تويت
اندهش حين رأى بعينيه قوما يعبدون شجرة، فقد كانوا يحيطونها بقدسية وولاء، ويقدمون لها طقوس العبادة والثناء، واستغرب الامر اكثر حين أجابه أحدهم: أنهم اناس يعبدون الشجرة من دون الله.. ومن لحظتها لم يهنأ بزاد او براحة، ولا اطبقت عيناه اجفانها، لذلك قرر ان يحمل فأسه، ويذهب ليقطع تلك الشجرة...
وسار به غضبه... فلقيه شيخ كبير السن، يتكئ على عصاه، صائحا به: الى أين؟ وأي شيء تريد؟ فقال صاحبنا: أريد قطع هذه الشجرة التي تُعبد من دون الله سبحانه تعالى؟
فأجابه الشيخ: ما أنت وذاك؟ تركت عبادتك وتفرغت لهذا... فالقوم يا ولدي ان قطعتها سيعبدوا غيرها.!!
فأجاب الشاب: لابد لي من قطعها.
فصاح الشيخ: انا امنعك منها. فتصارعا، فضرب الشاب الشيخ، واسقطه ارضا، وقعد على صدره... وقال له: يا عم ما شئت ان اضربك، لانك رجل كبير السن، لكن ان تقف في طريق جهادي لله، فذلك عندي يستحق قطع عنقك.
فقال له الرجل الكبير: هل لنا ان نتفق على رأي؟
فسأله الشاب: ما هو؟
فقال الشيخ: انا يا بني صاحب هذه الشجرة، لقد اصابني منها خير كثير، بسبب تبرك البعض بها، وبسبب عبادتهم لها، وحين تقطعها سينقطع رزقي منها، فما رأيك ان ترجع، وسنتقاسم الارباح سوية، سأرسل لك نصف ما أحصل عليه، فترتاح انت من تعب العمل، و(دوخة الراس).
فاقتنع الشاب بهذا الاتفاق، وصار الشيخ يرسل اليه نصف ارباح ما يحصل عليه... وبعدها بمدة انقطع عنه، ولم يبعث اليه بشيء، فحمل الشاب فأسه، وتوجه ليقطع الشجرة، وسار في الليل، واذا بالشيخ في الطريق: أين تريد؟
قال الشاب: الى قطع الشجرة الملعونة.
فقال له الشيخ: ليس الى ذلك سبيل، وانا امنعك. فتخاشنا واذا بالشيخ يرفع الشاب ويلقيه ارضا بيسر وسهولة. وقال له: لئن لم تنتهِ عن هذا الامر لأذبحنك.
اندهش الشاب... كيف عجز بنفسه عن مجابهة الشيخ؟ ومن أين له هذه القوة التي عجز عنها؟ وكيف استطاع أن يصرع الشيخ في المرة الأولى؟!!
فقال الشيخ: يا بني السر ليس في قوتي، بل في غضبتك، فالغضبة الاولى كانت غضبة لله تعالى، عجزت أنا عن مجابهتها، أما الغضبة الثانية فكانت للدنيا، ولنفسك، ولبعض الاموال التي لم تصلك... ولذلك صرعتك بسهولة.
أعجبني
تعليق
تعليق