ليس للتداوي بالكحل عين ولا أثر في هذه الأيام ولا في الطب الحديث بينما تعطيه أخبارنا أكبر الزخم في مجال معالجة العين من الأوجاع والضعف وكثرة الدمع، وتعده أيضاً مما يقوي أشفار العين وينبت الشعر، كما أنه يقي من الكثير من الأمراض الخطيرة كنزول الماء في العين.
وأهم من ذلك فهو سنة الرسول (صلى الله عليه واله) التي لا محيد عن إحيائها بعد ضياعها وهجر الناس برمتهم لها، بل عدّه من القبائح والفضائح التي لا تغتفر، بل إن الناس يسخرون ممن يفعل ذلك، ونحن نحاول من خلال هذه الدراسة إحياء هذه السنة، وذلك بتسليط الضوء على فوائدها وما تعالج وتقي منه من الأمراض، مع تأكيد الأئمة عليه حتى روي أن الإمام الرضا (عليه السلام ) قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكتحل .
١ـ الكحل أمان من الماء
روى الصدوق بسنده عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال: «الكحل عند النوم أمان من الماء»
، وهذا الكلام مطلق ويشمل الماء الأبيض والأسود.
٢ ـ الكحل ينبت الشعر
روى الكليني وغيره بعدة طرق «أن الكحل ينبت الشعر»
، ولعل المراد به شعر العين المسمى بالرموش والأشفار وإن كانت الرواية مطلقة، ويؤيد الأول ما رواه ابنا بسطام عن الصادق (: «الكحل يزيد في ضوء البصر وينبت الأشفار».
٣ ـ يعذب الفم
فقد روى الكليني بسند معتبر عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال: «الكحل يعذب الفم»، وفي رواية اُخرى: «يعذب الريق»
٤ ـ يعينك على طول السجود
روى الكليني بسنده عن أبي عبد الله (عليه السلام ) : «أن الكحل يعين على طول السجود»، فكأن طول السجود يورد بعض الضغط على العين فتتألم ويعجز الساجد فيرفع رأسه، والكحل يمنع من تأثر العين في هذا الحال، والذي أظنه رجوع ذلك إلى السوائل الموجودة في العين وحركتها المؤدي إلى اغتشاش العين، والكحل يحيل دون ذلك.
٥ ـ يجفف الدمعة
روى الكليني وغيره «أن الكحل يجفف الدمعة» ، فلعل المقصود هو معالجة كثرة الدموع التي تكون على أثر مرض في العين أو ضعف، فلما كان الكحل مقو البصر يكون أثره التالي تجفيف الدمعة الحاصلة نتيجة للضعف.
٦ ـ يقوي البصر
والتعبير عن ذلك في الأخبار تارة بعنوان «الكحل يجلو البصر»،
واخرى «الكحل يحد البصر»
، والنتيجة أنه يعالج ضعف البصر، وأوضح من ذلك ما رواه ابنا بسطام بسندهما عن أبي عبد الله (عليه السلام )
: «الكحل يزيد في ضوء البصر».
وتقيده بعض الأخبار بالاكتحال وتراً كالمروي عن النبي (صلى الله عليه واله)
أنه قال للحسين بن علي (عليه السلام )
: «اكتحل وتراً يضيء لك بصرك»
٧ ـ الإثمد أمان من الماء الأسود
تقدم أن الكحل أمان من الماء وبإطلاقه يشمل الماء الأسود، ولكن هناك رواية تذكر هذه الخصوصية للإثمد وتخصه بالماء الأسود، يرويها الكليني، بسنده عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال: «من نام على إثمد غير ممسك أمن من الماء الأسود أبداً مادام ينام عليه»، والممسك أي المخلوط بالمسك، فالنافع هو الإثمد الذي لا يخلط مع المسك.
٨-الاثمد يذهب القذى
والقذى هو جميع ما يكون في العين من الأوساخ التي تكون من داخل العين ومن خارجه ويسمى الغمص والرمص ومثل الأشياء الغريبة التي تدخل العين، والإثمد يزيل جميع ذلك أو خصوص مثل الغمص والرمص، فقد روي أنه رسول الله (صلى الله عليه واله ) أمر بالاكتحال بالإثمد وقال: «عليكم به فإنه مذهبة للقذى .
٩- تقوية البصر
وهذا أهم ما تذكره الأخبار وتؤكد عليه بالنسبة للاكتحال بالإثمد، فإن هذه الخصوصية وإن كانت مذكورة لأصل الاكتحال، ولكن هناك تأكيداً خاصاً بالنسبة للإثمد وطريقة خاصة في استعماله.
فالروايات تذكر بالمرحلة الاُولى أن الاكتحال بالإثمد يجلو البصر، وتذكر قصة فليت التي يرويها ابنا بسطام والطبرسي وغيرهما، عن أبي عبد الله (عليه السلام ) قال: «أتى النبي ( صلى الله عليه واله )
أعرابي يقال له فليت وكان رطب العينين، فقال له رسول الله (أرى عينيك رطبتين يافليت، قال: نعم يارسول الله، هما كما ترى ضعيفتان، قال: عليك بالإثمد؛ فإنه سراج العين»
• والسراج بمعنى المصباح
--------------------------------------------------------------
المصدر : كتاب دراسة في طب الرسول المصطفى صلى الله عليه وآله