : لقد قرأنا هذه الحادثة في كتابكم ليالي بيشاور والآن نريد أن نسمع منكم أحقّاً أنّ هذه الحادثة وقعت؟
الجواب : نعم ، هذه الحادثة ذكرها الكثير من علماء السنّة فضلاً عن إجماع الشيعة ، فمن علماء السنّة ذكرها :
ابن قتيبة في الإمامة والسياسة أو تاريخ الخلفاء ج1 ص12 أو ص18 .
ومحبّ الدين محمد بن الشحنه في روضة المنظر .
وصاحب فتوح البلدان في أنساب الأشراف ج1 ص586 .
والقرطبي في العقد الفريد ج5 ص12 .
وأيضاً ابن الشحنة المؤرّخ في هامش تاريخ الكامل ج11 ص112 .
والمسعودي في مروج الذهب ج2 ص301 . ذكر هذه العبارة التي قالها الخليفة الأول في مرض موته (فوددت أني لم أكن فتشت بيت فاطمة)
وأيضاً المسعودي في إثبات الوصية ص124 ، منشورات المكتبة الرضوية.
وابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة ج2 ص56 .
وصلاح الدين الصفدي الشافعي في الوافي بالوفيات ضمن حرف الألف نقلاً عن إبراهيم بن سيار المعروف بالنظام المعتزلي / الملل والنحل ج1 ص57 للشهرستاني(1) .
وقد ذكرت هذه المصادر كلّها أنّ عمر أضرم النار في باب بيت فاطمة الزهراء صلوات الله عليها وضرب الباب عليها وأسقط جنينها وهو يعلم ما قاله النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) في حقّ فاطمة «فاطمة بضعة منّي فمن آذاها فقد آذاني»(2) .
فمثلاً ذكر المسعودي في إثبات الوصية «فهجموا عليه وأحرقوا بابه واستخرجوه منه كرهاً وضغطوا سيّدة النساء بالباب حتّى أسقطت محسناً»(3) .
وأيضاً ذكر الشهرستاني في الملل والنحل وهو يستعرض أقوال النظام : «أنّ عمر ضرب فاطمة يوم البيعة حتّى ألقت المحسن من بطنها» (4).
وبعدما دخلوا الدار وسيوفهم بأيديهم أخرجوا الإمام عليّ(عليه السلام) معهم تحت الضغط والتهديد إلى المسجد لكي يبايع فقال لهم أمير المؤمنين(عليه السلام) : فإن لم اُبايع؟ فقال عمر : إذن نقتلك بهذا السيف ، فقال : أتقتلون عبد الله وأخا رسوله؟ فقال عمر : أمّا عبد الله فنعم وأمّا أخو رسوله فلا ، فتوجّه أمير المؤمنين بوجهه إلى قبر النبي وقال : يابن اُمّ إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني(5) .
وعلى أثر ما حدث لفاطمة(عليها السلام) مرضت ثمّ توفّيت شهيدة جراء ما فعله عمر بها ، وأمّا أمير المؤمنين(عليه السلام) فإنّه كان ينظر للمصلحة العليا للدين ولمّا رأى المصلحة في البيعة فإنّه بايع مكرهاً للضغوط المتزايدة من أبي بكر وعمر ومن كان معهما ونظراً لقلّة الناصر ، ودفعاً لأيّ حرب داخلية(6) .
هذه هي الحقيقة في موضوع البيعة فهل ترون لقول المؤرِّخين «وانثال الناس عليه وبايعوه رغبة»؟ هل هناك مَن يصدِّق هذه العبارة بعدما تقدّم؟ لاسيّما إذا عرفتم أنّ سعد بن عبادة لم يبايع إلى أن توفي أبو بكر وهكذا لم يبايع عمر(7) إلى أن قتلوه غيلة وأشاعوا بين الناس أنّ سعداً قتلته الجنّ!!!(8) .
المصادر
(1) انظر تمام المصادر في كتاب مأساة الزهراء شبهات وردود، لجعفر مرتضى العاملي وليالي بيشاور / المترجم.
2)) اُسد الغابة ج5 ص521 ط مصر، وسنن الترمذي ج5 ص359 وصحيح البخاري ج4 ص219 .
(3) إثبات الوصية 124.
(4) الملل والنحل ج1 في، ترجمة الفرقة النظامية.
(5) شرح نهج البلاغة ج6 ص11 ط دار الجيل ، بيروت / المترجم
(6) جاء في شرح نهج البلاغة للمعتزلي « . . فالتفت علي إلى عمر فقال : يا أبا حفص والله ما قعدتُ عن صاحبك جزعاً على ما صار إليه ولا أتيته خائفاً منه ولا أقول ما أقول بعلّة وانّي لأعرف . . . ولكنّي تخلّفت إعذاراً إلى الله وإلى من يعلم الأمر الذي جعله لي رسول الله وأتيت فبايعت حفظاً للدين وخوفاً من انتشار أمر الله / ج10 ص283 دار الجيل .
(7) اُنظر شرح النهج للمعتزلي ج6 ص10 ط دار الجيل .
(8) وهناك مجال للقول بعدم بيعة أمير المؤمنين أيضاً وأنّه(عليه السلام) لم يبايع لا قبل استشهاد فاطمة(عليها السلام) ولا بعد ذلك وقد فصّلتُ القول بالأدلّة ضمن كرّاس (البيعة بين الحقيقة والوهم) وهو مطبوع فراجع
تعليق