تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
اقتضت العدالة الإلهية بان تكون الحقوق موزعة بحسب فئات المجتمع كل فئة لها حق من داخلها ومع خارجها، والحق الاول والاهم هو حق الله عز وجل من بعده تأتي الحقوق الاخرى وأهمها هي حقوق الابناء في هذا الوجود، من خلال دين الاسلام ففي مرحلة مبكرة تبدأ حقوق الابناء قبل أن يتزوج الوالدين؛ وذلك من خلال حسن الاختيار لكل واحد منهما، فالرجل عليه أن يحسن اختيار المرأة التي يريد الاقتران بها كي تكون زوجة وخليلة وسكن له، فيتعاطى معها بالحب والمودة والرحمة وتهيئة كل الامور التي تنجح الحياة الأسرية، والاهم من هذا كله انها ستكون أمّا لأبنائه فحسن الاختيار هنا له دور مهم.
وايضا على المرأة ان تختار الرجل الذي ستقترن به كزوج وخليل لها وقيّم عليها، من خلال الانفاق وتهيئة اسباب المعيشة الطيبة فسيكون أبا لأبنائها، فهناك عدة صفات على الرجل أن يهتم بها كي يختار كل منهما ما يناسبه ومن هذه الصفات.
أولاً: التدين: وهذا أمر مهم فالمرأة المتدينة لا يأتي منها إلّا كل خير وتكون عامل مريح للرجل في حياته فورد عن رسول الله صلى الله عليه واله: ((مَن تَزَوَّجَ امرَأةً لا يَتَزَوَّجُها إلّا لِجَمالِها لَم يَرَ فيها ما يُحِبُّ، ومَن تَزَوَّجَها لِمالِها لا يَتَزَوَّجُها إلّا وَكَلَهُ اللَّهُ إلَيهِ، فعلَيكُم بذاتِ الدِّينِ))[1].
ثانياً: النسب: فعلى الرجل أن يختار المرأة من عائلة واسرة نسبها صحيح وليس بنسب سيء ولها مكانة وشرف، كما ورد أنّ النبي صلى الله عليه واله قالَ لِلنّاسِ: ((إيّاكُم وخَضْراءَ الدِّمَنِ، قيلَ: يا رسولَ اللَّهِ، وما خَضراءُ الدِّمَنِ؟ قالَ: المَرأةُ الحَسناءُ في مَنبِتِ السُّوءِ))[2].
ثالثاً: الاخلاق الحسنة: فالمرأة ذات الاخلاق الحسنة لا تتصرف الى إلّا بحسن خلقها، وتعاشر زوجها بالمعروف، وتقدم لأبنائها أفضل ما عندها من خلال ما تعلمته في بيتها، فعن الإمام الصّادق عليه السلام: ((إنّما المرأةُ قِلادَةٌ فانظُرْ ما تَتَقَلَّدُ..)) [3].
رابعاً: اختيار الاسم الحسن للأبناء: وهذا مؤثر في حياته ومثل ما نرى في هذه الأزمنة انّ أكثر الناس اصبحت تبحث عن اسماء غربية وغريبة تشير الى اشياء غير مشهورة وغير معروفة، فاختيار الاسم هو منفعة للابن لأنّه يؤثر على تصرفاته ومستقبله، مما ورد عن رسول الله صلى الله عليه واله: ((مِن حَقِّ الوَلَدِ على والِدِهِ ثَلاثَةٌ: يُحَسِّنُ اسمَهُ، ويُعَلِّمُهُ الكِتابَةَ، ويُزَوِّجُهُ إذا بَلَغَ))[4].
خامساً: العدالة بين الأبناء: وهذا امر مهم وله أثر كبير عندما يكون الاختيار متبادل من الزوجين، سيتعاطى الأب مع زوجته ومع ابنائه بعدالة، والأم كذلك وتكون العدالة هي الامر الطاغي في هذا البيت، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه واله: ((اِعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلاَدِكُمْ فِي اَلسِّرِّ كَمَا تُحِبُّونَ أَنْ يَعْدِلُوا بَيْنَكُمْ فِي اَلْبِرِّ واَللُّطْفِ))[5].
هذه صفات من المهم أن تتوفر لدى الزوجين كي تكون العائلة المراد تأسيسها، عائلة صالحة ونافعة لنفسها وللمجتمع، والأمر الآخر أيها المسلم أنّ هذا الابن هو منك يحمل صفاتك الأساسية، وفعله وقوله ينسب اليك، وهو عندما يسأل مَنْ فلان بعد ذلك يقال عنه ابن فلان، فأنت صاحب مسؤولية لقوله تعالى: ﴿وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ﴾[6]، فتربيه على حسن الادب، وترشده الى الله عز وجل، وتعين هذا الابن على طاعة الله عز وجل، فيكون اثره لك وسيكون برا بك في دنياك وآخرتك، فثوابك لا ينقطع من خلال ابنك، وايضا في حال رحيل الابن فتعمل بما ورد عَنْ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَنَّهُ قَالَ:
((إِنَّ اَلْعَبْدَ لَيُرْفَعُ لَهُ دَرَجَةٌ فِي اَلْجَنَّةِ لاَ يَعْرِفُهَا مِنْ أَعْمَالِهِ.
فَيَقُولُ: رَبِّ أَنَّى لِي هَذِهِ؟
فَيَقُولُ: بِاسْتِغْفَارِ وَالِدَيْكَ لَكَ مِنْ بَعْدِكَ))[7].
[1] بحار الأنوار، ج 19، ص 235، ح 103.
[2] بحار الأنوار، ج 10، ص 232، ح 103.
[3] معاني الأخبار، ج 1، ص 144.
[4] مكارم الأخلاق، ج 1، ص 474، ح 1627.
[5] مكارم الأخلاق، ج 1، ص 220.
[6] سورة الصافات، الآية: 24.
[7] مستدرك الوسائل، ج 6، ص 438.
تعليق