بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
🔹 انظروا إلى الحرقة المبثوثة في مناجيات الإمام زين العابدين وسيد الساجدين؛ زبور آل محمدٍ -عليه السلام-!..
🔸 عندما يقرأ الإنسان المناجيات الخمس عشرة، فإن جلده يقشعر، وقلبه يرق:
○ فعندما يقرأ مُناجاة التائبين، يرى مسحة برد العفو الإلهي على قلبه..
○ وعندما يقرأ مُناجاة المُحبين، فإنه يشتدُ حنينه وشوقه إلى رب العالمين..
○ وهكذا باقي مناجياته؛ فكل مناجاة لها شعور خاص..
.
▪️ وهذه المُناجيات هي دواءٌ لشتى الأمراض!..❕
▪️ ويستحب قراءتها في كل زمان ومكان.
🔹 إن المناجيات الخمس عشرة، هي صيدلية جامعة!..❕
⭕️ وبما أن الإنسان يمر بحالات مختلفة، لذا عليه أن يقرأ من هذهِ المُناجيات ما يتناسب مع حالته:
▫️ فمن لهُ همٌ وغم؛ فليلتجئ إلى مناجاة المفتقرين.
💌تؤدّي مناجاة المفتقرين دورًا مهمًّا في مساعدة الإنسان على إدراك حقيقة فقره وحاجته إلى الله، وتقوّي عنده الاعتقاد بحاجته المبرمة إلى الله من رأسه إلى أخمص قدميه، سواء في ما يمتلكه أو ما لا يمتلكه.
▫️ والإنسان الذي يغرق في بحر المعاصي؛ فلينادِ ربه بمناجاة التائبين..
▫️ وإذا كان هناك إقبال شديد؛ عليه بمناجاة المحبين..
▫️ وعند اليأس من النفس؛ يقرأ مناجاة الراجين..
▫️ وإذا كان هناك رزق معنوي؛ عليه بمناجاة الشاكرين، أو المريدين، أو الراغبين..
[[ سُبْحانَكَ ما أضْيَقَ الطُّرُقَ عَلى مَنْ لَمْ تَكُنْ دَليلَهُ، وَما أوْضَحَ الْحَقَّ عِنْدَ مَنْ هَدَيْتَهُ سَبيلَهُ ]]
وفي (مناجاة المريدين )، نجد أنفسنا نبحث عن أقرب الطّرق للوصول إلى الله،
✨لأنّه إذا هدى إنسانًا؛ فإنّه سيدرك سبيله ويصل إلى المقصد ولن يواجه أيّ إبهامٍ أو غموضٍ؛
⚠️أمّا إذا لم تكن هداية الله متحقّقةً فإنّ الإنسان مهما سعى، فإنّه لن يدرك الطريق الصحيح، بل سيُبتلى بالانحرافات والضّلالات.
[[ سُبْحانَكَ ما أضْيَقَ الطُّرُقَ عَلى مَنْ لَمْ تَكُنْ دَليلَهُ، وَما أوْضَحَ الْحَقَّ عِنْدَ مَنْ هَدَيْتَهُ سَبيلَهُ ]]
نقول في بداية هذه المناجاة ما أضيق وأوعر الطّرق على من لم يكن الله دليله، وفي المقابل، ما أوضح الطريق وخلوّه من الشبهات على من هداه الله سبيله.
🌀فمثل هذا الشخص لا يُمكن أن يُبتلى أبدًا بالشكوك والشبهات على طريق معرفة الحقّ وتمييزه عن الباطل؛
🔆لأنّ مثل هذا الشخص هو شخص مهتدٍ والحقّ بالنسبة له ساطعٌ سطوع الشّمس، وواضح ليس فيه أيّ إبهام أو غموض أو تعقيد.
✅وفي حال واجه بعض التعقيدات والمصاعب فمن الواضح أنّ ذلك لن يصيبه بضرر أو مكروه، لأنّ سلوك الطريق، لا سيّما إذا كان نفيسًا وقيّمًا، يقتضي أحيانًا وجود الصعوبات والمشاكل، وهو أمر يختلف تمامًا عن الضياع والضلالة.
[[ سُبْحانَكَ ما أضْيَقَ الطُّرُقَ عَلى مَنْ لَمْ تَكُنْ دَليلَهُ، وَما أوْضَحَ الْحَقَّ عِنْدَ مَنْ هَدَيْتَهُ سَبيلَهُ ]]
🌀الضائع لا يعلم من أين يسلك، وقد يسلك طريق الباطل ظنًّا منه أنّه طريق الحقّ،
💡حيث يقول القرآن الكريم في هذا المجال:
﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً﴾
لقد ابتُلي أمثال هؤلاء بمشكلة الجهل المركّب أو أنّهم يعيشون الجهل البسيط؛ ولكنّهم حائرون وعاجزون عن إدراك الطّريق الصّحيح؛
🔀فقد يسلكون هذا الطّريق، ثمّ تجدهم يتّجهون في طريقٍ آخر، وربما يتّبعون هذا الصّوت، ثمّ تجدهم يتّبعون صوتًا آخر،
✨ذلك لأنّهم ليس لهم نورٌ إلهيّ ﴿وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ﴾
‼️بالطّبع، إنّ الله لا يظلم أحدًا، فإنّ كلّ هذه الحيرة وكلّ هذه الانحرافات والضلالات هي جزاء بعض الأعمال التي يقوم بها الإنسان عن وعيٍ.
