درس قرآني –( وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ)

[مصباح الدجى]

بسم الله الرحمن الرحيم
{وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}* ﴿ سورة الأنفال -آية ٢٦﴾

تفسير الكلمات:
واذكروا: أيها المؤمنون، وقيل انها نزلت في المهاجرين.
مستضعَفون: قليلو العدد لا من ناصر ولا معين.
في الأرض: أرض "مكة".
تخافون أن يتخطَّفكم الناس: أن يأخذكم كفار قريش بسرعة.
فآواكم:فجعل لكم مأوى تأوون إليه منهم إلى "المدينة".
وأيَّدكم: قوَّاكم.
بنصره:نصركم الله يوم "بدر" بالملائكة، وقيل بالانصار في "المدينة"..
تفسير الآية: واذكروا أيها المؤمنون (المهاجرون) نِعَم الله عليكم إذ أنتم بـ"مكة" قليلو العدد مقهورون، تخافون أن يأخذكم كفار قريش بسرعة، فجعل لكم مأوى تأوون إليه وهو "المدينة"، وقوَّاكم بنصره عليهم يوم "بدر" بالملائكة (او بالانصار)، وأطعمكم من الطيبات ومن جملتها الغنائم، لكي تشكروا له على ما رزقكم وأنعم به عليكم.
خلاصة: هذا التذكير بأيام النصر والتدخل الإلهي التي سبقتها أيام مأساة تمثّلت بقلّة العدد واستضعاف المسلمين من قبل الكفار. هذا درس لنا وتذكير بالماضي لأخذ العبرة منه للحاضر والمستقبل، حيث كان تكليف المؤمنين هو محاربة الكفار وفق منهج قرآني أصيل قائم على تصميمٍ لامتثال التكليف الشرعي ونصرة الله تعالى، والله ينصر من ينصره ويستنزل المدد الإلهي والنصر الربّاني.
وقياسا عليه، فإنّ المقاومة والمقاومين في الوطن العربي اليوم عليهم وجوب الانصياع للتكليف الشرعي والعُدّة والنصرة، لمقاتلة العدو الصهيوني الغاصب وان تفوق بالقوة المادية، فان الله وعد المؤمنين بتحقيق الانتصار على العدو المعتدي اذا تحلّوا بالايمان الحقيقي المستنزل بمدد الله تعالى، المثبّت بروح المعنويات القتالية العالية، والذي سيؤدي حتما الى هزيمة العدو مهما كانت الفوارق في العدد والعتاد، والله تعالى يقول: { كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ} (سورة البقرة-249). ومن الامثلة في لبنان: (حرب تموز 2006 - نموذجا).

[صدى المهدي]

اللهم صل على محمد وال محمد
احسنتم ويبارك الله بكم
شكرا لكم كثيرا

عليه أفضل الصلاة والسلام