من معاجز الإمام أبي الحسن علي الهادي (عليه السلام) مع أعدائه .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
أسعد الله أيامكم بذكرى ولادة الإمام علي الهادي (عليه السلام) .
روى القطب الراوندي عن أبي سعيد سهل بن زياد ، قال : حدثنا أبو العباس فضل بن أحمد بن إسرائيل الكاتب ، ونحن في داره بسامراء فجرى ذكر أبي الحسن عليه السلام ، فقال : يا أبا سعيد إني أحدثك بشيء حدثني به أبي ، قال : كنا مع المعتز ، وكان أبي كاتبه ، [قال] فدخلنا الدار ، وإذا المتوكل على سريره قاعد ، فسلم المعتز ووقف ، ووقفت خلفه ، وكان عهدي به إذا دخل رحب به ويأمره بالقعود ، فأطال القيام ، وجعل يرفع رجلا ويضع اخر ى ، وهو لا يأذن له بالقعود ، ونظرت إلى وجهه يتغير ساعة بعد ساعة ، ويقبل على الفتح بن خاقان ، ويقول : هذا الذي تقول فيه ما تقول ، ويردد عليه القول ، والفتح مقبل عليه يسكنه ، ويقول :
مكذوب عليه يا أمير المؤمنين ، وهو يتلظى [ويشطط] ، ويقول : والله لأقتلن هذا المرائي الزنديق ، وهو الذي يدعي الكذب ، ويطعن في دولتي ، ثم قال : جئني بأربعة من الخزر جلاف لا يفقهون ، فجئ بهم ودفع إليهم أربعة أسياف وأمرهم أن يرطنوا بألسنتهم إذا دخل أبو الحسن عليه السلام و [أن] يقبلوا عليه بأسيافهم فيخبطوه [ويعلقوه] وهو يقول : والله لأحرقنه بعد القتل ، وأنا منتصب قائم خلف المعتز ، من وراء الستر .
فما علمت إلا بأبي الحسن عليه السلام قد دخل ، وقد بادر الناس قدامه ، وقالوا : قد جاء ، والتفت فإذا أنا به وشفتاه يتحركان ، وهو غير مكروب ولا جازع ، فلما بصر به المتوكل رمى بنفسه عن السرير إليه ، وسبقه وانكب عليه فقبل ما بين عينيه ويديه وسيفه بيده ، وهو يقول : يا سيدي يا ابن رسول الله يا خير خلق الله ، يا ابن عمي يا مولاي يا أبا الحسن ، وأبو الحسن عليه السلام يقول : أعيذك يا أمير المؤمنين بالله ، اعفني من هذا ، فقال : ما جاء بك يا سيدي في هذا الوقت ؟ قال : جاءني رسولك ، فقال : المتوكل يدعوك ، ثم قال : كذب ابن الفاعلة ، ارجع يا سيدي من حيث شئت ، يا فتح ! يا عبد الله ! يا معتز شيعوا سيدكم وسيدي ، فلما بصر به الخزر خروا سجدا مذعنين .
فلما خرج دعاهم المتوكل ، ثم أمر الترجمان أن يخبره بما يقولون ، ثم قال لهم : لم لم تفعلوا ما أمرتكم به ؟ قالوا : شدة هيبته ، ورأينا حوله أكثر من مائة سيف لم نقدر أن نتأملهم ، فمنعنا ذلك عما أمرت به وامتلأت قلوبنا من ذلك رعبا ، فقال المتوكل : يا فتح هذا صاحبك ، - وضحك في وجه الفتح ، وضحك الفتح في وجهه - فقال : الحمد لله الذي بيض وجهه وأنار حجته ) .
الأنوار البهية ، الشيخ عباس القمي ، ص 293 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
أسعد الله أيامكم بذكرى ولادة الإمام علي الهادي (عليه السلام) .
روى القطب الراوندي عن أبي سعيد سهل بن زياد ، قال : حدثنا أبو العباس فضل بن أحمد بن إسرائيل الكاتب ، ونحن في داره بسامراء فجرى ذكر أبي الحسن عليه السلام ، فقال : يا أبا سعيد إني أحدثك بشيء حدثني به أبي ، قال : كنا مع المعتز ، وكان أبي كاتبه ، [قال] فدخلنا الدار ، وإذا المتوكل على سريره قاعد ، فسلم المعتز ووقف ، ووقفت خلفه ، وكان عهدي به إذا دخل رحب به ويأمره بالقعود ، فأطال القيام ، وجعل يرفع رجلا ويضع اخر ى ، وهو لا يأذن له بالقعود ، ونظرت إلى وجهه يتغير ساعة بعد ساعة ، ويقبل على الفتح بن خاقان ، ويقول : هذا الذي تقول فيه ما تقول ، ويردد عليه القول ، والفتح مقبل عليه يسكنه ، ويقول :
مكذوب عليه يا أمير المؤمنين ، وهو يتلظى [ويشطط] ، ويقول : والله لأقتلن هذا المرائي الزنديق ، وهو الذي يدعي الكذب ، ويطعن في دولتي ، ثم قال : جئني بأربعة من الخزر جلاف لا يفقهون ، فجئ بهم ودفع إليهم أربعة أسياف وأمرهم أن يرطنوا بألسنتهم إذا دخل أبو الحسن عليه السلام و [أن] يقبلوا عليه بأسيافهم فيخبطوه [ويعلقوه] وهو يقول : والله لأحرقنه بعد القتل ، وأنا منتصب قائم خلف المعتز ، من وراء الستر .
فما علمت إلا بأبي الحسن عليه السلام قد دخل ، وقد بادر الناس قدامه ، وقالوا : قد جاء ، والتفت فإذا أنا به وشفتاه يتحركان ، وهو غير مكروب ولا جازع ، فلما بصر به المتوكل رمى بنفسه عن السرير إليه ، وسبقه وانكب عليه فقبل ما بين عينيه ويديه وسيفه بيده ، وهو يقول : يا سيدي يا ابن رسول الله يا خير خلق الله ، يا ابن عمي يا مولاي يا أبا الحسن ، وأبو الحسن عليه السلام يقول : أعيذك يا أمير المؤمنين بالله ، اعفني من هذا ، فقال : ما جاء بك يا سيدي في هذا الوقت ؟ قال : جاءني رسولك ، فقال : المتوكل يدعوك ، ثم قال : كذب ابن الفاعلة ، ارجع يا سيدي من حيث شئت ، يا فتح ! يا عبد الله ! يا معتز شيعوا سيدكم وسيدي ، فلما بصر به الخزر خروا سجدا مذعنين .
فلما خرج دعاهم المتوكل ، ثم أمر الترجمان أن يخبره بما يقولون ، ثم قال لهم : لم لم تفعلوا ما أمرتكم به ؟ قالوا : شدة هيبته ، ورأينا حوله أكثر من مائة سيف لم نقدر أن نتأملهم ، فمنعنا ذلك عما أمرت به وامتلأت قلوبنا من ذلك رعبا ، فقال المتوكل : يا فتح هذا صاحبك ، - وضحك في وجه الفتح ، وضحك الفتح في وجهه - فقال : الحمد لله الذي بيض وجهه وأنار حجته ) .
الأنوار البهية ، الشيخ عباس القمي ، ص 293 .
تعليق