حاولت عائشة أن تزلق معها قدم المرأة الصالحة اُمّ سلمة زوجة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) فذهبت إليها وهي بمكّة وجلست عندها تخادعها على الخروج للطلب بدم عثمان ، فقالت اُمّ سلمة : إنّك كنت بالأمس تُحرّضين على عثمان وتقولين فيه أخبث القول وما كان اسمه عندك إلاّ نعثلاً وإنّك لتعرفين منزلة علي بن أبي طالب(عليه السلام) أفأذكّركِ؟ قالت : نعم ، قالت : أتذكرين يوم أقبل ـ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ـ ونحن معه حتّى إذا هبط من قُديد ذات الشمال خلا بعلي يناجيه فأطال فأردتِ أن تهجمي عليهما فنهيتك فعصيتني فهجمت عليهما فما لبثتِ أن رجعتِ باكية فقلتُ : ما شأنك؟ فقلتِ : إنّي هجمت عليهما وهما يتناجيان فقلت لعلي : ليس لي من رسول الله إلاّ يوم من تسعة أيّام أفما تدعني يابن أبي طالب ويومي؟!!
فأقبل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) عليَّ وهو غضبان محمرّ الوجه فقال : ارجعي وراءك والله لا يبغضه أحدٌ من أهل بيتي ولا من غيرهم من الناس إلاّ وهو خارج عن الإيمان . فرجعتِ نادمة ساقطة؟! قالت عائشة : نعم ، أذكر ذلك .
ثمّ قالت اُمّ سلمة : وكنتُ أنا وأنت مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وأنت تغسلين رأسه وأنا أحيس له حيساً وكان الحيس يعجبه فرفع(صلى الله عليه وآله وسلم) رأسه وقال : ياليت شعري أيتكنّ صاحبة الجمل الأذنب تنبحها كلاب الحوأب فتكون ناكبة عن الصراط ، فرفعتُ يدي من الحيس فقلتُ : أعوذ بالله وبرسوله من ذلك ثمّ ضرب(صلى الله عليه وآله وسلم)على ظهرك وقال : إيّاك أن تكونيها إيّاك أن تكونيها يا حميراء ، أمّا أنا فقد أنذرتك .
وقالت اُمّ سلمة : وكنتُ أنا وأنت مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في سفر له وكان عليّ يتعاهد نعليّ رسول الله فيخصفها ويتعاهد أثوابه فيغسلها فنقبت له نعل فأخذها يومئذ يخصفها وقعد في ظلّ سمرة وجاء أبوك ومعه عمر فاستأذنا عليه(صلى الله عليه وآله وسلم)فقمنا إلى الحجاب ودخلا يحادثانه فيما أراد ثمّ قالا : يارسول الله إنّا لا ندري قدر ما تصحبنا فلو أعلمتنا من يُستخلف علينا ليكون لنا بعدك مفزعاً؟
فقال(صلى الله عليه وآله وسلم) لهما : أما إنّي قد أرى مكانه ولو فعلت لتفرّقتم عنه كما تفرّقت بنو إسرائيل عن هارون بن عمران ، فسكتا ثمّ خرجا فلمّا خرجنا إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)قلتِ له وكنتِ أجرأ عليه(صلى الله عليه وآله وسلم) منّا : مَن كنتَ يارسول الله مستخلفاً عليهم؟ فقال : خاصف النعل ، فنظرنا فلم نرَ أحداً إلاّ علياً ، فقلتِ : يارسول الله ما أرى إلاّ علياً؟ فقال(صلى الله عليه وآله وسلم) : هو ذاك فقالت عائشة : نعم أذكر ذلك .
فقالت اُمّ سلمة : فأيّ خروج تخرجين بعد هذا؟ فقالت عائشة : إنّما أخرج للإصلاح بين الناس وأرجو فيه الأجر إن شاء الله(1)
(1)شرح النهج ج6 ص217 دار إحياء التراث العربي
فأقبل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) عليَّ وهو غضبان محمرّ الوجه فقال : ارجعي وراءك والله لا يبغضه أحدٌ من أهل بيتي ولا من غيرهم من الناس إلاّ وهو خارج عن الإيمان . فرجعتِ نادمة ساقطة؟! قالت عائشة : نعم ، أذكر ذلك .
ثمّ قالت اُمّ سلمة : وكنتُ أنا وأنت مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وأنت تغسلين رأسه وأنا أحيس له حيساً وكان الحيس يعجبه فرفع(صلى الله عليه وآله وسلم) رأسه وقال : ياليت شعري أيتكنّ صاحبة الجمل الأذنب تنبحها كلاب الحوأب فتكون ناكبة عن الصراط ، فرفعتُ يدي من الحيس فقلتُ : أعوذ بالله وبرسوله من ذلك ثمّ ضرب(صلى الله عليه وآله وسلم)على ظهرك وقال : إيّاك أن تكونيها إيّاك أن تكونيها يا حميراء ، أمّا أنا فقد أنذرتك .
وقالت اُمّ سلمة : وكنتُ أنا وأنت مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في سفر له وكان عليّ يتعاهد نعليّ رسول الله فيخصفها ويتعاهد أثوابه فيغسلها فنقبت له نعل فأخذها يومئذ يخصفها وقعد في ظلّ سمرة وجاء أبوك ومعه عمر فاستأذنا عليه(صلى الله عليه وآله وسلم)فقمنا إلى الحجاب ودخلا يحادثانه فيما أراد ثمّ قالا : يارسول الله إنّا لا ندري قدر ما تصحبنا فلو أعلمتنا من يُستخلف علينا ليكون لنا بعدك مفزعاً؟
فقال(صلى الله عليه وآله وسلم) لهما : أما إنّي قد أرى مكانه ولو فعلت لتفرّقتم عنه كما تفرّقت بنو إسرائيل عن هارون بن عمران ، فسكتا ثمّ خرجا فلمّا خرجنا إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)قلتِ له وكنتِ أجرأ عليه(صلى الله عليه وآله وسلم) منّا : مَن كنتَ يارسول الله مستخلفاً عليهم؟ فقال : خاصف النعل ، فنظرنا فلم نرَ أحداً إلاّ علياً ، فقلتِ : يارسول الله ما أرى إلاّ علياً؟ فقال(صلى الله عليه وآله وسلم) : هو ذاك فقالت عائشة : نعم أذكر ذلك .
فقالت اُمّ سلمة : فأيّ خروج تخرجين بعد هذا؟ فقالت عائشة : إنّما أخرج للإصلاح بين الناس وأرجو فيه الأجر إن شاء الله(1)
(1)شرح النهج ج6 ص217 دار إحياء التراث العربي
تعليق