الشيخ حسين التميمي
الخميس 964السنة العشرون14 / جمادى الآخرة / 1445هـ - 28 / 12 / 2023م
الخميس 964السنة العشرون14 / جمادى الآخرة / 1445هـ - 28 / 12 / 2023م
الحجاب يشمل قطعة من القماش تُستخدم لتغطية شعر المرأة وجسمها في بعض الثقافات والديانات، فهو يُرتدى امتثالاً لأحكام إلهية ودينية وثقافية وتقليدية للحفاظ على العفة والتحلّي بالتقوى والتقدير للذات، وهناك تنوّع كبير في أنماط الحجاب والطرق التي يتم بها ارتداؤه في جميع أنحاء العالم.
ففي الإسلام (على سبيل المثال) تتحجب المرأة للحفاظ على عفتها، وذلك وفقاً لتعاليم القرآن الكريم وأحاديث أهل البيت (عليهم السلام)، فقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ...﴾[1]وعن الفضيل قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الذراعين من المرأة، هما من الزينة التي قال الله: ﴿وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ﴾؟ قال: «نعم، وما دون الخمار من الزينة، وما دون السوارين» [2] وعن مسعدة بن زياد قال: سمعت جعفراً سُئل عما تظهر المرأة من زينتها قال: «الوجه والكفين» [3]
وهذا يعني أن الإسلام يؤكد على أهمية الحجاب للمرأة وللمجتمع بأكمله، حيث يحفظ حق المرأة في الخصوصية والعفة، ويعمل على تحقيق الاستقرار الأسري والاجتماعي.. علاوة على ذلك، فالحجاب يكون تعبيراً عن الهوية الإسلامية للمرأة والتزامها بتعاليم دينها.
ومما تقدم نفهم أن الآيات الكريمة وأحاديث أهل البيت (عليهم السلام) تحثّ المسلمات على تغطية أجسادهن وعدم لبس الملابس الضيقة أو المخصّرة، ويشير أيضاً إلى ضرورة تغطية الرأس، وبذلك تحفظ النساء قيمتهن ومكانتهن النبيلة.
وعليه ينبغي أن يتم تعزيز التوعية بشأن الحجاب والتعامل معه بطريقة محترمة وبشكل حضاري، والتشجيع على النقاش الهادئ والبناء حول هذه القضية، ومعرفة أسباب تجاهل الستر الذي يحفظ جوهر المرأة ويعزز من مكانتها، فالحجاب ليس مجرد تقليد للثقافة أو العادة، بل هو أمر مبني على أسس دينية وشرعية، وهدفه الأساسي حفظ العفة والحياء.
[1] (النور: 31).
[2] (وسائل الشيعة: 14/145)
[3] (وسائل الشيعة: 14/146).
تعليق