[[ إِلهي فَاسْلُكْ بِنا سُبُلَ الْوُصُولِ إِلَيْكَ، وَسَيِّرْنا في أقْرَبِ الطُّرُقِ لِلْوُفُودِ عَلَيْكَ، قَرِّبْ عَلَيْنَا الْبَعيدَ وَسَهِّلْ عَلَيْنَا الْعَسيرَ الشَّديدَ، وَألْحِقْنا بِعِبادِكَ الَّذينَ هُمْ بِالْبِدارِ إِلَيْكَ يُسارِعُونَ، وَبابَكَ عَلَى الدَّوامِ يَطْرُقُونَ، وَإِيّاكَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ يَعْبُدُونَ، وَهُمْ مِنْ هَيْبَتِكَ مُشْفِقُونَ ]]
✨ كلّ ما هو موجودٌ في هذا العالم قد نزل من جانب الله وسوف يعود إليه مرّةً أخرى؛
🔄أي أنّ له قوسًا نزوليًّا، وهو يتنزّل من جانب الله إلى هذا العالم، ثمّ يعرج إليه مرّةً أخرى في قوسٍ صعوديّ.
📍ولا يختصّ هذا الأمر بالإنسان فحسب، بل إنّ الإنسان هو أحد أفراد هذه المجموعة الكبيرة.
🔸وقد جاء في القرآن المجيد تعبير الحشر ولقاء الله أيضًا، كما يقول تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ﴾
🔹فالكدح يعني الحركة المتلازمة مع السرعة التامّة والسعي الوافر، ولا يختصّ هذا اللقاء بأهل الإيمان، بل هو لقاءٌ عامّ مثل الرّجوع إلى الله، ويشمل الجميع.
🔺وبعبارةٍ أخرى، هو أمرٌ تكوينيّ لا يُستثنى منه أحد، ولهذا فإنّه لا يكون فخرًا لأحد.
⚠️وإلى جانب هذه التحرّكات لدينا حركةٌ يختارها الإنسان ويبدؤها برغبته، وهذه الحركة ليست أمرًا جبريًّا، كالمجيء إلى الدنيا، ولا تُشبه ذلك اللقاء التكوينيّ الإجباريّ العموميّ.
✨فبهذه الحركة يتميّز الإنس والجنّ عن سائر الموجودات ويُصبح أهلها أفضل من الملائكة، والهدف منها هو لقاء الله.
فهم في البداية بعيدون عن الله، ثمّ بعد ذلك تتقلّص المسافة شيئًا فشيئًا، ولا يتحقّق ذلك إلّا بالعبادات التي تكون النيّة فيها هي القربة إلى الله.
💟هذه النيّة التي تُعدّ في ثقافتنا من لوازم الإيمان ولا تُقبل من دونها أيّ عبادةٍ.
✅فإذا اختار أهل الإيمان الطّريق بشكلٍ صحيح وسلكوه، فإنّهم سيتقرّبون إلى الله شيئًا فشيئًا، وسيصلون إلى المقصد.
⬅️..فالمقصود من السير إلى الله والوصول إليه، ليس ذلك السير التكوينيّ الذي يتحقّق لجميع الموجودات، بل المقصود هو السّير الاختياريّ.
🛤على هذا الطريق الواسع الذي ينتهي إلى الله، توجد مساراتٌ عدّةٌ، وبعضها يوصل إلى المقصد أسرع من غيره.
⚠️ففي الحقيقة، يوجد أمامنا طريق واسع ممتدّ يتفرّع إلى طرقٍ عدّةٍ، فبعضها شديد القرب من المقصد، وبعضها شديد البعد عنه.
..إنّنا نطلب من الله الطريق الأقرب ونقول: اللهمّ! قرّب علينا البعيد.
✨ومن الطبيعيّ، أنّ الطريق المستقيم هو أقرب الطّرق، ذلك لأنّ الطريق الملتوي تكون له زاوية وانحناء، فيصبح أبعد وأبعد عن المقصد.
في الماضي، كانت وسائل الأسفار متناسبة مع ذلك الزمان (الأحصنة والجمال وأمثالها)، كما كان البعض يسافرون سيراً على الأقدام.
🚶🏻♂وكان الناس يعلمون جيّدًا أنّ وجود رفيق جيّد حتّى في الطّرق المختصرة (مثل الطريق من قم إلى جمكران) يمكن أن يقلّل من مصاعب وطول الطّريق لكلٍّ من المسافرين، لا سيّما المشاة.
👍🏻فلو كان هناك من يمشي معهم أو يتقدّمهم وهو يسير بمنتهى الجدّ والعزم الرّاسخ، فسوف يبعث فيهم النّشاط.
👎🏻وفي المقابل، لو صاحبهم شخصٌ كسولٌ عاجزٌ، فإنّه سوف يؤثّر سلبًا في روحيّتهم ونشاطهم.
✅بناءً عليه، فإنّ من أسرار النّجاح في السّفر الحصول على رفيقٍ، خصوصًا إذا كان يعرف الطّريق جيّدًا وكان شخصًا موثوقًا، فسوف يساهم في زيادة النّشاط والتقليل من وعثاء السفر.
👥لأجل ذلك، فإنّنا نلتفت في هذه المناجاة إلى رفاق السّفر والرّواة الذين يتحرّكون أمام هذه القافلة وهم يعلمون الطّريق جيّدًا، وتكون حركاتهم وأقوالهم وسلوكيّاتهم قدوة بالنسبة لنا.
وهكذا نقول: اللّهم حيث إنّك يسّرت لنا أقرب الطّرق إليك، فابعث لنا رفاقًا لائقين في هذا السّفر لديهم مثل هذه الصّفات والخصائص:
✅يتحرّكون بسرعة.
✅يقطعون هذا المسير باستمرار ومن دون توقّف.
✅هم أهل العبادات في الليل والنهار.
✅هم أهل الخشية بين يدَيْ عظمتك.
تعليق