تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
من الاثار الواضحة والجلية في مدينة سامراء هو السجن الذي اقامه المتوكل العباسي للإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام وللشيعة، فتحت الارض توجد غرف وتحت هذه الغرف توجد طامورة ما يسمى بالنفق وهذه الطامورة في اخرها مكان ضيق جدا بحيث أنّ الانسان لا يستطيع أن يقف بقامته، كان حبس الامام الهادي من قبل المتوكل هناك.
فأهم ما يميز عصر الامام الهادي عليه السلام هو ضعف الخلافة العباسية وانتهاء هيبة العباسيين؛ وذلك لسيطرة الاتراك على عاصمة العباسيين سامراء الذين تزوج حكام وامراء بني العباس منهم فكانوا اخوالا لإبناءهم واصبحوا امراء عاصمة دولتهم العباسية، وايضا سيطرة الامراء والاجراء على أطراف سامراء.
فكان الخليفة العباسي مسلوب الإرادة وهناك من يحركه من القادة والذين بأيديهم زمام السلطة، وحصل عدم استقرار واضطرابات كثيرة وخارجين على القانون كُثر، ورفض الامصار لحكم العباسيين والثورة عليهم، ولوحظ ايضا أنّ الخوارج كان لهم نشاط قوي وواضح مدعوم بالمال والسلاح، وهناك انتفاضات كثيرة ضد السلطة في الاقاليم كما في الاردن بقيادة رجل من لخم، وفي حمص ايضا هناك وثبه ضد عامل العباسيين كيدر الاشروبيني، ووثبه الجند ايضا في سامراء، وثورات أخرى، مثلا ثورة يحيى بن عمر بن الحسين بن زيد بن علي بن ابي طالب عليه السلام وقد انطلقت من كربلاء باتجاه الكوفة وكان شعار تلك الثورة الرضا من ال محمد صلى الله عليه واله.
موقف الامام الهادي عليه السلام من هذه الاحداث وسواها كموقف آبائه من قبل بخصوص الثورات التي كانت في زمن الامويين وفي زمن العباسيين، فالإمام لا يقدر ان يؤيد اي ثورة ولا يمكن لأي ثورة ان تُعلن من دون علم الامام يؤيدها الامام، فكان لا يؤيد لأنّه يعلم المصير والنتيجة بسيطرة الطغمة الحاكمة، فنتيجة للظروف الحرجة يُعلل عدم ابداء الامام عليه السلام رأي في هذه الثورات لأنه تحت مراقبة شديدة ويوجد اضطهاد للشيعة، فهو عمل المراد منه الحفاظ على الجماعة الصالحة والشيعة، فالإمام عليه السلام لا يبدي رأي صريح بمثل هذه الثورات.
واشد من ذلك الاتراك الذين استولوا على الحكومة وفق اهوائهم وطموحاتهم وهؤلاء شديدي البأس على الائمة عليهم السلام وعلى اتباعهم، فكانت فترة سيئة جدا.
والله عز وجل حفظ الامام من المتوكل وكيده وأفشل كل محاولات القتل التي اراد المتوكل أن يتخلص بها من الامام عليه السلام، وأقرّ الله عز وجل عين الامام بنهاية هذا العدو اللئيم البغيض فسلط عليه الغلمان الترك فقتلوه وهو سكران قد ذهب عقله.
والله سبحانه وتعالى بحسب مشيئته كانت شهادة الامام الهادي عليه السلام بيد المعتز وهو الزبير ابن المتوكل ويسمى بابن قبيحة؛ لأنّها كانت جميلة جدا فالمتوكل سماها قبيحة لكي لا ينظر الى جمالها، وجمعت ثروة طائلة لكنها بخلت أنْ تنقذ ابنها المعتز عندما اجتاحته الاتراك، فصح الحديث بأنه لا يقتل الأنبياء والأوصياء عليهم السلام إلّا أولاد الحرام، فقد سئل الصادق عليه السلام عن قوله تعالى: وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ.. فقيل له : من كان يمنعه ؟ قال : منعه أنه كان لرَشْدَةٍ، لأن الأنبياء والحجج لا يقتلهم إلا أولاد زنا ![1].
فشهادة الامام كانت بعد حرب استمرت سنة بين سامراء وبغداد بين المعتز والمستعين من سنة 251 الى 252 للهجرة،[2]، بعد ذلك انتصر المعتز وحكم ثلاث سنين واقدم على قتل الامام في الثالث من رجب سنة 254 للهجرة بيد اخيه المعتمد احمد ابن المتوكل ويعرف بابن فتيان يعرف امه، فثار الاتراك على المعتز وقتلوه في سنة 255 للهجرة ونصبوا المهتدي.
فسلام الله على امامنا علي الهادي يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.
_____________________________
[1] كامل الزيارات، ص: 136.
[2] تاريخ الطبري، ج 7، ص 445.
تعليق