بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
الاب هو ابو طالب عمران بن عبد المطلب والمشهور أنّ اسمه عبد مناف هو سيد البطحاء سيد قريش هو زعيمها ومؤمن قريش كما ورد عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) يَقُولُ: ((وَاللَّهِ مَا عَبَدَ أَبِي وَلَا جَدِّي عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَلَا هَاشِمٌ وَلَا عَبْدُ مَنَافٍ صَنَماً قَطُّ
قِيلَ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ؟
قَالَ: كَانُوا يُصَلُّونَ إِلَى الْبَيْتِ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ مُتَمَسِّكِينَ بِهِ))[1].
اما الام فهي فاطمة بنت اسد المرأة الصالحة التي هي من نسل صالح، كانت على دين ابراهيم الخليل عليه السلام وهي التي ربت الرسول صلى الله عليه واله وكان يناديها أماه وهي أوّل امرأة بايعت النبي صلى الله عليه واله بمكة بعد خديجة وقال ابن عباس: ((وفيها نزلت ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ ..﴾[2]))[3].
وهي ايضا أوّل امرأة هاجرت الى النبي صلى الله عليه واله من مكة الى المدينة على قدميها ماشية حافية.
ولها عند رسول الله صلى الله عليه واله خصوصية من خلال مواقف عدة وردت في كتاب الكافي منها: عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: ((إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَسَدٍ أُمَّ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ.. وَكَانَتْ مِنْ أَبَرِّ اَلنَّاسِ بِرَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَسَمِعَتْ رَسُولَ اَللَّهِ وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّ اَلنَّاسَ يُحْشَرُونَ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ عُرَاةً كَمَا وُلِدُوا فَقَالَتْ: وَاسَوْأَتَاهْ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: فَإِنِّي أَسْأَلُ اَللَّهَ أَنْ يَبْعَثَكِ كَاسِيَةً وَسَمِعَتْهُ يَذْكُرُ ضَغْطَةَ اَلْقَبْرِ فَقَالَتْ وَاضَعْفَاهْ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: فَإِنِّي أَسْأَلُ اَللَّهَ أَنْ يَكْفِيَكِ ذَلِكِ))[4]، حتى أنّه صلى الله عليه وآله كفنها بقميصه عند موتها وتمدد في لحدها، الى أن وضعها في قبرها وهو يناجيها أبنك أبنك.
وما نحن بصدده هو أنّ قريش في حياتها اليومية كانت الناس تطوف حول البيت الحرام منهم من هو من مكة ومنهم من هو من خارج مكة، واعتاد اشراف قريش وكبرائها الجلوس حذاء البيت الحرام والتسامر في هذا الموقع الشريف؛ لأنّهم يعرفون أنّ هذا البيت هو بيت الله وكما هو معروف باعتقادهم الباطل أنّهم يعبدون الاصنام كي تقربهم زلفى الى الله، وفي ذلك اليوم يتحدث يزيد ابن قعنب فيقول: كنت جالسا مع العباس بن عبد المطلب حذاء البيت الحرام واذا بالسيدة فاطمة بنت اسد قد جاءت ووقفت امام جدار الكعبة الذي يسمى المستجار واخذت تدعو بهذا الدعاء: رب إني مؤمنة بك ، وبما جاء من عندك من رسل وكتب، وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل عليه السلام، وأنه بنى البيت العتيق ، فبحق الذي بنى هذا البيت العتيق، وبحق المولود الذي في بطني لما يسرت عليّ ولادتي.
ونعلم انها حامل فرأينا أنّ الجدار قد انشق ودخلت فيه فاطمة، فكان رد فعلنا أنّنا قمنا مندهشين وقد عاد الجدار كما كان فركضنا الى البيت الحرام وحاولنا ان ندخل الى البيت من خلال بابه فانسدت اقفالهن فحاولنا بشتى الطرق أن نفتح هذه الاقفال فلم تفتح فعرفنا أنّ هذا الامر من الله عز وجل واخذتنا الحيرة والدهشة فانتظرنا ماذا يحدث، وبعد ثلاثة ايام وإذا بها قد خرجت وبين يديها هذا الوليد فسألناها فقالت لنا: إني فضلت على من تقدمني من النساء، لأنّ آسية بنت مزاحم امرأة فرعون عبدت الله سرا في موضع لا يحب أن يعبد الله فيه إلا اضطرارا وإن مريم بنت عمران هزت النخلة اليابسة بيدها حتى أكلت منها رطبا جنيا، وإني دخلت بيت الله الحرام، وأكلت من ثمار الجنة وأرزاقها، فلما أردت أن أخرج هتف بي هاتف: يافاطمة، سميه عليا وهو علي، والله تعالى العلي الأعلى، يقول: إني شققت اسمه من اسمي، وأدبته بأدبي، ووقفته على غوامض علمي، وهو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي، ويقدسني، ويمجدني، فطوبى لمن أحبه وأطاعه، وويل لمن أبغضه وعصاه.
[1] كمال الدين وتمام النعمة، ص 174.
[2] سورة الممتحنة، الآية: 12.
[3] تذكرة الخواص، ص 10.
[4] الكافي، ج 1، ص 453.
تعليق